بقلم / ليلى الشهراني
في مقالتها (ميلشيا الشرطة الدينية .. قريباً) استفتحتها الكاتبة بنبذة مختصرة عن ضيفها في أحد برامجها , أسمه ونسبه وعمله ولم يبقى إلا أن تذكر لونه وطوله ووزنه ولون عينيه , ثم ذكرت أن فئاتاً دينية لم تتحمل ظهوره معها في برنامجها ولا أدري لماذا جزمت بهذا الأمر , فهي تجيب على أسئلة من سألوها بأسئلة وليست أجوبة وهي طريقة الذي يشعر بأن هناك خلل ما في وضعه .
تبدأ أسئلتهم لها :
س _هل صافحك الشيخ؟
جـ _ هل أنا نجسه كي لا يصافحني؟
س _ ما آلية الاتصال به ؟ كيف وافق على الظهور مع أنثى؟
جـ _ وهل دعوته إلى ملهى ليلى ؟ "أتوقع أنها تقصد ملهى ليلي" .
أسئلة ملغمة لكنها ليست بتلك الغرابة التي تعتقدها نادين البدير , فمن استضافته لا يمانع الجلوس مع المرأة , فسبب شهرته كما كتبتها الكاتبة في إصدار "فتوى الإختلاط" , أصبح لا يرد أي دعوة يكون فيها ضيفاً على المرأة , وقد شارك في مؤتمر أغلبه من النساء لذلك إما أن من سألك أغبياء ! أو يمارسون التغابي !
فلماذا كل تلك الأسئلة وأنتم تعرفون الأجوبة . لم تضعها إلا لتصنع شيئاً من الإثارة في مقالتها .
ثم تأتي على الجزء الأهم والمهم وهو "مصنع الأكاذيب" الذي ملأت به حديثها وهذا غير مستغرب من الليبراليين , فحياتهم لا تستمر بدون الكذب , ولو لم يكذبوا لما وصلوا إلى ما وصلوا له اليوم .
المقالة هي تلميع لضيفها حتى تدفع به لأن يكون "جيفارا" الثورة في السعودية , أو الربيع السعودي الذي تراه من زاوية "الهيئة , والمؤسسة الدينية" , لأنها كما تقول عانت طويلاً من قمع الشرطة الدينية , بدليل أنها تخرج على الشاشة بالنقاب والعباءة خوفاً من هذه الشرطة الدينية , ولم يسبق أن قدمت برامجها بشعر سافر أو تنورة قصيرة والعياذ بالله , وهذا من قمع هذه الشرطة التي لم تتركها تتنفس في لندن أو دبي أو باريس .
أيضاً تصويرها لبعض الحوادث الدرامية , وكأنها تتكلم عن عصابات المافيا في إيطاليا , أو عصابات الأحياء الفقيرة في أمريكا , (ضرب , ركل , سحب عباءة , طعن , قتل , سحل , سجن) أمور كثيرة حصلت في خيالات الكاتبة من كثرة إدمان أفلام الإكشن وألعاب الفيديو .
(قيودهم عتيدة , ورقابتهم فاقت وتفوقت على رقابة المباحث والاستخبارات) يا ساتر أرحم عبادك , لهذه الدرجة هذا الجهاز يخيف الليبراليين ؟ لماذا هذا الجهاز بالذات يخنقهم ويراقب حركاتهم وسكناتهم ؟ هل لهم حياة أخرى غير الحياة التي اعتدناها ؟
يقال : (واثق الخطوات يمشي ملكا) وقيل (أمشي عدل يحتار عدوك فيك) , لماذا ملايين البشر في بلادي لا يكرهون هذا الجهاز ولا يشعرون بأنه يخنقهم ويراقبهم ؟
لماذا لا يعتدي عليه إلا مهربي المخدرات ومروجي الخمور والمفسدين في الأرض ؟
تقول أن نساء السعودية لسنا كلهن خانعات فقد تصرخ على رجل الهيئة أكثر من صراخه عليها وقد ينتهي الأمر بضربها ونزع عبائتها ويأتي ولي أمرها ليكتب تعهد عليها ؟
عسى ما شر يا نادين وين حنا عايشين ؟ يمكن نسيتي إن البلد فيه ملك ,وولي عهد ووزير داخلية, وعندنا شرطة , وحتى عندنا شيوخ قبائل , وعمد أحياء, J وإذا اعتدى أحد على أحد تقوم له الدنيا وما تقعد فما بالك المضروب لو كان "أعراض" , هل تعلمين لماذا لا تنتهي هذه الاتهامات الصحفية بأحكام على أعضاء الهيئة ؟ لأن ثلاثة أرباعها كذب ودجل والربع الأخير مقلوبة فيه القصة فالجاني هو الضحية ولكنه يسكت من باب الستر وما خفي كان أعظم .
أنت هنا بين خيارين فإما أن تقفلي مصنع الأكاذيب في رأسك ؟ وإما تقوليها بكل علانية ووضوح أن الحكومة ليست عادلة وأنها ترسل هؤلاء لقتل وضرب وسحل المواطنين !!!
وأعرف أنهما خياران كلاهما "مر" , فالعقل والمنطق يقول أن من يسكن المستشفيات والقبور هم من أعضاء الهيئة , والعقل والمنطق يقول أن الدولة لن تسكت عن تجاوزات هذا الجهاز إن كانت التهم حقيقية , ولن تكون داعمة له وهي تعرف تضرر المواطنين منه , لذلك فالجهاز في حالة تطوير مستمر , ولن يتوقف لأنك وجدت ضيفاً يصافحك ويجلس معك ويحادثك . ولن يتوقف لأن اصدقائك الليبراليين تعجبوا وطرحوا الأسئلة وأختنقوا وامتعضوا من وجود هذا الجهاز. فربيع بلدنا أزهار وأمن ورخاء بإذن الله وربيعكم "أكاذيب تقتاتون عليها" .
وبالحديث عن الثورات الكاتبة تحاول التلميح أن هؤلاء الإسلاميين يحمد لهم جرأتهم السياسية ومطالباتهم بالتحرر السياسي وعللت ذلك بأنهم يريدون الوصول للحكم , مع أنه غاب عنها أن جرأة الإسلاميين لم تكن كجرأة الليبراليين لأن الليبراليين لهم دعم خارجي وإعلامي كبير , على سبيل المثال الإسلاميين مواقعهم الإلكترونية مقفلة وليس لهم أحزاب ولم يدعوا إلى مظاهرات , ولو تم اعتقال ناشط إسلامي فإن الوكالات الأجنبية والحكومات الغربية لا تثور من أجله ولا تكتب عنه , بينما نصبح حديث العالم إن تعرض الناشط الليبرالي للإستدعاء , لذلك ثورات الدول الأخرى هم أعلم بنجاحها وهم من يقطف ثمارها , أما نحن فلله الحمد ليس لدينا ثورة لأنه لا يوجد سبب لها , فلم يسحلونا في الشوارع ولم يقتلونا ولم يضربونا ويمزقوا عبائتنا كما تقولين لأن جهاز الهيئة من أجهزة الدولة .
يبدو أن الثورات العربية أصبحت أداة تخويف يستخدمها الليبراليين لإخافة حكومتنا وتأليبها على الطرف الآخر , وهو جهل من هؤلاء لأن كسب ود الحكومة بهذه الطريقة أصبح من الماضي , الوطنية الحقة بانت في مواقف كثيرة كان الليبراليين فيها غائبون عن المشهد , ثم استيقظوا فجأة وأصبحوا يتوددون بطريقة "أكذب لتصل" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..