شلقم يفتح النار: ليبيا لن تكون إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر

هجوم كاسح على قطر ودورها في ليبيا، واتهامات بأنها مصابة بجنون عظمة مثلها مثل القذافي وبصدد تشكيل 'حزب الله' الليبي!

ميدل ايست أونلاين

أنا لا أفهمه برلين - اتهم وزير خارجية ليبيا السابق وسفيرها الحالي في الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم قطر بأنها تسير على نفس الطريق الذي سلكه معمر القذافي من جنون العظمة فتتوهم انها تقود المنطقة وانها تعمل على تشكيل حزب إسلامي يشبه حزب الله في ليبيا. وقال شلقم في برنامج "مع الحدث" الذي يبث عبر التلفزيون الالماني القسم العربي "دويتش فيله" ان قطر تريد الهيمنة على ليبيا وان رئيس المجلس الانتقالي الليبي والوفد الليبي الذي زار قطر مؤخرا قبلوا ما أملي عليهم في الدوحة دون ان يكون لديهم خبرة سياسية ومعرفة بخلفيات الامور. واضاف شلقم ان وفد المجلس الانتقالي الليبي قبل بأمور فرضت عليهم من قطر يرفضها معظم الليبيين وانهم - اي قطر وحلفائها - اذا استمروا في اتجاه الهيمنة على ليبيا فهم واهمون ولن يقبل الليبيين بذلك بل ستتم مقاومتهم بكل الطرق. وقال شلقم "لن تكون ليبيا إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر". واتهم عبد الرحمن شلقم دولة قطر بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا، واعرب عن رفضه ان تتولى قطر قيادة التحالف الدولي للقوات في ليبيا، حيث وصف جيشها بأنه عبارة عن "مرتزقة". ووصف شلقم عملية جمع السلاح في ليبيا بأنه خدعة حيث ان المجموعة المكلفة بجمع السلاح باشراف قطري ستقوم بجمع السلاح وتعطيه لآخرين. لا تتوهم كما توهم وقال شلقم ان ليبيا ليست في حاجة لأموال قطر. وان من قام بالدور المهم على الأرض هو القوات الفرنسية والأميركية والبريطانية وليس القطرية. وسخر شلقم من ان القطريين سيديرون تنمية ليبيا حيث قال ان الخبراء الذين يديرون النفط والبنوك في قطر هم ليبيون، وان قطر لا تتميز عن ليبيا لكي تأتي وتعمل غرفة عمليات في ليبيا. وعبر شلقم عن رفضه لذلك وقال "هذا مرفوض، قطر كلها لا تساوي حارة في ليبيا. والخبراء الليبيون هم الذين يقودون قطر ولسنا في حاجة لقطر في أي شيء شكرا لهم، فليتركوننا نقرر مصيرنا بأنفسنا. نحن لا نعتبرهم محايدين. نحن لا نريد قطر ولا أميركا". وعبر شلقم عن عدم فهمه للتحالف الذي تقوده قطر قائلا "أنا لا أفهمه، ولا أقبله وغير معروف حتى لليبيين. قطر تقود أميركا وتقود فرنسا، من هي قطر، أليس جيشها من مرتزقة من نيبال ومن بنغلاديش وباكستان؟ ما هي قدرة قطر. أخاف أن تصاب قطر بما أصيب به معمر القذافي من جنون العظمة، فتتوهم أنها تقود المنطقة. أنا لا أقبل ذلك. عدد الشهداء الليبيين والجرحى يفوق عدد سكان قطر." واتهم السفير الليبي في الامم المتحدة قطر بتشكيل حزب إسلامي موال لها على غرار حزب الله في لبنان. من جانب أخر تشير تقارير في طرابلس حصلت عليها ميدل ايست اونلاين الى تهديد العديد من المجموعات المرتبطة بقبائل ليبية بأنها لن تسمح بتواجد لمجموعات قطرية في المنطقة وانها ترفض التدخل القطري وستواجهه بالعنف. وتجاوبا مع هذه التهديدات قام قائد المجلس العسكري في طرابلس والمتحالف مع قطر بزيارات لوجهاء في المنطقة لتهدئة غضبهم وكسبهم الى صفوف مجلسه والتخفيف من التوتر بينهم وبين التواجد القطري على الاراضي الليبية. --------------------------------- هل تكون ليبيا أفغانستان قطرية بقلم: عبدالعزيز الخميس شلقم يقول للقطريين شكرا لكم ما فعلتموه لنا وعليكم أن تبقوا على نفس المسافة من الجميع لا أن تشكلوا ليبيا مثلما تريدون ولصالح حلفائكم من الإسلاميين. قد تكون لهجته شديدة ولكن ما يقوله هو واقع الحال على الأرض. ميدل ايست أونلاين بقلم: عبدالعزيز الخميس يتفهم الكثير من العرب دور قطر في التعاون مع التحالف الغربي لحماية الشعب الليبي، لكن ما يثير التساؤلات هو حدود هذا الدور وتطلعاته. يبدو ان تصريحات مندوب ليبيا في الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم للتلفزيون الالماني ضد الدور القطري تأكيدا على ان المهمة القطرية ليست سهلة كما تصورها صانع القرار القطري. كما ان ردود فعل بعض المجموعات القبلية في طرابلس وتهديدهم من تواجد قطري في العاصمة سيجعل الامور تسوء في المستقبل ان لم يتم تداركها. قطر قامت ومعها دول عديدة بدور مهم في ازاحة نظام القذافي وانقاذ ارواح الشعب الليبي. لكن هل تنتهي المهمة هنا ويستلم الليبيون الراية لصنع مستقبلهم، ام يظلون وكأنهم يتعاملون مع دولة خرجت من حرب عالمية وتبقى تحت الوصاية الدولية وخاصة القطرية. قد يبدو شلقم محقا في ان على الليبيين ان يتولوا امرهم بيدهم ولا حاجة لتدخل هذه الدولة او تلك. ويتفهم الكثيرون شعوره الوطني ان لا حق للدول ان تقرر نيابة عن الليبيين او ان تستغل ثرواتهم وتدير مصالحهم بالنيابة عنهم وكأن ليبيا لا تملك رجالا قادرين على صنع مستقبل وطنهم. لكن ما اخطأ فيه شلقم هو طريقة التعبير عن حنقه من الدور القطري، وإن اصاب ايضا في بعضها، ونلخص ذلك في نقاط منها: - ان شلقم يشعر بأن قطر تدعم بالمال والسلاح الاسلاميين وتتعهدهم لحكم ليبيا. وفي هذا يبدو شلقم محقا فالدور القطري يناصر بلحاج في طرابلس والاخوان المسلمين في بنغازي وهو يقوم الان بصنع جبهة اسلاموية كما يحدث في مصر وتونس. - الشعور بالمهانة ان اجنبيا حتى لو كان عربيا يتولى ادارة مصالحك وكأن بلدك اصبحت بلا قادة يستطيعون النهوض ببلدهم. فلن يرتاح اي مواطن وهو يرى الاجنبي يجمع سلاحه ويدير غازه ونفطه مهما كان ذلك الاخر قد فعل له خيرا بتحطيم نظامه الديكتاتوري السابق. - النظرة الضيقة تجاه الخليجيين وعدم هضم البعض ان الخليج واهله يستطيعون ان يقوموا بادوار كبيرة، لذا تحدث شلقم عن حجم قطر وقلة سكانها، ونسي شلقم انه يجب ان يلوم مجتمعه والنظام الذي كان يشكل احد اعمدته والذي سمح لقطر ان تلعب دورا في بلاده بسياسته الرعناء. ثم أن ليبيا نفسها ليست الدولة العظمى سكانيا أيضا حتى بحسابات إقليمها. هذا الحماس القطري يحتاج الى هدوء ومراجعة لا إندفاع قد يجر كوارث. يجب ان يترك أمر الليبيين لهم وان يتم مساعدتهم بالنصيحة والمال والبقاء على مسافة متساوية من جميع الاطراف واحترام ارادة الليبيين. كما ننتظر ان تبقي الجذوة القطرية شيئا من شعلتها لسوريا خاصة بعد ان تم التعامل في الجامعة العربية مع نظام بشار الأسد بليونة لم تتم مع القذافي. في الختام يبقى التساؤل المهم: هل يؤدي الحماس القطري في ليبيا والتدخل هناك لأن تصبح ليبيا افغانستان قطرية يعود منها القطريون بالاحزان كما عاد من تدخلوا في افغانستان؟ وهل تشتعل ليبيا انقسامات وصراعات بين تيارات سياسية تابعة لهذا البلد او ذلك؟ وهل يفرح بالإنتصار من ازاح رأسا ليخرج بدلا منه رؤوس عدة؟ وهل شلقم يعبر عن مصلحته الشخصيه ام ان ليبيا مليئة بشلاقم تنتظر ان تعبر او تثور ضد الدور القطري كما لمح شلقم؟ كنا سابقا نقول ما أصعب تغيير الأنظمة، والآن نقول: كم هي صعبة وخطرة مرحلة ما بعد الأنظمة. عبدالعزيز الخميس