( ضبابية الصفار وجرأة النمر ) إيران الخاسرة ....والقطيف (2ـ2)
إيران الخاسرة ....والقطيف (2ـ2)
( ضبابية الصفار وجرأة النمر )
التاريخ شاهد ..والحاضر ينطق!
هناك إجماع سياسي من مختلف الجهات ـ إلا من أعمى الله بصيرته أو تعمّد طمس الحقيقة ـ على أن ما حدث في العوامية .. وما يحدث بين الفينة والأخرى في القطيف خصوصا من أحداث .. إنما يقع بإدارة إيرانية ويعمل على تنفيذه تنظيمات تابعة لها سياسيا وعقديا في السر والعلن !.
هذه الحقيقة تختلف فيها التعابير لكنها هي محصلة ما يتفق عليه المواطن البسيط والمحلل السطحي للأحداث .. مع الراسخين في علم السياسية على مختلف مشاربهم.
لقد بقي مشهد المظاهرات الشيعية في مدينة القطيف قبل الأحداث الأخيرة ـ التي أسقطت ورقة التوت ـ ضبابيا لدى العديد من المحللين ! يرى فيه بعضهم مجرد حراك لأقلية مهضومة الحقوق تصرخ لاستردادها كما يزعمون.. في مجتمع يطالب حتى السُنّة فيه بإصلاحات !
هذا المشهد الضبابي جعل التقارير الغربية السنوية لحقوق الإنسان تتباكى على أوضاع شيعة القطيف ! فلا يخفى على كل متابع ما أوردته تقارير هيومان رايتس ومؤسسة راند وغيرهما ...
وهو ما أوجد لدى بعض المحللين المسوّغ الكافي لإعطاء تلك المظاهرات شرعية سياسية .. لاسيما الشيعة وبعض ليبراليي الداخل وكثيراً من ليبراليي الخارج أو مدعي الإصلاح (تأمل في معاضدة حزب الوعد العلماني لشيعة البحرين في الفتنة الأخيرة وقس عليه ما جرى من ودّ بين الليبراليين وشيعة العراق لتعلم حقيقة الولاء الذي يتشدق به الليبراليون) .
إن ارتباط شيعة الشرقية بأجندة إيرانية لا يحتاج إلى دليل أو برهان فالسياق التاريخي للتنظيمات التي أعلنت الولاء لإيران لا يزال شاهدا ( منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة ) بقيادة حسن الصفار .. ( وحزب الله في الحجاز ) الذي تأسس في إيران ولا يزال قائما إلى اليوم وقد قال يومها حسن الصفار في حوار نشرته مجلة الثورة الإسلامية العدد 72: (إن قيام الجمهورية الاسلامية في جزء محدود من العالم الإسلامي (إيران) لا يرضي المؤمنين ، أو يحقق أهدافهم المقدّسة ! إن الهدف النهائي هو إقامة حكومة مليار مسلم، وإحياء الحضارة الإسلامية. وأن الحكومة الاسلامية ـ في ايران ـ تعتبر نقطة الانطلاق للحركة الإسلامية..) !
وبرغم وجود مصالحة أسفرت عن اختيار رموز تلك التنظيمات للتوجه الإصلاحي .. فهناك ما يدل على أن الارتباط لا يزال قائما ! ولا نتحدث هنا عن الارتباط العقدي أو الفكري فذاك شيء طبيعي وإنما حديثنا هنا عن الارتباط السياسي بل والعسكري وعن الأجندة والاستراتجيات والتكتيكات التي تقتضيها كل مرحلة .. وإذا ما عرفنا أن الشيعة يدينون بالتقية عند (الاستضعاف) مما يقوي من احتمالات استمرار ذلك الارتباط سرا إلى يومنا هذا.
على وجه العموم وباستقراء دقيق لمواقف وتكتيكات التنظيمات الشيعية في تاريخ تعايشها ونفورها من النظام في المملكة .. نجد الموقف الشيعي حربائيا يتلوّن ولاؤه ومواطنته بحسب ما تتطلبه المرحلة والتوقيت .
فمنذ توحيد المملكة العربية السعودية ودخول الملك عبد العزيز للشرقية بقيت الحركات الشيعية في حالة هدنة تنتهج بزعمها النهج الإصلاحي ! وأسست سنة 1975م حركة الإصلاح الشيعية بقيادة حسن الصفار الذي ظل على ولائه غير المباشر ومواطنته كما هو حاله الآن ! لكن ما إن تغيرت موازين القوى الإقليمية وحكم الخميني إيران حتى انقلب الصفار على عقبيه ناقضا عهود الولاء والمواطنة .. ناهجا نهج المواجهة فتحولت على إثرها حركة الإصلاح في لمح البصر إلى منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة وتأسس أيضا حزب الله السعودي أو حزب الله الحجاز سنة 1987م على يد شيعة سعوديين آخرين بمباركة الملالي في إيران !
ومع انتهاء حرب الخليج وزوال التوتّر السعودي الإيراني عاد الصفار ورموز الثورة من التنظيمات الشيعية بمبادرة إصلاحية انخرطوا بموجبها في المجتمع من جديد ، لكن ومع تمكّن إيران من العراق وسيطرتها على مفاصل الحكم هناك بعد حرب العراق 2003م وإعادة تسويق المشروع الإيراني في المنطقة .. ظهر نوع من التمرّد الحذر , الذي ترجمه رموز الشيعة في القطيف برفع وتيرة المطالبات وافتعال المظاهرات وإلباس بعضها لباساً مخادعاً كنصرة القدس والوقوف إلى جانب بعض القضايا التي لقيت اهتماماً في الشارع الإسلامي , والحقيقة أن تلك المظاهرات لا تمت إلى هذا القصد بصلة .. وإنما يُراد بها مخالفة التعليمات والتمرد على الأنظمة والتهديد بالرهان على التدخل الأجنبي برغم الانفتاح الذي أظهرته تجاههم الدولة وانخراط العديد منهم في الحوار الوطني!!
فمثلا قدّم نمر النمر ومن معه غير مرة وثيقة مطالب مشهورة لإمارة المنطقة الشرقية سنة 2008م وقد طالب فيها بإمامة الحرمين وبناء القباب على الأضرحة والمشاركة السياسية في دوائر صنع القرار .. كما هدّد بتفجير الوضع السياسي إذا لم تُلب تلك المطالب!.
في تصريح له سنة 1427هـ قال : "إذا لم تُلب المطالب الشيعية فسيحدث تنافر بين أصحاب الحقوق ومن يمنحونها ؛ مما سيؤدي إلى حدوث صدامات ! وبقدر ما تُلبى المطالب ، أو بعضها ستقلّ نسبة التنافر، ويحلّ الوئام". بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين أعلن استعداده للتعاون مع إيران ثم عاد ونفى أن يكون قد قال ذلك وكان موقع لجينيات قد نشر وثيقة المطالب بتاريخ 22ـ 7ـ 1428 هـ مع خبر موثق مفاده أن النمر أشار إلى الاستعانة بالجهات الخارجية بما فيها القوات الإيرانية إذا لم تحقق مطالب الطائفة الشيعية .
وبعدها بأربعة أيام نشر موقع راصد نت وإسلام أون لاين كلاما للنمر ينفي فيه ما نشره موقع لجينيات بطريقة و لغة تهديد "ديبلوماسية" ظاهرها النفي وباطنها الإثبات .
وجاء في كلامه :
"لا أؤيد التقوّي بالخارج لا بأمريكا ولا إيران وإنما التقوّي بالله وحده."
وأوضح أن حلّ معضلة الارتباط بالخارج يكمن في "عدم استفزاز السلطة (لمواطنيها الشيعة) من جهة ووعي وإدراك المجتمع من جهة أخرى."
فقد نفى الاستقواء ولم ينف الارتباط , وجعل زوال الارتباط مرهونا بتحقيق المطالب فإذا كانت مطالبه كما يرى هو الآن لم تتحقق فماذا عن الارتباط إذن ؟؟!!!!
وعند حديثه عن الولاء لولاة الأمر بمفهومه الشرعي القاضي بالولاء لله ولرسوله ثم لأولي الأمر صرّح بأنه "لا ولاء لولاة الأمر" ! مبررا ذلك بأن الولاء إنما يكون لله ولرسوله وللعلماء الربانيين "الشيعة بطبيعة الحال!".. ينفي فيه بالتعريض قيمة الولاء كشرط للمواطنة , بل يجعل الولاء ممتنعا لوجود ما يمنعه وهو القهر والظلم الذي تمارسه الدولة على شيعة الشرقية ـ بزعمه ـ كما نص عليه في المقطع المرئي المعروف في اليوتيوب .
قراءة هذا التلوّن في مسارات المواقف التي تتخذها هذه الرموز الشيعية يكشف لك من يحرّك الشيعة في القطيف ، فتوقيت التمرد دائما مرتبط بمصالح إيرانية أو التخفيف من حدّة الضغط عليها وعلى أذرعها ، وهذا ما جعل اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية في مؤتمر صحفي يقول : "هناك تصعيد لأعمال الشغب في القطيف ناتج عن أطراف خارجية".. وهو ما أكده بيان الداخلية الشهير في أحداث العوامية والذي جاء في البيان ( وعلى هؤلاء أن يحددوا بشكل واضح إما ولائهم لله ثم لوطنهم أو ولائهم لتلك الدولة ومرجعيتها )
وإلا فلماذا تزامنت أحداث العوامية مع عبور درع الجزيرة للبحرين ؟ ولماذا تجدّدت المظاهرات في القطيف الآن؟ ولماذا أصبحت شعارات المظاهرات تعلن صراحة عدم الولاء بل والدعوة لإسقاط النظام؟! ولمذا تنادى البعثيون في سوريا مطالبين إيران بتحريك خلاياها في الخليج .
أمّا المطالب فقد عبّرت عنها الشعارات الجوفاء التي ردّدها الغوغاء والمغرّر بهم والتي دعت لعدم شرعية النظام برمّته وليس مجرد عدم الولاء ، وأما الطريقة : فقد كانت لغة السلاح حاضرة في الميدان وتم قتل رجال الأمن وآخرين في محاولة من هؤلاء الخوارج الشيعة لإشاعة الفوضى والعنف وإدخال المنطقة في نفق مظلم لا تُحمد عقباه وبمباركة أو تغافل بعض من يزعمون أنهم من أهل الفكر والثقافة ـ ممن انطلت عليهم حيل الشيعة ومظلوميتهم ـ حيث زعموا زوراً أن ما حدث في القطيف كان ردة فعل ولم يكن استجابة لإملاءات خارجية .
وأما التوقيت فهو المناخ الذي تتجرع فيه إيران مرارة خسارتها في سوريا والبحرين ـ بإذن الله ـ وتعيش أسوأ نكبة سياسية خارجية وداخلية .
إن الحديث عن خسارة إيران لا يعني التقليل من شأن خطورتها أو قوّتها وإنما هو توصيف لواقع حالها في سياق الربيع العربي وتداعياته.
وحينما نتحدث عن شيعة المنطقة الشرقية لا نقصد بذلك الحديث عن الشيعة عامةً في تلك المنطقة برمتها وإنما نقصد فئة مارقة منهم نقضت الولاء لهذا الوطن وولاته وتجردت من المواطنة بولائها لأعداء المملكة .
أما الشيعة الذين رعوا المواطنة وتقيدوا بحفظ رابطتها .. فهم جزء من نسيج هذا الوطن وإن كانوا قلّة لهم حقوق معتبرة كما أن عليهم واجبات .
وللتدليل على أن من أصحاب هذه العمائم من يمارس التقية وينتهج سياسة " لم آمر بها ولم تسؤني " فإنه لا يمكن أن يغيب عنا حضور حسن الصفار في أي مناسبة يكون المعتدي فيها طرفا شيعيا حيث يرفع عقيرته ويصرخ بصوته أنه لا يجوز التشكيك في مواطنة الشيعة .. في حين أن الصفار لم يخرج ليعلن كلمة واحدة يدين فيها صنوه "النمر" والذي هو محل حفاوة وتقدير كثير من أبناء العوامية ممن يرونه أولى بالإمامة من الصفار نفسه !
نمر النمر الذي يخرج بين الفينة والأخرى بخطب لو تكلّم ببعضها أحد أبناء السنة لما تردّد عالم من علماء هذه البلاد بوصفه بالخارجي والمنخلع من ربقة الطاعة .. بينما يسكت حسن الصفار عنه فلا يدين ما يخرج منه من عبارات تمردية .
ويسكت ـ كأن لم يسمع حسن ولم يقل نمر ـ والحقيقة أن الصفّار يعلم أن ما قاله النمر ومواقفه ما هو إلا دور تقاسما عليه .. وينضوي تحت المبدأ السابق "لم آمر بها ولم تسؤني" .
ومن شكّك في هذا فليسأل حسن الصفار هل غابت عنك خطبة نمر النمر الأخيرة في عاشوراء وما حوته من جور وفجور ؟! فإن كانت غابت عنك فذاك إثبات جهلك وإن بلغتك فأين صراخك في استنكارها ؟! إلا إن كان للمواطنة عندك معنىً آخر !.
( ضبابية الصفار وجرأة النمر )
التاريخ شاهد ..والحاضر ينطق!
هناك إجماع سياسي من مختلف الجهات ـ إلا من أعمى الله بصيرته أو تعمّد طمس الحقيقة ـ على أن ما حدث في العوامية .. وما يحدث بين الفينة والأخرى في القطيف خصوصا من أحداث .. إنما يقع بإدارة إيرانية ويعمل على تنفيذه تنظيمات تابعة لها سياسيا وعقديا في السر والعلن !.
هذه الحقيقة تختلف فيها التعابير لكنها هي محصلة ما يتفق عليه المواطن البسيط والمحلل السطحي للأحداث .. مع الراسخين في علم السياسية على مختلف مشاربهم.
لقد بقي مشهد المظاهرات الشيعية في مدينة القطيف قبل الأحداث الأخيرة ـ التي أسقطت ورقة التوت ـ ضبابيا لدى العديد من المحللين ! يرى فيه بعضهم مجرد حراك لأقلية مهضومة الحقوق تصرخ لاستردادها كما يزعمون.. في مجتمع يطالب حتى السُنّة فيه بإصلاحات !
هذا المشهد الضبابي جعل التقارير الغربية السنوية لحقوق الإنسان تتباكى على أوضاع شيعة القطيف ! فلا يخفى على كل متابع ما أوردته تقارير هيومان رايتس ومؤسسة راند وغيرهما ...
وهو ما أوجد لدى بعض المحللين المسوّغ الكافي لإعطاء تلك المظاهرات شرعية سياسية .. لاسيما الشيعة وبعض ليبراليي الداخل وكثيراً من ليبراليي الخارج أو مدعي الإصلاح (تأمل في معاضدة حزب الوعد العلماني لشيعة البحرين في الفتنة الأخيرة وقس عليه ما جرى من ودّ بين الليبراليين وشيعة العراق لتعلم حقيقة الولاء الذي يتشدق به الليبراليون) .
إن ارتباط شيعة الشرقية بأجندة إيرانية لا يحتاج إلى دليل أو برهان فالسياق التاريخي للتنظيمات التي أعلنت الولاء لإيران لا يزال شاهدا ( منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة ) بقيادة حسن الصفار .. ( وحزب الله في الحجاز ) الذي تأسس في إيران ولا يزال قائما إلى اليوم وقد قال يومها حسن الصفار في حوار نشرته مجلة الثورة الإسلامية العدد 72: (إن قيام الجمهورية الاسلامية في جزء محدود من العالم الإسلامي (إيران) لا يرضي المؤمنين ، أو يحقق أهدافهم المقدّسة ! إن الهدف النهائي هو إقامة حكومة مليار مسلم، وإحياء الحضارة الإسلامية. وأن الحكومة الاسلامية ـ في ايران ـ تعتبر نقطة الانطلاق للحركة الإسلامية..) !
وبرغم وجود مصالحة أسفرت عن اختيار رموز تلك التنظيمات للتوجه الإصلاحي .. فهناك ما يدل على أن الارتباط لا يزال قائما ! ولا نتحدث هنا عن الارتباط العقدي أو الفكري فذاك شيء طبيعي وإنما حديثنا هنا عن الارتباط السياسي بل والعسكري وعن الأجندة والاستراتجيات والتكتيكات التي تقتضيها كل مرحلة .. وإذا ما عرفنا أن الشيعة يدينون بالتقية عند (الاستضعاف) مما يقوي من احتمالات استمرار ذلك الارتباط سرا إلى يومنا هذا.
على وجه العموم وباستقراء دقيق لمواقف وتكتيكات التنظيمات الشيعية في تاريخ تعايشها ونفورها من النظام في المملكة .. نجد الموقف الشيعي حربائيا يتلوّن ولاؤه ومواطنته بحسب ما تتطلبه المرحلة والتوقيت .
فمنذ توحيد المملكة العربية السعودية ودخول الملك عبد العزيز للشرقية بقيت الحركات الشيعية في حالة هدنة تنتهج بزعمها النهج الإصلاحي ! وأسست سنة 1975م حركة الإصلاح الشيعية بقيادة حسن الصفار الذي ظل على ولائه غير المباشر ومواطنته كما هو حاله الآن ! لكن ما إن تغيرت موازين القوى الإقليمية وحكم الخميني إيران حتى انقلب الصفار على عقبيه ناقضا عهود الولاء والمواطنة .. ناهجا نهج المواجهة فتحولت على إثرها حركة الإصلاح في لمح البصر إلى منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة وتأسس أيضا حزب الله السعودي أو حزب الله الحجاز سنة 1987م على يد شيعة سعوديين آخرين بمباركة الملالي في إيران !
ومع انتهاء حرب الخليج وزوال التوتّر السعودي الإيراني عاد الصفار ورموز الثورة من التنظيمات الشيعية بمبادرة إصلاحية انخرطوا بموجبها في المجتمع من جديد ، لكن ومع تمكّن إيران من العراق وسيطرتها على مفاصل الحكم هناك بعد حرب العراق 2003م وإعادة تسويق المشروع الإيراني في المنطقة .. ظهر نوع من التمرّد الحذر , الذي ترجمه رموز الشيعة في القطيف برفع وتيرة المطالبات وافتعال المظاهرات وإلباس بعضها لباساً مخادعاً كنصرة القدس والوقوف إلى جانب بعض القضايا التي لقيت اهتماماً في الشارع الإسلامي , والحقيقة أن تلك المظاهرات لا تمت إلى هذا القصد بصلة .. وإنما يُراد بها مخالفة التعليمات والتمرد على الأنظمة والتهديد بالرهان على التدخل الأجنبي برغم الانفتاح الذي أظهرته تجاههم الدولة وانخراط العديد منهم في الحوار الوطني!!
فمثلا قدّم نمر النمر ومن معه غير مرة وثيقة مطالب مشهورة لإمارة المنطقة الشرقية سنة 2008م وقد طالب فيها بإمامة الحرمين وبناء القباب على الأضرحة والمشاركة السياسية في دوائر صنع القرار .. كما هدّد بتفجير الوضع السياسي إذا لم تُلب تلك المطالب!.
في تصريح له سنة 1427هـ قال : "إذا لم تُلب المطالب الشيعية فسيحدث تنافر بين أصحاب الحقوق ومن يمنحونها ؛ مما سيؤدي إلى حدوث صدامات ! وبقدر ما تُلبى المطالب ، أو بعضها ستقلّ نسبة التنافر، ويحلّ الوئام". بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين أعلن استعداده للتعاون مع إيران ثم عاد ونفى أن يكون قد قال ذلك وكان موقع لجينيات قد نشر وثيقة المطالب بتاريخ 22ـ 7ـ 1428 هـ مع خبر موثق مفاده أن النمر أشار إلى الاستعانة بالجهات الخارجية بما فيها القوات الإيرانية إذا لم تحقق مطالب الطائفة الشيعية .
وبعدها بأربعة أيام نشر موقع راصد نت وإسلام أون لاين كلاما للنمر ينفي فيه ما نشره موقع لجينيات بطريقة و لغة تهديد "ديبلوماسية" ظاهرها النفي وباطنها الإثبات .
وجاء في كلامه :
"لا أؤيد التقوّي بالخارج لا بأمريكا ولا إيران وإنما التقوّي بالله وحده."
وأوضح أن حلّ معضلة الارتباط بالخارج يكمن في "عدم استفزاز السلطة (لمواطنيها الشيعة) من جهة ووعي وإدراك المجتمع من جهة أخرى."
فقد نفى الاستقواء ولم ينف الارتباط , وجعل زوال الارتباط مرهونا بتحقيق المطالب فإذا كانت مطالبه كما يرى هو الآن لم تتحقق فماذا عن الارتباط إذن ؟؟!!!!
وعند حديثه عن الولاء لولاة الأمر بمفهومه الشرعي القاضي بالولاء لله ولرسوله ثم لأولي الأمر صرّح بأنه "لا ولاء لولاة الأمر" ! مبررا ذلك بأن الولاء إنما يكون لله ولرسوله وللعلماء الربانيين "الشيعة بطبيعة الحال!".. ينفي فيه بالتعريض قيمة الولاء كشرط للمواطنة , بل يجعل الولاء ممتنعا لوجود ما يمنعه وهو القهر والظلم الذي تمارسه الدولة على شيعة الشرقية ـ بزعمه ـ كما نص عليه في المقطع المرئي المعروف في اليوتيوب .
قراءة هذا التلوّن في مسارات المواقف التي تتخذها هذه الرموز الشيعية يكشف لك من يحرّك الشيعة في القطيف ، فتوقيت التمرد دائما مرتبط بمصالح إيرانية أو التخفيف من حدّة الضغط عليها وعلى أذرعها ، وهذا ما جعل اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية في مؤتمر صحفي يقول : "هناك تصعيد لأعمال الشغب في القطيف ناتج عن أطراف خارجية".. وهو ما أكده بيان الداخلية الشهير في أحداث العوامية والذي جاء في البيان ( وعلى هؤلاء أن يحددوا بشكل واضح إما ولائهم لله ثم لوطنهم أو ولائهم لتلك الدولة ومرجعيتها )
وإلا فلماذا تزامنت أحداث العوامية مع عبور درع الجزيرة للبحرين ؟ ولماذا تجدّدت المظاهرات في القطيف الآن؟ ولماذا أصبحت شعارات المظاهرات تعلن صراحة عدم الولاء بل والدعوة لإسقاط النظام؟! ولمذا تنادى البعثيون في سوريا مطالبين إيران بتحريك خلاياها في الخليج .
أمّا المطالب فقد عبّرت عنها الشعارات الجوفاء التي ردّدها الغوغاء والمغرّر بهم والتي دعت لعدم شرعية النظام برمّته وليس مجرد عدم الولاء ، وأما الطريقة : فقد كانت لغة السلاح حاضرة في الميدان وتم قتل رجال الأمن وآخرين في محاولة من هؤلاء الخوارج الشيعة لإشاعة الفوضى والعنف وإدخال المنطقة في نفق مظلم لا تُحمد عقباه وبمباركة أو تغافل بعض من يزعمون أنهم من أهل الفكر والثقافة ـ ممن انطلت عليهم حيل الشيعة ومظلوميتهم ـ حيث زعموا زوراً أن ما حدث في القطيف كان ردة فعل ولم يكن استجابة لإملاءات خارجية .
وأما التوقيت فهو المناخ الذي تتجرع فيه إيران مرارة خسارتها في سوريا والبحرين ـ بإذن الله ـ وتعيش أسوأ نكبة سياسية خارجية وداخلية .
إن الحديث عن خسارة إيران لا يعني التقليل من شأن خطورتها أو قوّتها وإنما هو توصيف لواقع حالها في سياق الربيع العربي وتداعياته.
وحينما نتحدث عن شيعة المنطقة الشرقية لا نقصد بذلك الحديث عن الشيعة عامةً في تلك المنطقة برمتها وإنما نقصد فئة مارقة منهم نقضت الولاء لهذا الوطن وولاته وتجردت من المواطنة بولائها لأعداء المملكة .
أما الشيعة الذين رعوا المواطنة وتقيدوا بحفظ رابطتها .. فهم جزء من نسيج هذا الوطن وإن كانوا قلّة لهم حقوق معتبرة كما أن عليهم واجبات .
وللتدليل على أن من أصحاب هذه العمائم من يمارس التقية وينتهج سياسة " لم آمر بها ولم تسؤني " فإنه لا يمكن أن يغيب عنا حضور حسن الصفار في أي مناسبة يكون المعتدي فيها طرفا شيعيا حيث يرفع عقيرته ويصرخ بصوته أنه لا يجوز التشكيك في مواطنة الشيعة .. في حين أن الصفار لم يخرج ليعلن كلمة واحدة يدين فيها صنوه "النمر" والذي هو محل حفاوة وتقدير كثير من أبناء العوامية ممن يرونه أولى بالإمامة من الصفار نفسه !
نمر النمر الذي يخرج بين الفينة والأخرى بخطب لو تكلّم ببعضها أحد أبناء السنة لما تردّد عالم من علماء هذه البلاد بوصفه بالخارجي والمنخلع من ربقة الطاعة .. بينما يسكت حسن الصفار عنه فلا يدين ما يخرج منه من عبارات تمردية .
ويسكت ـ كأن لم يسمع حسن ولم يقل نمر ـ والحقيقة أن الصفّار يعلم أن ما قاله النمر ومواقفه ما هو إلا دور تقاسما عليه .. وينضوي تحت المبدأ السابق "لم آمر بها ولم تسؤني" .
ومن شكّك في هذا فليسأل حسن الصفار هل غابت عنك خطبة نمر النمر الأخيرة في عاشوراء وما حوته من جور وفجور ؟! فإن كانت غابت عنك فذاك إثبات جهلك وإن بلغتك فأين صراخك في استنكارها ؟! إلا إن كان للمواطنة عندك معنىً آخر !.
أبو لـُجين إبراهيم
الثلاثاء 17 محرم ـ 1433
الثلاثاء 17 محرم ـ 1433
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..