الأحد، 25 ديسمبر 2011

هل يتمّ التحضير للحرب على إيران؟ ما الذي يحدث في الأروقة البريطانيّة-الإسرائيليّة



لوموند دبلوماتيك خاص النشرة العربيّة      جوناثان كوك      جغرافيا استراتيجيّة ديسمبر 2011

فضحت الصحافة البريطانية لقاءات سريّة جرت بين مسؤولين في الحكومة البريطانية المحافظة الجديدة والمخابرات الإسرائيليّة ومعارضين إيرانيين للتحضير لضربة عسكريّة على إيران.
في فبراير الماضي، حضر وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس مأدبة عشاءٍ في تل أبيب مع مجموعةٍ وُصفت بأنّها من "الإسرائيليين الرفيعي المستوى". جلس معه في العشاء آدم ويرّيتي، وهو من جماعة ضغط إسرائيلية. وستؤدّي "علاقاته غير اللائقة" مع الوزير بعد ثمانية أشهر إلى استقالة سريعة لفوكس. على الرغم من أنّ التحقيق التي أجرته الحكومة الشهر الماضي قد انتقد فوكس لما صار يعرف باسم فضيحة "المال مقابل الوصول"، يبدو أنّ هذا التحقيق لم يتطرّق إلاّ إلى قشور ما قد يكون فوكس وويرّيتي قد تباحثا حوله في تلك الليلة.

وفقاً للعديد من تقارير وسائل الإعلام البريطانية، الإسرائيليون الذين حضروا العشاء كانوا أعضاءً في الموساد، وكالة التجسّس الاسرائيلي. كما رافق فوكس وويريتي، ماثيو غولد، سفير بريطانيا لدى إسرائيل. أمّا الموضوع المطروح للنقاش، كما ادّعى دبلوماسيّ بريطاني سابق، فكان مؤامرة سريّة للهجوم على إيران.

لم يقُدم تقرير التحقيق من عشر صفحات[1] الذي نشر الشهر الماضي من قبل غوس أودونيل، الموظّف المدنيّ الأعلى في مجلس الوزراء، سوى القليل من التفاصيل عن العشاء. نجد فيه أن ويرّيتي، الذي يبلغ من العمر33 عاماً، هو صديق فوكس منذ فترةٍ طويلة، ويقدّم نفسه على أنّه مستشار الوزير الرسميّ، ويتجوّل معه في مختلف أنحاء العالم بطائرات خاصّة، مرتّباً لقاءات مع رجال الأعمال.

وصف حلفاء الوزير السابق، الذين سعوا للتقليل من خطورة القضيّة، ويريتي كشخصيّة "والتر ميتي" الروائيّة للجاسوسيّة الهزليّة[2]. أمّا فوكس، فقد ادّعى بعد استقالته، أن تقرير أودونيل قد برّأه عن أيّ تهمة من أنّ تصرّفاته كانت لتضع الأمن القومي في خطر. إلاّ أن موجة من المخاوف الجديدة أثيرت في أعقاب التحقيق لتناقض هاتين الفرضيّتين. وهي تشمل تساؤلات حول شفافية تحقيق أودونيل ذاته، ومدى ارتباط فوكس وويريتي بإسرائيل، ودور غولد غير المفهوم.

كريغ موراي، السفير البريطاني السابق لدى أوزبكستان حتّى عام 2004 ، والذي كان قد فضح أن الأمريكيين والبريطانيين متواطئون في التعذيب، قال أن كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية قد انزعجوا بشدّة من تحقيق أودونيل، ونظروا إليه على أنّه مجرد "تبرئة ذمة". كما اتّهم موراي نفسه أودونيل بأنّه كان "حتّى في أفضل الحالات، اقتصاديّاً جدّاً مع الحقيقة"[3]. وقد لفت مسؤولان حكوميان مهمّان انتباه موراي حول دورٍ مركزيّ لغولد - على الرغم من تجاهل ذلك إلى حد كبير- في علاقة فوكس بويرّيتي.

هكذا جمّع موراي دلائل على أنّ فوكس وويريتي وغولد كانوا قد التقوا على الأقلّ ستّ مرات على مدى العامين الماضيين أو نحو ذلك، على الرغم من ادّعاء تحقيق أودونيل على أنّهما التقيا مرّتين فقط. وغولد هو السفير الوحيد الذي عرف أنّه التقى بفوكس وويريتي مجتمعين. وفي اختراقٍ لا يمكن تفسيره مع البروتوكول الدبلوماسي البريطاني والحكومي، لم يحضَر مسؤولون حكوميون أيّاً من الاجتماعات الستّة المعروفة بين الرجال الثلاثة. ولم يدوّن أي سجلّ لأيّة من هذه المقابلات.

موراي، الذي كان أوّل من عبّر عن مخاوفه على صفحته الشخصية على الانترنت، قال أنّ مصدراً مطلعاً على التحقيق أشار له أنّ معايير التحقيق قد تمّ تصميمها لتحويل الانتباه بعيداً عن جوانب أكثر ضرراً من سلوك فوكس وويرّيتي. وفي وقت ٍلاحق، رفضت وزارة الخارجية الرد على أسئلة، بما في ذلك من نائبٍ في البرلمان، حول مأدبة العشاء في تل أبيب. كما لا يفصح المسؤولون شيئاً عن الإسرائيليين الذين كانوا موجودين في العشاء، وما تمّت مناقشته أو حتّى عن الذين دفعوا ثمن العشاء، على الرغم من أنّه وفقا لقواعد وايتهول ينبغي التصريح عن جميع نفقات الضيافة.

فوكس وغولد وويريتي كانوا يتآمرون لوضع سياسة تمّت حياكتها من قبل الموساد

من الأمور غير المبرّرة أيضاً هو السبب في رفض فوكس طلبات معاونيه حضور حفل العشاء، ولماذا كان ويرّيتي حاضراً في مثل هذا الاجتماع الرفيع المستوى، في وقتٍ ليس لديه تصريحاً أمنيّاً بالسريّة.

القلق الحقيقي في أوساط المسؤولين الحكوميين، وفقاً لموراي، هو أن فوكس وغولد وويريتي كانوا يتآمرون لوضع سياسة خارجية "مارقة"- بشكلٍ يتعارض مع أهداف الحكومة البريطانية المعلنة - تمّت حياكتها من قبل الموساد وحلفاء إسرائيل من المحافظين الجدد في واشنطن. وقد تمّ جزئياً تأكيد هذه الشكوك في مقالٍ صدر في صحيفة الغارديان الشهر الماضي[4]، في وقتٍ كان فيه أودونيل يقوم بتحقيقاته. إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين لم تذكر أسماءهم قولهم أنهم يشعرون بالقلق من أن فوكس وويريتي كانا يسعيان إلى صياغة ما يسمى سياسة حكومية "موازية".

قال موراي ان العشاء في تل أبيب، وفقاً لمعلوماته، كان ذي أهميّة خاصة. إذ تركّزت المناقشات على السبل الآيلة لضمان مساعدة بريطانيا على خلق ظروفٍ دبلوماسية موآتية لهجومٍ على إيران. إذ يعتقد الكثيرون أنّ اسرائيل تريد القيام بهجومٍ عسكريّ على إيران، في محاولةٍ لتأخير برنامجها النووي. في حين تّدعي إسرائيل أنّ طهران تحاول تطوير أسلحةً نووية تحت ستار مشروعٍ للطاقة النووية المدنية.

لدى اسرائيل ترسانة نووية كبيرة، وكما هو معروف، هي تخشى أن تفقد احتكارها النووي في المنطقة. أمّا بريطانيا، فهي مثل معظم المجتمع الدولي، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة، تؤيّد رسمياً فرض عقوبات على إيران لوقف طموحاتها النووية. وحادثة عشاء تل أبيب، كما قال موراي، تثير "مخاوف جديّة حول أجندة سريّة للحرب لدى الحكومة، شبيهة بإصرار (رئيس الوزراء البريطاني السابق توني) بلير على المضي في حملته لشنّ حربٍ على العراق". هكذا كشفت صحيفة الغارديان هذا الشهر أنّ وزارة الدفاع بقيادة فوكس قد وضعت خططاً مفصّلة للمساعدة التي يمكن لبريطانيا أن تقدّمها في حال توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران، بما في ذلك السماح للأمريكيين باستخدام دييغو غارسيا، وهي جزيرة بريطانية في المحيط الهندي، كقاعدة لشنّ الهجمات[5].

بالتأكيد، لم تفعل لجنة تحقيق أودونيل الكثير لتبديد المخاوف من سلسلة اللقاءات المريبة التي تمّت بين فوكس وويتيري وغولد. أمّا ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، فقد رفض حتّى الآن مطالب المعارضة لإجراء تحقيقٍ كامل حول طبيعة العلاقات التي تربط فوكس وويتيري. ورفض الرجال الثلاثة في ظلّ هذه الأزمة مناقشة طبيعة العلاقات بينهم. وحين تمّ هذا الشهر الكشف عن أنّ لويريتي علاقات مع وزراءٍ آخرين في الحكومة، قال كيفن جونز، المتحدّث باسم وزارة الدفاع في الظلّ: "إن استمرار رئيس الوزراء في رفض التحقيق في هذه المسألة هو أمر غير مقبول".

وسائل الإعلام البريطانية أثارت بحذر مسألة الروابط الإسرائيلية على ما يبدو لفوكس وويريتي. هكذا ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أنّ هذه الشخصين قد التقيا سرّاً برئيس جهاز الموساد؛ ربّما في عشاء تل أبيب، على الرغم من أنّ الصحيفة لم تحدّد متى وأين تمّ عقد اللقاء. وأعلنت صحيفة الإندبندنت الشهر الماضي[6] أنّ ويريتي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الموساد، وكذلك مع "المحافظين الجدد في الولايات المتحدة"، وهم يتآمرون للإطاحة بالنظام الايراني. وذكرت أنّ الموساد كان يعتقد أن ويريتي هو "رئيس الأركان" عند فوكس. بالإضافة إلى ذلك، كان تقرير اودونيل قد كشف أنّه تمّ تمويل الرحلات الكثيرة لويريتي في الخارج إلى جانب فوكس من قبل لا يقلّ عن ستّة من المانحين، من بينهم ثلاثة أعضاء بارزين في اللوبي الموالي لإسرائيل في بريطانيا. إذ قدمت التبرّعات منظمتان، هما Atlantic Bridge وPargav، ساعد ويتيري على إنشاءهما على ما يبدو، كوسيلة للوصول إلى وزراء حكومة المحافظين، من بينهم ثلاثة في وزارة الدفاع.

يضم المجلس الاستشاري لـAtlantic Bridge [][7]، التي أسّسها ويتيري مع فوكس، ويليام هيغ، وزير الخارجية الحالي، ومايكل غوف، وزير التعليم، وجورج أوزبورن، وزير الخزانة. ولكن على الرغم من علاقات ويتيري الراسخة على ما يبدو مع حزب المحافظين الحاكم، كانت التغطية الإعلامية القصوى في هذا الإطار تبرزه على أنّه كان يقوم وحيداً بـ"أعماله الشريرة"، آملاً في استخدام اتصالاته مع فوكس ووزراء آخرين للتلاعب بسياسات الحكومة البريطانية. إلاّ أن موراي، قد أثار سؤالاً مقلقاً عما إذا كان أُعطي لويريتي قدرة الوصول فعلاً، من خلال فوكس وغولد، إلى قلب الحكومة البريطانية. فهل كان الثلاثة يحاولون سرّاً انتهاج سياسة إسرائيل وحلفائها الإيديولوجيين في الولايات المتحدة تجاه إيران؟

يكمن مفتاح الإجابة، وفقاً لموراي، في سلسلة الاجتماعات التي انعقدت بين الأشخاص الثلاث، والتي كشف النقاب عنها ببطء منذ أن نشر أودونيل نتائج تحقيقه. فالتقرير الذي يتضمن 2700 كلمة يعترف بأنّ ويريتي قد انضمّ إلى فوكس في 18 من رحلاته الرسميّة إلى الخارج، وأنهما التقيا 22 مرّة أخرى في وزارة الدفاع، من دون تدوين أيّ شيءٍ تقريباً من مناقشاتهما من قبل مسؤولين حكوميين في هذا المجال. وذكرت صحيفة الغارديان أن المسؤولين الحكوميين الذين يعملون مع فوكس قد حذّروه مراراً وتكراراً من تداعيات علاقاته بويتيري، إلا أنّه تجاهل ذلك. وعلى الرغم من جدية المخاوف المثارة حول ويريتي من قبل موظفين في وزارة الدفاع، فإن غولد، أحد أبرز الدبلوماسيين الكبار، قد بدا مع ذلك أنّه يقيم علاقات وثيقة مع ويتيري، وكذلك مع فوكس. فوفقاً لمصادر موراي، فإن غولد وويتيري "كانا يلتقيان ويتواصلوان على مدى سنوات". في حين رفضت وزارة الخارجية الردّ على أسئلة حول ما إذا كان للاثنان أيّة علاقة.

يذكر أودونيل اجتماعاً آخر بين الأشخاص الثلاث، في سبتمبر 2010. في تلك المناسبة، التقى غولد مع فوكس في لقاءٍ وصفه متحدّث باسم وزارة الخارجية بأنّه "استخلاص معلومات قبل التعيين في مراكز جديدة"، وهو نوع من إحاطة عالية المستوى للسفراء كي يتعرّفوا على مهمّاتهم الجديدة. كان حاضراً أيضاً، وفقاً لأودونيل، ويريتي "كفردٍ يتمتّع ببعض الخبرة في... الوضع الأمني في الشرق الاوسط". ومشاركته في هذا الاجتماع "لم تكن مناسبة" كما ختم أودونيل. إلا أن موراي قال أن هذه الإحاطات لا تجري على المستوى الوزاري، وبالتأكيد ليس من قبل وزير الدفاع بنفسه. وأضاف أن أحد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع قد أبلغه عن جانبين غريبين آخرين للاجتماع: إذ لم يحضر أيّ من المسؤولين الحكوميين لتدوين الملاحظات، كما هو متوقّع، وحديثهما تمّ في غرفة الطعام في الوزارة، وليس في مكتب فوكس. وقال موراي، "كشخصٍ عمل لسنوات كثيرة كدبلوماسي، أنا أعرف كيف يجب التعاطي مع هذه المسائل"، هناك "الكثير من الأمور التي تحيط بهذه القضية يشمّ منها ببساطة رائحةٌ بأنّ هناك شيئاً خطأ قد حصل".

لم يتم الردّ على استفسارات موراي التي كان قد رفعها إلى وزارة الخارجية حول هذا الاجتماع؛ إلاّ أنّها دفعت للكشف عن جوانب أخرى غير متوقّعة لم تدرج في تقرير أودونيل. ففي بيان صدر في أواخر أكتوبر، وبعد نشر التقرير، قال متحدّث باسم وزارة الخارجية بأنّ غولد قد التقى فوكس وويريتي في وقت أسبق ممّا كان معروفاً، وفي الواقع قبل تعيين غولد سفيراً في إسرائيل، عندما كان فوكس في المعارضة كوزير دفاع لحكومة الظل. إلاّ أنّ وزارة الخارجية رفضت الردّ على الأسئلة حول هذا الاجتماع أيضاً - بما في ذلك أين حدث ولماذا - أو الردّ على سؤالٍ برلمانيّ حول هذه المسألة طرح من قبل النائب جيريمي كوربين. كلّ ما هو معروف هو أنّه يجب أن يكون قد انعقد قبل مايو 2010، عندما تمّ تعيين فوكس وزيراً للدفاع.

خليّة المحافظين الجدد البريطانية تضع سرّاً سياسة تقوم على التنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي سياق الردّ على أسئلة كوربين، اعترف وليام هيغ، وزير الخارجية، أنه اجتماعاً آخر قد جرى بين فوكس وويريتي وغولد في "مناسبة اجتماعية خاصّة في فصل الصيف لعام 2010". مرّة أخرى، رفضت وزارة الخارجية الردّ على أسئلة أخرى، بما في ذلك واحد من كوربين حول الأشخاص الآخرين الذين شاركوا في هذه المناسبة الاجتماعية. وكان الأشخاص الثلاث متواجدون معاً أيضا قبل فترة وجيزة من عشاء تل أبيب، وذلك عندما ألقى فوكس خطابا في مؤتمر أمني لصقور هرتسليا، في خلال جلسة عن التهديد الاستراتيجي الذي تشكّله ايران. وهنالك اجتماعٌ سادسٌ تمّ الكشف عنه. فقد أُخذت صورة لفوكس وغولد معاً في مؤتمر "نؤمن بإسرائيل" الذي انعقد في لندن في مايو 2011[8]. وكان ويريتي أيضاً حاضراً. وقد كتب موراي على صفحته على الانترنت: "هذا الاجتماع السرّي بين فوكس وويريتي وغولد في غرفة الطعام في وزارة الدفاع (في سبتمبر 2010)، الذي عقد عمداً بعيداً عن مكتب فوكس حيث كان ينبغي أن يحصل هناك، وبعيداً عن مسؤولي وزارة الدفاع الذين كانوا يجب أن يتواجدوا هناك، لا يبدو حقّاً إحاطة للمعلومات بقدر ما هو أقرب من اجتماع للتآمر".

يعتبر ويريتي وغولد ذوي خبرة في الشؤون الإيرانية. إذ كان غولد نائب رئيس البعثة في السفارة البريطانية في إيران من 2003 إلى 2005 ، وهو دورٌ كان مسؤولا فيه عن التنسيق مع سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران. ومن ثم تمّ نقله إلى السفارة البريطانية في واشنطن، في وقتٍ كان لا يزال المحافظون الجدد في صعود في البيت الابيض. وفي الوقت نفسه، سافر ويريتي كثيراً إلى إيران، حيث تعاون مع جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني. وبعد عودته من إحدى الرحلات إلى ايران، استدعي من قبل الاستخبارات الخارجية البريطانية م16 من أجل ما يسمّى "استخلاص للمعلومات"، وفقاً لصحيفة الاندبندنت.

كما رتّب ويريتي لفوكس رحلة سفر معه إلى إيران في صيف عام 2007، عندما كان فوكس وزير الدفاع في حكومة الظل. ورتّب أيضاً لقاءاً في مايو 2009 في البرلمان البريطاني بين فوكس وناشط إيراني له علاقات مع النظام الحالي في طهران. هكذا يقول موراي إن اللقاءات المشبوهة بين فوكس وويريتي وغولد، ورفض الحكومة توضيح ما جرى بينهم، كلّها أدلّة تشير بأنّ هناك مسألة خطيرة يتمّ "إخفاءها". وتخوّفه، وتخوّف أصدقائه من الكبار داخل الإدارة المدنية، هو أن "خليّة المحافظين الجدد من كبار الوزراء (البريطانيين) والمسؤولين الحكوميين" تضع سرّاً سياسة تقوم على التنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة. ودور غولد غير المفهوم هو مبعث قلق، خاصّة وأنه لا يزال في منصبه في إسرائيل.

وقد لاحظ موراي، أن في تعيين غولد، وهو يهوديّ بريطاني، في منصب السفير في إسرائيل في سبتمبر من العام الماضي، يشكّل قطيعة مع السياسة الخارجية المتّبعة منذ زمنٍ بعيد. إذ لم يعيّن أيّ يهوديّ في هذا المركز في السابق، بسبب مخاوفٍ من أن ذلك قد يؤدي إلى تضاربٍ في المصالح، أو على الأقل خلق انطباعٍ من الولاء المزدوج. وقد تمّ فرض قيود مماثلة لتفادي تعيين كاثوليكي في مركز السفير لدى حاضرة الفاتيكان.

نظراً لهذه المخاوف التقليدية، كان اختيار غولد غريباً. وهو يعترف علناً بصهيونيّته، مما حدا بصحيفة Forward، وهي أهم صحيفة يهوديّة في الولايات المتحدة، أن تصفه في الآونة الأخيرة بأنّه "ليس مجرد سفير يهودي، ولكن السفير اليهودي".

* صحافي مقرّه في الناصرة، إسرائيل. تمّ نشر كتابه الأخير، "وتختفي فلسطين" (Disappearing Palestine)، باللغة العربية من قبل دار سطور في القاهرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..