نايف إبراهيم كريري – إعلامي
والله بدأت الرائحة النتنة تفوح، وهذا لا يرضي معالي وزيرنا الخلوق الدكتور عبدالعزيز خوجة، والتاريخ سيكتب هذا بمثل ماكتب لمعالي وزير الاعلام السابق إياد مدني والدكتور عبدالعزيز السبيل بأنهما ضد الانتخابات، وقاما بالتعيين، وإن استمر الحال بهذا الذي نراه، سنترحم على تلك الفترة كونها أتت بالتعيين، ولم تلجأ الوزارة لأساليب الخداع هذه التي نراها في معظم انتخابات الأندية الأدبية ..شخصيا ترشحت لهذه الانتخابات ويعلم الله أنني غير راغب ، ولكن مشاركة في العرس الانتخابي..أخشى ما أخشاه أن يتحول لمأتم انتخابي.. عبدالعزيز قاسم
توقفت قافلة الانتخابات في الأندية الأدبية عند محطة نادي جازان الأدبي في مساء الثلاثاء الماضي، وليت أنها لم تتوقف أو أن تتأجل هذه الانتخابات التي انتظرها مثقفو وأدباء المنطقة لأن التجربة الانتخابية كانت كواحدة من التجارب التي سبقتها في بعض الأندية الأدبية التي مرت بها قاطرة الانتخابات، وربما ستكون كغيرها من الانتخابات القادمة في عدد آخر من الأندية الأدبية.
في جازان كان كل شيء يشي بالتآمر على إجهاض العملية الانتخابية الديمقراطية السلمية منذ أن أعلن النادي فتح باب التسجيل لعضوية الجمعية العمومية، ومن ثم التجهيز للانتخابات فخاض مجلس الإدارة السابق طريقاً غير المرسوم له في لائحة الأندية الأدبية التي أصدرتها الوزارة أو التي عدّلتها لتتناسب مع أكبر قدر من الراغبين في الدخول إلى ساحات الأندية الأدبية، وعقد مجلس الإدارة السابق العزم على إصدار شروط من قبله تقضي بدخول من له إصدار ويحمل مؤهل البكالوريوس في اللغات أو اللغة العربية، وضيق الخناق على كثير من الراغبين وكأن الأمر تمهيد لمؤامرة منتظرة في الانتخابات التي عقدت! وبعد تعديل اللائحة الذي ربما وصل إلى أسماع وأنظار مجلس الإدارة في جازان متأخراً أعلن النادي عن سماحه للراغبين في الدخول لعضوية الجمعية العمومية بانطباق أحد الشرطين السابقين وليس كلاهما وكان هذا الإعلان أيضاً ليس للجميع فلم يعرف عنه إلاّ قليل إلى أن انتهت فترة التسجيل وحلّت اللائمة على المثقفين والأدباء الذين لم يتابعوا أخبار النادي التي تعلن فقط على لائحة الإعلانات الداخلية والتي تشبه لائحة الإعلانات التي توضع في المدارس.
هكذا انتهى المشهد قبل الانتخابات وأغلق التسجيل للجمعية العمومية بعدد لا يوازي ولا يقارب عدد المثقفين والأدباء في سائر المنطقة، ولم يتجاوز العدد 200 مثقفاً وأديباً في بلد حافل بعدد كبير من القامات، وبدأ مشهد الاستعداد لخوض الانتخابات وتسديد رسوم العضوية للجمعية العمومية والاستعداد للانتخابات التي حددتها الوزارة في 28/10 لتؤجل يوما آخر وتصبح في 29/10، ووصل عدد المرشحين للانتخابات أكثر من 40 مرشحاً ومرشحة.
ويستمر المشهد بعد ذلك في انتظار سداد رسوم العضوية للجمعية العمومية وتقديم البرنامج الانتخابي لمن ينوي ترشيح نفسه، وكان يمكن أن يقلص نصف العدد بسبب عدم تقديم البرنامج الانتخابي من قبل المرشحين ولا أعلم كيف يمكن أن تكون انتخابات دون برنامج انتخابي وعرض لهذا البرنامج الانتخابي ومن ثم اختيار البرامج الانتخابية الأصلح لشغل كرسي عضوية مجلس الإدارة ولتكون الوزارة وأعضاء الجمعية العمومية على وضوح تام فيما يمكن أن يقدمه هذا العضو المنتخب لمجلس الإدارة، ولكن الأمر سار في نادي جازان وغيره من الأندية الأدبية السابقة بهذه الطريقة وهو ما لا أتمنى أن تسير عليه أندية أدبية أخرى وإلاّ ستكون انتخابات الأندية الأدبية ظاهرها الديمقراطية وباطنها الفساد والتعيين الذي كان يعمل به قبل أربع سنوات أو أكثر، وعند ذلك ستكون الحالة الثقافية والأدبية خلال الأربع سنوات القادمة كالتي سبقتها أو أسوء منها بكثير وذلك بسبب الانتخابات المغشوشة.
إن المنظومة النظامية التي نسير عليها تفتقد تماماً للمعرفة الكاملة واللازمة للانتخابات في أي مجال من المجالات، وقد تكون المعرفة ضرورية وأساسية في حقل الثقافة والأدب ذلك أن هذا الوعي مرتبط بشكل كبير بهم من خلال سعة اطلاعهم وتطلعهم للأمور ومعرفتهم بالأحداث ونظرتهم للمستقبل ولذلك حينما يفتقد هذا الحقل لمثل هذه الأمور فإنه يغدو أشبه بحقول أخرى مثل ما نشاهده في انتخاباتنا البلدية والتجارية وغيرها، وما شاهدناها في الأندية الأدبية يعد واحدة من المساوئ التي مرت على مشهدنا الثقافي وأفقدته الصدق في نفسه والمصداقية مع الآخرين وبدلاً من أن تعطي الثقافة إيحاءً بأهمية هذه الممارسة الديمقراطية النزيهة فإن هذا الإيحاء تحول إلى كومة من المشكلات التي وقع وسيقع فيها وعند ذلك سيصبح الخروج منها صعباً وطريق الوصول إلى الحل طويلاً.
بل إن صورة المشهد الثقافي أبانت حقيقة ما عليه مثقفينا ومستوى الثقافة التي يحملونها وبالتالي يصبح الحال في مهزلة الانتخابات وبرقابة مباشرة من وزارة الثقافة والإعلام واحد من الصور التي فضحت هذا المشهد وأبانت العجز والسوء الثقافي الذي يعانيه مشهدنا ويرضخ فيه، وهنا يتساوى هذا المشهد بمشاهد أخرى عرفناها في دول عربية قريبة منا كانت تعقد انتخابات رئاسية وتخرج نتائجها بـ 99.99% من الأصوات لصالح فرد عربي واحد يتوج بكرسي الرئاسة لسنوات ضوئية، ولكن هذه الصورة والحالة قضى عليها الربيع العربي وربما لن نشاهدها مرة أخرى، وما نحن بحاجة إليه هو ربيع ثقافي يحل على أنديتنا الأدبية بدلاً من الوحل الذي ترتع فيه، وبدلاً من الصور المزورة للانتخابات والتي قد تكون نسخة طبق الأصل في كل ناد أدبي.
وأعود إلى مهزلة الانتخابات التي كانت في نادي جازان الأدبي على مرأى ومسمع من ناصر الحجيلان وبأوامر وتوجيهات من عبدالله الكناني وبتنفيذ وتطبيق من عدد من مثقفي وأدباء جازان الذين انطلت عليهم لعبة الانتخابات استطاع أن يلعبها آخرون ويتربعوا على كرسي عضوية مجلس الإدارة، فبعد ما قد سردته في بداية كلامي عن بداية المهزلة من أيام التسجيل لعضوية الجمعية العمومية فقد استطاع عدد من المبيتين النية لدخول مجلس الإدارة أن يجمعوا أكبر عدد من الأسماء في لحظات تسجيل استمارة العضوية فجاءوا بأسماء ليس لها من الثقافة والأدب إلاّ الاسم أو المؤهل أو الوظيفة وقبل أن يكمل تعبئة بياناته ضموا تصويته لهم، وليكون في تلك الليلة حاضراً من بعد صلاة المغرب في قاعة النادي التي لم تكن مكيفاتها تعمل والنادي قد أعلن الحضور من بعد صلاة العشاء، وحينما حضرنا على هذا الموعود كان تدقيق الأسماء ومطابقتها وتوزيع أجهزة التصويت التي ربما أن الكناني قد نسي بعضها في الرياض ولأن عودته إليها ستكون بعد الانتخابات بنصف ساعة فقد أغلق تدقيق البيانات وصرف الأجهزة بعد العشاء مباشرة والنادي لم يشر إلى هذا في رسالته التي عممها على جميع المثقفين والأدباء وإنما ترك الأمر مفتوحاً حينما قال (بعد العشاء) ولم يحدد ساعة معينة، وليتفرغ موظف الوزارة المنتدب لجهاز البلاك بيري الذي يحمله ويخبر جميع أصدقاءه أنه في جازان! وبعد التصويت وانتهاء العملية الانتخابية بنجاح وسلام ظاهرين ظهرت أسماء مجلس الإدارة والأسماء الاحتياطية ولكن الوصول لم يكن أبداًَ بالطرق السلمية.
كانت هذه لمحة بسيطة عما دار في واحدة من لوحات التهريج الانتخابي في أنديتنا الأدبية ولن تكون الأخيرة، على أمل أن يتحالف مثقفو كل منطقة يعتقدون أن في انتخاباتهم طعوناً ويقدموها للوزارة لتنظر فيها بسرعة وتتعامل معها بجد وحزم لا أن تترك كما حصل في مهزلة انتخابات نادي الأحساء الأدبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..