رسول الله والتوعية والمكافحة مستمرة ==
قصص توضح جهود الدولة السعودية في
مكافحة الشرك في منطقة المدينة المنورة
== أمثلة من جهود وزارة الداخلية وأمارة منطقة المدينة المنورة
و سماحة المفتي والمحكمة الشرعية وهيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرهم في مكافحة الشرك ==
بقلم: الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي
استشاري ادارة المشاريع التطويرية وأتخاذ القرارات وحل المشاكل
ع ق 879
الوقت اجازة، ويوجد وقت لكتابة بعض المقالات.
أتابع مايكتبه الأخوة حول الشرك. والحق يُقال: لم أفهم من أي من المقالات أن هناك تكفير لأي من المدن السعودية عند فتح مكة، وإنما شروحات تم نقلها من مصادرها التاريخية ضمن الحوار، فلا ينبغي تحميل من ينقل مسؤولية ماينقله.
أعظم انجاز للدولة السعودية
كنت قبل نحو أسبوعين مع مسلم مصري يتبع الطريقة السلفية في عبادته وحياته، فوصل حديثنا الى أنني أعتقد أن أعظم انجاز للدولة السعودية الحالية هو (التوحيد)، والذي هو أساس دعوة الأنبياء للبشر، وأنه لولا هذا التوحيد لما أمكن جمع هذه القلوب.
نحن الآن في العام 1432هـ، وأرغب في أن أقدم في هذا المقال شهادتي على مارأيته في منطقة المدينة المنورة قبل أكثر من 30 سنة، أي قبل مغادرتي لها لكي أعيش بالمنطقة الشرقية كطالب ثم استاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم عودتي الأخيرة لها بعد أن تقاعدت مبكرا من الجامعة وأنضممت للقطاع الخاص.
القصة الأولى
القصة الأولى حصلت في عهد أمير منطقة المدينة المنورة الأسبق الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز رحمه الله ووكيل الأمارة الأسبق الشيخ سعد الناصر السديري أمد الله في عمره، فقد جاء خطاب رسمي من مفتي عام المملكة الشيخ بن باز عن طريق وزارة الداخلية يفيد أن هناك نخلة في منطقة حول قباء يدعي أصحابها أنها تعود لسلمان الفارسي وموجودة منذ عهد الرسول الكريم.
وهم يبيعون التمر بسعر عال على بعض الحجاج.
أمر الأمير بقطع الشجرة حسب طلب سماحة المفتي ابن باز، وكلف سعادة وكيل الأمارة والدي بالأمر ضمن لجنة ترأسها ومكونة من مندوبين من المحكمة وغيرها.
كنت في الصف الأول ثانوي، وكنا في اجازة ، فصحبت والدي في تلك الأيام البسيطة، وكان معنا (خويا) من الأمارة وبعض سيارات الشرطة والبلدية والهيئة. وذهبنا الى هناك، فوجدنا صفوف طويلة من الحجاج واقفين ينتظرون.
دخلنا حتى وصلنا الى النخلة، فوجدنا حولها مابين 100 الى 200 من الزنابيل الكبيرة المليئة بالتمور التي يدعي أصحابها أنها من أنتاج النخلة .. والتمر يباع بسعر عال. وكان بعض الحجاج من الجهلة يطلبون أن يتمسحوا بها في منظر يوضح أعتقادهم ببركة النخلة وقدرتها على احداث تأثير في حياة المتمسحين بها، ويشترون من تلك التمور.
وهنا سأل والدي متعجبا: هل من المعقول أن كل هذا التمر نتج عن هذه النخلة؟ كيف؟
فقال أحد اصحابها: بركة.
ضحك والدي، وقال: يالله ياولد بلاكذب .. وأمر بالبدء في قطعها.
وقف الناس ينظرون بحسرة .. وكأنهم ينتظرون عقابا من الله سينزل على من يقطعها.
وفعلا تم قطعها.
القصة الثانية
أتى أيضا خطاب من سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الى أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز عن طريق وزارة الداخلية يوضح أن لديه بلاغ بأنه يوجد قبر يعتبره الناس مزارا ويقع في منطقة خارج المدينة المنورة أسمها (..)، وأن بعض الزوار والزائرات ممن يعانون من أمراض أو عقم أو غيره يقدمون قرابين قرب القبر ( لم أذكر الإسم لأن الموضوع قد يصبح حساسا عند القاطنين في تلك المنطقة).
وتم تكليف والدي كممثل لأمارة المنطقة بالذهاب الى هناك مع مندوبين من جهات حكومية مختلفة، حيث وجدوا أناسا يضعون أقراص البر وعليها العسل على شجر بجوار القبر، وعندما يأتون في اليوم التالي ويجدون الأقراص أختفت يقولون أن هذا معناه أن بعض (الصلاّح) أخذوه وان القربان تم قبوله.
أحضرت اللجنة أناس صالحين من كبار السن من نفس المنطقة، فذكروا للجنة أن هذا القبر قديم وأنه لرجل صالح.
كتبت اللجنة لأمارة المنطقة التي رفعت خطابا لوزارة الداخلية ، والتي أرسلت بدورها للمفتي خطابا تستفتيه في ماينبغي فعله، فأجاب يرحمه الله بأن على اللجنة حفر القبر، فإذا وجدت فيه جثمان أحد فينبغي نقله ودفنه بسرية تامة ضمن مقابر المسلمين، ومن ثم ينبغي ازالة هذا المزار ومافيه من شركيات.
تم حفر القبر ، فوجد جثمان رجل صالح سليم تماما، وكأنه دُفن بالأمس. وبمجرد أن حاول العمال لمسه تفتت وأصبح مادة مثل التراب. تم جمع تلك المادة في كيس، وتم نقله ودفنه في مقابر المسلمين. ومن ثم تم ازالة معالم المزار، وتم تنبيه صاحب المكان الى ضرورة عدم اعادة أي شيء، وأخذ التعهد اللازم بذلك، وأنتهى المكان.
القصة الثالثة
يزور الناس قبر رسول الله وصاحبيه. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد).
ومنذ تأسيسها أزالت الدولة السعودية كل القباب التي كانت موجودة في البقيع وغيره. وركزت الدولة على وضع رجال يراهم كل زوار مسجد وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه .. وهؤلاء الرجال مهمتهم أن لايحاول أحد الإقتراب من القبر وتحويله الى وثن يُعبد. فالزيارة المشروعة مقبولة، وماعدا ذلك يحول القبر الى وثن يُعبد.
ومع ذلك قبل 30 سنة كانت هناك لجنة من الأمارة والمحكمة وغيرهما تدخل القبر كل فترة، خصوصا بعد موسم الحج، فتجد أن بعض الزوار يتدافعون الى القبر ويرمون من الفتحات التي فوق الباب نقودا وأحجبة وخطابات مكتوبة وموجهة للرسول الكريم ترجوه أن يحل مشكلة فلانة التي لاتنجب، أو فلانة التي لديها مشكلة مع زوجها، أو فلان الذي يحتاج الى رزق بسبب فقره، أو رد إمرأة الى زوجها وهكذا.
وهذه أمور شركية حاربتها الدولة السعودية وأوضحت أن محمدا ماهو إلا رسول كريم أختصه الله برسالته الأخيرة في اخلاص العبادة لله تعالى وأرسله للبشرية هاديا ومبشرا ونذيرا، فأدى الأمانة على أكمل وجه.
ويمكن رؤية أن هذه الجهود لاتزال موجودة حتى تاريخه.
الخلاصة
ماذكرناه في هذا المقال هو غيض من فيض، فقد كتبت 3 قصص اضافية (القصة الرابعة والقصة الخامسة والقصة السادسة)، ولكنني آثرت حذفها حتى لا أؤذي بعض الناس الذين يعيشون بين ظهرانينا. وكان بإمكاني أن أكتب الكثير مما رأيناه رأي العين.
وأقول: الشرك هوى نفس وتشجيع شيطاني. يظل الشرك موجودا دائما في كل زمان ومكان. ويحتاج الى متابعة وتوعية حتى يبقى التوحيد والإيمان خالصا لله تعالى.
وقد لاحظنا أنه يطل برأسه بين الحين والآخر بسبب ضعف بعض النفوس، وقامت الدولة بمتابعته ومنعه وشرح العقيدة الصحيحة للناس، وهي جهود مباركة، لأن الله تعالى يقول (إن الله لايغفر أن يشرك به، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)، فهذا انقاذ للناس من أن يأتوا يوم القيامة يحملون شركا لايغفره الله تعالى.
الرأي
إن الإنسان المنطقي في أعتقادي ينبغي أن يفكر هكذا: إذا كان الشرك موجودا قبل 30 سنة - في حوادث موثقة بمعاملات ومخاطبات رسمية - ولايزال موجودا حتى هذه اللحظة وتكافحه الدولة بالتوعية وقوة النظام مع أناس يمارسونه بسبب ضعف ايمانهم الذي يمنعهم من التعلق التام بالله تعالى وقدره، فمن باب أولى أن يكون موجودا حين قدوم الملك عبدالعزيز لفتح المدن والقرى في نجد والحجاز وغيرهما !!
ولذلك فإن مشايخ (الغطغط) الذين أفتوهم في حينه لابد رأوا حين فتح مدن نجد والحجاز وغيرهما مارأيناه نحن رأي العين قبل 30 سنة، ولانزال نراه حتى هذه اللحظة. ولابد أن الأمر كان متفاقما بسبب الجهل وقلة التوعية والتعليم في ذلك الوقت، وبسبب تشجيع الدولة العثمانية في أواخر ايامها وضعفها على مثل تلك الأمور.
وبطبيعة الحال لايمكن أن يكون (كل) أهل نجد ومكة وجدة والمدينة والطائف ومدن الجنوب وغيرها مشركين، ولكن كانت هناك انحرافات عقدية لدى البعض – وإن كانوا أقلية - تجعلهم ينحرفون.
وهذا من القيم الإضافية added value التي أضافها تأسيس الدولة السعودية، والمهم الآن أننا في دولة يرتفع فيها مستوى التوحيد كثيرا عن الدول الأخرى، وهو وضع لاينكره إلا جاحد.
وأتمنى من الأخوة الكرام الذين يأخذون في خاطرهم بسبب سوء الأداء الإداري في بعض القطاعات أن لايحاولوا خلط الأمور، فيحاولوا تجريد الدولة من أعظم حسناتها وهي أنها حملت رسالة التوحيد، والدولة لاشك تحتاج الى التحسين المستمر لأدائها في كل القطاعات حتى ترفع مستوى جودة حياة المواطن واسعاده بطريقة افضل.
لكن في كل الأحوال لاينبغي انكار أن مستوى التوحيد مرتفع لدينا وأن مستوى الشرك منخفض لدينا مقارنة بغيرنا، وأن هذا الأمر لم يكن مصادفة بل كان – ولايزال – وراءه الكثير من الجهود الحكومية ممثلة بالقطاعات المختلفة وجهود سماحة المفتي وجهود فردية تتمثل في الإبلاغ عن مثل تلك المخالفات الشرعية ومتابعتها في سبيل تحجيمها واعادة الناس الى طريق التوحيد .. الذي هو من أهم أسس رسالات الأنبياء عليهم رضوان الله جميعا.
كما أرجو من الأخوة الكرام اذا رأوا أن الحوار بدأ ينحرف عن مساره ويدخلهم في متاهات ومواجهات غير سوية أن يتوقفوا عن الحوار حتى تهدأ النفوس، ومن ثم يضعوا أساس صحيح وجيد لكي يكون الحوار مثمرا، والله الموفق.
الدكتور كمال الصبحي – المدينة المنورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..