الجمعة، 4 نوفمبر 2011

قصة نصب حقيقية لزميلنا عمر عبدالسلام
ع ق  854

بالتفصيل الممل أروي لكم ما وقع فيه أخوكم اليوم من فخ لئلا تقعوا فيه مثلي..عمر عبدالسلام

الحمد لله على كل حال
حدث لي هذا اليوم
خرجت من عند مكينة الصراف وإذا بشخص عليه ثوب خليجي يقابلني و يخرج من جيبه ورقة عبارة عن ماركة لنوع من الساعات ويسألني أين يا أخي وكالة بيع الساعات هذه حيث إنني جئت من حي العليا مع صاحب لموزين فجاء بي هنا .. أجبته بأني لا اعرف الوكالة لكن يمكن أن تسأل ... ثم إذا بشخص آخر بلهجة شامية يأتي ويسأله نفس السؤال ،الشخص الآخر قال له إن وكيل هذه الساعات هو الغزالي ومقره في شارع الستين بالملز .. قال شكرا وذهب ليطلب سيارة لموزين أخرى ليذهب ... ولا زال الشخص الآخر واقفا ثم ناداه و قال تعال ماذا تريد من الوكالة .. قال أريد أن أبيع ساعتين معي لأني بحاجة إلى المال حيث إن زوجتي في المستشفى وقرروا لها عملية عاجلة ... قال بكم تبيعها ، قال هذه فاتورة شرائها من الإمارات وهي ذهبية بمبلغ 71 ألف درهم ، قال : أتبيعها بمبلغ ثلاثين ألف قال طيب قال خذ ألفين و تعال معي للبيت أعطيك الباقي ، قال : أنا رجل غريب ولا أستطيع أن أذهب معك قال : إذا انتظرني خمس دقائق وذهب مسرعا ..
قال الإماراتي : انا اريد أن انتنظره خمس دقائق فإن عاد وإلا فإني مستعجل جدا .. قلت له : أنا ليس عندي إلا خمس وعشرون ألفا فهل تبيعها قال نعم
ثم استدركت وقلت : مادام أنك وعدت الرجل فلا بد من انتظاره .. ثم قال أو قلت أنا : ما دام البيع لم يتم فلا بأس من البيع على الغير بمزايدة أو غيرها
 قلت أجل انتظرني آتي بالمبلغ من البيت قريبا قال : طيب لكن أبعدني قليلا عن المكان لئلا يأتي الرجل السابق !!! قلت طيب وأبعدته
ذهبت وأتيت بما عندي وما عند زوجتي – ولم استشرها بشئ – وصرافي وصراف زوجتي . ثم قلت له يا أخي كم يساوي صرف الدرهم بالريال قال : الدرهم اكثر من الريال قليلا ...
قلت له هذا هو المبلغ وهذه هويتي وأرجوك يا أخي أريد أن أتأكد من هويتك .. قال  أنا مستعجل والهوية تركتها رهنا في المستشفى وأنت على كيفك فإن شئت وإلا فأنا مستعجل ومع السلامة تأخرت !!!
وقعت في الفخ .. اعطيته المبلغ وكان ناقصا الف ريال أي 24 ألفا ما قال شيئا وطلبت منه رقم الجوال فقال أعطني رقم جوالك وأتصل بك وفعلا اتصل لكي أعرف الرقم ..
ذهب وذهبت .... وإذا بي
لما افترقنا وإذا بي أصحى .. لكن قلت لعلي أذهب الآن لمحل الساعات وأتأكد .. ثم قلت هناك محلات ذهب أقرب أذهب استشيرهم .. ذهبت لأقرب محل ودخلت عليه وقلت له هل هذه الساعة ذهب .. قال لا .. لماذا... بكم اشتريتها ...الحقيقة أني سكت وخجلت من نفسي ... وإذا بالبائع الآخر يقول : هذه أساليب نصب يقوم بها من يدعي أن السلعة من دبي بعشرين ألفا ....
وبعد فأشهد أن هذا النصاب ممثل ناجح من الدرجة الأولى .. لا تكاد تمسك عليه حركة أو نظرة ريبة ... ثم كثيرا ما يردد إن شئت وإلا مع السلامة فأنا مستعجل !!!
ــــــــــــــ
يا أخوان قد يقول أحدكم كيف يقع هذا
أقول : حصل وإذا تم القدر عمي البصر
وإلا فهناك أشياء غريبة
هل يعقل أن أماراتي يملك ساعة هو وزوجته بمبلغ 71 ألف وليس عنده مبلغ لعمل عملية في المستشفى
هل يعقل أن أماراتي يملك ذلك وليس عنده بطاقة صراف أو فيزا أو ماستر كارد
هل يعقل أن يعرض السلعة في شارع عادي وليس عند أهل الصنعة من أهل الذهب والساعات
هل يعقل أن يبيع ساعاته التي اشتراها بملغ 70 ألف يبيعها بـ24 ألفا
هل يعقل أن يرهن جوازه في المستشفى
لماذا لم اقل له تعال أنا وانت إلى محل الذهب لنتأكد
الله المستعان
المسألة كلها نصب واحتيال ، طبعا اشترك فيها اثنان وهناك ايضا ثالث جاء لكن كان دوره أقل منهما .
تمنيت لو أخذت على الاقل له صورة بالجوال
وأنا لا اظنه إماراتي لكن لهجة أهل الشرقية أو العراق أو من مجهولي الجنسية فاللهجة تشتبه بأهل الخليج لاسيما للبعيدين مثلي .
أخبركم ذلك وأقول : حسبنا الله ونعم الوكيل
وسبحان الله أنا ما أوجعني المال الذي سلب مني عينك عينك مثل ما أوجعني أني وقعت في فخ بهذا الحجم وكأن العقل نتركه جانبا في سبيل  (عدم تفويت الفرصة )
أنا والله مقصر في حق ربي لكن أحمد الله أن اليوم صليت الفجر في جماعة وأصبحت صائما
الحمد لله رب العالمين .. اوصي نفسي وأخواني بأذكار الصباح والمساء وأذكار الخروج من المنزل ففيها خير
والمصائب تقع على الجميع والله يخلف – سبحانه – وأسأل الله أن يهدي المجرم أو أن يوقعه بشر عمله .
كم سُرق من الناس بأنواع الحيل
أذكر لكم هذه لئلا تقعوا
على أن السراق والحيل لا يقفوا عند حد فكل يوم لهم حيلة
كفاكم الله الشر وسلمكم والحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه على كل حال وهو الرازق ويخلف الله بعافية وستر وأمن وصلاح ذرية .
أوصي نفسي وأخواني بأن نحصن المال بالزكاة والنفقات الواجبة والمستحبة .
كم يعرض علينا مشاريع خير ونساهم فيها لكن صراحة نساهم فيها باليسير ... هاهو المال يتلف بأسهل الأسباب فعلنا أن نأخذ عبرة ونجود به .
إن نشر مثل هذه الاخبار فيها جانب إيجابي للتحذير ... لكن لا ننس أن أنواع الحيل كثيرة ، وربما يكون فيها جانب سلبي
ـــــــــــــ
أخيرا أخبركم أني لا أنوي إخبار زوجتي على الأقل الآن لئلا تنزعج فربما أحكيها بعاطفة حيث إن الحادثة لم تمض عليها ساعات وألمها لا زال ، أنوى إن شاء الله بعد مضي شهرين إخبارها وأحكيها حينها بهيئة الراضي الفرح بكل قدر يحصل .. هذا إذا لم تكتشف مقالي هذا  .
لا شك أن المصائب في النفس والأهل والمال تقع وهناك حكم .. إذ قد تكون عقوبة بسبب تقصير في حق الله وحق خلقه – وكلنا ذاك الرجل – وقد تكون تذكير وقد تكون تكفير وقد تكون رفعة في الدرجات .
ثم إن الإنسان مع رضاه بما يحصل يجب أن يكون منتبها حريصا قدر الإمكان .. ويستعين بالله ولا يتكل إلا على ربه ويقول : اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين  
أبشركم الآن وبعد مضي ساعتين على الحادثة أضاحك أطفالي بكل سرور.. الله يرزقنا الرضى .
أنوي إن شاء الله كما قُدّرت لي هذه المصيبة أن أحدث على إثرها طاعة ومراجعة للنفس ... حتى تكون عاقبة هذه المحنة منحة ... أذكر جار لنا أصيب قبل فترة يسيرة بنكبة في ولده التي تزوج للتو ... سبحان الله انقلبت هذه المصيبة له بمزيد من القرب من الله....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..