آخر تحديث: الأربعاء، 14 سبتمبر/ أيلول، 2011،
يسعى أردوغان لإقامة شراكة استراتيجية مع مصر
لا
تزال زيارة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان لمصر تستأثر باهتمام
الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء وسعي تركيا لإقامة شراكة استراتيجية مع
مصر وخطر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.
فقد خصصت صحيفة الغارديان تحليلا لزيارة اردوغان لمصر تحت عنوان "اردوغان يلعب لعبة عالية المخاطر".
قالت الصحيفة إن خطاب اردوغان في القاهرة خدم على نحو رائع سعي تركيا لتصبح لاعبا إقليميا كبيرا في شؤون منطقة الشرق الأوسط.
وواصلت
قائلة إن التصفيق والتهليل الذي قوبل به خطاب اردوغان في القاهرة يعكس
الموقف القوي لأنقرة ضد إسرائيل بعد عقود طويلة من التحالف الوثيق معها
وتبنيها وبكل وضوح موقفا نقديا إزاءها بعد مقتل تسعة ناشطين أتراك على يد
القوات الإسرائيلية الخاصة كانوا على متن سفينة مساعدات متوجهة إلى غزة.
ومضت
الصحيفة قائلة إن سعي تركيا للقيام بدور إقليمي قوي جاء في ظل شعورها
بخيبة أمل وربما بصدمة بسبب تعطيل فرنسا وألمانيا لطموحاتها التي طالما
راودتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وترى
الصحيفة أن تركيا بصفتها دولة سنية قوية على خلاف إيران الشيعية تكن مشاعر
التعاطف مع قضايا المنطقة كما يبدو وتحظى بإعجاب كبير بسبب مواقف المواجهة
مع إسرائيل على خلاف معظم الدول العربية.
ويأمل
اردوغان الذي تشمل جولته أيضا تونس وليبيا أن يساهم في تعزيز الانتقال
الديمقراطي الذي تشهده تلك البلدان وتقوية الفرص التجارية والاستثمارية
لبلاده فيها.
وأضافت
الصحيفة أن حجم التعاملات التجارية لتركيا مع منطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا بلغ 30 مليار دولار أي أنه شكل 27 في المئة من صادراتها.
لكن
الصحيفة ترى أنه رغم الحماس الذي يحيط بالموقف التركي، فإنها قد تواجه
سقفا محدودا بشأن المدى الذي يمكن أن تصل إليه. فمثلا رغم أنها كانت نشطة
فيما يخص الأزمة السورية، فإنها لم تنضم إلى الدول الغربية في دعواتها
للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.
وترى
الصحيفة أيضا أن قرار اردوغان بعدم زيارة قطاع غزة يوحي بأنه يلتزم بسياسة
ضبط النفس في وجه غضب الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وكتب دانيال واجنر في مجلة فورين بوليسي قائلا "يلعب اردوغان لعبة عالية المخاطر في الوقت الذي يمكن أن تكون المخاطر أشد".
وواصل
قائلا "وعلى المرء أن يتساءل إن كان سعيه ليصبح بطلا في نظر رجل الشارع
العربي قد يجلب نتائج عكسية في نهاية المطاف؟ وما هو الثمن الذي سيدفعه؟".
وخلص الكاتب قائلا "إن كان على الولايات المتحدة أن تختار بين تركيا وإسرائيل، فإنها بطبيعة الحال ستختار إسرائيل".
وتقول الفاينانشال تايمز إن أردوغان يحاول استثمار شعبيته في مصر
صحيفة
الفاينانشال تايمز خصصت بدورها تغطية لزيارة أردوغان لمصر. تقول الصحيفة
إن اردوغان حذر في خطاب حماسي بالقاهرة إسرائيل من أنها قد "تدفع ثمنا بسبب
عدوانها وجرائمها" في تأكيد جديد على التحول الذي تشهده السياسة الخارجية
التركية تجاه إسرائيل ما أثار قلقها ومخاوف لدى الولايات المتحدة.
وقالت
الصحيفة إن جولة اردوغان في المنطقة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها
محاولة لاستثمار الإعجاب الشعبي العربي بشخصه بصفته يتبنى مواقف أكثر تشددا
حيال إسرائيل مقارنة مع قادة عرب آخرين في المنطقة.
لكن تصدع العلاقات التركية الإسرائيلية يثير قلقا بالغا لدى واشنطن التي تنظر إلى البلدين على أنهما يمثلان حليفين مقربين منها.
ورغم
الحماس الشعبي الذي أحاط بزيارة اردوغان لمصر، فإن المحلل السياسي، عماد
جاد، يرى أن "القاهرة بدت مترددة في الهرولة للحضن التركي".
وأضاف
قائلا "المجلس العسكري والحكومة المصرية ربما يعتقدان أن هذا ليس هو الوقت
الصحيح لإقامة تعاون استراتيجي مع تركيا. الأتراك يعيشون لحظة قوة في حين
نحن في لحظة ضعف".
وترى
الصحيفة أن جولة اردوغان التي ستشمل تونس وليبيا أيضا ستبرز صورة تركيا
بصفتها دولة لا تتردد في دعم الربيع العربي. وفي هذا السياق، يقول أحد
المسؤولين الأتراك "سيلقي رئيس الوزراء الرسالة ذاتها في هذه البلدان
الثلاثة: ندعم الثورات الشعبية ونقف مستعدين لمساعدتها في تحقيق أهدافها
وجلب الأمن والاستقرار".
وخلصت
الصحيفة إلى أن العاطفة الدينية لاردوغان والتجربة الديمقراطية التركية
والنجاح الاقتصادي الذي حققته أنقرة (حققت تركيا معدل نمو وصل إلى 8.8 في
المئة خلال الربع الثاني من السنة الجارية) جعلت من هذا البلد نموذجا يحتذى
من قبل باقي دول المنطقة.
"الأخطر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..