< الشيخ
الحجوري ينفى أن يكون علماء السلفية (الحقيقيين) منخرطين في الثورة السلمية
و طالب سلفي ينفي وجود مضايقات يمارسها الحوثيون لفرض فكرهم أو مذهبهم.
< محمد عبد السلام : كل من نزل إلى صعدة يشهد أن كل طرف في المحافظة يمارس ما يشاء بكل حرية وأمان.
****
في شهر يوليو الماضي قمت بزيارة استطلاعية الى
مركز دماج وبعض المساجد السلفية بصعدة في رحلة صحفية لاستكشاف التعايش
المذهبي في مدينة السلام بعد سيطرة الحوثيين، وكانت المادة التالية خلاصة
الزيارة وقد نشرت آنذاك في موقع صوت الشورى اون لاين وصحيفة الشارع
وفي خضم الجدل الحاصل حول مركز دماج نعيد نشر تك
المادة الميدانية التي تسلط الضوء على علاقة الحوثيين بالسلفيين خلال
الأشهر السابقة فإلى الاستطلاع:
ظلت صعدة ساحة تجاذب مذهبي خلال العقود الماضية، غذته واستثمرته عوامل السياسة ولعبة المتناقضات.
في الثمانينيات برز النشاط السلفي وافتتح مركز
دماج، وكان ذلك يعني لأبنائها ذوي الهوية الشيعية الزيدية أشياء كثيرة ليس
أقلها الإحساس باستهداف فكري ينال عقائدهم. وزاد من حجم التذمر الانحياز
الرسمي للسلفيين. وعرف عن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي وبعض تلاميذه خطابهم
الحاد تجاه خصومهم المذهبيين.
في العام 1994م استهدف المرجع الزيدي بدر الدين
الحوثي والد مؤسس جماعة الحوثيين حسين بدر الدين في محاولة اغتيال فاشلة
كانت تتويجا لسلسلة من المتاعب والمضايقات واضطر بعدها للجوء خارج اليمن
ومكث في ايران قرابة العامين.
لعبة السياسة والدين
من ضمن أوراق كثيرة كانت الورقة الدينية حاضرة
في لعبة السياسة الشائكة، وشهدت اليمن خلال العشرين عاما الماضية ظهور
العديد من الجماعات الدينية فانتشر الخطاب المتشدد وزحف على المساجد
والمدارس الدينية.. وكانت النتيجة مزيد من التشظي المجتمعي الذي تحول مع
مرور الأعوام إلى نار تحت الرماد.
وصولا إلى العام 2004 تاريخ اندلاع الجولة
الأولى من حروب صعدة التي صنفت باعتبارها حربا دينية مذهبية، وأسهم
الإعلام الرسمي في بلورة تلك الصورة حين ألبس الصراع ثياباً طائفية، من
خلال توظيف مفردات الصراع الإيديولوجي بين السنة والشيعة.
الحوثيون من جهتهم وبرغم إقرارهم أن السلطة
تستهدفهم عنصريا ومذهبيا لكنهم يصرون على أن الصبغة الدينية للحروب مصدرها
النظام وينفون الدافع الطائفي لأهدافهم مؤكدين أنهم إنما يخوضون الصراع
دفاعا عن أنفسهم.
صوت الشورى نزلت إلى محافظة السلام وحاولت مقاربة المشهد الديني والتجاذب المذهبي بعد التطورات الحاصلة في صعدة واليمن بشكل عام .
مساءً وصلنا إلى مفرق الطلح وفضلنا السير مشيا
على الأقدام حتى باب اليمن حيث مسجد وقبر مؤسس الدولة الزيدية الهادوية في
اليمن الإمام يحيى بن الحسين، كانت أعمدة الكهرباء تنير شوارع المدينة
وارتفاع أجرة النقل دليل على أن أزمة انعدام الوقود أخذت حظها من المحافظة
النائية.
كما في صنعاء وبقية المدن تمتد طوابير السيارات
أمام محطات الوقود إلى عدة كيلومترات ويحرص سائقو السيارات على إيقاف
مركباتهم بعيداً عن الطريق العام مما يسهل حركة السير ولا يخل بالنظام
العام.
سيارات النجدة حاضرة تجوب الشارع العام في
الطريق، مررنا بعمارة كبيرة هي الوحيدة منهارة وعلمنا بعد ذلك أنه فندق
رحبان التابع لعثمان مجلي، قام الحوثيون بهدمه بعد معارك شرسة بين الطرفين.
تجاوزنا باب اليمن متوجهين إلى جامع الهادي يحيى
بن الحسين ، ثم أدينا صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا وغادرنا إلى فندق
قطر، وفي الصباح دلنا بعض الباعة على فرزة دماج ولحسن الحظ أنها لا تبعد عن
مركز مدينة صعدة كثيراً (8- 9كم..).
في الفرزة كانت سيارة قديمة تربض بجوار أحد
المطاعم، وعرض علينا السائق الركوب في ا بمبلغ 250 ريال للشخص الواحد، وكان
علينا الانتظار حتى يكتمل النصاب ويطمئن السائق إلى استيفاء أجرة الرحلة،
وفي الأثناء وصل أحد الملتحين يحمل متاعه على ظهره وعرفنا أنه من تلاميذ
مركز دماج، فبادرنا إلى التعرف عليه ولما أخبرناه بوجهتنا الصحفية لم يبد
ارتياحا وقال إن السلفيين عموما لا يثقون بالصحافة لأنها من وجهة نظره لا
تتحرى الحقيقة، غير أنه أكد لنا أن زيارة المركز ممكنة.
انطلقت السيارة وحرصنا على استيضاح المناطق التي
نمر بها وكان وادي (العبدين) أهم المنخفضات الخصبة التي تجاوزناها،
وأخبرنا رفاق الرحلة أن ذلك الوادي كان آخر معاقل الشيخ عثمان مجلي ، وفي
الجبال المحيطة لفت (الركاب) عنايتنا إلى قلعة شامخة بها موقع للجيش اسمها
قلعة (السنارة).
تتصل بوادي العبدين مباشرة منطقة رحبان وبعد
نهاية الخط الإسفلتي بدأت السيارة في سلوك منحدر صخري وعر، يشكل بداية طريق
ترابي وسط سائلة رملية على حافتيها خضرة مصدرها أغصان الرمان والأعناب
المتدلية من على أسوار البساتين يميناً وشمالا، وفي الطريق إلى دماج صادفنا
عدداً من النقاط يرتفع فيها شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل..
هواجس البداية
منذ اللحظة الأولى لفكرة زيارة دماج ساورنا
القلق نتيجة الاستنفار الأمني لدى كافة الأطراف غير أن الرحلة كانت بالنسبة
لنا مغرية كأول وسيلة إعلام "تقريبا" تزور سلفيي دماج بعد الحرب السادسة
وانسحاب آخر المشائخ الموالين للنظام في صعدة الشيخ عثمان مجلي
بإزاء تجمع سكاني توقف السائق وأشار قائلا : هذا
هو المركز فغادرنا السيارة وانطلقنا مثقلين بهواجس مختلفة من ضمنها
معرفتنا بالعلاقة غير الودية التي تربط السلفيين بالصحافة والصحفيين.
وبما أن التصوير حرام وغير مسموح به شرعا ( من
وجهة نظر السلفيين) فقد كنا حريصين على استغلال لحظات مرورنا في محيط
المركز للتعرف على تفاصيل الحياة اليومية لمنتسبيه ، وكان الشارع الرئيسي
إلى مبنى المعهد ترابي تحيط به مقاهي ومحلات تجارية حولته إلى ما يشبه
السوق، طوله قرابة نصف كيلومتر، واصلنا السير، لكن شكلنا الشاذ ـ لحى
تكاد تكون غائبة وثياب غير قصيرة ـ جعل الأعين ترقبنا باستغراب، ومررنا
بجانب تلميذ يظهر من شكله أنه غربي، تجاوزنا فكرة الحديث إليه لاعتقادنا أن
الفرصة ستتاح لمقابلة الكثير من طلاب المركز من الأجانب وغيرهم.
دلنا أحد التلاميذ على بوابة المركز وعندما عرف
أننا غرباء نطلب مقابلة الشيخ أرشدنا للتوجه نحو ما يسمى " مركز الضيافة"
وهو عبارة عن غرفة واسعة تتصل بمقدمة المسجد، وعلى إثر ذلك حضر إلينا شخصان
فأخبرناهم بمهمتنا الصحفية التي من ضمنها إجراء حوار صحفي مع الشيخ يحيى
الحجوري، فأفادنا أن الشيخ لا يحبذ الصحافة، ومع ذلك علينا الانتظار حتى
يتم إبلاغه، لم نلبث طويلاً حتى حضر آخر يزف إلينا البشرى بقبول الشيخ
استضافتنا على الغداء.
خرجنا في جولة فرافقنا تلميذين احدهما ثلاثيني
يحمل بندقية كلاشنكوف (من مرافقي الشيخ الحجوري) والآخر خمسيني من أبناء
مدينة الحبيلين محافظة لحج، دخلنا مسجد المركز وهو عبارة عن صالة فسيحة
تكتظ بمئات الشبان وصادف دخولنا انتهاء موعد الدروس لكثير من الطلاب ، فيما
آخرون كانوا ما يزالون يستمعون إلى مشائخهم، بدت ساحة المسجد أشبه بساحة
عامة تضج بأصوات الحاضرين وحول الأعمدة الخرسانية تتكدس الكتب والكراسي
الخاصة بالتلاميذ والمعلمين.
استمعنا بضع دقائق لشيخ كان موضوع درسه تفسير
آية الاستواء، ثم غادرنا لمواصلة التجول في أرجاء المكان، بعد ذلك صعدنا
برفقة مرافقينا إلى المكتبة العامة التي تقع في السطح، وعلى عكس المسجد لا
يسمح بارتداء الأحذية عند الدخول إليها، ولضيق الوقت الذي يفصلنا عن أذان
الظهر كانت زيارتنا خاطفة وحاول احد مرافقينا الحصول على إذن يسمح لنا
بزيارة الركن الخاص بكتب الضلال وهي كتب الفرق المخالفة للسلفيين ولكنه
فشل.
مع الحجوري وجهاً لوجه
موضوع زيارتنا البارز هو التعرف على أوضاع
السلفيين بعد اتساع نفوذ الحوثيين، وقد حرصنا على طرح هذا الموضوع على
طاولة الحجوري الذي رحب بنا وأحسن وفادتنا وعند دخولنا سكنه الخاص طلب منا
تأجيل الحديث حتى تناول الغداء.
جلسنا وجها لوجه أمام الشيخ يحيى الحجوري
كتلميذين يتصنعان الأدب والهدوء وكنا قلقين من سوء فهم يستفز الشيخ داخل
منزله، وكان مبرر القلق كما أسلفنا هو العلاقة غير الودية التي تربط
السلفيين بالصحافة لكن الحقيقة كانت عكس هواجسنا.
حاولنا الاقتراب من هدفنا، وسألنا مدير مركز
دماج بأسلوب مغلف وناعم عن مدى تأثر مركزه بالأوضاع الحاصلة في صعدة وعن
طبيعة العلاقة بينهم وبين الحوثيين ، فكان حديث الشيخ الحجوري مقتضبا
وحذرا في هذا الملف واكتفى بالقول: لا نركن على الحوثيين، ثم انتقل إلى
حديث موجز عن ما يعتبرها مثالب الرافضة.
وحول ما إذا كان مركز دماج يتعرض للمضايقة نفى
الحجوري ذلك، وأكد أنهم في المركز يمارسون حياتهم بشكل طبيعي عازياً ذلك
إلى قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم ، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من أنصاره
أثناء الحرب السادسة علي أيدي الحوثيين، وتداخل بعض الحضور للحديث عن
مضايقات تحدث أحيانا على الطرقات فيما يخص الشاحنات التي تنقل البضائع
للمركز. وذكر بعضهم حوالي أربعة مساجد في مناطق مختلفة قالوا أن الحوثيين
صادروها من القائمين عليها السلفيين.
وبموازاة الشحة في الحديث عن وضع صعدة العام
وعلاقة ذلك بالحوثيين، رفض الحجوري فكرة إجراء حوار صحفي، لكنه أعطانا عددا
من الرسائل والخطب المقروءة تتعلق بمواقفه إزاء كثير من القضايا والتطورات
الحديثة في الساحة اليمنية. ورغم أنها تناولت كثيرا من الأحداث إلا أنها
خلت من الإشارة إلى أوضاع مدينة صعدة . بعد ذلك استرسل الشيخ الحجوري في
الحديث عن الفتن وطاعة ولي الأمر ونفى أن يكون علماء السلفية الحقيقيين
منخرطين في الثورة السلمية، متهما بعض رموز التيار السلفي المؤيدين لثورة
الشباب بأنهم حزبيين، مواقفهم من الانتخابات والأحزاب قديمة وليست وليدة
الظروف الحالية كما قال.
مسجد حفظ الله
غادرنا دماج قبيل العصر، وكان سائق السيارة ومعه
عدد من الركاب يصبون جام غضبهم ضد على محسن الأحمر مشيرين إلى أنه باعهم
وتخلى عنهم في معركة المصير، وعند المغرب أثناء تواجدنا في صعدة لاحظنا
اختلاف في توقيت الأذان بفارق زمني يصل إلى عشر دقائق يقل أو يكثر قليلا،
كان ذلك دليل على وجود مساجد بالمدينة تخضع لإدارة السلفيين. تباين توقيت
الأذان سمعناه أيضاً في الفجر حيث يفضل السلفيون تأخير الأذان وحذف لفظة
"حي على خير العمل".
دفعنا الفضول للبحث عن عينة من تلك المساجد،
وبعد استفسار وصلنا الساعة التاسعة صباحاً إلى جوار جامع حفظ الله وكان ما
يزال مغلقاً، طرقنا باب إمام المسجد ولم يجبنا أحد وكان إلى جانب الباب رجل
خمسيني يبيع خضار[جرجير وفجل] استفسرناه عن المسجد فأخبرنا أن خطيب الجامع
"هرب" بعد هزيمة عثمان مجلي وعما إذا كان الحوثيون قاموا بمضايقته نفى
بائع الخضار ذلك مشيرا إلى أنه (حفظ الله) كان معروفا بخطابه الحاد ضد
الشيعة والحوثيين، ولعله خاف على نفسه وفضل الرحيل.
وبينما عزمنا على المغادرة شاهدنا شاباً تظهر
عليه الملامح السلفية يتبضع، من إحدى المحال المجاورة، فاقتربنا منه فتجاوب
معنا وفي صرح المسجد تبادلنا معه الحديث، واخبرنا هو الآخر أن معشر من
أسماهم "أهل السنة" لا يثقون بالصحافة والصحفيين، وعندما قلنا له: أن لدينا
استبيان حول التعايش الديني في صعدة وعما إذا كان السلفيين يتعرضون
للمصادرة والإلغاء؟ اطمئن إلينا نوعاً "ما"، وبرغم قلقه وخوفه الذي بدا في
صفحة وجهه وحركات يديه، لكنه نفى أن يكون هناك أي مضايقات يمارسها
الحوثيون، وقال: لا يوجد أي محاولات لفرض فكر أو مذهب آخر، او استبدال خطيب
وإمام المسجد، عدا حضور بعض الحوثيين يوم الجمعة وإطلاق صرخة الموت
لأمريكا وإسرائيل عقب الصلاة معتبرا ذلك استفزازا يفضلون تجاهله، وحول سبب
مغادرة الخطيب السابق "حفظ الله" أفاد أنه مطلوب للحوثيين.
وفيما يتعلق بالأنشطة التي يقوم بها قال: أنه
يدرس عدداً من التلاميذ بالدورة الصيفية، لكنه أبدى توجسا شديداً مبعثه
مخاوف عما إذا كان الحوثيين سيستمرون في التسامح معهم مستقبلا، خاصة أن
إمام المسجد السابق كما أخبرنا كان محسوبا كطرف في الحرب العسكرية ضد
الحوثيين.
وقال: كما ترون نحن لا ندري إلى أين تذهب الأمور
في اليمن بشكل عام والجميع يرقب التطورات في صنعاء، وما ستسفر عنه من
الأحداث. وحول الثورة: قال لا يوجد ثورة إنما هي فتنة منتقداً السلفيين
المنخرطين بالثورة، وقال هؤلاء ليسوا سلفيين إنهم حزبيون.
مسجد جميدة
ومع حلول المساء قمنا بزيارة جامع "جميدة" جوار
القصر الجمهوري، دخلنا المسجد بعد المغرب، ووجدنا في وسط الجامع حلقة تضم
عدداً من الصبيان يتوسطها مستنداً إلى أحد الأعمدة الخرسانية شاب سلفي،
بلحية طويلة وثوب قصير، تبادلنا معه التحايا، وسألناه عن مضايقات أو
محاولات فرض الفكر الحوثي فنفى ذلك نفياً قاطعاً، وأكد أن الأمور على ما
يرام، ثم أشار علينا بالتوجه إلى إمام المسجد الذي فرغ للتو من أذان
العشاء، وأخبرنا أنه من محافظة إب يعمل في إمامة المسجد منذ سنوات عديدة
ونفى هو الآخر أي تحرشات أو استهداف طائفي أو غير طائفي، مشيراً إلى أن
مركز دماج ما زال يرسل أحد عناصره أسبوعياً لأداء خطبة الجمعة.
توضيح
طلبنا تعليق الحوثيين على ما ورد في لقائنا
بمدير معهد دماج الشيخ يحيى الحجوري وحديثه عن سقوط قتلى وجرحى من طلابه
أثناء الحرب السادسة على يد الحوثيين وحصول مضايقات لأتباعه في الطرقات،
فرد علينا الناطق باسم جماعة الحوثي بقوله: إن مركز دماج كان في السابق يتم
استغلاله من قبل السلطة حيث جندت منه العشرات للقتال. و أضاف: كنا ندافع
عن أنفسنا ليس لمواجهة مركز دماج ولكن لمواجهة المعتدين في أي مكان..
وأردف: وبالرغم إننا كنا نعرف أن هؤلاء الذين يقاتلوننا هم من مركز دماج
وفي جبهات مختلفة، فكنا نفضل الدفاع عن أنفسنا من أي عدوان في أي مكان بدون
إثارة احد لنؤكد للجميع سلميتنا ودفاعنا عن أنفسنا فقط . وخلص مسؤول
المكتب الاعلامي لعبد الملك الحوثي : لو كان هناك تحرشات ولدينا مواقف من
مركز دماج لكانت الفرصة الآن مواتية تماما للتنكيل به ولكن هذا لم يحصل
الآن وطالما لم يحصل من طرفنا الآن ونحن بعون الله أكثر قوة ونفوذا من قبل،
ففي المستقبل أبعد وغير مقبول.
وأكد أن مساجد السلفيين ومراكزهم ومنها مركز
دماج الأكثر سلفية وتشددا يعيشون بأمان حيث يتواجد الحوثيون " ونؤمن
مناطقنا ومناطقهم ونتحمل في سبيل الأمن الكثير من العناء والتعب ولكن هذا
نراه واجب أمامنا لأن المشروع الذي نحمله ليس مذهبيا ولا طائفينا ولا
عنصريا فنحن نحمل مشروع القرآن الكريم والذي هو هدى للعالمين ونحن مسلمون
يجب أن نتجاوز كل السلبيات التي صنع أغلبها العدو واستفاد منها" .وختم
الناطق باسم الجماعة بالقول: أن العام والخاص وكل من نزل إلى محافظة صعده
يشهد أن كل طرف في المحافظة يمارس ما يشاء بكل حرية وأمان وهذا يكفي ليرد
كل الكذب عن استهدافنا لأحد لا من قبل ولا الآن.
البحث عن المحافظ
بعد جولتنا السابقة حاولنا الوصول إلى محافظ
المحافظة وعلمنا أنه كان خارج المدينة وبعد ذلك التقينا بأحد الشخصيات
الاجتماعية المستقلة رفضت الإفصاح عن اسمها لأسباب تتعلق بجهودها في حلحلة
العديد من مشاكل المحافظة كما قال، فكشف لنا عن اتفاق رعته السلطة المحلية
والمحافظ فارس مناع بين مركز دماج والحوثيين يلتزم فيه الحجوري وأتباعه
بأنهم جزء من أبناء صعدة لا يحق لأحد اعتراضهم على عقائدهم، لهم ما للناس
وعليهم مثل ما على الآخرين، ويخضعون كغيرهم للاعتبارات الأمنية.
وفيما يخص الإستراتيجية الحوثية في هذا الملف
أخبرنا أن القائد الميداني للحوثيين أعطى توجيهات لأنصاره تؤكد على عدم
التعرض لأي شخص من أتباع التيار السلفي أو غيرهم ممن لم يشاركوا في الحرب
ضدهم.
وحول عدد من المساجد التي أخبرنا بعض طلاب مركز
دماج وإمام مسجد حفظ الله أن الحوثيين استولوا عليها، نفي ذلك وقال كان
هناك مساجد استولى عليها الجناح الديني للفرقة الأولى مدرع أثناء الحروب
وبعد الحرب السادسة ومغادرة عثمان مجلي غادر القائمون على تلك المساجد من
ذات أنفسهم لشعورهم بعدم الأمان خاصة من شارك منهم في الحرب بشكل مباشر أو
تولى عملية التعبئة الفكرية والتحريض الديني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..