الجمعة، 9 ديسمبر 2011

الدكتور كمال صبحي :7 أخطاء وقع فيها من قام بالتعليق على دراستي عن قيادة المرأة للسيارة

7 أخطاء وقع فيها من قام بالتعليق
على دراستي عن قيادة المرأة للسيارة
ع ق 1001
الكاتب ثامر الميمان – الكاتب جمال بنون –
د.محمد القحطاني – الدكتور محمد آل زلفة

== مع اقتراح عملي وشرح لكلمة (الضوابط الشرعية) ==


بقلم الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي

(الرجاء من الإخوة الذين ينقلون مقالة الاستشاري د.كمال الصبحي الاشارة للمصدر الوحيد لكتاباته: مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية، لسبب واحد:اعطاء الإخوة الذين يودون الردّ الاحالة للمصدر ليكون النقاش علميا، ولكم كل الشكر)



قام الأخوة المذكورة أسماءهم أعلاه بالتعليق على دراستي من خلال برنامج تليفزيوني ومن خلال جريدة الحياة ومن خلال التويتر.  وأطلب ممن يعرف عناوينهم الإليكترونية أن يرسل نسخة من ردي هذا اليهم. وأنصحهم أن يركزوا لأنني بصراحة لا أعتقد أنهم فهموا ماكتبت. ولذلك هذا هو تعليقي الثاني لإيضاح ماكتبت.

أعتقد أنهم ارتكبوا الكثير من الأخطاء أوجز بعضها فيما يلي، فليس لدي وقت لكي أتصيد كل خطأ ارتكبوه:

الخطأ الأول:   استخدم معظمكم الفاظا لاتليق فيها نظرة فوقية حين التعامل مع الآخر، وهذا عيب. أنتم في النهاية مواطنون .. لكم وجهة نظر نختلف معكم فيها، وكل انسان من حقه أن يوضح وجهة نظره.

وبالتالي فالحكم هو الكلمات الراقية التي تعكس وجهة نظركم، والتي تقابل وجهة نظرنا، وليس رفع الصوت أو التلفظ بألفاظ غير مقبولة. وكل ما أرتقى الإنسان في الفاظه وحواره كان أقدر على الإقناع.

وللعلم فإن السياسي في الدولة السعودية لديه وسائله لمعرفة من يقول ماهو في مصلحة الدولة.  لذلك كونوا هادئين، وأنتقوا ألفاظكم حتى تقنعوا أحدا برأيكم.

الخطأ الثاني:   لقد سبق وأن قلت أنني كتبت نتائج دراستي الميدانية بأسلوب صحفي لكي يفهمها الكبير والصغير، ومع ذلك ظل أحدكم يطالب بدراسة علمية تقوم بها شركات استشارية عالمية !!!!!!!!! فإذا كان هناك لدى الدولة استعداد لتمويل مثل هذه الدراسة فهذا أمر يخصها.

أنا رجل مجتهد قمت بدراسة (سريعة) و (مبسطة) و (واضحة) و (ميدانية) من مالي ووقتي الخاص، ولم أنشرها الا في مجموعة عبدالعزيز قاسم، ولا أعتقد أنه من اللائق أن يأتي شخص ويحاسبني على ذلك بالتلفظ بألفاظ غير لائقة.

الخطأ الثالث:   يصر الأخوة على وجود أحصائيات. وقد قامت بالفعل جريدة سعودية بمثل هذه الإحصائية على موقعها الإليكتروني قبل سنوات قليلة، ووجدت أن نسبة عالية من السعوديين لايرغبون في قيادة المرأة للسيارة. 

ويمكن العودة لها، وأنا الآن بعيد عن أوراقي بسبب تجهزي للإنتقال لمسكن جديد، ولكن الجهات الرسمية تعلم بتلك الإحصائية وتعلم الجريدة ويمكن السؤال عنها.

الخطأ الرابع:   كرر بعضكم أن الدول الأخرى تنتقد السعودية بسبب هذا الأمر.

وأحب أن أوجه عنايتكم الى أن الدول التي تنتقدنا لم تفعل شيئا حينما سقطت حكومات دول عربية ونامية، رغم أنها كانت تدعمها وصديقة لها لسنوات طويلة.  بل أن بعضها وقفت ضدها، وكان أول شيء يفعله رؤساءها صباحا هو القول بأن الرئيس أنتهى سياسيا وعليه الرحيل.

والتدخل الأجنبي ممنوع في شؤونا الداخلية.  وأهل الحكم في السعودية والمواطنون (المخلصون) الذين يعرفون ثوابت الدولة ويحرصون على تطورها واستقرارها ينبغي أن يعملوا سويا لحل المشاكل والتعامل معها، ومن ثم احداث التغييرات والتطويرات والقرارات التي تغير وجه المجتمع دون هز (استقراره) أخلاقيا وسياسيا.

الخطأ الخامس:      تحدثتم كثيرا عن الإحصاء، وأحب أن أوضح لكم أن أتخاذ قرار على مستوى الدولة لايمكن أن يعتمد على الإحصاء فقط، فالسياسي لابد أن يفكر في عواقب الأمور أكثر من مواطن أو كاتب صحفي بسيط لن يفعل شيئا سوى الجلوس في منزله لو قدر الله أنه نتجت نتائج أخلاقية كارثية لقرار خطير تم أتخاذه.

على سبيل المثال، لو افترض أن وجدنا في الدراسة أن 70% ممن قابلتهم قالوا: نفضل أن المرأة السعودية تقود السيارة، و 30% قالوا لا، (وهذه الإحصائية غير صحيحة) فماذا يمكن أن يستفيد السياسي من مثل هذه الإحصائية من ناحية المشاكل التي ناقشتها في البحث الميداني والتي رأيتها ووقفت عليها بنفسي ؟!

ولعلمكم فإن هناك الكثير من الدراسات التي توضح أن الإحصاء هو علم التضليل في بعض المواضيع. على سبيل المثال، نحن نعلم أن (اللوبي اليهودي) يستخدم الإحصاء على شاشات بعض القنوات الأمريكية لتضليل الرأي العام الأمريكي، وإلا فما مصلحة أمريكا في دعم اسرائيل حتى لو كان ذلك ضد مصالحها ؟!

بل أن الكثير من الأجهزة في بعض دول العالم تستخدم الكذب والمعلومات والإحصائيات المضللة حسب مصالحها وأهدافها، وكلنا رأينا المسرحية الهزلية في الأمم المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق لتسهيل عملية غزوه، والتي لم يجد لها أحد أثرا بعد ذلك !!!!!!!

لذلك يصبح الكاتب (غبيا) حينما يستسلم لضغوط الآخرين ويصدقهم ولايرى مصلحة دولته بنفسه وبالمخلصين في بلاده.

الخطأ السادس:   تعتقدون أن الناس لو تم سؤالهم فسوف يعطون الإجابات الصحيحة، وهذا كذب وتضليل للرأي العام. والإسلام يفصل بين (أهل الحل والعقد) الذين يعرفون بواطن الأمور وبين (العامة) الذين قد يدلون بأصواتهم لأسباب لاعلاقة لها بما سيحصل بعد ذلك.

أنتم فيما يبدو تؤمنون بالديمقراطية المطلقة.  فكلمة ديمقراطية تدغدغ المشاعر، وتقول تركيا أنها تطبق الإسلام المتسامح وتطلب من الآخرين أن يحذو حذوها، ومع ذلك يوجد فيها نوادي ليلية وشواطيء للعراة (الناس تدخل ملط مثل ماخلقهم ربهم)، وسأل أحد مرافقي السائق حينما مررنا بجوار شاطيء للعراة: تقولون أنكم دولة اسلامية؟! قال: نعم، ولكن لدينا حرية .. كل واحد يفعل مايريد. والحكومة لاتستطيع أن تمنع ذلك.

وكمثال آخر، في الولايات المتحدة أنتخب الناس الرئيس جورج بوش الإبن، والذي أعتبروه هم أنفسهم لاحقا أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وأصبحوا يولولون من أعماله وقرارته، فقد دخل وقيمة العجز الفيدرالي 3 تريليون دولار وخرج من الرئاسة والعجز وصل الى 13 تريليون دولار أمريكي، بينما مستوى البطالة والإقتصاد في اسوأ أحوالهما من الناحية التاريخية.  وكان معظم الناس ضد مغامرته في العراق، ومع ذلك لم يتوقف وورط بلاده في مستنقعات لن تخرج منها بسهولة.

القصد أن حكاية استفتاء الناس والخروج بدراسات إحصائية مهمة لتنوير السياسي فقط، ولكن ينبغي أن يتعامل معها بحذر، خصوصا في السعودية حيث مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولايمكن للسياسي السعودي أن يتجاوز في قراراته هاتين المدينتين اللتين لأهميتهما سمى ملكنا نفسه بـ (خادم الحرمين الشريفين)، وهو يعرف أنهما تحت حماية الاهية تتجاوز نتائجها السيئة كل الدول التي تخيفونا منها !!  

بل إن هذه الدول التي تخيفونا منها لاتستطيع أن تحمي نفسها من غضب الله متى ماحل عليها.

ولذلك كونوا كتابا مسؤولين، ولاتعملوا على توريط الدولة في أمور لاتستطيع أن تخرج منها من خلال التفلسف في أمور لاتعرفون شيئا عنها، ولو نتج عنها شيء يضر الدولة ستجلسون في بيوتكم.

الخطأ السابع:   كنتم أنتقائيين في مناقشة ماوصلت اليه. فركزتم على جزء من النتائج على طريقة (ولاتقربوا الصلاة) في سبيل تأليب الرأي العام ضدي، وهذه لعبة مكشوفة، وعيب أن يقوم بها شخص يسمي نفسه مثقفا.

أتمنى أن لايعمي الإنسان بصيرته لمجرد أنه لايستطيع الوصول الى مافي ذهنه، حتى لو كان فيه ضررا بالمجتمع.

لقد قمت بزيارة وزارات رسمية في تلك الدول، وهيئات مدنية، وأماكن تجمعات، ولن أذكرها لأن معظم من زرتهم طلبوا أن لا أذكر شيئا عنهم (كيف يقفون ضد سياسة دولهم؟ حتى اسماء الدول أخفيناها لكي لانخلق مشكلة، والحكومة السعودية تعلم من خلال بعض معارفي الدول التي زرتها لأنني أعلم أنهم لن يسعوا للإضرار بي. أما أنتم فلا أثق بكم، خصوصا وأن بعضكم قال أنه ينبغي محاكمتي !!

وأقول: صدق من قال: الهذر بلاش، فكيف تحاكمني دولة لم أذكر اسمها؟!

كما أنني لم أنحاز مع احد ضد أحد، فمقدمة المقال أعتمدت على ماوجدته ميدانيا، واقتنعت بأهمية الدفع في الإتجاه الصحيح، وهو التعامل مع نتائج القرار السيئة قبل أتخاذه.   ولم انافق سمو ولي العهد وزير الداخلية كما أدعى أحدكم. فسموه رجل دولة، وقال حكمة توافقت تماما مع نتائج مارأيته من أن هناك حاجة للتروي والتعامل مع الموضوع ونتائجه السيئة قبل أتخاذ القرار.

وهو أمر بالمناسبة توافقه الدول المتقدمة عليه. ففي مناقشة العجز المالي الأمريكي ظل الرئيس والكونجرس والدوائر هناك تناقش الموضوع لشهور لم تنته حتى الآن !! عجبي أن يأخذوا هم وقتهم في مناقشة أمورهم، بينما تقولون أنتم أنهم يضغطون لأننا نأخذ وقتنا في التفكير في أمورنا.

نحن مثلهم ينبغي أن نناقش أمورنا بروية ونتلافى السلبيات قدر الإمكان.

أقتراح لكم ولكل من يحمل أفكاركم
== مع العلم أنني أعتقد أنكم لم تقرأوا البحث بطريقة صحيحة ==

الأخوة الكتاب الكرام:  أنتم مشحونون ضد الدراسة، وذلك لأنكم تريدون القرار دون معرفة عواقبه. لذلك سأحل مشكلتكم من خلال اقتراح بسيط.

الدراسة ليست أكاديمية بحتة، بل هي من (النوع الإستشاري الإستطلاعي) وكلفتني الكثير من الجهد والزيارات والوقت والمال، وهدفها معرفة النتائج السلبية التي قد تنتج عن أتخاذ القرار وكيفية تأثيره على وضعية المجتمع ومؤسسة الحكم.

وبالتالي بدل أن تضيعوا وقتكم في أنتقادي – وأنتم علميا اقل من ذلك حسب المعلومات التي وصلتني عنكم من أصدقائي – وبدل التهجم على الدراسة الإستطلاعية التي وصلت الى نتائج سريعة من خلال لقاءات مباشرة مع مسؤولين ومواطنين في بلدانهم، فمن المفترض أن تشكروني، وتقوموا بالبحث عن حلول للمشاكل التي ذكرتها .. أو على الأقل التخفيف من آثارها السلبية على المجتمع، وبذلك تصبحوا مواطنين ايجابيين حريصين على مصلحة مجتمعكم وبلادكم بدل رميها في المجهول دون تجهيز.

كل مشكلة لها حل، وأنتم تستطيعون أن تكونوا ايجابيين بالبحث على حلول عملية حتى تجهزوا المجتمع وتطوروه في الإتجاه الصحيح.

وأوجه عنايتكم الى أنكم تكررون كلمتي (الضوابط الشرعية) كثيرا، خصوصا الأخ الدكتور محمد آل زلفة، مع أنني سبق وأن شرحت له في فندق الشيراتون بمدينة الرياض قبل سنوات – حينما زارني مع أحد معارفنا – أن كلمتي (الضوابط الشرعية) بالطريقة التي يقولها هلامية ومطاطة لامعنى تطبيقي لها، وغالبا مايتم أتهامكم بأنكم تستخدموها لتمرير أجنداتكم. وهو أتهام خطير لكم ينبغي أن تبرأوا أنفسكم منه.

لذلك حاولوا أن تثبتوا تمسككم بالثوابت، وأن تشرحوا لنا كيف يمكن تحويل كلمتي (الضوابط الشرعية) الى (ضوابط ميدانية) تستطيع الدولة أن تطبقها بطريقة عملية صحيحة تتعامل مع كل نتيجة سيئة ذكرتها الدراسة وتستهدفونها، وبالتالي تبعدوا النتائج السلبية عن الدولة والمجتمع.

على سبيل المثال، ذكرت في الدراسة أن بعض رجال المرور أنحرفوا في دولة خليجية، وهذا أمر طبيعي في كل صنعة، فنحن على سبيل المثال نسمع عن (الأطباء) المنحرفين، وآخرهم طبيب النساء السعودي الشهير الذي كان يصور مريضاته. وهو أمر يحصل في كل المجتمعات، ولن يعيبنا أن ينحرف بعض مواطنينا، ولذلك وضعت العقوبات والمحاكم والسجون.

وماذا أستطيع أن افعل أكثر من أنني أرسلت أحد الذين تعاونوا معي ليسأل مدير المرور في تلك الدولة الخليجية عن الأمر - بعد أن ذكرته سيدة (خاف مرسولي أن لايتكلم مدير المرور أمامي لأنني غير مواطن).

وسأله، فقال: (نعم، والله هي مشكلة نواجهها ونحن نحاول أن نتعامل مع الموضوع). ثم ضحك، وقال: (بس .. والله يابعض الحريم في السيارات كأنها تقول تعالوا غازلوني واقيموا علاقة معي). وهذا أمر شاهدته بنفسي، فبعض النساء هناك غير محتشمات !! وهو أمر يمكن لاي عاقل أن يراه بنفسه في تلك الدولة !!

لم أكتب ذلك، وماذا أكتب وماذا أترك، وأنا أعلم أن أمثالكم سيردون ويكتبون حتى بدون فهم المقصود. ولكن بالنسبة لي حينما يقول مسؤول في المرور بهذا المستوى عن هذا الأمر، ويأتي أحدكم ويقول أين الإحصاء. أي إحصاء يا أخي؟! وهل سأقضي 10 سنوات لكي اقدم دراسة؟!  شيء نراه أمامنا ومسؤول يعترف بوجوده كمشكلة ضمن ادارته وهو يقول نبحث عن حل ، ثم يأتي أحدكم – بكل ذكاء – ويقول: اين الإحصاء ؟!

انكم كمن يطلب اثبات الشمس في قارعة النهار، مع أنها موجودة أمامنا نراها رأي العين !!

وليس يصح في الأفهام شيء
اذا أحتــاج النهار الى دليل !!

أنتم – بدل التذاكي - ابحثوا عن حلول عملية وقدموها للدولة بكل اخلاص ومحبة ورغبة في المحافظة على ثوابت هذا الكيان الجميل الذي يجمعنا، واذا تم وضع حلول عملية لكل مشكلة ، فيمكن حينئذ أن نكون جاهزين لمثل ذلك التغيير الذي تطلبونه.

أدعو الله أن يرينا مايحفظ لنا استقرارنا وأخلاقياتنا وأمننا، والله الموفق.

ملحوظة:  لم أنته، ولكنني سأترك شيئا للرد على بعض ماستكتبونه، لأن بعضكم لن يقتنع ولو حاولنا اقناعه لمدة 100 سنة (أخي القاريء وأختى القارئة .. حزر من هو الشخص أو الاشخاص الذين يصعب اقناعهم بأي شيء ضمن قائمة الأسماء الموجودة في عنوان المقال؟)

الدكتور كمال الصبحي – المدينة المنورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..