الخميس، 6 أكتوبر 2011

وَصفَةٌ للشر .. لا بد أن تَقرؤوها .!



كما يصف الطبيب الدواء، هذه وَصفةٌ لِعكسه .. للشر الذي لا بُرءَ منه.
إن أردتَ فتح أوسع أبواب الفتن و الشرور دفعةً واحدة، على شعبٍ أو وطن، فَأْتِه من باب (الأمن) .. و (الأمن) فقط. فالناس أول ما يفقدون (الأمن) .. و أحوجُ ما يحتاجون (الأمن) .. و أوسع ما يتأثّرون به (الأمن) .. و أصعبُ ما يستعيدون (الأمن) .. إن إستعادوه يوماً ما.
يجوع المرء 24 ساعة، و لا يتحمل فَقْد (الأمن) دقيقة. فيها يُقتل برئ، و يُنتهك عِرض، و تُنهبُ حقوق، و يُفعلُ ما لا تُعوّضه الملايين. التفريط به يُفْقِدكَ رصيد عمركَ، عشراتِ السنين من تعبٍ و جهدٍ و مال .. يُشطَبُ على مستقبلكَ و أهلك، فلا تعرف كيف تخطط و لا أين تتجه، و لا يعود لكَ قرار .. أيُّ قرار. تُصبح و تُمسي مُسيَّراً مُنقاداً كالدواب في أمواجٍ تتلاطم، بلا قَشَّةِ نجاة.
الجائع يخطط، و الجاهل يخطط، و الفقير يخطط .. إلّا فاقد (الأمن)، لا وقتَ، لا وعيَ، و لا أملَ له في أي تخطيطٍ .. أو حتى تفكير.
(الأمن) قبل الصحة، و قبل التعليم، و قبل الشورى .. قبل كل شيئ إلّا أركان الاسلام الخمسة. إنه (التاجُ) الحقيقي على رؤوس الآمنين، لا يراه إلّا فاقِدوه .. و ما أكثرهم، دولاً و شعوبا، عن يميننا و يسارنا و أمامنا و خلفنا.
و القائمون بواجبات (الأمن)، لا يدافعون عن (التاج) تاجِ المُلْكِ أو الحُكْمْ .. بل عن (تاج) أمنٍ يُزين رأس كل مواطن، ذكراً و أنثى، كبيراً و صغيراً، غنياً و فقيراً، عالماً و جاهلاً، محافظاً و ليبرالياً. بِذا يكون (جهاداً في سبيل الله).
الكُلُّ يُجمِع على (الأمن)، مهما إختلفوا توجهاتٍ و شعاراتٍ و مآرباً. و لا تَصونه الخُطبُ و لا الاجتهادات .. بل العمل و الإنضباط و الإخلاص .. و الله من وراء القصد. 

          محمد معروف الشيباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..