يا رواد المجموعة البريدية : أنا فتاة تود الانتحار فلماذا مصيري النار؟؟
الأستاذ عبدالعزيز قاسم هذه الرسالة للنشر بالمجموعة وهي رسالة مرسلة من
فتاة تبحث عن حل وبحول الله سأنقل لها الردود علها تجد ضالتها
انتحار
السلام عليكم
أشارت لي أخت على هذه المجموعة وأن بها
مجموعة من المثقفين والدعاة والعلماء وأنا أشهد الله أني لست باحثة عن شوشرة ولا
إثارة ولا تمثيلية ولا حب ظهور أنا محتاجة لردودكم التي أتمنى أن تريحني وتساند
حلي الوحيد للمشكلة..
أنا فتاة بالعشرينات من عمري فكرت بالانتحار
أكثر من مره لكني أتراجع هذه المره فكرت بجدية أنني أنتحر لسبب مشكلات أسرية لا يد
لي فيها ولكن يلحقني منها أذى ولا سبيل في الخلاص منها حتى الآن إلا بالانتحار
قرأت فتاوى تحرم الإنتحار وأنها تقود صاحبه إلى النار لكن أنا أنا يا مشائخنا
وعلمائنا ما ذنبي كي تفتون بدخولي النار وأنا يشهد الله لم أرتكب كبيرة في حياتي ؟
لم أفعل أي شيء خطأ إلا أني أبحث عن الراحة وراحتي هي في عدم وجودي بالحياة لماذا
لا تفهمونني ؟ التمسوا العذر لي أنا إنسانة ضعيفة تبحث عن ملاذ آمن فلماذا تفتون
بدخولي النار ؟ هل تفتون بهذا حتى أتراجع عن قراري ؟ هذا قرار نهائي , يقولون لا
يأس مع الحياة وإذا كانت حياتي كلها يأس ماذا أصنع ؟ أنا أريد أن ارحل من هذه
الحياة بصمت أشتاق للصمت لأن حياتي كلها ضجيج من المشاكل
أرجوكم أرجوكم أرجوكم دعاة ومثقفين وكتاب
وأصحاب رأي أن تفهمونني أن تفهمونني
تعليق:
ليت الإخوة المتخصصين والأخوات يكرموننا بمساعدة أختنا الكريمة ، وأيضا
متخصصي الشريعة بطريقة تراعي نفسيتها ومستوى العلم الشرعي لديها .. نسأل
الله أن يحفظها، وأرجو من الإخوة مناصحتها والمبادرة بذلك، قبل أن نفقدها
والرسالة للأسف من 3 أيام في بريدي ولم أنتبه لها ..عبدالعزيز قاسم
ع ق 989
قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء ومقال عن الانتحار
ع ق 994
تتردَّد بين الحين والآخر في الصحافة
أخبار عن حدوث حالات انتحار تقع من
ممثِّـلين ومن غيرهم ، وقد أحببت بهذه المناسبة أن أنـبِّـه إلى حقيقتين شرعيَّتين
:
الأولى : أن قصد الانتحار أي أن نحكم
على إنسان أنه أقدم على الموت بفعل نفسه قاصداً بذلك إنهاء حياته ضيقاً من هموم
الدنيا وقنوطاً من رحمة الله مما يَـصْعُبُ إثباته بإقامة البرهان القاطع على
حصوله .
والأخرى : أن الأصل في المسلم أنه لا يمكن أن يقدم على هذا العمل ما دام مكتمل
الوعي تامَّ الإدراك .
أما صعوبة إثبات هذه الواقعة ، فإن القاعدة في الشريعة
الإسلامية أن الشيء كلما عَظُمَ قدْرُهُ واشتدَّ خَطَرُهُ بالَغَ الشرعُ في إبعاده
وتردَّد في قبول دلائله وبـيِّـناته ، احتياطاً لحرمة الأديان والنفوس والأعراض .
ولعل أجلى مثالٍ لذلك احتياط الشرع في
إثبات واقعة الزنا لعظيم قدرها وشدَّة خطورتها
، فهي فضيحة على الرجل وفضيحة على المرأة وفضيحة على أولادهما وأهليهما .
ثم إن الإسلام قد منع التقوُّل على
الآخرين بغير برهان ولا حجَّة ، بل شرع حد القذف في حق من ألصق تهمة الزنا بمسلم
ما لم يثبت كلامه بـبـَيِّـنةٍ معتبرة ، فقد قال سبحانه {
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .
فالتقوُّل على الآخرين شأنه خطير وضرره دائم كما قال النعمان بن المنذر :
قد
قيل ذلك إن حقاً وإن كذِباً
***** فما اعتذارك من شيءٍ إذا
قيلا
وإنما كان التغليظ في حق القاذف لأنه قولٌ بالظنِّ غير الجازم ، و قديماً قال أكثم بن صيفي كلمةً صارت مثلاً لمن ظهر
للناس منه أمرٌ أنكروه عليه وهم لا يَعرفون عُذره فقال : رُبَّ مَلومٍ لا ذنب له .
فمن الذي يملك أن يثبت أن هذا المتهَم بالانتحار
قصد هذا الفعل الذي أدى إلى وفاته ونحن نعلم أن الـقُصُـودَ والنيات أمرٌ خفِيٌّ
لا يُـطَّـلَعُ عليه ولا يعلمه إلا الله سبحانه .
وإذا كان قصد هذا الفعل يقيناً فهل هذا
الفعل يفضي إلى الهلاك يقيناً ؟
وإذا كان يفضي إلى الهلاك يقيناً فهل
يعلم المتوفَّى ذلك ، بحيث أقدم على هذا الفعل ليقتل نفسه أم أنه قصد مجرَّد إلحاق
الأذى بنفسه ؟ وإلحاق الأذى بالنفس عملٌ محرم شرعاً غير أنه لا يدل على قنوط صاحبه
من رحمة الله وكفره .
ثم من يملك أن يثبت أن هذا المتهَم كان
في حالة نفسية صحيحة حين فعل ما فعل وأنه كان تام الوعي والإدراك ؟
فهذه كلها شُـبـَــهٌ واحتمالات يندرئ بواحدٍ
منها منفرداً ثبوت الحكم عليه بأنه منتحرٌ
، ويحرم علينا أن نطلق عليه تهمة الانتحار ( والتي تعني إقدامه على قتل نفسه ضيقاً
من هموم الدنيا وقنوطاً من رحمة الله ) جزافاً ، ونحن نعلم يقيناً لا ظناً أن رحمة
الله واسعة وأن عفوَه يشمل ما دقّ من الذنوب وما عظم ، فلا يجوز أن نتألَّـى على
الله ونضـيِّـق رحمته ، فهذا التألِّي هو الذنب الذي لا ذنب مثله ، فرَبُّ
العالمين أرأفُ بعبادِه من الأمِّ بوليدها .
وأما أن المسلم لا يفعل مثل هذا العمل
فلأن الانتحار إنما هو مظهر تتجلَّى فيه حقيقة نفسية، وهي إساءة الظن بالله
تعالى باعتقاد أنَّ في رحمته سبحانه
قصوراً عن أن تَـسَعَ ذنوب العباد .
وهذا العمل لا يقوم به المسلم لأسباب
ثلاثة :
الأول : أن الله تعالى حين أخرج الإنسان
إلى هذا العالم وبث روحه في جسده اقتضت حكمته البالغة أن يجعل هذه الروح تتعشَّـق
هذا الجسد فتتعلَّق به تعلُّـقاً يصعب بسببه أن يُـتصوَّر أن يعمد أحدٌ إلى إخراج
روحِهِ مِن جسدِه ، فقد ذكر العلماء أنه ما تعلق شئ بشيء كتعلق الروح بالجسد .
هذا الجسد الذي جعله الله محلاً تسكن
فيه الروح فهبطت فيه ربما عن كُرهٍ منها لـه ، غير أنها سرعان ما تعشَّقَتْهُ وتعلَّقت
به فعزَّت عليها مفارقته كما قال أبو علي بن سينا :
وَصَلت
على كَـرهٍ إليك ورُبَّـما كرهت فراقك وهي ذات توجع
من أجل هذا المعنى نجد الروح تُنازِع
وهي تخرج ويعاني الإنسان من خروجها شدَّة لِـقوَّة تعلقها بالجسد قال سبحانه : ((وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)) فسماها سكرةً لشدَّة
وَقْعِها .
الثاني : أن هذا العمل محرم بالإجماع
فالحفاظ على الحياة معظم في الإسلام فقد
قال الله سبحانه :
((وَلاَ
تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)) وقد نقل الإمام شهاب الدين القرافي ( المتوفى 684هـ )
الإجماع على المنع من أن يقتل الإنسان نفسه
تسهيلاً عليه وإراحة له من ألم الوجع
حين يصل به المرض إلى حدّ لا يرجى شفاؤه قال : وإن اشتدَّ ألَـمُـه .
وشرع من أجل الحياة حدَّ القصاص لينكفَّ الناس
عن هذه الفعلة وسمى الله القصاص حياة لأنه سبيل حفظها فقال سبحانه : ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ))
.
بل أباح الشرع النطق بكلمة الكفر في
سبيل حفظ النفس فقال سبحانه ((إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)) .
الثالث : أن المسلم لا يقف من الحياة
على مصير مجهول ولا يرى فيها نهاية المطاف بل يدرك أنها ممر ودهليز إلى حياة أبدية
فهي عنده مرحلة زمنية يستثمرها لما وراءها وفرصة للتعبير عن ولائه لخالقه وبارئه .
فإذا نزل البلاء بالمؤمن وأطبق عليه
الكرب وأظلمت الدنيا أمامه فإنه لا يرى في ذلك كله ما يوجب شقاءً ولا بؤساً بل يرى
في هذه المآسي مظهرا لقوة الله وقهره كما قال ابن عطاء الله السكندري ( المتوفى
709هـ ) ( إذا أعطاك أشهدك بِرَّهُ، وإن مَـنعَك
أشهدك قهْرَهُ ) .
من أجل هذا المعنى فإن الصحابي الجليل
عمران بن الحصين رضي الله عنه حين نزل به مرض أقعده ثلاثين سنة على الفراش وجاءه
أخوه العلاء يعوده ويبكي على حاله فقال لـه عمران : ( لا تبكِ يا أخي، فإن أحبَّه
إلى الله أحبُّه إلي ) .
فالشأن في المؤمن أن يعلم حقيقة الحياة
وأن لا يركن إليها وأن لا يظل يلهث وراء السعادة فيها كما يلهث الظمآن خلف السراب
يظنه ماءً ولن يجده كما يظن .
إن جهل الإنسان بحقيقته وحقيقة الحياة التي يحياها هو الخميرة
الأولية لتقليعة الانتحار ، ذلك أن الذي لم يعرف حقيقة الحياة فإنه سيقف منها على
عالم مجهول وسينظر من خلالها إلى مصير
مظلم ، أشبه برجل جـيء به من بلاد نائية لم يسمع عن شئ اسمه سيارة ولا قاطرةٍ ولا
طيَّارة ثم عُصِبت عيناه ووُضِـعَ داخل قطار يسير فيه بسرعة واضطراب .
ولك أخي القارئ أن تتصور الحيرة التي
تعتريه والقلق الذي يستبد به ، إنه قد يغفل قليلا ويسلو عن القلق حين تشغله عن
حيرته بحديثك ولكنه كلما ابتعدت عنه وزال عنه ما يشغله أو جن عليه الليل عاد يفكر
في مصيره والغاية من وجوده واستبد به الكرب أيما استبداد وربما أنشد :
جئت
لا اعلم من أين ولكني أتيت ولقد
أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري !!!
ولنا أن نأخذ العبرة من فتاةٍ تدعى
إميلي براملت كانت تعيش حياة تعيسة معذبة تتقاذفها رياح القلق والاضطرابات النفسية
وكم فكرت في الانتحار لشدَّة وقْع المصائب عليها ، فلمَّا منَّ اللهُ عليها
بالإسلام انقلب الضياع والاضطراب في حياتها إلى طمأنينة وسكينة وتحول الشقاء
والبؤس إلى سعادة وأنس فكتبت قصتها في كتاب عنوانه ( آمَـنْـتُ بربِّـكم فاسمعون )
.
فهل من سامع ؟ ؟ ؟
قيس المبارك
---------------
جُبلت على الأكدار والألم
ليلى الشهراني
جُبلت على الأكدار والألمعزيزتي المهمومة أسعد الله مسائك وصباحتك بالسرور والخير والسعادة , سآني أن اقرأ رسالتك عن الانتحار ليس إشفاقاً عليك ولا حزنا على أوضاعك التي تحيط بك لأنك لست الوحيدة في هذا العالم التي تعيش أحزاناً وهموماً ومشاكل لا تنتهي , فمن عجائب هذه الحياة أن بيننا وبين الآخرين أستار وجدران وحواجز لا نرى من خلالها إلا جزء يسير من حياتهم , فنحسب أننا الوحيدون في هذه الحياة الذي نعاني ونتألم ونبكي ونكره دنيانا.
عشرين ربيعاً لا تستحق منك كل هذا الإستسلام والضعف , فالمؤمن قوي بربه ضعيف بالشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) .
وأنا هنا لا أرد عليك بصفة داعية فهذا لقب لا تحمله مثلي نسأل الله أن يعفو عن تقصيري وجهلي , ولا بصفتي باحثة ولا حتى كاتبة فأنا لم أصلها, بل بقلب أنثى شعرت بك فجأت تطلب منك أن تتأملي فقط في حال كل مهموم ومظلوم ومقهور , في حال من انحبسوا في المستشفيات يتم تقليبهم وتطببيهم وتغسيلهم كل يوم وهم لا يستطيعون حراكاً ولا يملكون إلا ألسنة لم تفتأ عن ذكر الله سبحانه وتعالى , كلما توجعت رفعت عيونها للسماء تخاطب رب يسمع ويبصر ويرزق .
أو تأملي في حال من سجنوا وعذبوا وشردوا وذاقوا عذاب السعير الدنيوي , من إهانة إلا تجويع إلى أغتصاب إلى ترويع , ثم اسألي نفسك لماذا لم ينتحروا ؟ أليست حياتهم ومماتهم متساوية ؟الله سبحانه لم يخلق الإنسان في هذه الأرض ليحيا سعيداً فقط , بل جعلها دار إمتحان وإن أحب الله عبداً ابتلاه بالمصائب والمشاكل والآلام فإن نجح فجائزته هي جنة عرضها السموات والأرض .
تعرفين أن العلماء لم يحرموا الإنتحار من عند أنفسهم بل هو خالقي وخالقك الذي يقول (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) فهل هناك أرحم بنا من الله ؟إنه ينزل كل ليلة فيرى من أقلقته الهموم وهو يذهب فيتوضأ ويستقبل القبلة ويسجد سجدة طويلة يتضرع فيها لخالقه أن يعينه ويرأف به , يمد له يده ويقول هل من تائب هل من مستغفر . وما أجملها تلك اللحظة التي ترفعين فيها رأسك وقد تبللت سجادتك بدموع الراحة والطمأنينة وعادت إلى قلبك سكينته , واستقبلت يومك الثاني بوقود من الصبر وبأشياء ستشعرين بتغيرها .
هو قريب
منك فأقتربي منه وثقي أن الانتحار ليس حلاً للمشاكل لأننا كلنا نعيش في دار فناء
وكلنا سندخل مع هذا الباب :
الموت باب
وكل الناس داخله
ياليت
شعري بعد الدار مدار
الدار دار نعيم ان عملت بما
يرضي اله وان خالفت فالنار
الدار دار نعيم ان عملت بما
يرضي اله وان خالفت فالنار
وستتذكرين
رسالتك هذه بعد فترة وتقولي (يا الله ما أجمل ما خبأته لي من سعادة) فقط أجعلي
قلبك معه , ولو كان الانتحار حلاً لكل مشاكلنا لأنتحر أهل الأرض جميعاً فالسعادة
ليست كاملة لأحد .
--------------------
"جذوة الإيمان" حين تشعل الأسئلة محمود المختار الشنقيطي | |
أخي أبا أسامة .. السلام عليك – وعلى أعضاء المجموعة الكرام – ورحمة الله وبركاته ..
قرأت
– أكثر من مرة – الرسالة المنشورة تحت عنوان (يا رواد المجموعة .. أنا
فتاة تود الانتحار فلماذا مصيري النار؟) ... والتي تبحث صاحبتها عن حل ..
رغم أنني لا أدخل ضمن المجموعات التي أشرت إليها في التعليق (المختصين والمختصات) إضافة إلى المختصين في الشريعة .. ومع ذلك فقد أبى قلمي إلى أن يدلي بدلوه ..
قبل
كل شيء أتذكر مقولة أحد زرق العيون .. حين قال : ( أحيانا لا نستطيع تقديم
هدية أغلى من كتف يبكي عليه صديق).. كما تذكرت البيت الذي يقول :
وإذا ما العذاب كان ألوانا .. فلغو قول المعاني الدقاق
بعد
هذه اللمحة التي تسعى لتقول بأنني أقدر قيمة الألم والمعاناة .. وأعرف أن
من (يُنظر) ليس مثل من (يعاني) ... ومع ذلك فقد لفت نظري قول بُنيتي صاحبة
المشكلة :
(أنا محتاجة لردودكم التي أتمنى أن تريحني وتساند حلي الوحيد للمشكلة).
قطعا
الانتحار ليس (حلا) لأية مشكلة .. إلا إذا كان إخفاء النعامة رأسها في
الرمال .. قد أعمى الصياد عنها .. توقفتُ – كثيرا – عند قول بُنيتي :
(وأنا يشهد الله لم أرتكب كبيرة في حياتي (..) التمسوا لي العذر أنا إنسانة ضعيفة).
بُنتي قطعا لستِ ضعيفة .. فمن صمدت في وجه الشهوات والرغبات .. فلم ترتكب (كبيرة) لا يمكن أن تكون ضعيفة أبدا ...
ثم تعالي هنا .. ماذا قلتِ؟!! لم ترتكبي كبيرة؟ لماذا استعملتِ لفظة (كبيرة)؟
بطبيعة الحال لأن الحبيب صلّ الله عليه وسلم ... أخبرنا بوجود ذنوب تعد من الكبائر .. أليس كذلك؟
الحبيب نفسه – بأبي هو وأمي – صلّ الله عليه وسلم من أخبرنا بمصير (المنتحر) .. أليس كذلك؟
إذن
: كيف تريدين من شيخ ائتمنه الله – سبحانه وتعالى – على الحلال الحرام ..
أن يكتم (علما) .. ويبيح ما حرمه الله؟!!!!!!!!! لتستعملي أنت تلك الفتوى –
لا قدر الله – في (الانتحار) .. ثم تمسكين برقبته يوم القيامة .. وتقولين
.. يا رب .. هذا (العالم) هو الذي أفتاني بجواز ما فعلت!!!
بُنتي الحبيبة .. كما لا يخفى علكِ ... نحن نتعامل مع أوامر ونواهي خالقنا الذي (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) .. سبحانه وتعالى ..
ولله
المثل الأعلى .. لك أن تتصوي أن (ملكا) أرسل (موظفا) إلى خارج القصر، ..
ومنحه حرية التمتع بخيرات حديقة القصر ..وحذره من الرجوع قبل أن (يناديه)
.. وكان الملك ينوي أن ينادي الموظف بعد (60) يوما ... وبعد (20) ساعة فقط
.. إذا بالموظف يدخل إلى القصر ... هل سيغضب الملك أم لا؟
ولله المثل الأعلى ليس من حق (العبد) أن ينهي حياته بنفسه .. كما أنه ليس لـ (العالم) أن يفتي الناس بما يحبون ..
بُنتي
الكريمة .. أعلم .. وتعلمين .. أن من يريد الانتحار .. ليس في حاجة إلى
(فتوى) تبيح تلك الفعلة المحرمة .. لكنها (جذوة الإيمان) في داخلك .. تدفعك
للبحث عن فتوى تبيح ما تعلمين أنه أن محرم ..
بُنتي الحبيبة .. تقولين .. ( هل تفتون بهذا حتى أتراجع عن قراري؟ هذا قرار نهائي).
يا
الله!!! من أين أتيتِ بهذا السؤال؟!!! تحريم الانتحار .. موجود قبل أكثر
من ألف وأربعمائة سنة .. ويفتي به المفتون من ذلك التأريخ .. أليس كذلك؟
وحتى
لو افرضنا – جدلا – أن المفتين اجتمعوا وأصدروا ذلك الحكم .. ليثنوك عن
قرارك .. ألا يعني ذلك لك شيئا؟! ألا يعني ذلك أنك (مهمة) لدى تلك الكوكبة
من أهل العلم والفقه والمثقفين؟
بُنيتي
الكريمة .. معلوم أن المسلم ليس له إلا أن يقول لأوامر خالقه – سبحانه
وتعلى – سمعا وطاعة ..وافق الأمر أو النهي هواه .. أو خالفاه ... ومع
ذلك فإن من حق المسلم أن (يفكر) في أوامر ربه .. سبحانه وتعالى .. وقد
جعلني سؤالك .. أدير الفكر في (الانتحار) ... فإذا به يختلف عن كل ذنب آخر
...
كل
ذنب .. حتى – والعياذة بالله – قتل إنسان ... يمكن لفاعله أن يتبعه ..
بالاستغفار .. والأعمال الصالحة .. والتوبة .. والندم ... إلا (الانتحار)
.. فهو (الذنب) الذي لا يمكن لمرتكبه أن يأتي بعمل صالح .. قل أو كثر ..
حفظك
الله – سبحانه وتعالى – من كل سوء ... وأنار جذوة الإيمان التي بداخلك ..
حتى تنبت زهور أمل تعبق في جنبات نفسك .. فتطمئن إلى رحمة .. وقدرة من أمره
بين الكاف والنون ... سبحانه وتعالى ..
ما بين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله الأمر من حال إلى حل
واسلمي لوالدكِ .. أبو أشرف: محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
|
-------------------------------
نصائح لأختنا التي تنوي الانتحار
ع ق 997
هل هناك مراكز تساعدنا على التخلص من
فكرة الانتحار
أنا شاب جاءتني فكرة الانتحار لعدة
مرات، أبغى أشكركم على الذي قراته، والله اني استفدت كثيرا والحمد لله أجد قلبى
مستقر، واقتنعت خصوصا اللي قال بأن الحياة تبدا بعد الموت، وهي الحياة الحقيقية،
وهي اللي خلتني افكر كثير فيها..
شكرا لكل الشيوخ واللي كتبوا في موضوع
الانتحار..
لكن فيه سؤال، هل يوجد مركز أو مستشفى
أو مكان يروح الانسان له اذا جته مثل هذه الوساوس..ليتكم تدلونا عليه..
محمد
-------------------------------------------------------------------
تواصلي معنا وقد ساعدنا حالات مثلك
وألهمنا الله الحل معهن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم د. عبد العزيز
بالنسبة للفتاة التي تريد الانتحار
إذا كان بالإمكان أن نتواصل معها عبر البريد
قد وقفت على مجموعة حالات وبفضل الله ألهمنا
الله فيها الحل معهم وإرشادهم
ليتكم تعطونها البريد
شاكرة لكم
سوزان مشهراوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------
بل أنت مؤمنة ونرجو لك الجنة
عصام المعمر
الاخت الفاضلة التي تحدثت عن الانتحار
لن اتحدث او اكتب عن المسالة الشرعية لانه ليس من اختصاصي وهنا بالمجموعة من العلماء
وطلبة العلم من سيكفيك المؤونة.
لكني لاحظت عكس ما قد يتبادر للذهن فاني
رايت فتاة مؤمنة صابرة محتسبة تخشى الله وتخشى عقابه وترجو فلم يحرك فيك السؤال والبحث
عن إجابة الا الايمان بالله ووالله مثلك لا أخاف عليه في زمن كثر فيه الصادين عن الحق،
اختي الفاضلة انت فقط وحيدة في ضغط الحياة
انت وجدت نفسك في مجتمع سيئ متناقض وتفكيرك في الإقدام على الانتحار ليس حل
وانت تملكين شجاعة تنفيذ اقل من هذا بكثير وغير مكلف!!
انت تستطيعين فعل الكثير واسرتك ليست مصير
ثقب في هذا ان مصيرك ليس بيد أسرتك بل بيدك وارى فتاة شجاعة لا ينقصها اي حافز لتخطو
الخطوات الصحيحة لتحرر نفسها من الظلم وثقي ان الله ناصرك والله يريد ان تخشيه وهذا
باذن الله متحقق فيك ، لكن الحذر من الخطوات التي لا تفيد ومنها فعل لم يامرك به من
تخشيه والله يحبك والله يريد بك اليسر ولا يريد بك العسر وهو ارحم بك من امك وابيك
واسرتك، وهو الذي قال ولا تقتلوا أنفسكم ، وايضا هو الله الذي سينصرك لكنه يريدك ان
تفعلي الصواب الذي أمرك به ليتحقق النصر، والله يا اختي مهما بلغ تعقيد مشكلتك هي عند
الله أهون مما يتصوره الانسان، انت تملكين ادوات التواصل وهذه كافية للبداية، اكرر
ان هناك معضلات وقضايا معقدة وشائكة لم تحتج ان حرفين!! كن فيكون وهو والله اقرب من
لمح البصر للتنفيذ فلما الخوف ؟ انت بمكانك
تستطيعين فعل كل شيء اسهل واكثر فاعليه من التفكير الخطأ، وتذكري انك الان تخوضين تجربة
فهنا بالمجموعة يوجد الأخيار واثق بفطنتك لتمييز الامر وهنا مسئولي الدولة ممن في رقابهم
الملايين وانت واحدة ممن له الحق في انتشالك من مستنقع أسرتك وهذا حقك لن يمنون عليك
به وسترين باذن الله الذي خشيتي فعل ما يغضبه كيف يجعل أمرك يسر ، اختي العزيزة الحياة
حلوة وجميلة وامامك مستقبل ستكون هذه الاحداث صفحة منسية تجربتك ستكون خبرة للجيل الذي
ستحبيه لأطفال المستقبل الذين سيحضون بأم رؤوم حنون تقبلهم وتضمهم وتحميهم من تكرار
اخطاء اكتسبتيها في الحياة ، سيعوضك الله بصبرك بزوج يملء دنياك ينسيك همك وغمك باذن
الله مثلك شجاعة نحتاجها ان تخرج أجيال من الشجعان ولو فقدك مجتمعك وأسرة المستقبل
سيكون الامر محزن لنا والله محزن ولكننا نريد ان نفرح بك اخت ونفرح بك زوجة ثم ام ان
الله يطلع عليك وسيعينك باذن الله في اتخاذ الخطوات السليمة وستذكرين يوم النجاح القريب
جدا باذن الله كم ابعدك الشيطان بعيدا والنجاح خطوات بسيطة ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مايصيب المسلم من نصب ,ولا وصب ,ولا هم
,ولا حزن , ولا اذى ,ولاغم ,حتى الشوكة يشاكها ,الا كفر الله بها من خطاياه ) متفق
عليه
ياصاحب الهم ان الهم منفرج
ابشر بخير فان الفارج الله
اذا بليت فثق بالله وارض به
ان الذي يكشف البلوى هو الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه
لاتيأسن فان الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لاتجزعن فان الكافي الله
والله مالك غير الله من احد
فحسبك الله في كل لك الله
عصام المعمر
----------------------------------------------------------------
قبل أن تنتحري
أمين بن بخيت الزهراني
(رسالة
إلى أخت تفكر بالانتحار، أرسلت إلى مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية تطلب المساعدة)
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
أختي
الكريمة..
قبل أن
تنتحري اقرأي هذه الكلمات وتأملي هذه العبارات لعلك تجدين فيها ما تؤمّلين..
في رسالتك
المفاجئة.. أحسست بعبراتك تخنق عباراتك.. وشعرت بلهيب آهاتك تنفثها كلماتك..
لكن ما
يبعث على الاطمئنان، وكما يظهر جلياً من خطابك، أنك على مستوى عالي من التدين
والإيمان والخوف من الله.. ونحن نؤمن أن سبب كثير من حالات الإنتحار هو ضعف
الإيمان أو عدمه أوالفراغ الروحي.. والذي ينتشر في الدول غير المؤمنة.
سبق
وأن شاهدت على اليوتيوب حلقة من برنامج القذائف للدكتور محمد العوضي، والتي التقى
فيها بشاب تقلب في مراحل الشك بالدين حتى وصل إلى مرحلة خطيرة وهي الشك في وجود
الله ووجود الجنة والنار..
لقد كانت
عبرات الألم والحزن تخنقه لأنه لم يستطع الوصول إلى حقيقة الوجود.. ظن أن في
الإلحاد إغلاق لباب كثير من التساؤلات الغيبية فإذا به يقع في حيرة أكبر.. حتى كاد
يصاب بالجنون..فقرر أن يجيب عن تلك الأسئلة الملحة بتجربة عملية متهورة ليكتشف
عالم الغيب.. فالتهم عقاراً قاتلاً.. لكن عناية الله أدركته، واستطاع الأطباء
إنقاذ حياته..
صدقيني
أختي الكريمة إن كنت سأعذر منتحراً (ولن أفعل) فقد أعذر الملحد.. لأنه إن عاش
معاناة في الدنيا كمرض أو فقر أو ظلم أو ألم فإنه قد يختار إيقاف معاناته بالموت..
لأنه لا يؤمن بأن هناك حياة أخرى.. ويعتقد أن الموت راحة له من الألم..
وبالنسبة
لك أختي العزيزة.. فنحن نؤمن أنك لا تزالين في نعمة عظيمة لأنك تعلمين أن هذه
الحياة ليست هي نهاية العالم..
تأمّلي معي
أختي المؤمنة هذا الحديث: (ويؤتى بأشد المؤمنين
ضرا وبلاء فيقال: اغمسوه غمسة في الجنة، فيغمس فيها غمسة، فيقال له: أي فلان، هل
أصابك ضر قط أو بلاء؟ فيقول: ما أصابني قط ضر ولا بلاء) صححه الألباني
تخيلي أختي
الكريمة لو كنت أنت أبأس أهل الدنيا- تجاوزاً- لكن غمسة في الجنة ستنسيك كل ذلك
العذاب والبؤس..
إذاً
النعيم الحقيقي هو نعيم الآخرة.. والبؤس الحقيقي هو بؤس الآخرة..وماذا تشكل عشر أو
عشرون أو ستون سنة من المعاناة مقابل ملايين السنين من النعيم..
أيتها
الفاضلة.. كثير منا يعاني.. والحياة صعبة ومليئة بالمشاكل .. ومع إيماني أنك
تعانين الكثير .. ولكن صدقيني ربما هناك من هو أشد معاناة منك.. وأنا أجزم أن لكل
واحد منا قصة معاناة في هذه الحياة.. وربما وصل بعضنا إلى حالة من اليأس حتى ظننا
أنها نهايتنا.. لكننا تجاوزناها بفضل الله.. فهي تبدو اليوم وكأنها مجرد كابوس
عابر نسيناه.. بل ربما نتذكره للتسلية..
إن
حلت أوحلت.. وإن كست أوكست.. وإن غلت أوغلت..
خلقت على
كدر وأنت تريدها.. صفواً من الأقذاء والأكدار..
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٣٢﴾} الأنعام
النفس تبكي
على الدنيا وقد علمت .. أن السلامة فيها ترك ما فيها..
سُجن
الإمام أحمد وعُذب وجُلد .. وظل حياته يجاهد ويكتب ويؤلف ويرحل ويدعو ويعلّم..
فرآه أحد تلاميذه وقد أنهكه الزمن.. فقال له:
متى الراحة
يا إمام؟ فقال: الراحة عند أول قدم أضعها في الجنة.
نعم أيتها
المؤمنة.. لا تظني أن الدنيا خلقت لنا فقط.. أو أننا خلقنا لها فقط.. أوأننا حتماً
سنعيش فيها هانئين..
قال ابن
عمر رضي الله عنهما (أخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم ببعض جسدي فقال : اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)
رواه أحمد
وعن
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال: ما يبكيك يا عبد
الله؟ قلت يا رسول الله، كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج
والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك فقال: فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة, وما أنا
والدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها)
نعم.. هذا
هو مقياسنا أختي الكريمة.. الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة أما الدنيا فهي دار
ابتلاء..
والدنيا
يعطيها الله للمؤمن والكافر..قال صلى الله عليه وسلم:(
وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب )
صححه الألباني
وفي الحديث
(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما
سقى كافرا منها شربة ماء ) صححه الألباني
ولو كان
ينبغي أن يستمتع في الدنيا أحد لكان هو رسول الله .. لكنه صلى الله عليه وسلم مات
فقيراً.. في بيت من طين.. ودرعه مرهونة عند يهودي .. مات ولم يشبع من خبز بر.. ولم
تكن توقد النار في بيته أياماً وشهوراً..
وعند وفاته
صلى الله عليه وسلم خيّره الله بين أن يعيش كأحد ملوك الدنيا أو أن ينتقل إلى
جواره فرفع حبيبنا صلى الله عليه وسلم سبابته إلى السماء قائلاً (إلى الرفيق الإعلى)
أختي
الكريمة.. ما هي المصيبة التي تعانين منها؟
هل
اتُّهمتِ في عرضكِ؟.. فاعلمي أن أم المؤمنين عائشة وهي الأكرم عند
الله ورسوله اتهمت في عرضها.. فصبرت حتى برأها الله في كتابه..
هل فقدت
زوجك الحبيب؟.. فهل سيكون أغلى من حبيب عائشة رضي الله عنها؟ وقد مات
حبيبها وحبيبنا صلى الله عليه وسلم في حجرها وتحت مرأى عينها..
وإن كنت
فقدت أباً حاني.. فإن عائشة فقدت أبيها الصدّيق.. أفضل رجل بعد الأنبياء
والمرسلين..
نتمنى
أيتها الفاضلة أن نعيش في هذه الحياة بدون عناء.. لكنه قدر الله علينا.. بل هي ملح
الحياة.. وبدونها قد تكون الحياة مملة .. وقد لا نشعر بنعمة الصحة إلا بعد المرض..
ولا بمتعة الغنى إلا بعد الفقر.. ولا بلذة الطعام إلا بعد الجوع.. ولا بحرارة
الدفء إلا بعد البرد.. ولا بمعنى الأمان إلا بعد الخوف..
ولتعلمي أن
من نعمة الله علينا نحن المسلمين أن جعل الابتلاء فرصة للرفعه والتكفير (عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا
للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له)
رواه مسلم
بل إن
الابتلاء سنة ربانية ليعلم من يؤمن ومن يكفر..قال سبحانه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴿٢﴾}
العنكبوت
عن سعد رضي
الله عنه قال (قلت : يا رسول الله أي الناس أشد
بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان
دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ، فما يبرح البلاء
بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه ابن حبان
وهنيئاً لك
أيتها المؤمنة مشابهتك للأنبياء والصالحين.. ولعل ابتلاءك يكون دليل محبة الله
لك.. وفي الحديث المروي (إن الله إذا أحب عبداً
ابتلاه ).
لماذا؟ لأن
الابتلاء تكفير للسيئات ورفعة للدرجات..
تأمّلي
اختي الكريمة في هذا الحديث المروي (يود أهل
العافية يوم القيامة أن لحومهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب الله عز وجل لأهل
البلاء )
هذا
لا يعني أختي الكريمة أن نتمنى البلاء.. لكنه يجعلنا نتوقع البلاء.. ويحثنا أن
نثبت عند البلاء..
وفي الحديث
(لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية .
فإذا لقيتموهم فاصبروا)رواه مسلم.
هي الحياة
الدنيا أيتها الفاضلة فلا تعبئي بها ..ولا تضيعي آخرتك لأجلها.. ولا تأبهي بأي قلق
أو ألم أو حزن عليها.. وقد عتب الله علينا بقوله سبحانه {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾} الأعلى.
أختي
العزيزة.. قد تكون فتنة الضراء خطيرة على حياتك وإيمانك..
لكن صدقيني
أن فتنة السراء والغنى والصحة قد تكون أكثر خطراً على حياة المؤمن ..
بل قد يبتلي
الله الكافر بالنعمة حتى يتمادى في طغيانه .. قال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم
بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿٤٤﴾} الأنعام
لماذا؟ لأن
النعمة والغنى قد تجر الإنسان إلى الكبر والغرور ورفض الحق..
أما المرض
والفقر قد تجعل الإنسان أكثر قرباً من الله.. وكم هم الغافلون الذين تغيرت حياتهم
وأعلنوا توبتهم بسبب فقد قريب.. أو فراق حبيب.. أو مرض يئس منه طبيب..
إن
الابتلاء أختي الكريمة سلاح ذو حدين..
فإن صبرتي
فأبشري بأجر يغبطك عليه أهل الجنة..
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾
أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ
وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾}البقرة
ولكن في
المقابل .. عدم الصبر قد يقود الإنسان إلى السخط على أقدار الله واليأس والقنوط من
رحمة الله.. وقد قال إبراهيم عليه السلام { وَمَن
يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴿٥٦﴾} الحجر
وقال يعقوب
عليه السلام {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ
اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾}يوسف
ومهما
بلغتِ من البؤس واليأس أختي العزيزة فاحمدي الله أنك لم تصل إلى مستوى حال االكفار
الذين يئسوا من الآخرة ومن الجنة.. وحذرنا الله منهم فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا
غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ
الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ﴿١٣﴾}
أنت اختي
الكريمة مؤمنة وبانتظارك حياة أبدية سرمدية ولكن بشرط الصبر.
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ
بَابٍ ﴿٢٣﴾}
لكن لمن هذا الأجر { سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا
صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾}الرعد
أختي
المؤمنة.. الدنيا هي دار الامتحان.. وصبرك عليها هو مفتاح نجاحك ودخول الجنة.
وهروبك
منها بالانتحار هو انسحاب من الإختبار.. ومن ينسحب من الامتحان..مثله مثل من يمتحن
ويرسب..
وعن أبى
هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خنق نفسه في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار، ومن طعن نفسه طعنها في
النار، ومن اقتحم فقتل نفسه اقتحم في النار)[رواه ابن حبان].
إذاً أختي
الكريمة ليس المشائخ والعلماء هم من حرم الانتحار بل حرمه الله ورسوله.. كما إن
معظم الأديان السماوية والقوانين الوضعية تكاد تجمع على تجريم وتحريم الإنتحار..
لأنهم يؤمنون أن جسدك ليس ملكاً لكِ.
وعن جابر
بن سمرة رضي الله عنه قال: (أن رجلا من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أصابته جراح فآلمت به فدب إلى قرن له في سيفه فأخذ
مشقصاً فقتل نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم)[رواه
الطبراني في الكبير].
تأملي يا
رعاك الله! رجل من الصحابة وجاهد مع النبي.. لكن ذلك لم يشفع له.. لماذا؟ لأنه لم
يصبر على الآلام والجراح ربما بضع لحظات.. فحرم نفسه من أجر عظيم كاد يجنيه لو مات
شهيداً..
عذراً أختي
الكريمة قد أكون قاسياً عليك..وأنا أجزم أن لك قصة مؤلمة.. لكني أؤمن أيضا أنها
ليست القصة الوحيدة في عالم اليوم..
اخرجي اختي
الكريمة من محيطك.. انظري إلى ملايين المصابين والمنكوبين في العالم.. كم هم ضحايا
الزلازل والبراكين والفياضانات.. انظري إلى جراح أخوانك في ليبيا وأفغانستان
وفلسطين وسوريا والعراق.. مصائب وحروب وكوارث خلفت وراءها ملايين المكربوين.. فكم
بينهم من أم مكلومة وزوجة مهمومة وابنة يتيمة مغمومة.. لكنهم استقبلوا ذلك برضى
وصبر..
هل تخيلت
حال أختك المسلمة هناك والتي ربما هتك عرضها وقتل طفلها في حجرها وثكلت زوجها ؟
ماذا تراك لو كنت مكانها؟ ماذا كنت ستفعلين؟
هل سمعت
بتلك المجاهدة الفلسطينية التي عاشت في سجن اليهود سنوات طويلة؟ فخرجت بعد
ذلك بكل عزة وفخر..وحمد وشكر..
زري
مستشفيات الأمل في بلدك.. ودور النقاهة.. ودور الرعاية.. ودور الإعاقة.. ودور
الأيتام.. ستجدين حتماً من هو أكثر معاناة مني ومنك.. لعلك تتلقين منهم دروساً في
الصبر والرضى والإيمان..
أختي
الكريمة.. اقرأي القرآن.. غوصي فيه بصدق .. لا تقرئيه لمجرد البركة والرقية فقط..
اقرئيه هذه المرة بتأمل وتدبر.. وأبحري مع كلام الله وكأنه يخاطبك مباشرة.. رتليه
في ساعة النزول الإلهي.. وستجدين فيه ما يغسل هم قلبك.. ويشرح ضيق صدرك.. ويجلي
همك وكربك.. وثقي أن زفراتك وآلامك ستخرج تباعاً..مع كل حرف تنطقينه.. وستتنسمين
عوضاً عنها هدوءاً وسكينة تنشر الأمان في جنبات صدرك..
إن صدقتي
أختي.. فإني أجزم أن بؤسك سينقلب إلى سعادة.. وقد تشعرين أن هذا القرآن وكأنما
أنزل إليك أنت بالخصوص.. وليحل مشاكلك أنت.. وليجيب عن أسئلتك أنت.. رتليه.. تغني
به.. وإن استطعتِ فاستودعيه صدرك.. ليكون أنيسك وجليسك ورفيق دربك.. واحمدي الله
أن جعلك عربية تقرءين وتفهمين كلامه مباشرة بدون ترجمان..
واعلمي {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} الإسراء.
وتذكري
قوله {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ
شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (٨٢)}الإسراء.
اقرأي قصص
الصابرين وآيات الصابرين وعاقبة الصابرين.. ستجدين فيها أنساً وتثبيتاً وسلوة..
ألم يقل
سبحانه {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ
الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴿١٢٠﴾} هود.؟
عيشى مع
القرآن ومع أنبياء الرحمن بقلبك وعقلك وروحك.. ستجدين صوراً عجيبة من الصبر على
الابتلاء.. والتي جنوا ثمرتها في الدنيا والآخرة..
تأملي قصة
أم موسى الشجاعة.. اقرأي سيرة مريم الصابرة.. وأيوب عندما أقعده المرض.. ويونس وهو
في بطن الحوت.. ويوسف الذي عانى متنقلا بين ألوان الظلم والظلمة .. من ظلم أخوته
إلى ظلمة الجب.. ومن ظلم النسوة إلى ظلمة السجن.. ويعقوب الذي ابيضت عيناه من
الحزن على ولده.. قفي عند قوله {إِنَّمَا أَشْكُو
بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾}. رددي
هذه العبارة معه بإخلاص لعل الله يزيل بها همك وينفس كربك ويعيد الأمل إلى حياتك..
كما أعاد النور إلى عيني يعقوب.. وكما كافأ يوسف بالملك.. ورد موسى إلى أمه..
وبرّأ مريم ..وشفى أيوب ..وأخرج يونس من بطن الحوت..
وسأذكّرك
أيتها المباركة : إن أمدّ الله لنا في العمر فسيأتي اليوم الذي تتقلبين
فيه في أثواب السعادة والنعيم.. ساعتها ستحمدين الله أنك لا زلت على قيد الحياة..
وقد قال ابن تيمية ( إن في الدنيا لجنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة )
أتدرين ما هي؟ إنها جنة الإيمان والطاعة.
يقول أبو
سليمان الداراني (والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا، ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من
أهل النهار في لهوهم، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص
فيها طربا بذكر الله فأقول : إن كان أهل الجنة في مثل
ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيم عظيم)
أنت لم
تخلقي لتموتي.. ولم توجدي عبثاً.. لقد خُلقتِ لعمارة الأرض بعبادته.. ونشر
رحمته.. لذلك فإن قدرك عند الله عظيم..
وفي الحديث المروي (لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم)
فما
أعظمه من رب يحب عبده المؤمن وهو غني عنه..
وليس
العجيب أن يحب العبد ربه.. ولكن العجيب أن يحب الرب عبده..
فهل
عرفت قدرك عند الله أختي المؤمنة..
فإن
كنت تبحثين عن السعادة .. فابحثي عنها في رضى ربك .. أبحثي عنها في رضى والديك..
جربي
أن تطعمي فقيراً .. وأن تمسحي دمعة يتيم .. وأن تعلمي جاهلاً.. وأن تواسي جريحاً
.. وأن ترشدي كفيفاً .. وستكتشفين أن إسعاد الضعفاء.. من أسرع الطرق إلى تحقيق
سعادتك..
اللهم
بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق..
أحيينا ما علمت الحياة خيراً
لنا.. وتوفنا إذا علمت الوفاة خيراً لنا..
----------------------
نصائح إلى أختنا التي تود الانتحار | ||||||||||||||||||||||
أكثري من قول: إنا لله وإنا اليه
راجعون
بالإشارة الى استفسار الأخت التي تفكر
في الإنتحار و لماذا يكون مصير المنتحر النار ، أقول :
ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
قال: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ ، فَجَزِعَ ، فَأَخَذَ
سِكِّينًا ، فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ . قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ
، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " فهذا
الحديث دليل على تحريم الإنتحار حتى في حال الإبتلاء كحال اختنا السائلة فكونها تعاني
من مشكلات أسرية لا يبيح لها الإنتحار كما لم يبح لهذا الذي وردت قصته في الحديث قتل
نفسه هرباً من المعاناة بل هو و غيره ممن وقع عليهم اي نوع من البلاء مطلوب منهم الصبر
و الإحتساب فنحن في الدنيا بين نعمة تستوجب الشكر و بلاء يستوجب الصبر ، و هناك أمر
آخر لا بد من تذكره فنحن عبيد لله تعالى مملوكون له لا نملك التصرف في أنفسنا إلا بما
يوافق الشرع ، و لذلك اُمرنا عند المصيبة أن نقول " إنا لله و إنا إليه راجعون
" لنتذكر أننا مملوكون لله تعالى يقضي
فينا ما يشاء و كل قضاء الله تعالى خير .
فرج الله هم اختنا السائلة و هم كل مسلم
و مسلمة و جعلنا ممن اذا اُنعم عليه شكر و
اذا ابتلي صبر و اذا أذنب استغفر و صلى
الله و سلم على نبينا و حبيبنا محمد.
ابو محمد الحربي
-------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عبدالعزيز قاسم...أسعد الله أوقاتكم
ومجموعتك بكل خير.
في رسالتك رقم 989 صدرتها بطلب المهمومة من المشاكل الأسرية
الانتحار واستئذانها من رواد مجموعتك وطلبها منهم مساعدتها
و أرجو أنيكون في جوابي فائدة لها ولغيرها..
ولكم جميعا تحياتي...أخوكم أبو بكر بن محمد
لماذا ينتحرون؟
أنا
فتاة بالعشرينات من عمري فكرت بالانتحار أكثر من مره لكني أتراجع .هذه المرة فكرت
بجدية أنني انتحر لسبب مشكلات أسرية لا يد لي فيها ولكن يلحقني منها أذى ولا سبيل
في الخلاص منها حتى الآن إلا بالانتحار قرأت فتاوى تحرم الانتحار وأنها تقود صاحبه
إلى النار لكن أنا يا مشايخنا وعلمائنا ما ذنبي كي تفتون بدخولي النار وأنا يشهد
الله لم أرتكب كبيرة في حياتي ؟ لم أفعل أي شيء خطأ إلا أني أبحث عن الراحة وراحتي
هي في عدم وجودي بالحياة لماذا لا تفهمونني ؟
مقدمه:
الانتحار هو أن يعمد شخص ما لإنهاء حياته بأي طريقة نتيجة لفشله في حياته أو
بسبب ظروف ضاغطة يعاني منها ولا يستطيع التكيف معها مما يشعر معه بأن الحياة لا
تطاق فيسعى للتخلص منها وهو كما قالت العرب شرّ من الموت ما يُتمنى معه الموت .
والانتحار نوع من حالات الجبن
والانسحاب في كل العالم إلا ما يتعلق بالثقافة اليابانية وبعض معتقدي العمليات
الانتحارية.
بينما تعود 65% من الحالات إلى
عوامل متعددة مثل التربية والمشاكل الأسرية أو العاطفية والشعور بالفشل والآلام
النفسية والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية.
لماذا الانتحار؟
ومن هنا نبدأ الجواب مع هذه الأخت
التي تنوي الانتحار والتي يبدو أنها من القسم الثاني الذي يتعرض لظروف حياتية
ضاغطة تتمنى معها الموت.وهؤلاء وصلوا إلى مرحلة من اليأس يحتاجون معها إلى من يقف
إلى جانبهم ليساعدهم.
ومثل هذا الشخص الضعيف الذي يريد
الهرب من حياته ويجنح للخلاص إنما يفرّ من شرّ نزل به وكرب آذاه إلى ما هو أشد شرّا
وأعظم كرباً .فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وحقيقة الدنيا أنها دار بلاء وامتحان
وهي ممر ومعبر للآخرة وبقدر صبر الإنسان فيها وحفاظه على الأمانة التي عنده من روح
وجسد وعمل مما ائتمنه الله عليه وبناء على مقدار حفظه لها يكون جزائه عند
ربه.
ما العمل؟
حسنا : إذا ابتلي الإنسان بمشكلات
وضغوط شديدة جعلته ييأس من الحياة ويفكر في الانتحار فما العمل؟
لاشك أن الشخص الراغب بالانتحار مغيب
العقل بالكامل أو بشكل جزئي فهو لا يرى شيئاً إلا وقد صبغ بالسواد ولا يفهم من
الحياة إلا ضيقها ونكدها وشدتها وحاجته للهروب منها بأسرع وسيلة، ومن لطف الله أن
الإنسان يخاف من الموت ويستصعبه وكلما حاول الانتحار وسعى إليه جبن عن التنفيذ
وراجع نفسه ليعيد الكرة مرة بعد أخرى.
وفي هذه الأثناء قد يتيسر له فرج
ينتشله من وهدة اليأس أو تلوح له بعض علامات الفرج مما هو فيه وقد ييسر الله له
شخصاُ يعينه على تجاوز أزماته؛وربما كان له خبيئة من الأعمال الصالحة التي تحول
بينه وبين مصارع السوء كما جاء في الحديث أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
وقد يكون في تربيته السابقة وتنشئته
ما يستند إليه ويعزز لديه مشاعر الإيمان التي تعود به إلى مشاعر الحياة وتخلصه من
مشاعر الموت.
والانتحار وكافة المشاعر السلبية التي
يتعرض لها الإنسان في حياته مصدرها الأول هو الشيطان إذ يحرص على أن يدمر حياة
الإنسان بكل وسيلة وهو حريص على إيذاءه كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
يقول الله
عزوجل(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء
وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
)البقرة : 268
وللشيطان جولات وصولات على قلب ابن آدم يسعى فيها لتعطيله عن
الخير ويشل سعيه عن زيادة الدرجات ،وما أكثر ما يأتيه من جانب التشكيك في اليقين
مرة ومن جانب التحزين(الاكتئاب والقنوط) مرة ومن جانب التخويف من الفقر مرة
ومن جانب تهويل الأمر وتصعيب السهل مرات . عن ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال:(إن للشيطان لمة بابن آدم
وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر و تكذيب بالحق
وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك
فليعلم أنه من الله تعالى فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من
الشيطان)صحيح الجامع.
حكم الانتحار؟
ونحن نعلم أن الانتحار محرم بجميع
أشكاله وقد ورد أنه من الذنوب الكبرى التي يخلد معها الإنسان في النار.
ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله
عليه وسلم : (كان برجل جراح فقتل نفسه ، فقال الله : بدرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة).
وفي صحيح البخاري أيضا:(من تردى من جبل فقتل نفسه ، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها
أبدا ، ومن تحسى سما فقتل نفسه ، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا
فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة ، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم
خالدا مخلدا فيها أبدا).
وسبب تحريم قتل النفس في الإسلام
وتغليظ عقوبة المنتحر أن حياته ليست ملكه لينهيها متى شاء بل هو مخلوق لغاية محددة
وأجل مسمى فإذا تدخل في ذلك تطفل على مقام الربوبية وعارض الله في أحكامه وهذه
جريمة عظيمة.
والانتحار جريمة لأنه كما قال الله
(بدرني عبدي بنفسه) فلِم لَم ينتظر رحمة الله ؟ فإنه سبحانه وتعالى يبتلي من عباده
من شاء بما شاء من مصائب امتحانا لهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة
وليقيم عليهم الحجة من أنفسهم.
والموت والحياة مخلوقان كما قال الله
تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )
ومن إضاءة هذه الآية أن الموت وجميع
أسبابه وأشكاله مخلوق للابتلاء.
وكذلك الحياة وجميع أسبابها وأشكالها
مخلوقة للابتلاء.
فعلام يسعى الإنسان للموت ويدع السعي
للحياة ؟
وهذه الأخت وأمثالها ممن ضاقت بهم سعة
الحياة يجب عليهم أن يستنجدوا بمن يثقون به لإخراجهم من دائرة الموت وردهم إلى سعة
الحياة فلها خُلقنا لنسخرها لما بعد الموت فإذا ألغيناها فقد قطعنا رصيدنا منها
واعتدينا على حق الله تعالى وحكمه .
وينبغي لمن وصل إلى مثل هذه المراحل
المتقدمة من اليأس أن يتذكر أو يُذكره من حوله بما يلي:
1-أن الفجر لا يكون إلا بعد اشتداد
ظلمة الليل.
2-وأن بعد العسر يسراً وقد كان ابن عباس
رضي الله عنه يقسم على أنه لن يغلب عسر يسرين لقوله تعالى(فإن مع العسر يسرا*إن مع
العسر يسرا).
3-لو كان في الانتحار خير لسعى إليه
الأقوياء والشجعان ولما كان حكراً على الضعفاء السلبيين والمرضى النفسيين.
4-المنتحر قضى على فرصته في مغفرة
الله ورحمته واستعجل الورود على نار جهنم فهو كما قيل كالمستجير من الرمضاء بالنار
وأين تقع مشكلات الدنيا كلها من عذاب الآخرة. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله
عليه وسلم : (يؤتى بأنعم أهل الدنيا ، من أهل النار ، يوم القيامة . فيصبغ في النار صبغة . ثم يقال : يا ابن
آدم ! هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا . والله ! يا رب ! ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا ، من أهل الجنة . فيصبغ صبغة في الجنة . فيقال له : يا ابن آدم ! هل
رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا . والله ! يا رب ! ما مر بي بؤس قط .
ولا رأيت شدة قط).
5-الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما
في الحديث فلا يتعجب الإنسان إذا لاقى في سجنه الأذى والضيق والشدة.
6-كل ما يصيب المسلم في دنياه فهو
كفارة له كما في حديث النبي صلى
الله عليه وسلم(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم و لا حزن ، و لا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها
خطاياه) .
7-يجب على المصاب بهذا النوع من
التفكير أن يتلقى علاجاً نفسياً ومساندة لدى المختصين وقد يحتاج إلى بعض مضادات
الاكتئاب وخاصة في بداية العلاج مع جلسات للعلاج السلوكي المعرفي والإرشاد النفسي
.
8-في بعض الحالات ربما يحتاج المريض
إلى من يغير بوصلة تفكيره فهو كما قيل يعلق نظره بباب مغلق ويغفل عن الأبواب
المفتوحة.
9-الأفكار السلبية سببها الشيطان
فلذلك ينبغي الاستعاذة منه والتحصن من كل ما يساعده ، كما أن الأفكار السلبية
تحتاج إلى أفكار ايجابية تزاحمها لتزيحها من دائرة التفكير.
10-القرآن شفاء و الصلاة نور ، و الصدقة برهان ، و الصبر ضياء ، والطهور
شطر الإيمان ،والأذكار حرز ، ومقدار الدواء يجب أن يتناسب مع حجم الداء.
11-أهم شيء هو صدق اللجوء إلى الله عز
وجل بالدعاء والإلحاح فيه وما هلك عبد ولديه كنز الدعاء وخاصة في آخر الليل وأوقات
الإجابة وكلما زاد المضطر في دعاءه زادت راحته وانشراحه وقرب فرجه.
والله عز وجل يحب سماع جؤار عبده
المحتاج وبه سبحانه مدح نفسه كما في قوله تعالى:(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ
مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ).
كتبه/أبو بكر بن محمد
12/1/1433هـ
-------------------------------------------------------------------
الدعاء الدعاء أخيتنا الكريمة
اختي
الكريمة ..
لست
الا قارئ اثاره مابك .. فتهيج شعوري حباً لك و خوفاً عليك .،
اختي
.. ان شعورك هذا الذي تشعرين به هو من جوع روحك !!
نعم
.، روحك جائعة و هي بحاجة لطعامها .. اشبيعيها بذكر الله .. اسجدي له على سجادتك و
بلليها بالدموع.. ناجيه اذا نامت الخلائق و بثيه همك و حزنك كرري دعاء نبيك صلوات
ربي عليه
(
اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس انت رب المستضعفين و
انت ربى الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى ؟ ام الى عدو ملكته امرى؟! ان لم يكن بك
على غضب فلا ابالى و لكن عافيتك هو أوسع لي اعوذ بنور وجهك الذى اضاءت له الظلمات
و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بى غضبك او يحل على سخطك لك العتبى حتى
ترضى و لا حول ولا قوة الا بك)
كرري
هذا الدعاء و اغسلي قلبك به.. و استغيثي بمن خلق روحك بدعاء نبي الله ايوب (
ربي أني مسني الضر و انت ارحم الراحمين ) و كرريه كلما تكرر الهاجس او زادت عليك
الهموم ..
اختي
و الله ان من ترين من الناس بهم من الهموم و الغموم .. و هذه حال الدنيا نألم فيه
و نكبد ( لقد خلقنا الانسان في كبد )..
يا
أختاه .. ارجوك لاتنثني امام هذه الصعاب و الهموم و لاتنكسري .. و اعلمي ان ربك
قريب يجيب دعوتك .. يرى حالك الان ..
وعدك
بالإجابة فاستغيثيه .استغيثيه ( امن يجيب المضطر اذا دعاه .. و يكشف السوء )
ستنقشع تلك السحابة السوداء منك .. اقبلي على الله يقبل الله عليك ..
اللهم
يارب أزل عن اختي ما بها و اكشف عنها الغم و الهم .. اللهم أني ببيتك الحرام و
امام قبلتك . قد أتيتك معتمراً ملبياً اللهم أسالك باسمك الأعظم أسالك يا واحد
ياقهار.. اللهم انها أمة من امائك ترجو رحمتك .. اللهم أسألك ان تكشف الضر و
تبدلها سعادة .. اللهم حقق لها سؤلها.. اللهم حقق لها سؤلها يارب يا رحيم
..
اسمعي
تلك الآيات فهي موجهة لي و لك
ابو
منصور التميمي
------------------------------------
نصائح إلى أختنا المكروبة التي تنوي
الانتحار
الأخت التي ترغب في الانتحار : السلام
عليك ورحمة الله وبركاته :: اللهم أنزل السلام على قلبها وأذقها لذة مناجاتك والأنس
بقربك يا أرحم الراحمين
أولا : أسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يُنزل السكينة والطمأنينة على قلبك وأن يُذيقك الحياة الطيبة التي ذكرها الله تعالى
في كتابه حين قال (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
-------------------------------------------------------------------
ثانيا : أتفهّم حالك ولا أوافقك على ما
تعزمين على القيام به ولو كان الموت هو النهاية الفعلية لكل مكروب ومنكوب لاستعجل الموت
خلق كثير ولكن والموت هو البداية الفعلية للحياة السرمدية الخالدة التي لا موت بعدها
أبدا وهي الدار الآخرة ..
ثالثا : أختي الغالية هل تفكّرت ولو لبرهة
لمـــــــــــــاذا أنا موجودة في هذه الحياة ؟؟؟ ما الحكمة من وجودي ؟؟ لماذا أملك
عقلا افكر فيه وأميّز الخير والشر به بينما أكثر الكائنات الحية في هذه الأرض مجرد
بهائم لا تعقل ولا تفهم ؟؟
إذا كان الجواب نعم أعلم لماذا أنا موجودة
فربما لم تهتدي إلى الجواب الصحيح..
وإذا كان الجواب لا فهذا هو الجواب : قال
الله تعالى في كتابه (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) قفي هنا عند هذه الآية الكريمة
وفكري مليا وقولي لنفسك " أنا خُلقت على هذه الأرض لعبادة الله تعالى فهل حققتُ
هذا الأمر كما ينبغي ؟؟
كرري هذا السؤال على نفسك مرات عديدة حتى
تسألي نفسك مرة أخرى ما فائدة أن أعرف الجواب على هذا السؤال وماهي النتيجة إذا كان
الجواب لا أو إذا كان الجواب نعم ؟؟
أقول لك أخيتي المسلمة المباركة الغالية إذا كان جوابك نعم أعبد الله تعالى كما أمرني فالنتيجة
الحتمية التي من المفترض أن تكون عليها حياتك هي كما في الآية التي ذكرتها لك في الفقرة
الأولى وهي قوله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
وبالتالي فلن تفكري أبدا في التخلص من حياتك لأنها طيبة .. إلا إذا كانت عبادك لله
ليست على المنهج الصحيح.. فستكون كما في الجواب التالي
وإذا كان جوابك لا أنا لا أعبد الله تعالى
كما ينبغي ومقصرة في أوامر الله تعالى ولدي كثير من الذنوب والمعاصي فالنتيجة الحتمية
التي من المفترض أن تكون عليها حياتك هي ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم في قوله
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وبالتالي
فسوف تفكرين بالتخلص من هذه الحياة المليئة بالضنك والعذاب ..
رابعا : بعد أن عرفنا الحكمة من الحياة
وهي عبادة الله تعالى وعرفنا أن تحقيق هذه العبادة هو سبب الحياة الطيبة والبعد عن
هذه العبادة هو سبب الحياة التعيسة نأتي لسؤال مهم جدا ؟؟ وهو هل هذه النفس التي بين
جنبيك ملك لك حتى تزهقيها متى شئتِ أم أنها ملك لله تعالى ؟؟ اسمعي قول الله تعالى
(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) لاحظي أن الله
تعالى قال أنه خلقنا ؟؟ إذا نحن مُلكٌ لله تعالى ولا يحق لنا التصرف في ملك غيرنا إلا
بإذنه .. فهنا يتلخص عندنا أننا إذا إعتدينا على ملك الله تعالى من غير إذن منه فنحن
مستحقون للعقوبة التي يقررها الله تعالى في مثل هذه الجناية ...
وهنا يأتي سؤال آخر ماهي العقوبة التي
جعلها الله تعالى لمن اعتدى على الروح التي هي ملك لله وأزهقها من دون إذنه ؟؟
الجواب في كتاب الله تعالى حيث قال (ومن
يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)
وطالما أن الله تعالى هو المالك لهذه الروح لم يسمح لأحد بأن يتعدى عليها بلا حق وإذا
تعدى عليها الانسان بلا حق فهو مستحق للعقوبة التي ذكرها في الآية الماضية .. هل عرفت
لماذا مصير المنتحر إلى النار ؟؟
خامسا : مـــــــــــــــــــــــــاهو
الحل ؟؟
الحل أخيتي هو الرجوع إلى الله سبحانه
وتعالى ..
أنا لن أطلب منك الكثير .. أريدك أن تتوضأي
وتتوجهي إلى الله تعالى الذي خلقك وسوّاك وعدلك وتصلّي بحضور قلب واستشعار لوقوفك بين
يدي الله تعالى فإذا سجدت تذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد
من ربه وهو ساجد) تذكري ذلك واطلبي من الله تعالى أن يذيقك حلاوة الإيمان وقولي اللهم
إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك .. قولي .. اللهم لا ملجأ
لي إلا أنت ولا مُفرّج لهمومي وكروبي إلا أنت فاهدني ووفقني لكل خير وفرّج همومي وكرباتي ..
قولي : اللهم إني أمتك , بنت عبدك , بنت
أمتك , ناصيتي بيدك , ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك , سميت به
نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحدًا من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك,
أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري ، وجلاء حزني, وذهاب همي ..
وإذا فرغت من صلاتك فأرفعي يديك إلى السماء
وأسألي الله تعالى أن يرزقك الأنس بقربه وأن يفتح على قلبك وأن يصرف عنك وساوس الشيطان
..
أخيرا : أمور يجب أن تحافظي عليها من هذا
اليوم إذا أردت السعادة
1- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها
..
2-
البعد عن سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على مخالفات شرعية
فليس في مشاهدتها إلا الضيق والنكد ..
3- الله الله في العبادة في الخلوات التي
لا يراك فيها إلا الله تعالى فهي مثبتات القلوب والطريق إلى السعادة في الدنيا والآخرة
..
4 - البعد عن المعاصي والذنوب عموما وهجرها
إلى غير عودة .
5- هناك كتاب صغير قيمته ريال واحد اسمه
حصن المسلم احرصي على اقتناءه وحافظي على قراءة أذكار الصباح والمساء منه يوميا ولا
تتركيها أبدا وأكثري من ذكر الله تعالى وخصوصا كلمة التوحيد لا اله إلا الله وكذلك
الاستغفار
6 - اجعلي لك وقت لقراءة القرآن كل يوم
ولو صفحة واحدة أو نصف صفحة ..
7 - ابحثي عن الصحبة الصالحة التي تدلك
على الخير فهي المعينة بإذن الله تعالى على الثبات وابتعدي عن الصحبة السيئة تماما
التي لا تدلك إلا على الشر ..
8 - لو استطعت أن تنضمي لأحد حلقات القرآن
الكريم في حيّك فأنا أعدك أن بأن تشعري خلال وجودك في هذه الحلقة بسعادة عظيمة جدا
..
وأخيرا
أسأل الله العظيم أن يجعل حياتك بردا وسلاما
وأن يذيقك حلاوة الإيمان التي هي السعادة الحقيقية في هذه الحياة ووالله ثم والله ثم
والله أن أسعد إناس موجودين على هذه الأرض هم المستقيمين على أوامر الله تعالى المجتنبين
لنواهيه ..
وفقك الله وهداك وثبتك على دينه إلى أن
تلقيه على كلمة التوحيد أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
|
نصائح الى أختنا الراغبة بالانتحار | |
إلى أختي
الكريمة المفكرة بالانتحار
السلام عليكم
لا اريد ان اقدم لك اي موعظه
كل الذي اطلبه منك ان تتكرمي بالذهاب لمقابله
زوجتي د سعاد جابر في عياده طب الاطفال التخصصيه في مستشفى الجامعه في جده يوم
الاربعاء القادم فلها قدره غير عاديه على المساعده و ثقي
و ان مشاكلك كلها الى حل باذن الله و كلنا في
مجموعه القاسم معك
ان كان الاربعاء موعد بعيد عليك فاتصلي بها
هاتفيا في اي وقت بالليل او النهار (خذي رقم الجوال من د عبد العزيز القاسم)
جعل الله حياتك كلها سعاده ،ثم بعد طول حياه
يرزقك الجنه
اخوك جميل فارسي
------------------------------------------
الفتاة
تحتاج إلى حديث خاص مباشر
السلام
عليكم ورحمة الله
د عبد العزيز سلمه الله من لطف الله بهذه الفتاة المهمومة التي أرادت الانتحار أنها أرسلت للمجموعة تستشير وتستفتي ، فلا خاب من استشار ولا ندم من استخار ، ولعل في الردود التي أرسلها الأفاضل خيرا كثيرا ، ولكن الأخت بظني تحتاج حديث خاص مباشر أيضاً ، فلو تكرمت بإعطائها رقمي للتواصل معي فلا مانع لدي من الحديث معها لعل الله ييسر لها خيرا ويعينها على تعدي الأزمة بكل إيمان وطمانينة .
د.أميرة
الصاعدي
------------------------------------------
إليك ما
كتبه المنفلوطي عن الانتحار أختاه
أختي الفاضلة السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرات رسالتك عبر
مجموعة القاسم بارك الله فيه وفي كل الأعضاء وقد تالمت كثيرا لما تضمنت رسالتك من
ألم الحياة التي تعيشينها مما جعلك تفكرين في الانتحار ، وإليك هذه الرسالة التي
كتبها الأديب الكبير مصطفى المنفلوطي انقلها لك بتصرف من كتابه الرائع النظرات
.فمما قاله " إن المؤمن بالله تعالى يعتقد ولا شك بسوء عافبة المنتحر ، فكيف
هان عليه أن يضم إلى خسارة دنياه خسارة آخرته وهي العزاء الباقي له من كل ما لاقاه
في حياته من شقاء وعناء ؟
إن الانتحار نزعة
فاسدة وعادة مستهجنة رمتنا بها المدنية الغربية فيما رمتنا به من مفاسدها .
إن الانتحار منتهى ما
تصل إليه النفس من الجبن والخور ، وما يصل إليه العقل من اضطراب وجنون .
لا عذر للمنتحر في
انتحاره ، مهما امتلأ فلبه بالهم ونفسه بالأسى ، ومهما ألمت به كوارث الدهر ،
وأزمت به ازمات العيش ’ فإن ما اقدم عليه اشد مما فر منه ، وما خسره أضعاف ما كسبه
.
إن سكرات الموت تجمع
في لحظة واحدة جميع ما تفرق من آلام الحياة وشدائدها في الأعوام الطوال ، وإن قضاء
ساعة واحدة فيما أعد الله لقاتل نفسه من العذاب الأليم اشد من جميع ما يشكو منه
وما يكابده من مصائب حياته وأرزائها لو يعمر ألف سنة .
ما أكثر هموم الدنيا ،
وما أطول أحزانها ، لايفيق المرء من هم إلا إلى هم ، ولا يرتاح من فاجعة إلا إلى
مثلها ، ولا يزال بنوها يترجحون فيها ما بين صحة ومرض ، وفقر وغنى ، وعز وذل ،
وسعادة وشقاء ، فإن صح لكل مهموم أن يمقت حياته ، ولكل محزون أن يقتل نفسه ، خلت
الدنيا من أهلها ، واستحال المقام بها فهذه سنة الله في خلقه .
يخدع المنتحر نفسه إن
ظن أنه مقتنع بفضل الموت على الحياة ، فإنه لا يكاد يضع قدمه في المأزق الأول من
مآزق الموت حتى يثوب إلى رشده وهداه ويحاول التخلص مما وقع فيه لو وجد إلى ذلك
سبيلا .
والرسالة في ذلك طويله
ولكن اختم بهذه الوصيه والتي يقول الله سبحانه وتعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله
كان بكم رحيما ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( لايتمنين أحدكم الموت لضر اصابه فإن
كان ولابد فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كان الموت خيرا لي ) .
اسأل الله الرحمن
الرحيم أن يفرج همك ، وينفس كربك ويجعل لك من كل ضيق مخرجا .
أخوك / عبدالله سعيد الشهراني
------------------------------------------
دونك ما
قاله الرافعي عن الانتحار
السلام عليكم
في الحقيقة أن هناك ست مقالات في غاية الروعة والجمال,
للرافعي, ولربما كانت مفيدة لأختنا التي كانت تستفسر عن الانتحار, وتحدث النفس به,
ولا أدري هل بإمكانها القراءة أم لا لكنها جهد المقل, حيث لا يعلم المرء كيف يسوق
الله الخير
هذا رابط للكتاب, والمقالة تبدأ في الصفحة رقم 82
اقتباس من مقالات الانتحار
قال المسيب بن رافع : وأدركت أن الفتى يريد من سؤال
الشيخ تحلة يطمئن إليها أن يموت مسلماً إذا قتل نفسه كالمضطر أو المكره، فأشفقت أن
أكسر نفسه إذا أنا حدثته أو أفتيته، وقلت هذا مريض يحتاج العلاج لا الفتيا.
.............................................
ودخلنا, فإذا رجل كالمريض من غير مرض, خوار مسلوب القوة,
انزعج قلبه إلى الموت وما به جرأة, وإلى الحياة وما به قوة, وصغر إليه نفسه أنها
أصبحت في معاملة الناس كالدرهم الزائف لا يقبله أحد, وثابر عليه داء الحزن فأضناه
وتركه روحاً تتقعقع في جلدها, فهي تهم في لحظة أن تثب وتندلق.
..................................................
فقال الرجل : أيها الشيخ قد صبرنا حتى جاء ما لا صبر
عليه.
..................................................
أعلمت أن رجلاً من المسلمين قد مرض, فأعضل مرضه, فأثبته
في سريره ثلاثين سنة لا يتحرك, فبقي لا حياً ولا ميتاً ثلاثين سنة ........ ؟؟؟
قال الرجل : وفي الدنيا من يعيش على هذه الحال ثلاثين
سنة ؟؟
......................................
فمن آمن بالله فكأنما قال له (امتحني!), وإذا لم يكن
الإيمان بالله اطمئناناً في النفس على زلاتها وكوارثها, لم ةيكن إيماناً.
لعل الله ينفع بها
حسين السيد
------------------------------------------
أبكيتني
برسالتك ودموعي تنحدر بغصة
كم مرة ساتجرع الم مثل
هذه الرسالة
ابكتني يوم قراتها
وانا اتصفح بريدي بين ثلة من طلابي يتناولون افطارهم وببراءة يسالون عينك تدمع
قلت من حرارة
الانفلونزا
وكلما حاولت ان اكتب
ردا اجدني جبانا ان اقول لها
ماتعرفه واكرر عليها
ماتعيه وتفهمه
وكلما قرات ردا يسابق
قرارها تنحدر الدموع غصة
ان بلغ بها الحال هذا
المبلغ
لن الوم ابنتنا لهذا
القرار المرعب والمخيف
فمجتمعنا تفكك حتى
فقدت بنيتنا صدرا حانيا ويدا تربت عليها واذنا تسمعها
نعم نلوم انفسنا ولن
اطيل
ولكن لنعقد هدنة يسيرة
معها ولنتفق انها لن تنتحر الا وقد استنفدنا كل الوسائل والاقتراحات وكل مابجعبتنا
لنجد حلا يرضيها ويعذرنا امام الله وانفسنا وتقول لنا انتم فاشلون في انقاذ بنت
طاهرة من بناتكم ذنبها الوحيد انها انتحرت وارتكبت مايغضب الله لانكم عجزتم رغم
المهلة
فهل سنحصل على هذا
الوعد من اختنا؟!
ولها ولنا سادعوا
فقولوا امين
اللهم اربط على قلب
اختنا وابنتنا اللهم اتها من لدنك رحمه اللهم هيء لها من امرها رشدا
اللهم امين
بانتظار الوعد وسنستمر
او ان قضي الامر فنسال
الله ان يغفر لنا خطايانا ويتجاوز عنها ان خالفت امر الله ورسوله بتحريم الانتحار
ومباشرة اسبابه
اخوكم
طارق بن فياض الخالدي
------------------------------------------
أختنا
تحتاج الى حل مشاكلها لا إلى مواعظ فقط
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
:
هذه التي تريد الانتحار
بدلا من تسابق البعض في تحذيرها من الانتحار الذي هو النتيجة التي وصلت إليها جراء
ما تعانيه من مشاكل ألا ترون أن الأفضل أن ندعوا كل من يستطيع للمساهمة في معالجة مشاكلها الأسرية التي مرت وتمر بها إضافة إلى
تذكيرها بحرمة هذا الفعل وتبيين الحكم الشرعي لها ، نعم تبيين حرمة هذا الفعل
بالدليل الشرعي مطلب ويؤجر من استطاع أن يقنعها بالرجوع عن الانتحار لكن إذا أضفنا
إلى ذلك مساعدتها في حل مشاكلها الأسرية نكون قد كسبنا الأجرين فمن له قدرة واستطاعة
على مساعدتها في حل مشاكلها المعنوية أو الحسية المادية وغير المادية
فليرسل لللدكتور عبدالعزيز قاسم ليتواصل معها عبر البريد الذي أرسلت منه ويسألها
عن تفاصيل ما تعانيه من مشاكل فإن كانت معنوية فليطرحها هنا كمواضيع يساهم الجميع
في حلها وعلاجها وإن كانت حسية مادية فليبادر للوقوف معها كل بما يستطيع وإن كانت
تعاني من عضل أو ظلم وعنف أسري أو نحوه فليتحرك المحامون الذين في المجموعة للوقوف
معها وأنا مستعد بذلك إن كانت في الاختصاص المكاني لمكتبي وبدون مقابل وإن كانت
تعاني من عدم التعيين أو الوظيفة فلنخصص المجموعة ولمدة يوم كامل لمطالبة الجهات
المعنية بتوظيفها هي ومثيلاتها وتوفير الدخل المناسب لها ولنفتح هاش تاق على
تويترلمعالجة الموضوع فهذه في نظري بعض الخطط العملية المثمرة في معالجة مشكلة هذه
الفتاة وغيرها ممن يعانين نفس المعاناة .
أحمد الودعاني
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..