الاثنين، 21 نوفمبر 2011

لاري كينغ لـ"العربية.نت": وسائل الإعلام لا تقود ثورات أو انتفاضات شعبية


أوضح أن اللقاء ممتع مع القادة لأنهم غريبو الأطوار




لاري كينغ مع مراسل "العربية"
لاري كينغ مع مراسل "العربية"
أستانا - باسل الحاج جاسم
أفاد الإعلامي الأمريكي المخضرم لاري كينغ أن وسائل الإعلام لا يمكن أن تقود ثورة أو انتفاضة شعبية، بل دورها أن تعكس ما يجري على أرض الواقع، حيث إن الأخبار تنتقل بسرعة أكبر من تطور البشرية، والزمن تغير.

وقال كينغ: "هناك ثورات بدأت من تويتر، فقد كتب شخص للآخرين وبدأت الاحتجاجات، حدث هذا في ليبيا مثلا، لكن هذا لم يكن من صناعة الإعلام، بل هي التقنية التي ذهبت بعيدا". 

وتابع كينغ حديثه لـ"العربية.نت": "الدور الرئيس للإعلام هو نقل ما يحدث، ويجب ألا يقوم الصحافي بثورة، ووسائل الإعلام لم تشعل ثورة أبداً أو تقود ثورة بل تعكس ما يجري، وأحياناً تستخدم الترويج والدعاية وهذا يكون مفتعلاً، ودور الإعلام هو الإجابة عن الأسئلة التالية: من؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ ماذا حدث؟ وماذا يجب عمله؟".

أعماله المستقبلية

ووضح كينغ سبب غياب برنامجه عن شاشة "سي ان ان" الأمريكية بعد 25 سنة من بثه على الهواء، قائلا إنه لم يتقاعد، وأضاف: "لدي 4 برامج خاصة أعمل عليها في السنة، والبرنامج الأول حول مرض الزهايمر وقد أنهيته، والثاني حول فيلم هاري بوتر، وأحضر لبرنامج سيكون بعنوان "عشاء عند كينغ" تدعى فيه 8 شخصيات معروفة الى منزلي للعشاء، وسيظهر على الشاشة قريباً". 

وتابع قائلا: "وفي فبراير/شباط المقبل سيُعرض لي برنامج حول أمراض القلب والأوعية أجول من خلاله في الولايات المتحدة وأتحدث عن قصص من الواقع، فببساطة لا أستطيع أن أتقاعد من "سي ان ان" ولكن أن تُقدم برنامجاً واحداً لـ 25 سنة، فهذه فترة كافية والحياة تتغير، إذ يأتي الوقت الذي يصل القطار إلى المحطة النهائية".

وأشار كينغ إلى أنه لا يحضر أسئلته مسبقاً على الإطلاق في كل حلقات برنامجه، وقال: "إذا كنت أعرف الإجابة مسبقاً، فما قيمة أن أسأل السؤال أساساً؟".

نصيحة كينغ للصحافيين الشباب

وعن نصيحته للصحافيين الشباب، قال كينغ: "لا تحاول أن تتقمص أي شخصية، ففي الصحافة يوجد مكان للجميع، فهي مهنة عظيمة بل إنها أكبر من مجرد مهنة، إذ توفر لك فرصة أن تلتقي كبار وعظماء الناس وتتحدث إليهم ويتحدثون إليك عن قرب، كما تتيح لك فرصة السفر في أنحاء العالم والتحدث للناس عما شاهدته".

الانتخابات الأمريكية المقبلة

وفي السياسة، علق كينغ على الانتخابات الأمريكية المقبلة، وحظوظ الجمهوريين فيها قائلا: "يجب القول أن في السياسة كل شيء محتمل، فباراك أوباما شخص مشهور، لكن أمامه مشكلة الاقتصاد، فالوضع سيّء والبطالة ترتفع، لذلك فإن الفرصة كبيرة لدى الجمهوريين، ولديهم 7 أو 8 مرشحين، وكل واحد منهم لديه فرصة كبيرة، وأنا أعرفهم جميعاً شخصياً، أما أوباما فيستطيع أن يدير حملته الانتخابية وهو فعل ذلك من قبل بشكل ناجح، ويجب عدم الاستهانة بقدرة أي رئيس في الانتخابات".

دور الضيف في إنجاح البرنامج

وعن دور الضيوف في إنجاح البرامج، قال كينغ: "الضيف الجيد يمتلك 4 صفات جيدة سواء كان سياسياً أم راقص باليه أم فناناً، عليه أن يتمكن من شرح ماذا يعمل بشكل واضح ومفهوم، وأن يكون مغرماً بعمله، ويمتلك روح الفكاهة والنكتة، وأن يكون مغروراً قليلاً، أما البقية فمرتبطة بمقدم البرنامج، فهو الذي يربط بين الضيف والمشاهدين". 

وأضاف: "استضفت أكثر من 50 ألف شخصية في برنامجي، وفي إحدى الحلقات عن حرب البلقان، استضفت شقيق سلوبودان ميلوسيفيتش، وكان سفيــراً لدى روسيا، وقال لي أخي يحييك ويشكرك على المقابلة اللطيفة التي أجريتها معه، علماً أنني كنت نسيت أنني اســـتضفته لكثرة الضيوف الذين التقيتهم". وأفصــح كينغ أن أكثر الضيوف الذين تركوا لديه انطباعاً مهماً وأعجبوه هم نيلسون مانديلا ولوثر كينغ وفرانك سيناترا ومارلون براندو.

سؤال للرؤساء والقادة

معمر القذافي على \"لاري كينغ لايف\"
معمر القذافي على \"لاري كينغ لايف\"
وعن رأيه بضيوفه من القادة، قال كينغ: "استضفت الكثير من القادة في العالم، وهم جميعاً يتقاسمون صفة الطموح الكبير، ولم أقابل أي زعيم لم يكن راغباً في أن يصبح زعيماً، فعندما يشارك أحدهم في الانتخابات لا يقول لست الشخص المناسب، وفي السنة الماضية التقيت معمر القذافي وكان غريب الأطوار، وقبل اللقاء دخل عدد من الأشخاص وصرخوا زعيمنا سيصل، اللقاء ممتع مع القادة لأنهم غريبو الأطوار، أما سؤالي لجميع الرؤساء الذين يقضون فترة طويلة في الحكم فهو: ما هو الشيء الذي يمكن أن يثير دهشتكم وإعجابكم؟". 

يُذكر أن كينغ هو الإعلامي الأغلى في العالم، واستضاف الآلاف من الشخصيات في برنامجه الحواري "لاري كينغ لايف" الذي دام لـ 25 سنة، قبل أن يتوقف هذا العام عن هواء محطة "سي ان ان".

وحرص الكثير من المشاهير، ومن بينهم 2 من الرؤساء الأمريكيين على توديع كينغ، حيث قال له الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالة مسجلة: "أنت عملاق في التاريخ التلفزيوني"، وأضاف أوباما: "بداية من الضفدع كيرميت (شخصية كرتونية شهيرة) وصولاً بالرؤساء الأمريكيين، الجميع حل ضيفاً عليك ولقد ساهمت في فتح أعيننا".

أما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، فقال إن العمل بشكل عام له تأثير إيجابي عليه وعلى كينغ، وأضاف: "لا أعرف إن كان العمل يجعلنا في شباب دائم، ولكنه على الأقل يبعدنا عن القبر". 

وعمر كينغ 77 عاما، وتوفي والده عندما كان في التاسعة من عمره، وترعرع في أسرة فقيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..