كِتَابُ «تُحْفَةُ الأَشْرَافِ»:
مُؤَلِّفُهُ: جَمَالُ الدَّيْنِ أَبُو الحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُضَاعِيُّ الكَلْبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعَيُّ
المُتَوَفَّى سَنَة 742هـ.
مَوْضُوعُ الكِتَابِ: أَطْرَافُ الكُتُبِ السِّتَّةِ وَلَوَاحِقِهَا،
أَطْرَافُ المُتُونِ وَالأَسَانِيدِ.
الجَوَابُ: هَيِ: مُعَلَّقَاتُ البُخَارِيِّ، وَكِتَابُ
«العِلَلُ» لِلتِّرْمِذِيِّ المَوْجُودُ فِي آخِرِ «الجَامِعِ»، و«سُنَنُ
النَّسَائِيِّ الكُبْرَى»؛ لَأَنَّهُ إِذَا قَالُوا: النَّسَائِيّ المَوْجُودُ فِي
الكُتُبِ السِّتَّةِ كَانَ المَقْصُودِ بِهَا السُّنَنَ الَّتِي تُسَمَّى
«المُجْتَبَى»، وَأَيْضًا «فَضَائِلُ عَلِيّ» لِلنَّسَائِيِّ -رَحِمَ اللهُ
الجَمِيعَ-.
الرُّمُوزُ فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ»: الرَّمْزُ (ع)
يَرْمُزُ لِلجَمَاعَةِ، وَالبُخَارِيُّ (خ)، وَتَعْلِيقُ البُخَارِيِّ (خت)،
وَمُسْلِمٌ (م)، وَأَبُو دَاوُدَ (د)، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الجَامِعِ (ت)، وَفِي
الشَّمَائِلِ (تم)، وَالنَّسَائِيُّ (س)، وَفِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (سي)،
وَابْنُ مَاجَه (ق)، وَ(ز) الزِّيَادَاتُ الَّتِي زَادَهَا عَلَى مَنْ سَبَقَهُ
مِنَ الكُتُبِ لَخَلَفِ، وَأَبِي مَسْعَودٍ، وَابْنِ عَسَاكِرٍ، وَأَيْضًا (ك)
المُسْتَدْرَكَات الَّتِي اسْتَدْرَكَهَا عَلَيْهِمْ أَوْهَامٌ وَقَعُوا فِيهَا
مَا تَقَدَّمَ عَلَيْهَمْ مِنَ العُلَمَاءِ -رَحِمَ اللهُ الجَمِيعَ-.
فَوَائِدُ الكِتَابِ: هَذَا الكِتَابُ مُفِيدٌ لِلغَايةِ، وَفِيهِ فَوَائِدٌ
كَثِيرَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي بِدَايَةِ كَلَامِي فَائِدَةٌ: أَنَّ التَّحْقِيقَ
فِي كَلَامِ اخْتِلَافِ نُسَخِ التِّرْمِذِيِّ: حَسَن صَحِيح، وَكَذَا تَرْجَعُونَ
لَهَا. وَمِنْ أَهَمِّ فَوَائِدِ الكِتَابِ: هِيَ التَّخْرِيجُ مِنَ الكُتُبِ
السِّتَّةِ وَلَوَاحِقِهَا بِدِقَّةٍ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخَرِّجَ بِدِقَّةٍ
خَاصَّةً مِنْ الرُّوَاةٍ المُقِلِّينَ.
مَثْلُ: حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ حَدِيثُ سَيِّدِ
الاسْتِغْفَارِ([122])،
وَتَنْظُرُ فِي مُسْنَدِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ»
يُخَرِّجُ لَكَ الحَدِيثُ، وَالرُّمُوزُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَأَسَانِيدُهُ،
وَكَلَامُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ، يَعْنِي: الكِتَابُ فِي غَايَةِ الدِّقَّةِ.
وَقَدْ تَنَاوَلُ مُرَاجَعَة الكِتَابِ فُحُولُ
العُلَمَاءِ حَتَّى إِنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَجْزِمُوا أَنَّ الحَدِيثَ
لَيْسَ لَهُ وُجُودٌ فِي البُخَارِيِّ قَالُوا: وَلَمْ يُعِزَّهُ المِزِّيُّ إِلَى
البُخَارِيِّ مِنْ دِقَّةِ المِزِّيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
الفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ «تُحْفَةَ الأَشْرَافِ» يُعْتَبَرُ نُسْخَةً
أُخْرَى لِأَسَانِيدِ الكُتُبِ السِّتَّةِ فَعِنْدَ الشَّكُّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا
يُرْجِعُ إِلَيْهَا. فَالَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ فِي الأَسَانِيدِ وَالمَخْطُوطَاتِ
إِذَا شَكَّ فِي إِسْنَادٍ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه، مَاذَا يَفْعَل؟ يَرْجَعُ إِلَى
«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» لِيَتَأَكَّدَ مِنَ الإِسْنَادِ الَّذِي نَقَلَهُ فَإِذَا
وَجَدَ نَفْسَ الإِسْنَادِ الَّذِي عِنْدَهُ تَأَكَّدَ، وَإِلَّا صَوَّبَ وَمَا
أَكْثَرُ التَّصْوِيبِ.
فَوَائِدُ إِسْنَادِيَّة أَوْ تَعْلِيقَاتٌ نَفِيسَةٌ
مِنَ المِزِّيّ عَلَى الأَسَانِيدِ: هَذِهِ فَائِدَةٌ لَا تُوجَدُ فِي أَي كِتَابٍ
آخَرٍ، يُمْكِنُ مِنْ خِلَالِهِ مَعْرِفَةُ مَا لِكُلِّ صَحَابِيٍّ مِنْ
أَحَادِيثَ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَلَوَاحِقِهَا.
مِثَال عَلَى ذَلِكَ: فِي مُسْنَدِ الصَّحَابِيِّ
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ تَعْرَفُ كَمْ أَخْرَجَ لَهُ أَصْحَابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ
لَا دَاعِي بِأَنْ تَقُومُ بِالعَدَدِ، إِنَّمَا كُلُّ مَا عَلَيْكَ فِعْلُهُ أَنْ
تَفْتَحَ «تُحْفَةَ الأَشْرَافِ» وَتَبْحَثُ عَنْ مُسْنَدِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ،
وَتَرَى عَدَدَ الأَحَادِيثِ المُرَقَّمَةِ أَمَامَكَ، وَتَرَى عَدَدَ
الأَحَادِيثِ الَّتِي خُرِّجَتْ لِشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَمَامَكِ. هَذِهِ
فَوَائِدُ الكِتَابِ، وَهُنَاكَ فَوَائِدُ أُخْرَى، وَلَكِنِّي اخْتَصَرْتُ
لِضِيقِ الوَقْتِ.
التَّرْتِيبُ العَامُّ لِلكِتَابِ: الكِتَابُ لَمَّا جَاءَ المِزِّيُّ لِتَرْتِيبِهِ
جَاءَ بِالكُتُبِ السِّتَّةِ وَرَتَّبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَامُ بِعَمَلِيَّةِ
فَهْرَسَةِ لِجَمِيعِ الرُّوَاةِ الأَعْلَيْنَ فِي هَذِهِ الكُتُبِ سَوَاءٌ
كَانُوا صَحَابَةً، أَوْ تَابِعِينَ فَرَتَّبَهُمْ كُلَّهُمْ تَرْتِيبًا
هِجَائِيًّا دَقِيقًا، لَكِنْ إِذَا كَانَ الصَّحَابِيُّ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ،
وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي اسْمِهِ ذَكَرَهُ فِي الأَسْمَاءِ. وَإِذَا كَانَ
الصَّحَابِيُّ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ مُخْتَلِفٌ فِي اسْمِهِ، ذَكَرَهُ فِي
الكُنَى.
مِثَال عَلَى ذَلِكَ: أَبُو مَوسَى الأَشْعَرِيُّ
اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ، ذَكَرَهُ فِي حَرْفِ
العَيْنِ، بَيْنَمَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُخْتَلِفٌ فِي اسْمِهِ
عَلَى أَرْبَعَ عَشَرَةَ طَرِيقَةً، فَلَمْ يَذْكُرْهُ بِالأَسْمَاءِ، وَذَكَرَهُ
بِالكُنَى، هَذَا مِنْ دِقَّتِهِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فَقَامَ بِتَرْتِيبِ
الأَسْمَاءِ كُلِّهَا وَوَضَعَهَا، ثُمَّ جَاءَ بِكُلِّ وَاحِدٍ فِي التَّرْتِيبِ
الَّذِي عِنْدَهُ الآنَ، وَبَدَأَ يَسْتَخْرِجُ أَحَادِيثُهُ، وَيُرَتِّبُ
أَسَانِيدَهُ بِطَرِيقَةٍ بَدِيعَةٍ سَنَعْرِضُهَا بَعْدَ قَلِيلٍ، لَكِنَّهَا
تُفِيدُ المُتَخَصَّصِينَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ وَسَنُشِيرُ إِلَيْهَا فِيمَا بَعْدُ.
قَامَ المُؤَلِّفُ بَعْدَ ذَلِكَ بِتَقْسِيمِ هَذِهِ
الأَسْمَاءِ الَّتِي عِنْدَهُ إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، مَثَلًا: الأَسْمَاءُ
الَّتِي وُجِدَتْ عِنْدَهُ أَلْفَ اسْمٍ مَا بَيْنَ اسْمِ صَحَابِيٍّ
وَصَحَابِيَّةٍ، وَتَابِعِيٍّ وَتَابِعَيَّةٍ قَامَ بِتَرْتِيبِهَا عَلَى سَبْعَةِ
أَقْسَامٍ:
القِسْمُ الأَوَّلُ: أَسْمَاءُ الصَّحَابَةِ الرِّجَالِ.
القِسْمُ الثَّانِي: هُمُ الصَّحَابَةُ الرِّجَالُ: الاسْمُ: عَبْدُ اللهِ،
أَحْمَدُ، عَلِيٌّ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَالكُنَى مَا سَبَقَ بِأَبِيهِ: أَبِي
قُحَافَةَ، أَبِي بَكْرٍ، أَبِي عَلِيٍّ، وَهَكَذَا.
القَسْمِ الثَّالِثُ: المُبْهَمِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ يَعْنِي: رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارُ، لَا نَعْرِفُ اسْمَ هَذَا الرَّجُلِ، مِثْلُ: «امْرَأَةٌ كَانَتْ
تَقُمُّ المَسْجِدَ فِي عَهِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»([123])
مَا اسْمُهَا؟ مَا نَدْرِي، يَعْنِي مُبْهَمَةٌ فَأَيْضًا مَا أَرْسَلَهُ مَثَلًا:
فِي أَحَادِيثَ عِنْدَنَا مَوْجُودَة فِي كُتُبِ السُّنَّة عَنِ الحَسَنِ
البَصْرِيِّ([124]) عَنْ
رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَذَا وَكَذَا؛ هَذَا مَوْجُودٌ
فِي الأَحَادِيثِ، جَاءَ وَرَتَّبَ الأَحَادِيثَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ.
سُؤَالٌ:
هَلْ هَذَا القِسْمُ يَضُمُّ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ مَعًا؟
الجَوَابُ:
لَا الرِّجَالُ فَقَطْ، فَالمِزِّيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَعْمَلُ بِطَرِيقَةِ
الفَصْلِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؛ لَأَنَّ الاخْتِلَاطَ مَمْنُوعٌ
لِتَعْرَفُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ عَلَى خِلَافِ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ
أَهْلُ الشَّرْقِ.
القِسْمُ الرَّابِعُ: أَسْمَاءُ النِّسَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ.
القِسْمُ الخَامِسُ: هَنَّ النِّسَاءُ الصَّحَابِيَّاتُ.
القِسْمُ السَّادِسُ: المُبْهَمَاتُ مِنَ الصَّحَابِيَّاتِ.
القِسْمُ السَّابِعُ: أَسْمَاءُ التَّابِعِينَ وَالتَّابِعِيَّاتِ الَّذِينَ
أَرْسَلُوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَكُلُّ قِسْمٌ مِنَ الأَقْسَامِ السَّبْعَةِ رُتِّبَ
تَرْتِيبًا جَدِيدًا عَلَى الحُرُوفِ الهِجَائِيَّةِ، يَعْنِي: جَاءَ بِأَسْمَاءِ
النِّسَاءِ، فَبَدَأَ بِحَرْفِ الأَلِفِ: أَسْمَاءَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى
البَاءِ: بَرِِيرَةَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى حَرْفِ الجَيمِ: جُوَيْرِيَةَ،
وَهَلُمَّ جَرًّا.
وَلِلمِزِيِّ كِتَابٌ مُهِمٌّ أَيْضًا وَهُوَ:
«تَهْذِيبُ الكَمَالِ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ» فَهَذَانِ الكِتَابَانِ
عَظِيمَانِ لِلمِزِيِّ.
مِثَالٌ: (قَالَ رَجُلٌ) هَذَا نُسَمِّيهِ مُبْهَمًا فِي
المَتْنِ، وَالمُبْهَمَاتُ فِي المَتْنِ لَهَا كُتُبٌ تَرْجِعُونَ إِلَيْهَا،
مِثْلُ: كِتَابُ «المُسْتَفَادُ مِنْ مُبْهَمَاتِ المَتْنِ وَالإِسْنَادِ»،
وَسَتَجِدُونَ المُرَادَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
تَرْتِيبُ المِزِّيِّ لِلأَحَادِيثِ:
كَيْفَ رَتَّبَ
المِزِّيَّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الأَحَادِيثَ؟ هَلْ رَتَّبَ الأَحَادِيثَ
لِكُلِّ صَحَابِيٍّ عَلَى حِدَةٍ تَرْتِيبًا مُعَينًا، أَمْ هَلْ رَتَّبَهَا عَلَى
حَسَبِ المُخَرَّجِينَ؟
الحَقِيقَةُ هَذِهِ مُشْكِلَةٌ فِي كِتَابِ المِزِّيِّ؛
لأَنَّهُ لَمَّا جَاءَ بِحَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فِي حَرْفِ الشِّينِ مِنْ
أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ فِي القِسْمِ الأُوَّلِ، مَا رَتَّبَ هَذَا فِي كِتَابِ
الطَّهَارَةِ أَوْ كِتَابِ الصَّلَاةِ، أَوْ عَلَى التَّرْتِيبِ الهِجَائِيِّ
لِلمُتُونِ، بَلْ جَاءَ التَّرْتِيبُ عَلَى حَسَبِ عَدَدِ المُخَرِّجِينَ
لِلحَدِيثِ.
مِثَالٌ على ذلك: حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ «سَيِّدِ
الاسْتِغْفَارِ»([125])
أخْرَجَهُ السِّتَّةُ بَدَأَ بِهِ، وَحَدِيثٌ آخَر خَرَّجَهُ الخَمْسَةُ فَقَطْ
ثَنَّى بِهِ، وَهَكَذَا، حَتَّى يَصَلَ إِلَى حَدِيثَ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ لَمْ
يَرْوهُ إِلَّا وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِ الكُتُبِ، لَكِنْ هَذَا لَا يَخْدِمُنَا
فِي الحَقِيقَةِ؛ لِأَنَّهُ مُجَرَّدُ تَرْتِيبٍ لَهُ هُوَ لَكِنْ نَحْنُ مَا
يُدْرِينَا أَنَّ الحَدِيثَ لَمْ يُخَرَّجْهُ إِلَّا وَاحِدٌ أَوْ اثْنَيْنِ
إِلَّا مِنْ خِلَالِ المُتَابَعَةِ، فَيَلْزَمُنَا عَلَى هَذَا أَنْ نَبْحَثَ فِي
كُلِّ مُسْنَدٍ لِهَذَا الرَّجُلِ فِي كُتُبِ الأَطْرَافِ حَتَّى نَصِلَ إِلَى مَا
نُرِيدَ.
مِثَالٌ عَلَى
ذَلِكَ: أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ الحِمْيَرِيُّ المَأْرِبِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
هَذَا أَوَّلُ صَحَابِيٌّ مَوْجُودٌ فِي الفَصْلِ الأُوَّل مِنْ كِتَابِ
المِزِّيِّ، قَالَ المِزِّيُّ فِي عِنْوَانٍ جَانِبِي: (أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ
الحِمْيَريُّ المَأْرِبِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)، ثُمَّ جَاءَ بِرُمُوزٍ
التَّخْرِيجِ، كَتَبَهَا بِالمَخْطُوطَةِ فَوْقَ كَلِمَةِ حَدِيثٍ -يَكْتُبُ
كَلِمَةَ حَدِيثٍ بِخَطِّ اليَدِ وَيُمِدُّهَا بِخَطٍ كَبِيرٍ إِلَى حَدٍّ مَا،
وَيَضَعُ هَذِهِ الرُّمُوزُ فَوْقَ الكَلِمَةِ، لَكِنْ المُحَقَّقُ الَّذِي طَبَعَ
الكِتَابَ وَضَعَهَا فِي الأَمَامِ حَتَّى تَكُونَ أَحْسَنَ فِي التَّرْتِيبِ
وَأَفْضَلَ، فَقَالَ: أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ
مَاجَه.
الحَدِيثُ: أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبٍ ....»
([126])
الحَدِيثُ.
بَعْدَ مَا انْتَهَى مِنَ التَّخْرِيجِ الإِجْمَالِي،
وَالدَّلَالَةِ عَلَى المَوَاضِعِ بَدَأَ يُفَسِّرُ قَالَ: (د) فِي الخَرَاجِ عَنْ
قُتَيْبَةَ، ثُمَّ سَاقَ إِسْنَادَ أَبِي دَاوُدَ، ثُمَّ قَالَ: (ت) –يَعْنِي
التِّرْمِذِيُّ-، ثُمَّ سَاقَ إِسْنَادَ التِّرْمِذِيِّ، ثُمَّ قَالَ: (س) –يَعْنِي
النَّسَائِيُّ- ثُمَّ سَاقَ إِسْنَادَ النَّسَائِيِّ فَلَمَّا انْتَهَى قَالَ:
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
حَدَّدَ لَكَ كُلَّ مُخَرِّجٍ، وَمَوْضِعُ ذَكْر
الحَدَيثِ فِيهِ: مِثْلُ: فِي الخَرَاجِ، وَفِي البُيُوعِ، وَفِي كَذَا، وَفِي
كَذَا، بِالإِضَافَةِ إِلَى أَسَانِيدٍ وَفَوَائِدٍ كَثِيرَةٍ فِي هَذَا.
هَذَا إِذَا
كَانَ الصَّحَابِي مُقِلًّا.
مِثَالٌ عَلَى
ذَلِكَ: لَوْ قُلْتُ: خَرِّجْ لِي مُسْنَدَ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ، أَوْ حَدِيثٌ
أَوْرَدَهُ لثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أَوْ حَدِيثٌ لعُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ مِنْ «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ»
مَاذَا تَفْعَلُ؟ أَوَّلًا: الكِتَابُ مُرَتَّبٌ كُلُّهُ عَلَى التَّرْتِيبِ
الهِجَائِيِّ، ثُمَّ تَبْحَثُ عَنْ حَرْفِ العَيْنِ مِنَ الفَصْلِ الأُوَّلِ مَعَ
الكَافِ، ثُمَّ تَعْثُرُ عَلَى عُكَّاشَةَ تَفْتَحُ الصَّفْحَةَ تَجِدُ حَدِيثَ
عُكَّاشَةَ أَمَامَكَ، مَا فِي أَي مُشْكِلَةٍ، وَتَجِدُ التَّخْرِيجَاتَ
أَمَامَكَ وَالأَرْقَامَ الَّتِي وَضَعَهَا المُحَقَّقَانِ: الشَّيْخُ عَبْدُ
الصَّمَدِ، وَبَشَّارُ عَوَّاد رَحِمَهُمُ اللهُ وَسَتُعْطِيكَ إِحَالَاتٍ
سَرِيعَةً إِلَى الكُتُبِ بِالتَّفْصِيلِ. هَذِهِ الطَّرِيقَةُ سَهْلَةٌ مَا
فِيهَا مُشْكِلَةٌ.
فَالمُشْكِلَةُ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي مُكْثِرًا: أَبُو
هُرَيْرَةَ، أَنَسٌ، جَابِرٌ، ابْنُ عُمَرَ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَائِشَةَ،
مَاذَا تَفْعَلُونَ؟
هَذَا الكِتَابُ خَدَمَ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ لَكِنْ
قَالَ: أَطْلُبُ مِنْكَ شَرْطًا وَاحِدًا إِذَا حَقَّقْتُهُ سَاعَدْتُكَ
وَخَدَمْتُكَ خِدْمَةً كَبِيرَةً؛ فَمَا هُوَ الشَّرْطُ؟
قَالَ: ائْتِينِي بِاسْمِ الرَّاوِي الَّذِي رَوَى عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، إِذَا أَتَيْتُ بِاسْمِهِ سَاعَدْتُكَ أَوْ فِي الغَالِبِ
سَأُسَاعِدُكَ، فَقَطْ لَنْ أَطْلُبَ مِنْكَ غَيْرَ ذَلِكَ، هَذَا بِنِسْبَةِ 85%
سَأُعْطِيكَ نَتِيجَةً دَقِيقَةً، مِنْ هُنَا تَبْدَأُ الصُّعُوبَةُ -هِيَ
سَهْلَةٌ لَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَعْبَةً عَلَى بَعْضٍ مِنْكُمْ لِمَنْ
لَمْ يَعْرِفْ التَّخْرِيجَ- جَاءَهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بِأَسْمَاءِ
المُكْثِرِينَ فِي مَوَاطِنٍ، وَوُرُودَهُمُ الطَّبِيعِي فِي الكِتَابِ، فَجَاءَ
مَثَلًا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَهُوَ مُكْثِرٌ فَلَمَّا رَأَى عَدَدَ
أَحَادِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَثِيرَةً قَالَ: الآنَ البَاحِثُ الَّذِي
سَيَبْحَثُ عَنِ الحَدِيثِ سَيَجِدُ صُعُوبَةً، فَقَامَ بِتَقْسِيمِ أَحَادِيثِ أَنَسٍ
عَلَى أَسْمَاءِ تَلَامِيذِهِ، وَرَتَّبَ التَّلَامِيذَ عَلَى الحُرُوفِ
الهِجَائِيَّةِ كَمَا فَعَلَ مَعَ الصَّحَابَةِ بِنَفْسِ الفُصُولِ السَّبْعَةِ،
فَتَعَامَلَ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي التَّرْتِيبِ كَأَنَّهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ تَلَامِيذَ أَنَسٍ مِثْلَ الصَّحَابَةِ
فِي التَّرْتِيبِ، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ تَبْحَثَ عَنْ حَدِيثِ: «يَا أَبَا
عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ»([127])،
الَّذِي رَوَاهُ ثَابَتٌ البُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ سَتَأْتِي إِلَى الفَهْرَسِ فِي
كِتَابِ المِزِّيِّ أَوْ الفَهَارِسِ الَّتِي خَدَمَتِ الكِتَابَ جِدًّا، وَهِيَ
مُهِمَّةٌ سَأَشْرَحُهَا الآنَ فَتَبْحَثُ فِي حَرْفِ الثَّاءِ مِنْ تَلَامِيذِ
أَنَسٍ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ، تَحْتَ اسْمِ أَنَسٍ، يَكْتُبُ
اسْمَ أَنَسٍ بِخَطٍّ بَارِزٍ، وَالتَّلَامِيذَ بِخَطٍّ أَصْغَرَ مِنْهُ أَسْفَلَ
الاسْمِ.
سُؤَالٌ:
هَلْ تَرْتِيبُ الأَحَادِيثِ دَاخِلُ «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» تَتَعَارَضُ مَعَ
مَنْ يُقَسِّمُ أَحَادِيثَ الصَّحَابِيِّ المُكْثِرِ عَلَى حَسَبِ التَّلَامِيذِ؟
الجَوَابُ:
نَقُولُ: لَا، مَا يَتَعَارَضُ؛ لَأَنَّهُ لَمَّا قَسَّمَ لِفُلَانٍ تَعَامَلَ
مَعَ هَذَا التَّابِعِيِّ كَأَنَّهُ صَّحَابَيٌّ فَقَسَّمَ أَحَادِيثَهُ بِنَفْسِ
الطَّرِيقَةِ، فَصَارَ تَقْسِيمٌ دَاخِلَ تَقْسِيمٍ.
مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ: فَالاسْمُ الَّذِي قَبْلَ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الرُّوَاةُ عَنْهُ فِي
الكُنَى ثُمَّ انْتَهَى مِنْ أَبِي غُطَيْفٍ الهُذَلِيِّ، ثُمَّ إِلَى أَبِي
الفَضْلِ إِلَى أَنْ انْتَهَى مِنَ الكُنَى، ثُمَّ قَالَ: (عَنْ رَجُلٍ) إِلَى
أَنْ وَصَلَ إِلَى (مَنْ بَلَغَ مِنَ الصَّحَابَةِ مَنْ سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ)،
ثُمَّ قَالَ: رُقَيَّةُ بِنْتُ عَمْرٍو. حَتَّى عَلَى اسْمِ الصَّحَابِيِّ قَسَّمَ
السَّبْعَةَ أَقْسَامٍ.
مِثَال ذَلِكَ: مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
العَاصِ نَجِدُ أَنَّ عَدَدَ أَحَادِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ
378 حَدِيثًا -هَذَا الفَهْرَسُ مِنْ وَضْعِ المُحَقَّقِ الشَّيْخِ عَبْدِ
الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللهُ خِدْمَةٌ لِلكِتَابِ-، لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
العَاصِ 378 حَدِيثًا إِذَا جِئْتُ بِحَدِيثِ: «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ
انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ صُدُورِ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ
بِقَبْضِ العُلَمَاءِ»([128])
كَيْفَ تَخْرُجُ هَذَا؟ تَبْحَثُ فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» فَتَبْحَثُ فِي 378
حَدِيثًا يَعْنِي حَوَالِي 400 حَدِيثٍ؛ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ تَبْدُو صَعْبَةً
لَكِنْ مُجَرَّدُ أَنْ تَعْرِفَ التَّابِعِيَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ تَعْثُرُ
عَلَيْهِ، فَنَجِدُ إِبْرَاهِيمَ: (أ ب ر)، أَسْعَدَ: (أ س ع)، إِسْمَاعِيلَ: (أ س
م)، مُرَتَّبٌ عَلَى حَسَبِ حُرُوفِ الهِجَاءِ. فَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ هُوَ
صَحَابِيٌّ لَكِنْ حِينَ رَوَى عَنْ صَحَابِيٍّ آخَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَهُ عَلَى أَنَّهُ فِي طَبَقَةِ التَّابِعِينَ فِي
الرِّوَايَةِ. ثُمَّ قَالَ: أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرِّبْعِيُّ إِلَى أَنْ
قَالَ: ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ -هَذَا التَّرْتِيبُ مُنَظَّمٌ- ثُمَّ
نَجِدُ نَجْمَةً فَوْقَ الاسْمِ -مِنْ وَضْعِ المُحَقَّقِ- وَأَرْقَامَ
الصَّفَحَاتِ -سَنَأْخُذُهَا بَعْضَ قَلِيلٍ- وَأَرْقَامَ الأَحَادِيثِ، يَعْنِي:
جَابِرُ بْنُ وَهْبٍ: يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصٍ،
وَهُوَ وَهْمٌ يَعْنِي: صَفْحَاتُهُ غَيْرُ مُرَقَّمَةٍ. جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ
الحَضْرَمِيُّ صَحَابِيٌّ: رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ. جُنَادَةُ بْنُ
أَبِي أُمَيَّةَ السَّدُوسِيُّ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بِكُلِّ
مَنْ روى حَدِيثًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهَكَذَا إِلَى أَنْ وَصَلَ
إِلَى آخِرِ مَنْ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً؛ فَكَلُّهُمْ يَحْمِلُونَ نَجْمَةً
وَاحِدَةً. بَعْدُ ذَلِكَ نَجِدُ الرُّوَاةَ يَحْمِلُونَ نَجْمَتَيْنِ لِمَاذَا؟
لِأَنَّ مَثَلًا: شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَوَاى عَنْهُ
وَلَدُهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ هَذِهِ
السِّلْسِلَةُ: شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
العَاصِ، يَعْنِي: هَذَا حَفِيدُ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَمْرٍو صَاحِبُ المُسْنَدِ
الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ. رَوَى 175 حَدِيثًا عَنْ جَدِّهِ فِي الكُتُبِ
السِّتَّةِ، يَعْنِي أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، ثُمَّ قَامَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
بِتَقْسِيمِ تَلَامِيذِ شُعَيْبٍ هَذَا مِثْلَمَا قَسَّمَ تَلَامِيذَ
الصَّحَابِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى الحُرُوفِ الهِجَائِيَّةِ، وَقَامَ
المُحَقَّقُ بِوَضْعِ نَجْمَتَيْنِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ فَمَنْ يَحْمِلُ
نَجْمَتَيْنِ هُوَ تِلْمِيذ مَنْ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً، فَكُلُّ هَؤُلَاءِ
المَذْكُورِينَ –الَّذِينَ يَحْمِلُونَ نَجْمَتَيْنِ- هُمْ تَلَامِيذُ
لَهَذَا الرَّجُلِ شُعَيْبٍ، وَالمُشْكِلَةُ لَيْسَتْ فِي هَذَا، المُشْكِلَةُ فِي
أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
العَاصِ رَوَى 173حَدِيثًا، لِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ؛ فَقَامَ بِتَقْسِيمِ
التَّلَامِيذِ عَلَى الحُرُوفِ الهِجَائِيَّةِ فَالمِزِّيّ رَحِمَهُ اللهُ كَأَنَّ
فِي جَبِينِهِ يَعْرَقُ، وَهُوَ يَكْتُبُ وَيَبْحَثُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: رَوَى 173 حَدِيثًا؛ فَلِذَلِكَ
قَسَّمَ التَّلَامِيذَ، وَقَامَ المُحَقَّقُ بِإِعْطَاءِ أَسْمَاءِهِمْ ثَلَاثَة
نُجُومٍ. إِذًا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ فِي التَّقْسِيمِ تَسْتَطِيعُ أَنْ
تَخْتَصِرَ 378 حَدِيثًا؛ بِمُجَرَّدِ أَنْ عَرَفْنَا أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ هُوَ حَفِيدُهُ –يَعْنِي:
شُعَيْبٌ- اخْتَصَرَ العَدَدَ إِلَى 185 حَدِيثًا، وَبِمُجَرَّدِ أَنْ عَرَفْنَا
أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْ شُعَيْبٍ هُوَ عَمْرٍو اخْتَصَرَ عِنْدَنَا العَدَدَ إِلَى
173 حَدِيثًا، وَبِمُجَرَّدِ أَنْ عَرَفْنَا أَنَّ الرَّاوِي عَنْ عَمَرِو بْنِ
شُعَيبٍ هَذَا هُوَ أُسَامَةُ اخْتَصَرَ العَدَدَ عِنْدَنَا إِلَى سَبْعَةٍ،
وَإِسَحَاقُ إِلَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ؛ فِي وَقْتٍ قَلِيلٍ جِدًّا فِي 400 حَدِيثٍ
تَقْرِيبًا اخْتَصَرْتُهَا فِي نَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ، لَكِنْ
بِشَرْطٍ: أَنْ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ أَحْيَانًا، وَأَحْيَانًا
عَمَّنْ رَوَى عَمَّنْ رَوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ، وَأَحْيَانًا عَمَّنْ رَوَى
عَمَّنْ رَوَى عَمَّنْ رَوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ.
وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ هَذَا رَوَى 173
حَدِيثًا، وأُسَامَةُ يَرْوِي عَنْ عَمْرٍو سَبْعَةَ أَحَادِيثَ. فَهَذَا دَاوُدَ
يَرْوِي عَنْ عَمَرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ يَرْوِي عَنْ
أَبِيهِ شُعَيْبٍ، وَشُعَيْبٍ يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ الصَّحَابِيِّ.
فَطَرِيقَةُ الثَّلَاثَةُ نُجُومٍ اسْتَمَرَّتْ مَعَنَا
فِي هَذِهِ الصَّفْحَةِ كُلَّهَا، وَهَؤُلَاءِ يَرْوُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ كُلُّ هَؤُلَاءِ التَّلَامِيذِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، لَا لِشُعَيْبٍ
وَلَا لِجَدِّهِ عَبْدِ اللهِ.
أَمَّا
الصَّفْحَةُ الأَخِيرَةُ: اسْتَمَرَّتْ هَذِهِ النُّجُومُ الثَّلَاثَةُ فِي
الصَّفْحَةِ الَّتِي بَعْدُهَا، ثُمَّ اخْتَفَتْ النُّجُومُ كُلُّهَا،
وَأَصْبَحَتْ نَجْمَةً وَاحِدَةً. هَذَا: شُفْعَةُ السَّمْعِيُّ الشَّأْمِيُّ
-وَيُقَالُ: الشَّامِيُّ- هَذَا يَرْوِي عَنِ الصَّحَابِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً، إِذًا لَوْ عِنْدَكَ حَدِيثٌ مِنَ 378
حَدِيثًا يَرْوِيهِ شَهَرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
العَاصِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَخْتَصِرَ هَذَا فِي وَقْتٍ قَلِيلٍ جِدًّا، وَتَصِلُ إِلَيْهِ؛
لَأَنَّهُ لَا يُوجَدُ تَقْسِيمَاتٌ عَلَيْهِ.
صُهَيْبٌ الحَذَّاءُ: يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو، فَبِمُجَرَّدِ أَنْ تَعْرِفَ اسْمَ الَّذِي رَوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ
اخْتَصَرْتُ، لَكِنْ فِي بَعْضِهِمْ مِثْلُ شُعَيب مَا اسْتَطَعْنَا وَاحْتَجْنَا
أَنْ نَبْحَثَ حَتَّى وَصَلْنَا إِلَى الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ بِهَذِهِ
الطَّرِيقَةِ.
مِثَالٌ آخَر: أَبُو هُرَيْرَةَ مُكْثِرٌ جِدًا مِنَ
الرِّوَايَةِ، رَوَى عَدَدًا ضَخْمًا مِنَ الأَحَادِيثِ حَوَالِي أَكْثَرَ مِنْ
4000 حَدِيثٍ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، فَرَتَّبَ الرُّوَاةَ عَنْهُ عَلَى
حُرُوفِ المُعْجَمِ، فَإِذَا كَانَ الرَّاوِي مُقِلًّا ذَكَرَ حَدِيثَهُ فِي
مَكَانِهِ، أَمَا إِذَا كَانَ مُكْثِرًا مِثْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُ
يُقَسِّمُ رِوَايَاتِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى تَلَامِيذِهِ كَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَذْكُرُ الأَحَادِيثَ الَّتِي رَوَاهَا عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ فَإِذَا كَانَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -كَمَا هُوَ
وَاضِحٌ- مُكْثِرًا مِنَ الرِّوَايَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَتَعَامَلُ مَعَهُ
كَمَا تَعَامَلَ مَعَ شُعَيْبِ مَعَ عَبْدِ اللهِ يُقَسِّمُ تَلَامِيذَ أَبِي
سَلَمَةَ -حَسَبَ التَّقْسِيمِ السَّابِقِ- سَبْعَةَ فُصُولٍ، وَهَكَذَا حَتَّى
يَصِلَ إِلَى التَّالِي.
مِثَال ذَلِكَ: أَبُو هُرَيْرَةَ يَرْوِي عَنْهُ أَبُو
سَلَمَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ يَرْوِي عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ يَرْوِي
عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَالرَّاوِي الأَعْلَى أَبُو هُرَيْرَة لَوْ
كَانَ مُقِلًّا لَوَجَدْنَا الحَدِيثَ مُبَاشَرَةً فِي وَسَطِ الكِتَابِ -سَهْلُ
العُثُورُ عَلَيْهِ- لَكِنَّهُ مُكْثِرٌ فَاضْطَرَّ أَنْ يُقَسِّمَ عَلَى أَسْمَاءِ
التَّلَامِيذِ، كُلُّ التَّلَامِيذِ يَحْمِلُونَ نَجْمَةً. قُلْنَا: إِنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ مُكْثِرٌ لَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أَبِي سَلَمَةَ يَحْمِلُ نَجْمَةً
وَاحِدَةً قَسَّمَ تَلَامِيذَ أَبِي سَلَمَةَ حَسَبَ الحُرُوفِ الهِجَائِيَّةِ
إِلَى أَسْمَاءٍ حَتَّى وَصَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ
الزُّهْرِيُّ فَجَعَلَ لَهُ نَجْمَتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ -مُكْثِرٌ جِدًّا- فَقَسَّمَ تَلَامِيذَهُ
عَلَى الحُرُوفِ الهِجَائِيَّةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى سُفْيَانَ. سَتَجِدُونَ 4645
حَدِيثًا تَقْرِيبًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمُجَرَّدِ أَنْ عَرَفْنَا أَنَّ
الرَّاوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَبَا سَلَمَةَ، وَأَنَّ الرَّاوِيَ عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ هُوَ الزُّهْرِيَّ، وَأَنَّ الرَّاوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سُفْيَانَ؛
اسْتَطَعْنَا أَنْ نَخْتَصِرَ العَدَدَ اخْتِصَارًا كَبِيرًا جِدًّا وَنَصِلُ
إِلَى سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا بِمُجَرَّدِ أَنْ عَرَفْنَا الإِسْنَادَ.
وَقَدْ شَرَحْتُ قَبْلَ قَلِيلٍ: أَنَّ المُحَقَّقَ
رَحِمَهُ اللهُ زَادَ الأَمْرَ وُضُوحًا بِوَضْعِ فَهَارِسَ فِي مُقَدِّمَةِ كُلِّ
مُجَلَّدٍ؛ يُوَضِّحُ أَسْمَاءَ الصَّحَابَةِ، وَكُتِبُوا بِخَطٍّ أَسْودَ
بَارِزٍ، وَأَسْمَاءَ الرُّوَاةِ مِنَ التَّابِعِينَ عَنْهُمْ، وَوَضَعَ أَمَامَ
كُلِّ وَاحِدٍ نَجْمَةً صَغِيرَةً عَنْ يَمِينِهِ، وَأَسْمَاءَ أَتْبَاعِ
التَّابِعِينَ، وَوَضَعَ أَمَامَ أَسْمَائِهِمْ نَجْمِتَيْنِ، وَهَكَذَا أَسْمَاءُ
التَّابِعِينَ رَتَّبَهُمْ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَضَعَ أَمَامَ أَسْمَائِهِمْ
ثَلَاثَ نَجْمَاتٍ كُلُّ ذَلِكَ لِتَسْهِيلَ الأُصُولُ فِي طَرَفِ الإِسْنَادِ
المَطْلُوبِ.
طَرِيقَةُ التَّخْرِيجِ: طَرِيقَةُ التَّخْرِيجِ مِنْ
«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» تَكُونُ إِجْمَالِيَّةً، وَتَكُونُ تَفْصِيلِيَّةً.
مِثْلَمَا فَعَلْنَا مَعَ «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ»، وَمَثْلَمَا فَعَلْنَا فِي
«مُفْتَاحِ كُنُوزِ السُّنَّةِ». وَقَدْ شَرَحْنَا فِي حَدِيثِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ
المَأْرِبِيِّ([129]) قَالَ: (د
ت س ق) عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيِّ، وَالنَّسَائِيِّ، وَابْنِ مَاجَه؛
أَصْحَابِ السُّنَنِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ حَدِيثُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ أَبْيَضَ بْنَ حَمَّالٍ المِلْحَ الَّذِي
بِمَأْرِبٍ ....» أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ. كَمَا فِي «تُحْفَةِ
الأَشْرَافِ» جَزْءٌ وَصَفْحَةٌ إِنْ كَانَ ضَاقَ عَلَيْكَ الوَقْتُ مَا عِنْدَكَ
قُدْرَةٌ أَنْ تَرْجَعَ لِهَذِهِ الكُتُبِ؛ لَأَنَّ «تُحْفَةَ الأَشْرَافِ» كَمَا
قُلْنَا فِي بِدَايَةِ الشَّرْحِ: مَصْدَرٌ فَرْعِيٌّ وَلَيْسَ أَصْلِي، وَإِنْ
وَجَدْتُ فِيهَا أَسَانِيدَ. هَذِهِ طَرِيقَةُ التَخْرِيجِ الإِجْمَالِيَّةُ.
أَمَّا الطَّرِيقَةُ التَّفْصِيلِيَّةُ: فَلَابُدَّ أَنْ
تَرْجِعَ إِلَى الكُتُبِ الَّتِي عَادَ إِلَيْهَا صَاحِبُ التُّحْفَةِ، وَتُخَرِّجُ
بِالطَّرِيقَةِ التَّفْصِيلِيَّةِ: اسْمِ الكِتَابِ، وَالبَابِ، وَالجُزْءِ،
وَالصَّفْحَةِ، وَإِنْ كَانَ جُزْءٌ مِنَ السَّنَدِ وَجُزْءٌ مِنَ المَتْنِ.
تَرْتِيبُ أَسْمَاء الصَّحَابَةِ: بِمُجَرَّدِ أَنْ
تَعْرِفَ اسْمَ الصَّحَابِيِّ تَجِدَهُ؛ لَأَنَّ الكِتَابُ مِنْ أَوَّلِ مُجَلَّدٍ
إِلَى آخِرِ مُجَلَّدٍ مُرَتَّبٌ تَرْتِيبًا هِجَائِيًّا دَقِيقًا، وَمَوْجُودٌ
عَلَى غِلَافِ كُلِّ كِتَابٍ بِدَايَة المُجَلَّدِ وَنِهَايَتهُ. فَمَثَلًا:
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعَودٍ مَوْجُودٌ فِي بِدَايَةِ المُجَلَّدِ الثَّالِثِ،
وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي المُجَلَّدِ التَّاسِعِ، وَهَكَذَا.
فَتَرْتِيبُ الأَسْمَاءِ عَلَى حَسَبِ الحُرُوفِ
الهِجَائِيَّةِ مِثْلُ: عَبْدُ اللهِ، أَبُو هُرَيْرَةَ، سَعْدٌ، سَعِيدٌ،
عَمَرٌو، عُمَرَ، رَجُلٌ، مَيْمُونَةُ، أَمُّ حَبِيبَةَ، فَتَرْتِيبُ هَذِهِ الأَسْمَاءِ
كَالآتِي: الأَوَّلُ حَسَبُ التَّرْتِيبِ الهِجَائِيِّ هُوَ: سَعْدٌ، ثُمَّ
سَعِيدٌ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسْعَودٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ أَبُو
هُرَيْرَة، انْتَهَتْ أَسْمَاءُ الصَّحَابَةِ وَدَخَلَ فِي الكُنَى؛ لَأَنَّ مَا
بَقِيَ إِلَّا أَسْمَاء مُبْهَمَاتٍ وَأَسْمَاءُ نِسَاءٍ، فَقَالَ: أَبُو
هُرَيْرَةَ -دَخَل فِي الكُنَى-.
كِتَابُ: «مُعْجَمُ المَسَانِيدِ كُتُبِ الحَدِيثِ»
لسَامِي التُّونِيِّ وَهُوَ:
رَجُلٌ شَابٌّ مِنَ الأُرْدُنِ، وَهَذَا الكِتَابُ لَهُ فَوَائِدُ مُهِمَّةٌ.
فَقَدْ جَاءَ بِالمَسَانِيدِ المَوجُودَةِ وَالمَسَانِيدِ المُهِمَّةِ،
وَ«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» وَ«جَمْعِ الجَوَامِعِ» المُرَتَّبَة عَلَى أَسْمَاءِ
الصَّحَابَةِ، ثُمَّ قَامَ بِتَرْتِيبِ الأَسْمَاءِ مِثْلَمَا فَعَلَ
الأَلْبَانِيُّ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ رَتَّبَ كُلَّ الصَّحَابَةِ،
وَجَمَعَهُمْ كُلَّهُمْ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ، وَوَضَعَ أَمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ مَوْضِعَ وُجُودِهِ فِي هَذِهِ الكُتُبِ. فمُسْنَدُ عَبْدِ بْنِ
حُمَيْدٍ، مُسْنَدُ الشَّاشِيِّ، مُعْجَمُ الطَّبَرَانِيِّ الكَبِيرِ، مُسْنَدُ
الإِمَامِ أَحْمَدَ، مُسْنَدُ الطَّيَالِسِيِّ، جَمْعُ الجَوَامِعِ، تُحْفَةُ
الأَشْرَافِ، هَذِهِ الكُتُبُ كُلُّهَا جَمَعَهَا فِي هَذَا الكِتَابِ الَّذِي
سَمَّاهُ: «مُعْجَمَ المَسَانِيدِ» تَأْتِيكُمُ الإِحَالَاتِ، وَكُلُّ اسْمٍ
يَأْتِي بِهِ يَضَعُ كُلَّ حَرْفٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَبَ التَّرْتِيبِ الهِجَائِيّ
مِثْلُ دَلِيلُ الهَاتِفِ تَمَامًا، وَيُعْطِيكَ الإِحَالَاتِ
مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ: شِهَابُ بْنُ المَجْنُونِ قَالَ
عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي المُجَلَّدِ السَّابِعِ صَفْحَة 313، وَفِي «تُحْفَةِ
الأَشْرَافِ» فِي المُجَلَّدِ الرَّابِعِ الصَّفْحَةِ 156، العُثُورُ عَلَيْهِ
سَهْلٌ جِدًّا بِمُجَرَّدِ فَتْح الجُزْءِ الرَّابِعِ صَفْحَةِ 156 تَعْثُرُ
عَلَيْهِ إِلَّا إِذَا كَانَ مُكْثِرًا مَا تَسْتَفِيدُ مُبَاشَرَةً، لَكِنْ
تَسْتَفِيدُ مِنَ المُجَلَّدِ.
مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ: شُعْبَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ([130]) قَالَ:
عِنْدَ الطَّيَالِسِيِّ فِي صَفْحَةِ كَذَا فِي التُحْفَةِ.
شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ([131]) يَبْدَأُ
كَذَا، وَشُعَيْبُ بْنُ عَمَرٍو يَبْدُأُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيَّ كَذَا.
وَبِالنِّسْبَةِ لِلصَّحَابِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو تَرْجَعُ إِلَى حَرْفِ
العَيْنِ مِنْ هَذَا الكِتَابِ، -وَهُوَ مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ- ارْجَعْ إِلَى عَبْدِ
اللهِ بْن عَمْرٍو -مِثْلُ دَلِيل الهَاتِفِ تَمَامًا- أَجِدُهُ يُعْطِينِي
كَلِمَةَ (تُحْفَةِ) لَوْ أَعْطَانِي كَلِمَةَ (تُحْفَةِ) أَرْجِعُ إِلَى
الإِحَالَةِ فِيهَا، وَأَبْحَثُ حَتَّى أَجِدَ الصَّحَابِيَّ مُبَاشَرَةً فِي
التُّحْفَةِ -13 أَو 14 مُجَلَّدًا وَ14 عُبَارَةُ عَنْ فَهَارِسَ يُفِيدُكَ فِي
البَحْثِ اخْتَصَرَ 13 مُجَلَّدًا -التُّحْفَة- فِي وَقْتٍ قَلِيلٍ جِدًّا وَصَلَت
إِلَيْهِ.
مَا هِيَ مِيزَةُ كِتَاب سَامِي التُّونِيّ؟
فَهْرَس لِمُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَلِمُسْنَدِ
الطَّيَالِسِيِّ، وَلِمُعْجَمْ الطَّبَرَانِيِّ، وَلِمُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ
حُمَيْدٍ، وَلِلشَّاشِيِّ، وَلِجَمْعِ الجَوَامِعِ لِلسُّيُوطِيِّ هَذِهِ كُتُبٌ
مُهِمَّةٌ جِدًّا فِي التَّخْرِيجِ. فَبِمُجَرَّدِ أَنْ أَعْطِيكَ مِثَالًا
سَتَرْجِعُ إِلَى هَذَا الكِتَابِ وَسَتَجِدُ حَدِيثَكَ مُبَاشَرَةً بِدُونِ أَيْ
تَعَبٍ.
مِثَالٌ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ البُجَلِيُّ قَالَ:
عِنْدَ أَحْمَدَ فِي المُجَلَّدِ الرَّابِعِ صَفْحَةِ 357 عِنْدَ الحُمَيْدِيِّ
كَذَا، عِنْدَ الطَّيَالِسِيِّ كَذَا، عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ كَذَا، عِنْدَ أَبِي
يَعْلَى كَذَا، فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» كَذَا، فِي «جَمْعِ الجَوَامِعِ»
كَذَا، فَهُوَ كِتَابٌ مُفِيدٌ جِدًّا. لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ جَاءَ
بِالمَسَانِيدِ المَطْبُوعَةِ، وَأَخَذَ كِتَابَ التُّونِيِّ هَذَا وجَعَلَهُ
أَصْلًا، وَزَادَ عَلَيْهِ زِيَادَاتِ مَسَانِيد مَطْبُوعَةٍ لَمْ يُدْخِلْهَا
التُّونِيُّ أَوْ كُتُب رُتِّبَتْ عَلَى الرَّاوِي الأَعْلَى مِثْلُ: كِتَابُ
ابْنِ حَجَرٍ «أَطْرَافُ المُعْتَلَى» جَعَلَ الإِحَالَةُ عَلَيْهِ فَبِذَلِكَ
يَكُونُ أَكْمَلُ الكِتَابَ مِثْلَمَا كَمَّلَ المِزِّيُّ كِتَابَ خَلَفِ بْنِ
حَمْدُونَ، وَأَبِي مَسْعَودٍ، وَابْنِ عَسَاكِرٍ، كَمَّلَ وَجَاءَ بِزِيَادَاتٍ.
وَلَكِنْ لَابُدَّ أَنْ يُشْرِفَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ ذِي خِبْرَةِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ،
أَوْ طَلَبْةِ العِلْمِ، أَوْ المَشَايخِ. هَذَا المَوْضُوعُ عَنْ «تُحْفَةِ
الأَشْرَافِ».
طَرِيقَةُ التَّخْرِيجِ مِنْهُ: إِذَا وَقَفْتُ عَلَى
اسْمِ الصَّحَابِي فِي الفَهْرَسِ المُرْفَقِ فِي فَهْرَسِ التُّونِيِّ هَذَا أَوْ
فِي أَوَّلِ كُلِّ مُجَلِّدٍ، الَّذِي كُتِبَ بِخَطٍّ أَسْودَ بَارَزٍ انْظُرُ
إِلَى الرَّقْمِ المَوْجُودِ عَنْ يَسَارِ الاسْمِ هَذِهِ الآنَ الطَّرِيقَةُ
الابْتِدَائِيةِ كَأَنَّنَا نُعِيدُ مِنْ جَدِيدٍ لَكِنْ بِأَسْلُوبٍ سَهْلٍ
أَوَّلُ مَا تَفْتَحُ صَفْحَةَ الفَهَارِسِ فِي بِدَايَةِ المُجَلَّدِ، وَتَنْظُرُ
فِي اسْمِ الصَّحَابِيِّ إِذَا وَجَدْتَهُ، وَتَنْظُرُ فِي الرَّقْمِ الَّذِي
عَلَى يَسَارِ اسْمِ الصَّحَابِيِّ فَإِنْ كَانَ العَدَدُ كَبِيرًا مِنَ
الرُّوَاةِ المُكْثِرِينَ، فَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الصَّحَابِيَّ مُكْثِرٌ
وَعَلَيْهِ فَسَتَجِدُ أَنَّ المُحَقَّقَ ذَكَرَ أَسْمَاءَ الرُّوَاةِ
مُرَتَّبِينَ حَسَب تَرْتِيبِ المِزِّيِّ لَهُمْ لَكِنْ زَادَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ
وَضَعَ بِجَانِبِ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَجْمَةً صَغِيرَةً، ثُمَّ إِذَا كَانَ
التَّابِعِيُّ ذَا النَّجْمَةِ الوَاحِدَةِ مُكْثِرًا سَتَجِدُ عَنْ يَسَارِ
اسْمِهِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ الأَحَادِيثِ، وَعَلَيْهِ فَإِنَّ تَلَامِيذَهُ
سَيَكُونُونَ مُرَتَّبِينَ عَلَى حُرُوفِ الهِجَاءِ، وَيَحْمِلُ كُلَّ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ نَجْمَتَيْنِ -هَذَا شَرَحْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّم فِي الكِتَابِ-،
وَهَكَذَا إِذَا كَانَ تَابَعُ التَّابِعِيِّ مُكْثِرًا فَإِنَّكَ سَتَنْتَقِلُ
إِلَى تَلَامِيذِهِ الَّذِين يَحْمِلُونَ ثَلَاثَ نَجْمَاتٍ أَمَامَ اسْمِ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِيهِ، ثُمَّ يَتَوَقَّفُ البَحْثُ هُنَا فَتَنْظُرُ فِي رَقْمِ
الصَّفْحَةِ الَّتِي عَنْ يَمِينِهِ، وَتَنْتَقِلُ لَهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ
الكِتَابِ، وَحِينَئِذٍ سَتَجِدُ عِنْوَانَ هَذِهِ الصَّفْحَةِ يُمَثِّلُ
الإِسْنَادَ الَّذِي تَبْحَثُ عَنْهُ، ثُمَّ تَسْتَتْبِعُ حَدِيثَكَ دَاخِل هَذَا
العِنْوَانِ حَتَّى تَجِدَهُ، وَالغَالِبُ أَنَّ العَدَدَ يَكُونُ قَلِيلًا جِدًّا
إِلًّا مَا قَلَّ.
مِثَالٌ: مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَدَدُ
أَحَادِيثِهِ حَوَالِي 65 فِي الحَقِيقَةِ لَيْسَ بِالكَثِيرِ لَكِنْ أَنَا
اسْتَفَدْتُ مِنْ تَقْسِيمَاتِ المِزِّيِّ لِتَلَامِيذِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوَجَدْتُ: أَسْلَمُ بْنُ زَيْدٍ هُوَ أََوَّلُ وَاحِدٍ،
أَمَّا الرَّاوِي عِنْدِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي الكِتَابِ اسْمُهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ فَبَحَثْتُ فِي الرُّوَاةِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
نَجْمَةً فِي مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ فَوَجَدَتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَرْبُوعٍ
لَهُ حَدِيثًا وَاحِدًا يَبْدَأُ بِصَفْحَةِ 298 مُبَاشَرَةً، فَهُوَ حَدِيثٌ
وَاحِدٌ. الآنَ أَنْتَقِلُ إِلَى دَاخِلِ الكِتَابِ الَّذِي فِيهِ نَفْس
الفَهَارِسِ وَأَفْتَحُ صَفْحَةَ 298 أَجِدُ نَفْسَ الإِسْنَادِ أَمَامِي: عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ يَرْبُوعٍ المَخْزُومِيَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ هُوَ نَفْسُ
الإِسْنَادِ الَّذِي عِنْدِي. إذًا فَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ صَحِيحَةٌ، وَصَلْتُ
بِهَا إِلَى الحَدِيثِ.
مِثَالٌ آخَر: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَدْعُو: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعَنْ عَلَيَّ»([132])، هَذَا
الحَدِيثُ لَوْ بَحَثْتُ فِي كِتَابِ مُسْنَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ،
بِدَايَةُ فَهْرَس مُسْنَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ صَفْحَة 13، ثم تَفْتَحُ
المُجَلَّدَ الرَّابِعَ فَهْرَسَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ يجد 1243 حَدِيثًا
لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، هَذِهِ مِنْ فَوَائِدِ التُّحْفَةِ أَنْ يَعْرِفَ
كَمْ حَدِيثًا لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي الكُتُبِ السِّتَّة 1243 حَدِيثًا فِي
المُجَلَّدِ الرَّابِعِ.
تَسْتَطِيعُ تَخْرِيجَ -بِالطَّرِيقَةِ هَذِهِ- حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو:
«اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعَنْ عَلَيَّ» تَجِدُ صُعُوبَةً، لَكِنْ لَو
قُلْتُ لَكَ الآنَ: هَذَا الحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ طُلَيْقِ بْنِ قَيْسٍ
الحَنَفِيِّ الكُوفِيِّ([133])
عِنْهُ ابْحَثْ فِي بِدَايَةِ المُجَلَّدِ الخَامِسِ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ،
افْتَحْ صَفْحَةَ 31 تَجِدُ حَدِيثًا وَاحِدًا.
طُلَيْقُ بْنُ قَيْسٍ الحَنَفِيُّ الكُوفِيُّ أَخُو
ابْنِ أَبِي صَالَحٍ الحَنَفِيِّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْوِي
مُبَاشَرَةً مَا لَهُ إِلَّا حَدِيثٌ وَاحِدٌ فَلِطُلَيْقٍ نَجْمَةٍ وَاحِدةٍ؛
لَأَنَّهُ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُبَاشَرَةً.
مِثَالٌ آخَر: فِي مُسْنَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عمَرَ فِي
المُجَلَّدِ الخَامِسِ أَيْضًا -انْظُرْ فِي بِدَايَةِ الفَهْرَسِ-، لَعَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ 1979 حَدِيثًا لِابْنِ عُمَرَ مَوْجُودَة فِي الكُتُبِ
السِّتَّةِ أَيْ حَوَالِي 2000 حَدِيثٍ فَتَبْحَثُ فِي 2000 حَدِيثٍ تَقْرِيبًا
عَنْ حَدِيثِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَفَلَ مِنْ
غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ كَذَا، يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا([134])
تَخْرِيجُهُ صَعْبٌ جِدًّا، لَكِنْ أَقُولُ: الرَّاوِي عَنْهُ سَالِمٌ([135])
ابْنُهُ -سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ- إِذًا البَحْثُ فِي سَالِمٍ
يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً وَيَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، لَهُ 301
حَدِيثٍ يَرْوِيَهَا عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَهُ 1979
حَدِيثًا، نَبْحَثُ عَنْ تَلَامِيذِهِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ نَجْمَة وَاحِدَةً
وَيَبْدَءونَ بِحَرْفِ السِّينِ هُنَا -سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ-
فَكُلُّ التَّلَامِيذِ الَّذِين هُنَا يَحْمِلُونَ نَجْمَةً -صَفْحَة 31- ثُمَّ
نَسْتَمِرُّ بِالبَحْثِ حَتَّى نَصِلَ إِلَى حَرْفِ السِّينِ فَنَجِدُ سَالِمًا،
ثُمَّ نَنَظُرُ فِي الرَّقمِ المُفَهْرَسِ لَهُ نَجِدُ 300 حَدِيثٍ؛ إذًا
سَنَحْتَاجُ إِلَى رَاوِي عَنْ سَالِمٍ، وَهُوَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ([136])،
هَؤُلَاءِ يَحْمِلُونَ نَجْمَتَيْنِ تَحْتَ سَالِمٍ؛ وَبِذَلِكَ تَكُونُ
اخْتَصَرْتُ 2000 حَدِيثٍ تَقْرِيبًا -يَعْنِي: اخْتَصَرْتُ 1979- إِلَى حَدِيثٍ
وَاحِدٍ فِي بُرْهَةٍ بَسِيطَةٍ مِنَ الزَّمَنِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ البَدِيعَةُ
لِلمِزِّيِّ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ نَطَلِقَ عَلَيْهَا اسْمُ الكُمْبِيُوتَريَّةِ.
لَوْ رَجَعْتُمْ الآنَ لِلصَّفْحَةِ 354 مِنَ الأَصْلِ
وَجَدْتُمْ الحَدِيثَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو
مُحَمَّدٍ الحَنَفِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ هُوَ نَفْسُ إِسْنَادِ
الحَدِيثِ الَّذِي مَعَنَا؛ حَدِيث: كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ
أَوْ غَزْوٍ فَأَوْفَى عَلَى فَدْفَدٍ مِنَ الأَرْضِ قَالَ: «عَائِدُونَ
تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»([137])،
ثُمَّ قَالَ: (خ س) أَيْ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ -تَمَّ
التَّخْرِيجُ بِسُرْعَةٍ.
يُوجَدُ إِحَالَاتٌ أُخْرَى سَنَدْرسُهَا فَيمَا بَعْدُ،
نَأَخْذُ مِنْهَا مِثَالٌ الآنَ:
مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ المُجَلَّدُ التَّاسِعُ
حَدِيثُ: «لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ ....» ([138])،
فَأَبُو هُرَيْرَةَ مُكْثِرٌ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تُخَرّجَ حَدِيثًا لَأَبِي
هُرَيْرَةَ لَابُدَّ أَنْ تُخَرّجَ عَدَدًا ضَخْمًا جِدًّا مِنَ الأَحَادِيثَ 3343
حَدِيثًا، لَكِنْ بِمُجَرَّدِ أَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الحَدَيثَ يَرْوِيهِ
أَبُو صَالِحٍ([139])،
هَذَا المِثَالُ فِيهِ إِشْكَالٌ، وَهُوَ أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَبَا صَالِحٍ، لَكِنْ سَتَبْحَثُونَ عَنْ ذَكْوَانَ السَّمَّانِ؛ لَأَنَّ هَذَا
اسْمَ أَبِي صَالِحٍ، وَلَمْ يُخْتَلفْ فِي اسْمِهِ؛ لِذَلِكَ ذَكَرَهُ فِي
الأَسْمَاءِ، وَلَيْسَ فِي الكُنَى. فَتَبْحَثُونَ فِي تَلَامِيذِ أَبِي
هُرَيْرَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ نَجْمَةً وَاحِدَةً، وَاسْمُهُ يَبْدَأُ
بِحَرْفِ الذَّالِ نَجِدُ 588 حَدِيثًا لَهُ فَهُوَ تَابِعٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ.
انْظُرُوا الآنَ: هَذَا ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانِ 588 حَدِيثًا
يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً، وَتَابِعٌ لَِأَبِي هُرَيْرَةَ لَكِنْ الَّذِي
بَعْدَهُ يَحْمِلُونَ نَجْمَتَيْنِ أَيْ: هُمْ تَلَامِيذ لِذَكْوَانَ السَّمَّانِ،
ثُمَّ أَبْحَثُ حَتَّى أَصِلَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشِ([140])
هَذَا لَقَبٌ لَهُ، اسْمُهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ،
وَيَرْوِي عَنْ ذَكْوَانَ -يَحْمِلُ نَجْمَةً، وَيَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
بِالمُسْنَدِ الأَصْلِي- الآنَ ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانِ يَحْمِلُ
نَجْمَةً وَيَرْوِي عَنِ الصَّحَابِيِّ هَذَا، وَذَكْوَانُ هَذَا تِلْمِيذُهُ
يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ وَاسْمُهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ لَهُ 224
حَدِيثًا، وَسُلَيْمَانُ بْن مِهْرَانَ تَلَامِيذُهُ يَحْمِلُونَ ثَلَاثَةَ
نُجُومٍ، وَتِلْمِيذُهُ هُنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ([141])
يَحْمِلُ ثَلَاثَةَ نُجُومٍ؛ فَأَصْبَحَ العَدَدُ الَّذِي كَانَ 3343 أَصْبَحَ 26
حَدِيثًا.
وَلِلتَأَكْدِ أَنَّ تَخْرِيجِي صَحِيحٌ أَوْ أَنَّ
عِنْدِي دِقَّةً فِي العَمَل؛ أَنْ يَكُونَ الإِسْنَادُ المَوْجُودُ أَمَامِي
الآنَ فِي المِثَالِ لَابُدَّ أَنْ يَتَطَابَقَ مَعَ مَا فِي التُّحْفَةِ
عَلَيْهِ، يَعْنِي: الصَّفْحَةُ الَّتِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا لِابْنِ جَرِيرٍ
صَفْحَةُ 348، فإِذَا فَتَحْتُ هَذِهِ الصَّفْحَةُ 348 لَابُدَّ أَنْ أَجِدَ
نَفْسُ الإِسْنَادَ هَذَا عِنْوَانًا كَبِيرًا بخَطٍّ أَسْودَ وَهُوَ: جَرِيرُ
بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ -مُطَابِقٌ لِتَخْرِجِنَا-. إذًا تَخْرِيجِي صَحِيحٌ بِوُصُولِي إِلَى
المُسْنَدِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ. يَبْقَى البَحْثُ عَنِ الحَدِيثِ فَقَطْ فِي 26
حَدِيثًا لِجَرِيرٍ أَبْحَثُ فِيهَا. وَقَلِيلًا مَا تَجِدُ أَكْثَرَ مِنْ 30
حَدِيثًا فِي التُّحْفَةِ فَتَجِدُ خَمْسَةَ، أَرْبَعَةَ، ثَلَاثَةَ، فَالعَدَدُ
الكَبِيرُ هَذَا نَادِرٌ مَا تَجِدُهُ. هَذَا الحَدِيثُ: «لَا حَسَدَ إِلَّا
فِي اثْنَتَيْنِ ...» قَالَ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.
هَذِهِ خُلَاصَةُ الطَّرِيقَةِ، طَرِيقَةٌ سَهْلَةٌ
وَاضِحَةٌ تَحْتَاج إِلَى تَدْرِيبٍ.
مِثَالٌ آخَر: حَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ
مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ
إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ فِرَّةٌ»([142])؛
الرَّاوِي الأَعْلَى أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُ 3343 حَدِيثًا -يَبْدُو صَعْبٌ
عَلَيْنَا التَّخْرِيجُ-، فَنَبْحَثُ عَنِ الرَّاوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
فَنَجِدُ أَنَّهُ: صَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَةِ([143])؛
ثُمَّ نَبْحَثُ عَنْ تَلَامِيذِ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ نَجْمَةً
وَاحِدَةً، وَاسْمِهِ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ فِي مُسْنَدِ أَبِي
هُرَيْرَةَ فِي المُجَلَّدِ العَاشِرِ، وَهَكَذَا حَتَّى تَحْصُلَ عَلَى تَخْرِيجِ
الحَدِيثِ.
مِثَالٌ آخَر:
حَدِيثٌ يَرْوِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ وَلَا
فِقْهٌ فِي الدِّينِ»([144])
يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينِ([145])، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ فِي المُجَلَّدِ العَاشِرِ.
مِثَالٌ آخَر: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: «يُوشِكُ
أَنْ تَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ يَطْلِبُونَ العِلْمَ فَلَا تَجِدُونَ
أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ»([146])
مِنْهُمْ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَكْثَرُ أَهْلِ
العِلْمِ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ، هَذَا الحَدِيثُ يَرْوِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ
أَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ -ذَكَرْنَاهُ قَبْلَ قَلِيلٍ- الرَّاوِي عَنْهُ
أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ
أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ الحَدِيثُ عِنْدِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
وَالنَّسَائِيُّ، فَالرَّاوِي هُوَ: أَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ
الرَّاوِي عَنْهُ هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ المَشْهُورُ
بِأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ أَخْرَجَ الحَدِيثَ التِّرْمِذِيُّ
وَالنَّسَائِيُّ.
مِثَال آخَر: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: «خَيْرُ
الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ»([147])
يَرْوِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ([148])،
فالرَّاوِي اسْمُهُ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالتَّابِعِيُّ
اسْمُهُ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ يَرْوِي عَنِ
الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَالصَّحَابِيُّ يَرْوِي
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ الهُذَلِيِّ 38 حَدِيثًا؛ لِذَلِكَ قَسَّمَ الرُّوَاةَ
عَنْهُ، فَالرَّاوِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزَّهْرِيُّ
صَفْحَةُ 57 فَالطَّرِيقَةُ سَهْلَةٌ.
التَّطْبِيقُ: تَأَخْدُ أَيْ كِتَابٍ مِنَ الكُتُبِ
السِّتَّةِ المَوجُودَة عِنْدَكَ، وَافْتَحْ مِنْهَا أَيْ حَدِيثٍ لِأَي
صَحَابِيٍّ، وَجِرِّبْ اسْتِعْمَالَ التُّحْفَةِ بِشَرْطٍ أَنْ يَكُونَ الكِتَابُ
مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ طَبّقْ عَلَى عَشَرَةِ أَحَادِيثَ ثِقْ تَمَامًا أَنَّكَ
إِذَا طَبّقْتُ اليَوْمَ عَلَى عَشَرَةِ وَغَدًا أَيْضًا سَتَصْبِحُ مَاهِرًا
بِالتَّخْرِيجِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
تَنْبِيهٌ: يُوجَدُ عِلْمٌ آخَرُ اسْمُهُ عِلْمُ
دِرَاسَةِ الأَسَانِيدِ يَحْتَاجُ لِلشُّرُوعِ فِيهِ إِلَى عِلْمِ الرُّوَاةِ،
وَعِلْمِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ.
الأَسْئِلَةُ
السُؤَالُ:
هَلْ كُلُّ المَسَانِيدِ فِي «التُّحْفَةِ» مَرْفُوعَة إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
الجَوابُ:
نَعَمْ، فِي «التُّحْفَةِ» كُلُّ المَسَانِيدِ مَرْفُوعَة إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
السُؤَالُ:
مَا مَعْنَى مُصْطَلَحٍ لَيْنٍ؟
الجَوَابُ:
يَعْنِي: ضَعِيفٌ جِدًّا.
السُؤَالُ:
أَيْنَ الضَّابِطُ فِي كِتَابِ التُّحْفَةِ؟
الجَوَابُ:
إِذَا وَصَلْتُ لِلبُخَارِيِّ، أَوْ لِمُسْلِمٍ، أَوْ لِأَبِي دَاوُدَ، الضَّابِطُ
يُعْطِيكَ المِزِّيُّ اسْمَ الكِتَابِ: الحَجُّ، الصَّلَاةُ، الزَّكَاةُ، لَكِنْ
المَوْضِعُ الدَّقِيقُ اخْتُلِفَ فِيهِ.
السُؤَالُ:
لِمَاذَا يُوجَدُ اخْتِلَافٌ فِي تَرْقِيمِ الأَحَادِيثِ؟
الجَوَابُ:
فَتَرْقِيمُ الأَحَادِيثِ مُخْتَلِفٌ فِيهِ؛ لِاخْتِلَافِ عَدَدِ الأَحَادِيثِ فِي
الصَّحَابَةِ فَمَثَلًا: التَّرْقِيمُ عِنْدَ مُسْلِمٍ لِمُحَمَّد فُؤَادِ عَبْدِ
البَاقِي مُخْتَلَفٌ عَنْ تَرْقِيمِ غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ تَرْقِيمُ البُخَارِيِّ
مُخْتَلِفٌ؛ لَأَنَّ بَعْضَهُمْ يَجْعَلُ المَقْطُوعَ لَهُ رَقْمٌ، وَالمُرْسَلَ
لَهُ رَقْمٌ، وَالمَرْفُوعَ لَهُ رَقْمٌ، وَبَعْضَهُمْ يَجْعَلُهَا كُلَّهَا
مُتَسَلْسِلَةً.
الصَّحِيحُ: أَنَّ الحَدِيثَ بِأَي نَوْعٍ مَقْطُوع أَوْ
مُرْسَل أَوْ مُنْقَطَع أَوْ غَيْر ذَلِكَ يُعْطَى رَقَمًا مَا لَمْ يَكُنْ هَذَا
أَثَرٌ عَنِ الصَّحَابِي، أَمَّا الَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ مُرْسَلًا أَوْ كَذَا يُوضَعُ لَهُ تَرْقِيمٌ
مُتسَلْسَلٌ مَعَ المَرْفُوعَاتِ وَالمُرْسَلَاتِ.
السُؤَالُ:
إِذَا وَرَدَ عَنِ الصَّحَابِيِّ رَاوِي بِالكُنَى، وَهَذِهِ الكُنْيِةُ
مَشْهُورَة لِأَكْثَرِ مِنْ رَاوِي فَكَيْفَ تَعْرِفُ اسْمَ الرَّوَاي عَنْهُ؟
الجَوَابُ:
هَذَا إِذَا تَعَدَّدَتْ الكُنَى هُنَاكَ كُتُبٌ تَرْجعُ إِلَيْهَا مِثْلُ:
«تَقْرِيرُ التَّهْذِيبِ» لِابْنِ حَجَرٍ، وَ«الكَاشِفُ» لِلذَّهَبِيِّ يُحَدِّدُ
لَكَ هَذَا الرَّاوِي المَذْكُور بِكُنْيَتِهِ، وَفِي طُرُقٍ أُخْرَى نُمَيِّزُهَا
فِيمَا بَعْدُ، لَكِنْ إِذَا أُشْكِلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ لَابُدَّ مِنَ الرُّجُوعِ
إِلَى أَهْلِ الخِبْرَةِ. وَهَذَا إِشْكَالٌ يُوَاجِهُ كُلَّ طُلَّابِ العِلْمِ
مَنْ هُوَ أَبُو صَالِحٍ؟ مَنْ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ؟ نَقُولُ: هُنَاكَ كُتُبٌ
تَسْتَطِيعُ الرُّجُوعَ إِلَيْهَا مِثْلُ: «تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ» وَ«الكَاشِفُ»
لِلذَّهَبِيِّ يُسَاعِدَانِكَ فِي مَعْرِفَةِ مَنْ يُسَمَّى أَبُو صَالِحٍ،
فَتَرْجِعُ إِلَى أَسْمَائِهِمْ، وَتُحَدِّدُهَا فِي آخِرِ «التَّقْرِيبِ»،
وَآخِرِ «الكَاشِفِ»؛ لَأَنَّهُ مُصَنّفُ رِجَالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ فِي آخِرِ
التَّقْرِيبِ فَصْل الكُنَى تَجِدُهُ يَقُولُ: أَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ
السَّمَّانُ، أَبُو صَالِحٍ كَذَا، تَرْجِعُ إِلَى هَذِهِ الأَسْمَاءِ فِي
دَاخِلِهَا تَجِدُ الحَدِيثَ.
السُؤَالٌ: مَاذَا يَقْصِدُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ
بِقَوْلِهِ: (حَسَنٌ غَرِيبٌ)؟
الجَوَابُ: هَذَا السُّؤَالُ يَتَعَلَّقُ بِعِلْمِ
المُصْطَلَحِ، لَكِنْ بِمَا أَنَّهُ لَهُ عِلَاقَةٌ بِالأَسَانِيدِ فَلَيْسَ
هُنَاكَ إِشْكَالِيَّة. فالتِّرْمِذِيُّ لَهُ اصْطِلَاحٌ خَاصٌّ فَكَلِمَةُ:
(حَسَنٌ وَغَرِيبٌ) هَذِهِ مِمَّا أَشْكَلَ عَلَى العَلْمَاء حَلّهَا؛ لِأَنَّ
الحَسَنَ: عَرَّفَهُ هُوَ بِمَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَالغَرِيبَ: مَا جَاءَ
مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ، فَكَيْفَ يَجْتَمِعُ ضِدَّانِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ؟! لَكِنْ
وَجْهُ هَذَا العِلْمِ، وَأَفْضَلُ مَنْ تَكَلَّمَ عَنْ هَذَا العِلْمِ الحَافِظُ
ابْنُ حَجَرٍ فِي «النُّكَتِ»، وَمَعَ كَلَامِ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ أَيْضًا
عَلَيْهِ مُلَاحَظَاتٌ فَبَقِيَ اصْطِلَاحُ التِّرْمِذِيِّ لَا يَزَالُ مَشْكَلَ
لِسَبَبَيْنِ:
الأَوَّلُ:
وُجُودُ التَّهَاتُرِ وَالتَّضَادِ فِي بَعْضِهِ.
الثَّانِي:
اخْتِلَافُ النُّسَخِ عَنْ التِّرْمِذِيِّ نَفَسِهِ؛ وَلِهَذَا سَيَأْتِينَا أَنَّ
مِنْ فَوَائِدِ «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» سَنَدْرُسُهَا: أَنَّ اعْتِمَادَ
المِزِّيِّ عَلَى أَفْضَل نُسَخِ التِّرْمِذِيِّ، وَإِذَا شَكَكْتُ فِي نُسْخَةِ
التِّرْمِذِيِّ.
السُّؤَالُ: هَلْ قَالَ المزي: حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَحَسَنٌ غَرِيبٌ،
وَصَحِيحٌ غَرِيبٌ، وَغَيْرُهَا؟
الجَوَابُ:
تَرْجِعُ إِلَى «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ»، وَتَرَى المِزِّيَّ مَاذَا قَالَ؟! نَقَلَ
عَنِ التِّرْمِذِيُّ فَالنَّقْلُ عَنِ المِزِّيِّ هُوَ أَوْثَقُ النُّقُولِ عَلَى
الإِطْلَاقِ.
السُّؤَالُ: مَا الكُتُبُ المَوْجُودَة فِي «المُعْجَمِ
المُفَهْرَسِ»؟
الجَوَابُ:
كُتُبُ السُّنَّةِ، وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَمُوطَأُ مَالِكٍ فِي «المَعْجَمِ
المُفَهْرَسِ»، وَلَا يُوجَدُ فِيهِا سُنَنُ الدَّارِمِيِّ.
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ يَفْتَحَ عَلَى قُلُوبِنَا وَيَهْدِينَا وَيَهْدِي بِنَا سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ
وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ
عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولَهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ، أَيَّهَا الإِخْوَةُ فَنَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ لَنَا وَلَكُمْ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ فِي إِتْمَامِ هَذِهِ
الدَوْرَةِ الَّتِي أَسْأَلُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي
مَوَازِينِ حَسَنَاتِ المُنَظِّمِينَ وَالحَاضِرِينَ وَالمُلْقِينَ إِنَّهُ
جَوَادٌ كَرِيمٌ، وَأَنْ لَا يُحْبِطَ لَنَا عَمَلًا، وَلَا يَجْعَلَ حَظَّنَا
مِنْ أَعْمَالِنَا مَدْحًا، أَو مِنْحَةً نَأْخُذُهَا.
قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ بَالتَّطْبِيقَاتِ أُحِبُّ أَنْ أُشِيرَ إِلَى
أَسْئِلَةٍ كَثُرَتْ جِدًا وَهِيَ مَا يَتَعَلَّقُ بـ«تُحْفَةِ
الأَشْرَافِ بِمَعْرِفَةِ الأَطْرَافِ» لِلْحَافِظِ الكَبِيرِ المِزِّيِّ رَحِمَهُ
اللّهُ تَعَالَى وَأَعْلاهُ دَرَجَةً فِي الفِرْدَوْسِ «التُّحْفَةُ» طُبِعَتْ
طَبْعَتَانِ وَهِيَ طَبْعَتَانِ اللَّتَانِ عَلَيْهَا المُعَوَّلُ وَالكَلَامُ
وَصُوِّرَتْ وَأُخِذَتْ بِصُوَرٍ أُخْرَى وَطَبَعَاتٍ أُخْرَى لَكِنْ أَهُمُّ
طَبْعَتَيْنِ لـ«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» هُمَا نُسْخَةُ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ
شَرَفِ الدِّينِ، وَالَّتِي طُبِعَتْ قَدِيمًا وَهِيَ الَّتِي فِي أَيْدِي
مَشَايِخِنَا وَعَلَيْهَا إِحَالَاتُ كَثِيرٍ مِنَ الكُتُبِ وَالرَّسَائِلِ
العِلْمِيَّةِ وَالجَامِعِيَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهِيَ نُسْخَةٌ مُتْقَنَةٌ إِلَى
حَدِّ كَبِيرٍ مَا اسْتَطَاعَ المُحَقِّقُونَ بِإِشْرَافِ الشَّيْخِ عَبْدِ
الصَّمَدِ التَّوَصُّلُ إِلَيْهِ مِنْ عُلُومٍ فِيهَا أَوْ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا
مِنْ مَعْلُومَاتٍ.
وَهَذِهِ النُّسْخَةُ تَمْتَازُ
بِالإِحَالاتِ الَّتِي عَلَيْهَا، يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يَسْتَفِيدَ
مِنْهَا عَلَى أَيِّ نُسْخَةٍ مَوْجُودَةٍ وَلَو كَانَتْ نُسْخَةً خَطِّيَّةً
لِأَنَّ الإِحَالَةَ إِلَى الكِتَابِ فِيهَا بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَعُدَّ
الأَبْوَابَ مِنْ خِلَالِ الأَرْقَامِ الَّتِي وَضَعَهَا الشَّيْخُ عَبْدُ
الصَّمَدِ وَتَسْتَفِيدَ مِنْهَا كَمَا سَأَعْرِضُ لَكُمْ بَعْدَ قَلِيلٍ بِإِذْنِ
اللّهِ تَعَالَى.
المَيْزَةُ الأُخْرَى لِكِتَابِ
«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» نُسْخَةُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَنَّ فِيهَا كِتَابٌ آخَرٌ،
كِتَابٌ مُهِمٌّ جِدًا مُضَافٌ إِلَى النُّكَتِ المُضَافَةِ لِلتُحْفَةِ وَهُوَ
اسْمُهُ: «النُّكَتُ الظِّرَافُ عَلَى تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» لابْنِ حَجَرٍ،
مَطْبُوعٌ فِي حَاشِيَةِ الكِتَابِ، وَهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ فِي الحَقِيقَةِ
وَفِيهِ فَوَائِدٌ مِنَ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ وَضَعَهَا عَلَى كِتَابِهِ
«النُّكَت» عَلَى «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» فَيَأْتِي بِفَوَائِدٍ فِي «النُّكَتِ
الظِّرَافِ» تَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا بِفَوَائِدٍ وَتَنْبِيهَاتٍ مِنْ هَذِهِ
النُّسْخَةِ لِلشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَلَيْهَا الكَثِيرُ مِنَ الإِحَالاتِ،
المَيْزَةُ مِنَ المُمَيِّزَاتِ فِيهَا أَنَّ أَكْثَرَ الإِحَالاتِ فِي الكُتُبِ
المَطْبُوعَةِ اليَوْمَ إِلَى وَقْتٍ قَرِيبٍ مِنْ عَامَيْنِ تَقْرِيبًا كُلُّ
الإِحَالاتِ عَلَي هَذِهِ النُّسْخَةِ، وَبَدَلا مِنْ أَنْ تَشْتَرِي النُّسْخَةَ
وَلا تَنْتَشِرُ إِلا بَعْدَ سَنَوَاتٍ وَلَيْسَ فِيهَا إِضَافَاتٌ كَبِيرَةٌ
عَلَى نُسْخَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهِيَ نُسْخَةُ: (بَشَّار عَوَّاد)،
نُسْخَةٌ جَيِّدَةٌ يَعْنِي حَقَّقَ النُّسْخَةَ بِخُطَّةٍ وَقَعَتْ لَه جَدِيدَةٍ
وَفِيهَا مَيْزَةٌ غَيْرُ مَوْجُودَهٍ فِي كِتَابِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ
تَحْقِيقُهُ، وَهُوَ أَنَّ بَشَّار عَوَّاد وَضَعَ فِي الكِتَابِ نَفْسِهِ
أَرْقَامَ الأَحَادِيثِ بَدَلَ الأَرْقَامِ المَوْجُودَةِ.
فَنَحْنُ عِنْدَنَا مَثَلاً نُسْخَةُ
عَبْدِ الصَّمَدِ فِيهَا مُشْكِلَةٌ حَلَّهَا بَشَّار عَوَّاد لَكِنَّ حَلَّهَا
يَعْتَمِدُ عَلَى الإِنْسَانِ إِذْ لَمْ يَشْتَرِ الكُتُبَ السِّتَّةِ نَسْتَطِيعُ
أَنْ نَقُولَ بِاخْتِصَارٍ: أَنَّ الَّذِي لَمْ يشترِ الكُتُبَ السِّتَّةِ
فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَشْتَرِي نُسْخَةَ بَشَّار عَوَّاد ثُمَّ يَشْتَرِي النُّسَخَ
الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا بَشَّار عَوَّاد فِي تَحْقِيقِ الكِتَابِ
والإِحَالاتِ الَّتِي عَلَيْهَا هِيَ «تُحْفَةُ الأَشْرَافِ» تَخْدُمُ الكُتُبَ
السِّتَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ
مَثَلاً (د س ي ق) قَالَ: أَبُو دَاودَ فِي الصّلاةِ، هَذَا كَلَامُ المُنْذِرِي
وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ المُحَقِّقِينَ، الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ وَضَع
قَوْسَيْنِ، وَضَعَ رَقْمَ البَابِ وَرَقْمَ الحَدِيثِ دَاخِلَ البَابِ مِنْ
كِتَابِ الصَّلاةِ، هَذِهِ الأَرْقَامُ كَثِيرًا مَا يَقَعُ فِيهَا إِشْكَالٌ
عَلَى طُلَّابِ العَلَمِ فَيَبْحَثُونَ فِي رَقْمِ البَابِ هَذَا فَلَا يَجِدُونَ
الحَدِيثَ دَاخِلا، كَمَا سَنُطَبِّقُ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ،
سَتَكُونُ فِي مَشَاكِلٍ مُعَيَّنَةٍ، وَلِذَلِك الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ
أَدْرَكَ أَنَّ فِيهَا مُشْكِلاتٌ فَقَامَ بِوَضْعِ مُجَلَّدٍ مُسْتَقِلٍّ
أَرْدَفَهُ فِي كِتَابِهِ «تُحْفَةُ الأَشْرَافِ» فِي 13 مُجَلَّدًا وَجَعَل
المُجَلَّدَ 14 سَمَّاهُ: «الكَشَّافُ عَلَى تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» فَأَعْطَى لَكَ
الأَرْقَامَ الَّتِي وَضَعَهَا هَوَ فِي نُسْخَتِهِ وَوَضَعَ لِكُلِّ رَقْمٍ اسْمَ
البَابَ الحَقِيقِيِّ.
مَثَلاً يَأْتِي وَيَقُولُ لَكَ بَابٌ: 361 هَذَا كِتَابٌ،
بَابُ مَثَلاً: صَلَاةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَلْفَ الصَّفِّ، يَعْنِي أَعْطَى لَكَ
اسْمَ البَابِ، لَو عِنْدَكَ أَيَّ نُسْخَةٍ وَلَو خَطِّيَةً تَسْتَطِيعُ أَنْ
تَرْجِعَ إِلَى كِتَابِ الصَّلاةِ مِنْ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» إِلَى اسْمِ
البَابِ المَوْجُودِ فِيهَا وَسَتَجِدُ الحَدِيثَ مُبَاشَرَةً بِدُونِ أَيِّ
تَعِبٍ أَوْ جَهْدٍ.
الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ بَذَلَ جُهُودًا كَبِيرَةً وَجَلَسَ
سَنِينَ طَوِيلَةً يُحَقِّقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَخَدَمَ الكِتَابَ خِدْمَةً
جَيِّدَةً.
بَشَّار عَوَّاد خَدَمَ الكِتَابَ حَقِيقَةً، وَإِنَّهُ لَا
يَزَالُ مُعَاصِرًا، وَإِنَّهُ فِي مَكَانٍ طُبِعَتْ فِيهِ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ،
عِرَاقِيّ وانْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ وَفِي فَتْرَةِ المِحْنَةِ الَّتِي مَرَّتْ
فِي العِرَاق، وَفِي الفَتْرَةِ هَذِهِ وُجِدَتْ كُتُبٌ مُتَدَاوَلَةٌ بَيْنَ أَيْدِي
طُلَّابِ العِلْمِ، تَرْقِيمَاتٌ مِثْلُ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي الَّتِي
اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي تَحْقِيقِ كِتَابِ «كُنُوزِ السُّنَّةِ» وَ«المُعْجَمِ
المُفَهْرَسِ» طَبَعَاتٌ مَشْهُورَةٌ لـ«سُنَنُ
النَّسَائِيِّ»
طَبَعَاتٌ مَشْهُورَةٌ لـ«سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ» بِتَحْقِيقِ
أَحْمَد شَاكِر تَرْقِيم مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي وَإِبْرَاهِيم عَطْوَة.
إِنَّ فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا فِي
نُسْخَةِ «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ» الكُتُبُ والطَّبَعَاتُ الَّتِي رَجَعُوا
إِلَيْهَا قَالُوا: إِنَّ «المُعْجَمَ» مُعْتَمِدٌ عَلَى هَذِهِ الطَّبَعَاتِ
تَقْرِيبًا وَ«مُفْتَاحُ كُنُوزِ السُّنَّةِ» مُعْتَمِدٌ تَقْرِيبًا عَلَى هَذِهِ
الطَّبَعَاتِ، فَحَذَفَ الأَرْقَامَ الَّتِي وَضَعَهَا الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ
وَوَضَعَ فِي وَسْطِهَا رَقْمَ الحَدِيثِ
بِحَيْثُ أَنَّك مُبَاشَرَةً عِنْدَمَا تَقْرَأُ الحَدِيثَ: رَوَاهُ أبُو دَاودَ
فِي الصَّلاةِ يَأْتِي لَكَ بِرَقْمِ الحَدِيثِ مُبَاشَرَةً الَّذِي اسْتَنَدَ
إِلَيْهِ بِدُونِ أَيِّ تَعِبٍ وَبِدُونِ أَيِّ عَنَاءٍ، لَكِنِ الآنَ سَتَجِدُ
مَشَقَّةً فِي نُسْخَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ فَمَنْ يَجِدُ صُعُوبَةً فِي
فَهْمِهِا يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَكُونَ مَعَهُ «الكَشَّافَ» كُلَّهُ لِكَي
يَسْتَفِيدَ مِنْهُ أَوْ الَّذِي مَعَهُ نُسْخَةُ الكُتُبِ السِّتَّةِ طَبْعَةُ
دَارِ السَّلَامِ؛ لَأَنَّ الكُتُبَ كُلَّهَا بِهَا الأَرْقَامُ الفِعْلِيَّةُ لـ«التُّحْفَةِ» كَمَا
سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللّهُ.
هَذَا الحَدِيثُ «اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ»([149]) تَنْظُرُ فِي
«سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» فَلَا تَجِدُ الرَّقْمَ هَذَا مَكْتُوبًا فِي النُّسْخَةِ
الَّتِي عِنْدَكُمْ، أَنَا عِنْدِي نُسْخَةٌ كَبِيرَةٌ مَكْتُوبٌ عَلَى رَأْسِ
كُلِّ بَابٍ فِي غَيْرِ البُخَارِيِّ فَقَطْ «التُّحْفَةُ» وَعَلَى اليَسَارِ
«المُعْجَمُ» فِي كُلِّ بَابٍ مَوْجُودٍ فِي النُّسْخَةِ الكَبِيرَةِ مُبَاشَرَةً
لَا تَجِدُ تَرْقِيمَ بَشَّار عَوَّاد، بِمُجَرَّدِ أَنْ تَصِلَ إِلَى الرَّقْمِ
هَذَا تَجِدْهُ فِي التُّحْفَةِ مُطَابِقٌ 100% يَعْنِي لَا تَحْتَاجُ أَنْ
تَشْتَرِيَ نُسْخَةَ بَشَّار لَوْ عِنْدَكَ نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ تَسْتَطِيعُ
أَنْ تَسْتَخْرِجَ نُسْخَةَ عَبْدِ الصَّمَدِ بِإرْتِيَاحٍ بِدُونِ أَيِّ إِشْكَالٍ
عَلَيْهَا. هَذِهِ قَضِيَّةُ المُشْكِلَةِ فِي نُسْخَةِ دَارِ السَّلَامِ.
عِنْدَمَا اشْتَغَلُوا فِي نُسْخَةِ البُخَارِيِّ وَوَجَدُوا
مَشَاكِلا تَرَكُوا كِتَابَ البُخَارِيِّ بِلَا تَرْقِيمٍ مِثْلَ «التُّحْفَةِ»
رَقْمَ كَذَا و«المُعْجَمُ» رَقْمَ كَذَا؛ لأَنَّهُ هُنَاكَ مَشَاكِلٌ عَلَيْهِ.
فَنُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ تَسْتَفِيدُ مِنْها فِي نُسْخَةِ
عَبْدِ الصَّمَدِ وَفِي نُسْخَةِ بَشَّار تَسْتَفِيدُ مِنْهَا، بِشَرْطِ أَنْ لَا
يَكُونَ البَحْثُ فِي البُخَارِيِّ.
إِذَا كَانَ البَحْثُ فِي البُخَارِيِّ فَكَيْفَ تَتَفَادَى
المُشْكِلَةُ؟
فَالمُشْكِلَةُ إِمَّا بَسِيطَةٌ أَوْمُعَقَّدَةٌ.
مُشْكِلَةٌ مُعَقَّدَةٌ: هَذِهِ تَحْتَاجُ إِلَى أَنْ تَعُودُوا
إِلَى «الكَشَّافِ» وَسَأَشْرَحُ لَكُمُ الطَّرِيقَةَ فِي «الكَشَّافِ»، يَجِبُ
أَنْ تُفْهَمْ نَظَرِيًا لِأَنِّي إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَى
الشَّاشَةِ سَتَحْتَاجُ تَقْرِيبًا مُصَوَّرٌ لَا يَقِلُّ عَنْ 30 صَفْحَةً.
إِجَابَتِي عَلَى هَذَا السُّؤَالِ
لِمَنْ لَمْ يَكُنْ قَدِ اشْتَرَى نُسَخَ الكُتُبِ السِّتَّةِ، فَلْيَشْتَرِي
نُسْخَةَ الشَّيْخِ بَشَّار عَوَّاد وَيَشْتَرِي الكُتُبَ الَّتِي اسْتَنَدَ
عَلَيْهَا مِنَ الكُتُبِ
السِّتَّةِ.
أَمَّا مَنْ كَانَ عِنْدَهُ نُسَخَ
الكُتُبِ السِّتَّةِ وَلَوْ نُسَخًا قَدَيمَةً فَلْيَسْتَنِدْ لِنُسْخَةِ
الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ لِي أَفَضَلُ.
أَوِ الَّذِي عِنْدَه نُسْخَةُ دَارِ
السَّلَامِ مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ سَوَاءً كَانَتْ مَطْبُوعَةً فِي مُجَلَّدٍ
أَوْ فِي أَكَثَرَ مِنْ مُجَلَّدٍ فِي سِتَّةِ مُجَلَّدَاتٍ فَكَذَلِكَ يَشْتَرِي
نُسْخَةَ عَبْدِ الصَّمَدِ لِأَنَّهَا أَرْخَصُ ثَمَنًا بِالنِّسْبَةِ لِطُلَّاب
العِلْمِ عَامَّةً مِنَ الضُّعَفَاءِ.
ثَانِيًا: أَنَّ فِيهَا كِتَابَانِ
لَيْس كِتَابًا وَاحِدًا «النُّكَتُ الظِّرَافُ» و«تُحْفَةُ الأَشْرَافِ».
ثَالِثًا: فِيهَا مُقَدِّمَاتٌ
كَبِيرَةٌ وَفَوائِدٌ كَثِيرَةٌ إِلَى آخِرِ الفَوَائِدِ الَّتِي يَمْتَازُ بِهَا
كِتَابٌ عَنْ كِتَابٍ وَهِيَ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ مِنْ خِلَالِ نُسْخَةِ عَبْدِ
الصَّمَدِ أَنْ تَرْجُوهُ وَلَوْ كَانَتِ النُّسْخَةُ خَطِّيَةً؛ لَأَنَّهُ وَضَعَ
كِتَابًا سَمَّاهُ «الكَشَّافَ» لَكِنْ بَشَّار لَمْ يَضَعْ هَذَا الكِتَابَ،
لِذَلِكَ لَا يُمْكِنْ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْ نُسْخَةِ بَشَّار إِلَّا إِذَا
صَارَتْ عِنْدَكَ طَبْعَةُ بَشَّار.
نُرِيدُ الآنَ أَنْ نَفْهَمَ «التُّحْفَةَ»
ثُمَّ أُعْطِيكُمْ نُسَخًا مَطْبُوعَةً لِلْكُتُبِ السِّتَّةِ جَيِّدَةً،
وَنُطَبِّقُ عَلَيْهَا عِدَّةَ كُتُبٍ.
لَكِنْ نَشْرَحُ الآنَ المَعْلُومَاتِ
الدَّاخِلِيَّةِ.
افْتَرِضُوا أَنَّ الحَدِيثَ الَّذِي
جَاءَنَا فِي البَحْثِ عَنْهُ، وَسَيَأْتِي تَطْبِيقَاتٌ عَلَيْهِ عَنْ طَلِيقِ
بْنِ قَيْسٍ الحَنَفِيِّ الكُوفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ
أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ»([150])
بَحَثْنَا عَنْ طَرِيقِ الفَهَارِسِ، اسْتَخْرَجْنَا مُسْنَدَ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَوَّلاً ثُمَّ نَظَرْنَا إِلَى مَنْ يَحْمِلُونَ نَجْمَةً وَاحِدَةً تَحْتَ
مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِينَ يَبْتَدِيُ اسْمُهُمْ بِحَرْفِ الطَّاءِ حَتَّى
وَصَلْنَا إِلَى طَلِيقٍ فَوَجَدْنَا أَنَّهُ يُعْطِينَا إِحَالَةً عَلَى يَمِينِ
الصَّفْحَةِ تَمَامًا إِلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي المُجَلَّدِ
السَّابِعِ وَطَاوُسِ بنِ كَيَسَانَ اليَمَانِي([151]) فِي المُجَلَّدِ الخَامِسِ يَحْمِل نَجْمَةً وَاحِدَةً، هَذَا
مِنْ تَلامِيذِ مَنْ؟
ابْنُ عَبَاسٍ.
إِذًا سَنَبْحَثُ بِاسْمِ مَنْ؟
طَلِيقٌ وَيَحْمِلُ نَجْمَةً
وَاحِدَةً، الأَرْقَامُ هَذِهِ كُلُّهُمْ يَحْمِلُونَ نَجْمَتَيْنِ إِلَى أَنْ
وَصَلْنَا إِلَى طَلْحَةَ يَحْمِلُ نَجْمَةً بَعْدَ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ
الحَنَفِيِّ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً،
الَّذِي يَرْوِي عَنْ مَنْ؟
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُبَاشَرَةً إِذًا
افْتَحِ الصَّفْحَةَ رَقْمَ 31 وَسَأَجِدُ حَدِيثِي بِالنَّحْوِ الَّذِي كَانَ
قَبْلَ قَلِيلٍ، هَذَا طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الحَنَفِيِّ الكُوفِيِّ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ إِذًا إِجَابَتِي صَحِيحَةٌ، وَهَذَا الحَدِيثُ الَّذِي أَبْحَثُ عَنْهُ
وَاضِحٌ جِدًا.
انْظُرْ إِلَى الرُّمُوزِ الَّتِي
وَضَعَهَا المِزِّيُّ فَوْقَ كَلِمَةِ حَدِيثٍ فِي المَخْطُوطَةِ وَالمُحَقِّقُ
وَضَعَهَا تَحْتَ الرَّقْمِ. هَذَا التَّرْقِيمُ تَسَلْسُلِيٌّ لِأَحَادِيثِ
الكِتَابِ كَامِلَةً لَيْسَ لَهَا عَلَاقَةٌ بِالصَّحَابِيِّ هَذَا تَرْقِيمٌ
تَسَلْسُلِيٌّ لِأَحَادِيثِ الكِتَابِ مِنْ رَقْمِ وَاحِدٍ حَدِيثِ ابْنِ حَمَّادِ
الَّذِي عَرَضْنَاهُ إِلَى آخِرِ حَدِيثٍ فِي الكِتَابِ.
الرَّقْمِ الَّذِي أَتَى بِهِ 64
وَأَتَى مَثَلاً 63 وَهَكَذَا يُوَافِق فِي أَرْقَامٍ كَثِيرَةٍ لَا يُخْطِئُ
فِيهَا الطُّلَّابُ.
الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ رحمه اللّه عَمَلَ
تَصْوِيبَاتٍ لِكُلِّ مُجَلَّدٍ مِنْ عِنَايَتِهِمْ جَزَاهُمُ اللّهُ خَيْرًا
حَتَّى لَا يُتْعِبُوا المُصَوِّرَ، يَأْتِي بِالصَّفْحَةِ 400 مَثَلا الصَّفْحَةُ
31 السَّطْرُ 11 تَسْتَفِيدُ مِنْ رَقْمِ 10 لَكِنَّهَا سَبَّبَتْ مُشْكِلَةً
لِلطُّلَّابِ، لِمَاذَا؟
لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ
يَقْرَأُوا بِالطَّرِيقَةِ الثَّانِيَةِ، الرَّقْمُ تَابِعٌ لـ65 يَعْنِي خَمْسَةٌ
فِي البَابِ رَقْمِ خَمْسَةٍ يَذْهَبُ يَبْحَثُ فِي البَابِ رَقْمِ خَمْسَةٍ
وَلَوْ أَبْعَدُوهَا قَلِيلًا لَكَانَتْ غَيْرَ وَاضِحَةٍ.
المُشْكِلَةُ كَانَتْ فِي بَعْضِ
الصُّوَرِ لِأَنَّهَا مُشْكِلَةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا؛ لِأَنَّ الرَّقْمَ قَرِيبٌ
جِدًّا مِنَ السَّطْرِ أَحْيَانًا، الرَّقْمُ هَذَا يَأْتِي مَعَ الَّذِي بَعْدَهُ
تَمَامًا.
أُرِيدُ أَنْ أُكْمِلَ المَعْلُومَاتِ
المَوْجُودَةِ هُنَا لِكَي أُضِيفَ.
إِذًا هَذِهِ الرُّمُوزُ رُمُوزُ مَنْ؟
المِزِّيُّ.
المُحَقِّقُ حَذَفَهَا مِنْ فَوْقِ
كَلِمَةِ حَدِيثٍ وَوَضَعَهَا فِي «التُّحْفَةِ» ثُمَّ يَأْتِي المِزِّيُّ
بِطَرَفِ المَثَلِ ثُمَّ.... الحَدِيثَ ثُمَّ يَبْدَأُ يَقُولُ (د) هَذِهِ
الرُّمُوزُ الَّتِي اسْتَعْمَلَهَا المِزِّيُّ سَهْلَةٌ جِدًا، مَوْجُودَةٌ فِي
أَسْفَلِ كُلِّ صَفْحَةٍ مِنَ الكِتَابِ، الصَّفْحَةُ هَذِهِ مَوْجُودَةٌ
لِلتِّرْمِذِيِّ فِي «الشَّمَائِل» النَّسَائِيُّ فِي «عَمَلِ اليَوْمِ
وَاللِيلَةِ» (ق) ابْنِ مَاجَةَ.
الصَّفْحَةُ الَّتِي بَعْدَهَا. مثلًا:
فِي الصَّفْحَةِ اليُمْنَى وَفِيهَا (ع) الجَمَاعَةُ و(خ) البُخَارِيُّ (خت)
لِلْبُخَارِيِّ تَعْلِيقًا (م) لِمُسْلِمِ بْنِ الحَجَّاجِ (د) لَأَبِي دَاودَ (ت)
لِلتِّرْمِذِيِّ, كُلُّ صَفْحَةٍ مِنْ صَفَحَاتِ الكِتَابِ بِمُجَلَّدَاتِهِ 13
مَوْجُودَةٌ، يَعْنِي لَا تَحْتَاجُ أَنْ تَحْفَظَ الرُّمُوزَ الَّتِي أُشْكِلَتْ
عَلَيْكَ خَاصَّةً وَأَنَّ الرُّمُوزَ اخْتَلَفَتْ مِنْ كِتَابٍ إِلَى كِتَابٍ.
فَإِذَا حَفِظْتَهَا يَكُونُ شَيْءٌ جَيِّدٌ، مَوْجُودَةٌ عِنْدَكَ لَوْ
حَفِظْتَهَا تَجِدْهَا مُبَاشَرَةً لَا تَعَبَ عَلَيْكَ.
نَعُودُ مَرَّةً ثَانِيَةً قَالَ: (د)
فِي الصَّلاةِ 361 هَذَا الآنَ الَّذِي بَيْنَ قَوْسَيْنِ مِنْ زِيَادَاتِ
الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ رحمه اللّه 361 ثُمَّ نُقْطَتَيْنِ 6 الرَّقْمُ
الأُوَلُ رَقْمُ البَابِ دَاخِلَ اسْمِ الكِتَابِ الَّذِي سَمَّاهُ لَنَا: كِتَابَ
الصَّلاةِ هَذَا رَقْمُ البَابِ رَقْمُ 361 مِنْ كِتَابِ الصَّلاةِ مِنْ «سُنَنِ
أَبِي دَاوُدَ». هَذَا الرَّقْمُ لِلْحَدِيثِ رَقْمُ 6 دَاخِلَ البَابِ فَيُصْبِحُ
عِنْدِي فِي الطَّرِيقَةِ الثَّانِيَةِ، نَقُولُ: أَخْرَجَهُ أبُو دَاودَ فِي
الصَّلاةِ بَابُ رَقْمِ 361 الحَدِيثُ السَّادِسُ لَكِنْ أَنَتَ سَمِعْتَ تَخْرِيجَ
الصِّيغَةِ العِلْمِيَّةِ لابُدَّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى اسْمِ البَابِ وَرَقْمِ
الحَدِيثِ التَّسَلْسُلِيِّ بِالكِتَابِ.
هَذِهِ المَعْلُومَاتُ بَعْدَ أَنْ
يَأْتِي بِإِسْنَادِ أَبِي دَاودَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا دَاودَ رَوَاهُ عَنْ
شَيْخِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الحَارِثِ عَنْهُ. أَيْ عَنْ مَنْ؟
عَنْ طَلِيقٍ بِالإسْنَادِ الَّذِي
ذَكَرَهُ. مَاذَا قَالَ: عَنْهُ بِهِ -أَيْ بَاقِي الإِسْنَادِ- يَعْنِي بِهِ،
رَمَزَ لِبَاقِي الإِسْنَادِ، يَأْتِي أَحْيَانًا عِنْدَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ
عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إِذَا وَصَلَ لِلزُّهْرِيِّ أَيْ إِذَا وَصَلَ
إِلَى تِلْمِيذِهِ قَالَ عَنْهُ، وَلَا يَقُولُ عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ
سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَا يَأْتِي بِهَذَا الإِسْنَادِ يَقُولُ بِهِ، يَعْنِي
بِبَاقِي الإِسْنَادِ المَعْرُوفِ عَنْهُ.
هَذَا مِثَالٌ تَوْضِيحِيٌّ لِسَالِمِ بْنِ
أَبِي الجَعْدِ الغَطَفَانِيِّ الكُوفِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
خَرَّجَهُ النَّسَائِيُّ فِي «عِشْرَةِ النِّسَاءِ فِي الكُبْرَى» فِي البَابِ
رَقْمِ 33 /16 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَحَّمَنِ عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْهُ، عَنْ مَنْ؟
عَنْ سَالِمٍ بِهِ أَيْ بِبَاقِي
الإِسْنَادِ هَذَا -أي تَكْمِلَةِ الإِسْنَادِ- لَكِنَّ المِزِّيَّ رحمه اللّه
لَمْ يَشْتَرِطْ فِي كِتَابِهِ ذِكْرُ المُتُونِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ قَصْدُهُ
المُتُونَ؛ لِأَنَّهُ يَجْمَعُ الأَسَانِيدَ، لَوْ كَانَ قَصْدُهُ المُتُونَ،
لَقَالَ عَنْهُ، بِهِ، مِثْلَهُ، نَحْوِهِ، بِمَعْنَاهُ، وَزَادَ وَاخْتَصَرَ
الحَدِيثَ كَمَا يَفْعَلُ مُسْلِمٌ كَثِيرًا، لَكِنْ قَصْدُهُ جَمْعَ الأَسَانِيدِ
لِلْكُتُبِ السِّتَّةِ «تُحْفَةُ الأَشْرَافِ بِمَعْرِفَةِ الأَطْرَافِ» أَيْ
أَطْرَافَ مَسَانِيدِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، لَكِنْ أَصَبْحَ كِتَابَ تَخْرِيجٍ
بِاعْتِبَارِ لَا نَصِلُ إِلَى المُتُونِ إِلَا بِالأَسَانِيدِ.
الآنَ طَرِيقَةُ تَرْتِيبِ الكِتَابِ
نُسْخَةُ بَشَّارٍ لَيْسَ فِيهَا أَقْوَاسٌ وَفِيهَا رَقَمَيْنِ اثْنَيْنِ،
نُسْخَةُ بَشَّارٍ طَبْعَتُهَا أَجْمَلُ. مَا عِنْدَنَا نَكْتُبُ بَيْنَ
قَوْسَيْنِ (رَقَمٌ فَقَط) يُوجَدُ بَرْنَامَجٌ عَنِ «التُّحْفَةِ» بَرْنَامَجٌ
يَعْرِضُ نُسْخَةَ بَشَّارٍ وَعَبْدِ الصَّمَدِ والنُّسَخَ الخَطِّيَةَ كُلَّهَا
لـ«التُّحْفَةِ».
أَمْثِلَةٌ تَطْبِيقِيَّةٌ لِلتَّخْرِيجِ مِنَ
«التُّحْفَةِ».
المِثَالُ الأُوَلُ: عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ قُرْطٍ
الأَزَدِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى اللّه عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ
أُعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللّهِ يَوْمُ النَّحْرِ»([152])
خَرِّجِ الحَدِيثَ مُسْتَخْدِمًا «التُّحْفَةَ».
عَبْدُ اللّهِ بْنُ قُرْطٍ الأَزَدِيِّ رضي الله عنه صَحَابِيٌّ
قَدْ يَكُونُ قُرْطٌ، وَقَد يَكُونُ قِرْطٌ فَهَذَا الصَّحَابِيُّ لَيْسَ لَهُ
إِلَا حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللّه عليه وسلم فَسُهُولَةُ
التَّخْرِيجِ كَبِيرَةٌ.
أُرِيدُ الفَوَائِدَ الَّتِي اسْتَفَدْتَهَا مِنْ وُصُولِكَ
السَّرِيعِ إِلَى «التُّحْفَةِ» وَانْظُرِ التَّخْرِيجَ: قَالَ فِي «التُّحْفَةِ»
: (د) فِي الحَجِّ و(س) فِي المَنَاسِكِ يَعْنِي أَخْرَجَهُ أبُو دَاودَ
والنَّسَائِيُّ فِي المَنَاسِكِ.
لَكِنِّي عِنْدَمَا خَرَّجْتُهُ مِنَ «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ»
مَا وَجَدْتُهُ أَحَالَ إِلَّا إِلَى أَبِي دَاودَ فَقَطْ «التُّحْفَةُ» فِي
الحَجِّ قَالَ: أَبُو دَاودَ فِي الحَجِّ وَالنَّسَائِيُّ فِي المَنَاسِكِ مِن
«الكُبْرَى». «المُعْجَمُ المُفَهْرَسِ بِأَلفَاظِ الحَدِيثِ» لَمْ يُحِلْ إِلَى
أَبِي دَاودَ مَعَ أَنَّ الحَدِيثَ بِنَفْسِ اللَّفْظِ هَوَ مَوْجُودٌ فِي
«المُعْجَمِ» تَمَامًا وَمَوْجُودٌ فِي النَّسَائِيِّ.
فِي «المُعْجَمِ» قُصُورٌ فَأَنَتَ إِذَا سَدَّدْتَ هَذَا
القُصُورَ لَا تَسْتَخْدِمُ طَرِيقَةَ التَّخْرِيجِ الثَّانِيَةِ.
نَعْمَلُ عَلَى الكُتُبِ السِّتَّةِ أَبُو دَاودَ فِي كِتَابِ
الحَجِّ. قُلْتُ: إِنَّ مَوْسُوعَةُ الكُتُبِ السِّتَّةِ فِيهَا فَهْرَسَةٌ.
هَذِهِ سُنَنُ أَبِي دَاودَ عِنْدَمَا أَفْتَحُ الكِتَابَ،
المُفْتَرَضُ فِي البِدَايَةِ عِنْدَمَا أَفْتَحُ الغُلافَ المَتِينَ الثَّقِيلَ
المُجَلَّدَ، أَفْتَحُ وَرَقَةً فِيهَا أَسْماءُ الكُتُبِ وَبِدَايَةُ كُلِّ
صَفْحَةٍ مِنْهَا، كِتَابُ الطَّهَارَةِ، يَبْدَأُ مَثَلاً هَذَا الآنَ
مُقَدِّمَةُ صَفْحَةِ كَذَا كِتَابُ الطَّهَارَةِ يَبْدَأُ فِي الصَّفْحَةِ 13
هَوَ مَوْجُودٌ فِي الخَلْفِ لَكِنْ حَتَّى تَجِدَهُ فِي الخَلْفِ يَأْخُذُ مِنْكَ
وَقْتٌ لِأَنَّهُ مُمْكِنٌ الحَلُّ غَيْرُ وَاضِحٍ.
«تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» الَّذِي عِنْدَهُ نُسْخَةُ الكُتُبِ
الكَبِيرَةِ، الفِهْرِسُ العَامُّ كِتَابُ الطَّهَارَةِ، لِمَاذَا لَمْ يَضَعْ
فِهْرِسًا لِأَسْمَاءِ الكُتُبِ مُسْتَقِلَّةً؟
النُّسْخَةُ الكَبِيرَةُ مَوْجُودٌ مِثْلُ الَّتِى عِنْدِي،
مُرِيحَةٌ، تَفْتَحُ الفِهْرِسَ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» وَتُكْتَبُ أَسْمَاءُ
الكُتُبِ وَبِدَايَةُ الصَّفْحَةِ أَهُمُّ شَيْءٍ أَنْ تَكُونَ الصَّفْحَةُ
الَّتِي تُوَافِقُهَا أَصْغََرَ مِنَ الكِتَابِ لِكَيْ لَا تُخْطِئُ الصَقْ
بِالصَّمْغِ عَلَى الغُلافِ الفَارِغِ مِنَ الدَّاخِلِ فَإِذَا أَرَدْتَ تَخْرِيجَ
حَدِيثٍ بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ مَثَلا كِتَابُ أبِي دَاودَ فِي الحَجِّ
لَحَظَاتٌ قَلِيلَةٌ لَا تَحْتَاجُ أَنْ تَبْحَثَ مَرَّةً ثَانِيَةً فِي الكِتَابِ
افْتَحْ كِتَابَ الحَجِّ يُسَمَّى المَنَاسِكُ فِي بَعْضِ
النُّسَخِ يَقولُ لَكُ البَابُ رَقْمُ 19 مِنْ كِتَابِ المَنَاسِكِ فِي صَفْحَةِ
259 مِنَ المُجَلَّدَاتِ المُفْرَدَةِ أَمَّا النُّسْخَةُ الكَبِيرَةُ مَكْتُوبٌ
عِنْدِي «المُعْجَمُ» رَقْمُ 19 بَابٌ ثُمَّ كِتَابٌ «التُّحْفَةِ» مَعَ
الطَّهَارَةِ قَالُوا لِي: الآنَ مَكْتُوبٌ «المُعْجَمُ» 18 «التُّحْفَةُ» رَقْمُ
19 أَنَتَ سَتَتْبَعُ الكَلِمَةَ إِنْ كُنْتَ تُخَرِّجُ مِنَ «التُّحْفَةِ»
سَتَتْبَعُ الرَّقْمَ الَّذِي بَيْنَ قَوْسَيْن، مَاذَا كُتِبَ عَلَيْهِ؟
«التُّحْفَةُ» إِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ المَعْلُومَةَ مِنَ
«المُعْجَمِ» سَتَتْبَعُ الرَّقْمَ.
حَدِيثُ: «إِنَّ أُعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللّهِ يَوْمُ
النَّحْرِ»
([153]) هُنَا
لاحِظُوا مَعِيَ البَابَ رَقْمَ 19 فِي «المُعْجَمِ» مُتَطَابِقٌ بِوُجُودِ
الحَدِيثِ فَالحَدِيثُ مَوْجُودٌ
مُتَطَابِقٌ فِي بَابِ 19 مِنَ «المُعْجَمِ» و«التُّحْفَةِ» مَا وَضَعَ رَقْمًا
-يَعْنِي أَنَّهُ يَتْبَعُ البَابَ الَّذِي قَبْلَهُ-.
بَابُ الهَدْيِ إِذًا عَقَّبَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ، مَكْتُوبٌ
عِنْدِي «التُّحْفَةُ» 17 عِنْدَمَا بَحَثْتُ فِي هَذَا البَابِ لَمْ أَجِدْ
حَدِيثِي انْتَقَلَ لِلْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ وَأَنَا أُعْطِيكَ طَرِيقَةً
وَقَدْ قُلْتُهَا لَكُمْ فِي «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ».
قُلْت لَكُم: أَيُّ إحَالَةٍ عَلَى أَيِّ رَقْمِ بَابٍ فِي
«المُعْجَمِ» فِي «كُنُوزِ السُّنَّةِ» فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» إِذَا أَعْطَى
لَكَ بَابَ 19 اذْهَبْ إِلَى بَابِ 19 فِي أَيِّ كِتَابٍ مِنْهَا إِذَا لَمْ
تَجِدِ الحَدِيثَ مَاذَا تَفْعَلُ؟
سَتَتَقَدَّمُ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ أَوْ تَتَأَخَّرُ ثَلَاثَةَ
أَبْوَابٍ، سَتَجِدُهُ قَطْعًا إِلَا فِي حَالاتٍ قَلِيلَةٍ سَأُبَيِّنُهَا
بِالأَمْثِلَةِ الآتِيَةِ:
مِثَالٌ: فِي الجِنَايَاتِ حَدِيثُ رَقْمِ 4 لَوْ تَعُدُّ
الأَحَادِيثَ الآنَ تَجِدُ أَنَّ الحَدِيثَ هَوَ رَقْمُ 4
مِثَالٌ آخَرٌ: عَنْ أَبِي ذَرٍ قَالَ: «صُمْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا
شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ»([154])
الحَدِيثُ هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُخَرِّجُوا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍ 144
لَكِنِ الَّذِي أَعْرِفُهُ أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ جُبَيرِ بْنِ نُفَيْرٍ، ارْجِعْ
لِرِوَايَةِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْهُ.
هَذِهِ نُسْخَةُ المُجَلَّدِ الَّذِي فِيهِ أَبُو ذَرٍ.
كَمْ حَدِيثٌ لَأَبِي ذَرٍ؟
114 حَدِيثًا.
الحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، تَجِدُ
نَجْمَةً وَاحِدَةً تَحْتَ اسْمِ الصَّحَابِيِّ المَكْتُوبِ بِخَطٍّ كَبِيرٍ،
تَبْحَثُ أَيْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ هَذَا؟
كَمْ حَدِيثًا لَهُ؟
ثَلَاثَةُ أَحَادِيثٍ اخْتَصَرْتَ 114 لِثَلَاثَةِ أَحَادِيثٍ
تَفْتَحُ صَفْحَةَ 157 إِذَا فَتَحْنَا الصَّفْحَةَ وَجَدْنَا حَدِيثَنَا
مُبَاشَرَةً، عَزَاهُ إِلَى مَنْ؟
عَزَاهُ إِلَى أَبِي دَاودَ والتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ،
أَصَحَابُ السُّنَنِ انْظُرِ الإِحَالاتِ الَّتِى أَحَالَهَا صَاحِبُ
«التُّحْفَةِ» قَالَ: (د) فِي الصَّلاةِ الصَّلاةُ 319 (س) 691 النَّسَائِيُّ
يَعْنِي (ق) ابْنُ مَاجَةَ 212 هَذِهِ أَرْقَامُنَا، إِذَا أَعْطَاكَ رَقْمًا
وَاحِدًا بَيْنَ قَوْسَيْنِ وَلَمْ يُعْطِكَ رَقْمَيْنِ مَاذَا يَعْنِى؟
مَعْنَاهَا أَنَّهُ لَا يُوجَدُ فِي البَابِ إِلَا حَدِيثًا
وَاحِدًا فَلِذَلِكَ لَم يَضَعْ لَكَ رَقْمَيْنِ. يَكْتَفِي بِالرَّقْمِ
لِلْبَابِ.
اخْتَبِرْ قُدْرَتَكَ خِلَالَ نِصْفِ دَقِيقَةٍ.
ارْجِعْ إِلَى مَا فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» كِتَابِ
الصَّلاةِ أَيُّ نُسْخَةٍ مَعَنَا مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ نَسْتَطِيعُ أَنْ
نُخَرِّجَ مِنْهَا، أُرِيدُكَ أَنْ
تَسْتَفِيدَ مِنْْ أَيِّ نُسْخَةٍ عِنْدَكَ، وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ أَيَّ
نُسْخَةٍ مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» يَبْحَثُ فِي بِدَايَةِ
كِتَابِ الصَّلاةِ مِنْ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» ثُمَّ يَتَتَبَّعُ أَرْقَامَ
الأَبْوَابِ حَتَّى يَصِلَ لِلرَّقْمِ 319 «صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ
الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ» عِنْدَ الرَّقْمِ كَمْ؟
كِتَابُ الصَّلاةِ انْتَهَى فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» فِي
كِتَابِ رَقْمِ 318 الَّذِي عِنْدَهُ نُسْخَةُ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» تَتَبَّعْ
أَرْقَامَ الأَبْوَابِ فِي كِتَابِ الصَّلاة وَجَدَ أَنَّ كِتَابَ الصَّلاةِ فِي
«سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» يَنْتَهِي عِنْدَ البَابِ 318 أَيْنَ البَابِ 19 فِي نُسْخَةِ
الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ رحمه اللّه؟
الأَبْوَابُ قِيَامُ رَمَضَانَ عِنْدَكُمْ فِي «سُنَنِ أَبِي
دَاوُدَ» المَلْغِيَّةُ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ، بَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ، كِتَابُ
شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا تَابِعٌ لِلْكِتَابِ الَّذِي قَبْلَهُ، هَذَا العُنْوَانُ
غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي نُسْخَةِ عَبْدِ الصَّمَدِ، فَتَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ
أَرْقَامَ الأَبْوَابِ تَسْتَمِرُّ فِي التَّسَلْسُلِ فَأَنَتَ مَاذَا تَفْعَلُ
الآنَ؟
فِي هَذِهِ الحَالَةِ تُرِيدُ الرَّقْمَ 1 تَنْزِلُ لِلْبَابِ
الأَوَّلِ مِنَ الكِتَابِ الَّذِي بَعْدَ هَذَا مُبَاشَرَةً، انْزِلْ لِأَوَّلِ
بِابٍ مِنْ قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ
كِتَابِ شَهْرِ رَمَضَانَ وابْحَثْ فِي الحَدِيثِ الخَامِسِ الذِي عِنْدَهُ
نُسْخَةُ «التُّحْفَةِ» نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ أَوِ المُرَقَّمَةُ بِنَفْسِ
التَّرْقِيمِ؟
مَاذَا تَرَوْنَ فِي القَوْسِ الَّذِي عَلَى اليَمِينِ أَوْ
عَلَى اليَسَارِ؟
مَكْتُوبٌ 319 مُطَابِقٌ لِلْبَابِ الَّذِي وُجِدَ فِيهِ
الحَدِيثُ مُطَابِقٌ، فَهَذِهِ مَيْزَةُ هَذِهِ النُّسَخُ، إِنَّهَا تَتْبَع
«التُّحْفَةَ» و«المُعْجَمَ» تَتَبَّعْ كَلِمَةَ تُحْفَةٍ إِذَا كُنْتَ تَشْتَغِلُ
بـ «التُّحْفَةِ» وَتَتَبَّعْ كَلِمَةَ مُعْجَمٍ إِذَا كُنْتَ تَشْتَغِلُ فِي
«المُعْجَمِ» لَكِنِ الَّذِي عِنْدَهُ النُّسْخَةُ هَذِهِ يَبْحَثُ فِي كِتَابِ
الصَّلاةِ ثُمَّ يَتَسَلْسَلُ فِي الأَرْقَامِ حَتَّى يَصِلَ لِآخِرِ رَقْمٍ يَنْتَهِي
عِنْدَهُ التَّسَلْسُلُ يَبْدَأُ فِي تَسَلْسُلٍ مَرَّةً أُخْرَى فَإِنْ كَانَ
الرَّقْمُ كَمَا هَوَ الحَالُ عِنْدَنَا فِي هَذَا المِثَالِ زَائِدًا 1 يَزِيدُ
هَوَ 1 ، وَإِنْ كَانَ زَائِدًا 5 يَزِيدُ 5 وَإِنْ كَانَ زَائِدًا 10 يَزِيدُ 10،
زَائِدًا 40 يَزِيدُ 40.
كَيْفَ تَعْرِفُ إِنَّهُ زَائِدٌ أَرْبَعِينَ؟
تَقُومُ بِطَرْحِ الرَّقْمِ الَّذِي أَعْطَاكَ إِيَّاهُ عَبْدُ
الصَّمَدِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ هَذَا 319 مثلاً، لَوْ قُلْنَا: 419 مَثَلاً مَاذَا
تَفْعَل؟
تَطْرَحُ 419 مِنْ 318 الَّذِي هُوَ التَّرْقِيمُ الفِعْلِيِّ
فِي نُسْخَتِكَ الَّذِي فِي كِتَابِ الصَّلاةِ، كَمْ يَكُونُ؟
101، سَيَكُونُ حَدِيثُكَ فِي البَابِ رَقْمِ 101 فِي كِتَابِ
شَهْرِ رَمَضَانَ.
مَيْزَةُ نُسْخَةُ بَشَّارٍ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ النُّسَخُ
الَّتِي تَرْجِعُ إِلَيْهَا مَا يُخْطِئُكَ أَبَدًا، يُوقِفُكَ عَلَى الحَدِيثِ
أَفْضَلُ يُعْطِيكَ الرَّقْمَ الَّذِي فِي نُسْخَتِكَ تَمَامًا، هَذِهِ أَكْبَرُ
مَيْزَةً فِيهِ، أَفْضَلُ شَيْءٍ الَّذِي عِنْدَهُ نُسْخَةُ بَشَّارٍ الآن، و
النُّسَخُ الَّتِي رَاجَعَ عَلَيْهَا بَشَّارٌ.
تَرْقِيمُ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي الَّتِي طُبِعَتْ
مَعَ فَتَحِ البَارِي، وَالكُتُبُ كَثِيرَةٌ، كُلُّ فَتَرَةٍ يُطْبَعُ كِتَابٌ
للتِّرْمِذِيِّ آخَرٌ.
الَّذِي مَعَهُ نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ
يُخَرِّجَ مِنَ «التُّحْفَةِ» وَمِنْ «المُعْجَمِ» مَهْمَا اخْتَلَفَتِ الأَرْقَامِ
إِلَا فِي البُخَارِيِّ لَمْ يُرَقِّمْهُ.
وَمِثَالُ هَذَا: المِثَالُ الحَيُّ بَيْنَ أَيْدِيَنَا الآنَ،
الَّذِي عِنْدَهُ النُّسَخُ العَادِيَّةُ، كِتَابُ الصَّلاةِ فِي نُسَخِهِمْ
بـ«سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» فِي سَنَةِ 118 هَذَا فِي التَّخْرِيجِ غَيْرُ مَوْجُودٍ،
بَيْنَمَا الَّذِي عِنْدَهُ نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ يَجِدُ أَنَّ الرَّقْمَ
عَلَيْهِ، أَصَبْحَ الكَلَامُ تَحْتَ التُّحْفَةِ مُطَابِقٌ لِلْحَدِيثِ الَّذِي
عِنْدَه بِدُونِ إِشْكَالٍ.
الَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ هَذِهِ النُّسَخَ وَعِنْدَهُمْ
نُسَخٌ، وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ أَوْ مِنْ جَدَّهِ أَوْ أُهْدِيْتْ لَهُ نَقُولُ
لَهُ: اشْتَرِي نُسْخَةً ثَانِيَةً، تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَفِيدَ، كَيْفِيَّةُ
الإِسْتِفَادَةِ عَلَى نَحْوَيْنِ:
إِنْ كَانَ الرَّقْمُ قَرِيبًا، يَعْنِي قَالَ لَكَ أَبُو
دَاودَ 325 مَاذَا تَفْعَلُ؟ تُكْمِلُ العَدَّ أَنَتَ يَدَوِيًا، يَعْنِي تَلْغِي
مُسَمَّيَاتِ الكُتُبِ الجَدِيدَةِ.
تَعْمَلُ عَلَى الأَبْوَابِ وَمَا عَلَيْكَ مِنِ اسْمِ
الكِتَابِ: شَهَرُ رَمَضَانَ، مَا عَلَيْكَ مِنْهُ مَا دَامَ الرَّقْمُ انْتَهَى
عِنْدَكَ وَلَمْ يَنْتَهِي أَنْ تَصِلَ إِلَى البَابِ المَطْلُوبِ تَرْقِيمُهُ اتْرُكْهُ وَأَكْمِلِ العَدَّ،
فَتَعُدُّ أَوَّلَ بَابٍ مِنْ كِتَابِ شَهْرِ رَمَضَانَ، كَمْ يُصْبِحُ رَقْمُكَ ؟
319 البَابُ الَّذِي بَعْدَهُ 320 فَلَوْ كَانَ الرَّقْمُ
الَّذِي عِنْدَهُ 325 سَوْفَ تَنْزِلُ 6 أَبْوَابٍ، سَيَكُونُ حَدِيثُكَ فِي
البَابِ رَقْمِ 6 مِنْ كِتَابِ شَهْرِ رَمَضَانَ، يُوَجِّهُ ذَلِكَ أَنَّ نُسْخَةَ
عَبْدِ الصَّمَدِ لَا يُوجَد
ُ
فِيهَاع
ُ
ن
ْ
و
َ
انٌ اسْمُهُ: كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ، الأَبْوَابُ حَتَّى كِتَابَ شَهْرِ رَمَضَانَ تَابِعَةٌ لِلْكِتَابِ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ كِتَابُ الصَّلاةِ لِذَلِكَ صَارَ العَدُّ تَسَلْسُلِيًا عِنْدَهُ.
ُ
فِيهَاع
ُ
ن
ْ
و
َ
انٌ اسْمُهُ: كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ، الأَبْوَابُ حَتَّى كِتَابَ شَهْرِ رَمَضَانَ تَابِعَةٌ لِلْكِتَابِ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ كِتَابُ الصَّلاةِ لِذَلِكَ صَارَ العَدُّ تَسَلْسُلِيًا عِنْدَهُ.
إِنْ قَالَ شَخْصٌ: وَجَعْتَ رُؤُسَنَا يَا شَيْخٌ، أَلا
تُوجَدُ طَرِيقَةٌ أَصْعَبُ مِنْ هَذِهِ؟
فِي هَذِهِ الحَالَةِ إِذَا مَا كَانَتْ عِنْدَكَ القُدْرَةُ
أَنْ تَسْتَفِيدَ إِلَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى كِتَابِ «الكَشَّافِ» وَهَذَا
الكِتَابُ فِيهِ فَهْرَسٌَة لِكُتُبِ وَأَسْمَاءِ الأَبْوَابِ فِي الكُتُبِ
السِّتَّةِ الَّتِي خَدَمَتْهَا «التُّحْفَةُ» كُلَّهَا وَافْتَحْ عَلَى فِهْرِسِ
«سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» فِي أَوَّلِ الفِهْرِسِ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ يَبْتَدِئُ بِصَفْحَةَ 184 مِنْ هَذَا
الكِتَابِ افْتَحْ صَفْحَةَ 184 يَقولُ لِي: كِتَابُ الصَّلاةِ أَبْوَابُهُ فِي
نُسْخَةِ عَبْدِ الصَّمَدِ شَرَفِ الدِّينِ 368 بَابًا... إِذًا الرَّقْمُ الَّذِي
أَعْطَانِي إِيَّاهُ فِي «التُّحْفَةِ» مُطَابِقٌ مَوْجُودٌ فِيهِ أَمْ غَيْر م
َ
و
ْ
ج
ُ
ود
ٍ
؟
َ
و
ْ
ج
ُ
ود
ٍ
؟
مَاذَا
أَفَعَل
ُ
؟ أَفْتَح
ُ
كِتَاب
َ
الصّ
َ
لاةِ وَأَبْحَثُ فِي الرَّقْمِ الَّذِي عَلَى اليَمِينِ مَكْتُوبٌ رَقْمَ 319 البَابُ الَّذِي نَبْحَثُ عَنْهُ 319 قَالَ لِي: بَابٌ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ. أَذْهَبُ إِلَى فِهْرِسِ نُسْخَتِي الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ وَلَوْ أَنَّها غَيْرُ مُرَقَّمَةٍ وَلَوْ أَنَّهَا خَطِّيَّةٌ أُخْرِجُ كِتَابَ الصَّلاةِ وَأَبْحَثُ فِي هَذَا البَابِ بَابٌ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالاسْمِ وَأَفْتَحُ الصَّفْحَةَ سَأَجِدُ حَدِيثِي مُبَاشَرَةً، أَيُّ نُسْخَةٍ لَيْسَتْ صَعْبَةٌ، خَاصَّةً إِنْ عَلِمْنَا أَنَّ أَكْثَرَ التَّرْقِيمَاتِ بِنِسْبَةِ 85% مُطَابِقَةً، إِنَّ أَكْثَرَ مِنْ 85% مِنَ التَّرْقِيمَاتِ الَّتِي يُعْطِيكَ إِيَّاهَا الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ مُطَابِقَةٌ لِأَيِّ نُسْخَةٍ مَوْجُودَةٍ غَالِبًا، وَمَا عَلَيْكَ إِلا أَنْ تَتَقَدَّمَ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ أَوْ تَتَأَخَّرَ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ، لَكِنِ احْفَظْ هَذَا: القَاعِدَةُ هَذِهِ أَيُّ نُسْخَةٍ مَطْبُوعَةٍ فِي السَّوْقِ لَكِنْ فِي 15% وَأَكْثَرُهَا وَقَع فِي البُخَارِيِّ وَقَلِيلٌ جداً فِي مُسْلِمٍ وَفِي أَبِي دَاودَ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ، هَذِهِ وَقَعَ فِيهَا إِشْكَالاتٌ بِسَبَبِ اخْتِلَافِ نُسْخَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ مَعَ نُسْخَتِنَا، نَحْنُ نُسَخُنَا مَطْبُوعَةٌ الأَخِيرَةُ هَذَا فَقَطْ أَدِّي الإِشْكَالُ فِيهَا.
ُ
؟ أَفْتَح
ُ
كِتَاب
َ
الصّ
َ
لاةِ وَأَبْحَثُ فِي الرَّقْمِ الَّذِي عَلَى اليَمِينِ مَكْتُوبٌ رَقْمَ 319 البَابُ الَّذِي نَبْحَثُ عَنْهُ 319 قَالَ لِي: بَابٌ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ. أَذْهَبُ إِلَى فِهْرِسِ نُسْخَتِي الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ وَلَوْ أَنَّها غَيْرُ مُرَقَّمَةٍ وَلَوْ أَنَّهَا خَطِّيَّةٌ أُخْرِجُ كِتَابَ الصَّلاةِ وَأَبْحَثُ فِي هَذَا البَابِ بَابٌ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالاسْمِ وَأَفْتَحُ الصَّفْحَةَ سَأَجِدُ حَدِيثِي مُبَاشَرَةً، أَيُّ نُسْخَةٍ لَيْسَتْ صَعْبَةٌ، خَاصَّةً إِنْ عَلِمْنَا أَنَّ أَكْثَرَ التَّرْقِيمَاتِ بِنِسْبَةِ 85% مُطَابِقَةً، إِنَّ أَكْثَرَ مِنْ 85% مِنَ التَّرْقِيمَاتِ الَّتِي يُعْطِيكَ إِيَّاهَا الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ مُطَابِقَةٌ لِأَيِّ نُسْخَةٍ مَوْجُودَةٍ غَالِبًا، وَمَا عَلَيْكَ إِلا أَنْ تَتَقَدَّمَ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ أَوْ تَتَأَخَّرَ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ، لَكِنِ احْفَظْ هَذَا: القَاعِدَةُ هَذِهِ أَيُّ نُسْخَةٍ مَطْبُوعَةٍ فِي السَّوْقِ لَكِنْ فِي 15% وَأَكْثَرُهَا وَقَع فِي البُخَارِيِّ وَقَلِيلٌ جداً فِي مُسْلِمٍ وَفِي أَبِي دَاودَ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ، هَذِهِ وَقَعَ فِيهَا إِشْكَالاتٌ بِسَبَبِ اخْتِلَافِ نُسْخَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ مَعَ نُسْخَتِنَا، نَحْنُ نُسَخُنَا مَطْبُوعَةٌ الأَخِيرَةُ هَذَا فَقَطْ أَدِّي الإِشْكَالُ فِيهَا.
نُسْخَةُ بَشَّارٍ لَيْسَ فِيهَا إِشْكَالٌ، وَخُذِ النُّسَخَ
الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا بَشَّارٌ اشْتَرِيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأرِحْ
نَفْسَكَ، لَكِنِ المُشْكِلَةُ إِنَّ نُسْخَةَ بَشَّارٍ فِي التِّرْمِذِيِّ
مَثَلاً هِيَ مُمْكِنٌ لَأَبِي دَاودَ مَثَلاً النُّسْخَةُ الَّتِي رَاجَعَ
عَلَيْهَا أَصَحَابُ «المُعْجَمِ» و«مُفْتَاحِ كُنُوزِ السُّنَّةِ» تُخْطِئُ،
ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَذْهَبَ لِلْقَوْسِ مَرَّةً ثَانِيَةً فَكُنْ عَلَى نُسَخٍ
مَعْرُوفَةٍ مُتَدَاوَلَةٍ، والإِحَالاتُ إِلَيْهَا فِي السَّوْقِ كَثِيرَةٌ.
هَذِهِ وِجْهَةُ نَظَرِي، أُفَضِّلُ هِيَ قَابِلَةٌ
لِلتَّغْيِرِ، أُعْطِيكَ نُسَخَ الكُتُبِ السِّتَّةِ.
الخُلاصَةُ: أَنْتَ الآنَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
إِمَّا أَنْ تَحْمِلَ نُسْخَةَ الكُتُبِ السِّتَّةِ لِدَارِ
السَّلَامِ أَوْ نَحْوَهَا المُرَقَّمَةِ تَرْقِيمًا
مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ «التُّحْفَةُ»
و«المُعْجَمُ» فَتَرْجِعُ إِلَى
هَذَا الرَّقْمِ مِنْ خِلَالِ كِتَابِ الصَّلاةِ مِنْ كَلِمَةِ تُحْفَةٍ الَّتِي
وَضَعُوهَا عَلَى هَامِشِ كُلِّ بَابٍ وَيَنْتَهِي الإِشْكَالُ.
أَوْ إِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى أَيِّ نُسْخَةٍ مِنَ النُّسَخِ،
فَإِذَا انْتَهَى عِنْدَكَ الرَّقْمُ مِنْ كِتَابِ الصَّلاةِ قَبْلَ هَذَا
الرَّقْمَ تُكْمِلُ العَدَّ حَتَّى تَصِلَ إِلَى البَابِ الَّذِي أَنَتَ فِيهِ.
انْظُرِ التِّرْمِذِيَّ الآنَ لَيْسَ فِيهِ م
ُ
ش
ْ
ك
ِ
ل
َ
ةٌ رَاجِعُوا الحَدِيثَ الَّذِي فِي التِّرْمِذِيِّ، كِتَابُ الصَّوْمِ، البَابُ 81.
ُ
ش
ْ
ك
ِ
ل
َ
ةٌ رَاجِعُوا الحَدِيثَ الَّذِي فِي التِّرْمِذِيِّ، كِتَابُ الصَّوْمِ، البَابُ 81.
ابْنُ مَاجَهَ كِتَابُ
الصَّلاةِ أَيْنَ فِي التُّحْفَةِ، الصَّلاةُ البَابُ رَقْمُ 212 الحَدِيثُ
الثَّانِي بِالضَّبْطِ حَتَّى النُّسَخَ الَّتِي لَهُ نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ
تَجِدُونَه بِالضَّبْطِ هُوَ نَفَسُهُ فِي النَّسَائِيِّ مَا فِيهِ صُعُوبَةٌ
أبدًا قَدْ تَحْتَاجُ إِلَى تَمَرُّسٍ بَسِيطٍ.
بَعْضُ النَّاسِ يَقولُ لِي: يُوجَدُ بَرْنَامَجٌ
لـ«التُّحْفَةِ» أَرِحْنَا وَأَعْطِنَا بَرْنَامَجَ التُّحْفَةِ
بِالكُمْبُيُوتَرِ.
أَنْصَحُكُمْ نَصِيحَةً أَنَّكَ إِذَا اعْتَمَدْتَ عَلَى
البَرَامِجِ الحَاسُوبِيَّةِ سَتَفْقِدُ القُدْرَةَ عَلَى التَّخْرِيجِ يَوْمًا
بَعْدَ يَوْمٍ، بِمُجَرَّدِ أَنْ تَنْتَهِي البَطَّارِيَّةُ، أَوْ يُصِيبُ
الجَهَازَ فَيْرُوسٌ، أَو تَكُونُ بَعِيدًا عَنْ جِهَازِكَ وَلَو كُنْتَ فِي
مَكْتَبَةِ جَامِعِ ابْنِ القَيِّمِ، جَامِعِ المَكْتَبَةِ العَامِرَةِ لَا
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخَرِّجَ حَدِيثًا، تَبْقَى كَالأبْكَمِ الأَصَمِّ الأَعْمَى
الَّذِي لَا يُبْصِرُ وَلَا يَرَى، وَلَكَنْ تَعَلَّمْ عَلَى الكُتُبِ ثُمَّ
بَعْدَ ذَلِك يُمْكِنُكَ أَنْ تَخْتَصِرَ إِنْ كُنْتَ مُتَعَجِّلا بِالحَاسِبِ
الآلِيِّ.
أُعْطِيَكُم مِثَالا
آخَرَ.
سُؤَالٌ: هَلِ اهْتَمَّ
المِزِّيُّ رحمه اللّه بِأَلفَاظِ المُتُونِ؟
الجَوَابُ: المِزِّيُّ رحمه اللّه
عَالِمٌ بَحْرٌ لَمْ يَهْتَمَّ بِاخْتِلافِ الفَاظِ المُتُونِ وَإِنَّمَا مَعْنَى
الحَدِيثِ وَاحِدٌ، وَاخْتَلَفَتِ الالفَاظُ عِنْدَهُ وَإِنَّمَا اعْتَمَدَ
بِالأَسَانِيدِ والتَّدْقِيقِ فِيهَا فَلِذَلِكَ يُعْطِيكَ مَجَالٌ لِلتَّخْرِيجِ
وَلَوْ بِالمَعْنَى بِخِلَافِ أَصَحَابِ «مُفْتَاحِ كُنُوزِ السُّنَّةِ» وَهَذَا
نُمُوذَجٌ.
أَنَا مُخَرِجٌ «مُفْتَاحَ كُنُوزِ السُّنَّةِ» أُخَرِّجُ
لَكُمْ بِالمَعْنَى الآنَ.
مَنْ يَذْكُرُونَ الحَدِيثَ وَلَيْسَ بِحَدِيثِ الَّذِي
خَرَّجُوهُ، هَذَا الحَدِيثُ عِنْدَنَا مِثَالٌ الآنَ الَّذِي عِنْدَهُ «تُحْفَةِ
الأَشْرَافِ» المُجَلَّدُ الخَامِسُ والسَّادِسُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخَرِّجَ
الحَدِيثَ مِنْ خِلَالِه: «إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ
الصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالعَشَاءِ»([155])
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَالرَّوِاي عَنْهُ نَافِعٌ وَالرّاوِي عَنْ نَافِعٍ
عُبَيْدُ اللّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ حَمَادُ بْنُ
أُسَامَةَ، هَذِهِ نُسْخَةُ ابْنِ عُمَرَ، انْظُرُوا الآنَ هَذَا عَبْدُ اللّهِ
بْنُ عُمَرَ هَذِهِ بِدَايَتُهُ وَعَدَدُ الأَحَادِيثِ 1979 حَدِيثًا، نَذْهَبُ
الآنَ بِالتَّسَلْسُلِ مِنَ الرَّاوِي عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ: نَافِعٌ،
نَبْحَثُ مَنِ اسْمُهُ نَافِعٌ وَيَرْوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَبْحَثُ عَنْ مَنْ
يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً، أَثْنَاءَ البَحْثِ فِي الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
نَجْمَةً وَاحِدَةً سَنَجِدُ أَكْثَرَ مِنْ شَخْصٍ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً،
ثُمَّ تَتَغَيَّرُ عِنْدَ النَّجْمَةِ الوَاحِدَةِ وَيَبْدَأُ بِحَرْفِ النُّونِ
أَمْشِي بِالطَّرِيقَةِ هَذِهِ حَتَّى أَصِلُ إِلَى مَا أُرِيدُ، نَافِعٌ فِي
المُجَلَّدِ السَّادِسِ، لَكِنْ كَمْ
نَجْمَةً تَجِدُونَ أَمَامَهُ ؟
نَجْمَتَيْنِ، هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الرَّاوِي عَنِ
الصَّحَابِيِّ يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ؟
إِذًا الَّذِي وَصَلَ إِلَى نَافِعٍ وَقَال هُوَ مُخْطِأٌ
لَازِمٌ أَنْ تَصِلَ لِنَافِعٍ وَلَوْ مَرَّاتٍ فِي ثَلَاثِ نُجُومٍ مَا عَلَيْكَ
مِنْهَا، نَجْمَتَيْنِ ثَلَاثٌ، وَمَا عَلَيْكَ مِنْهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى
الَّذِي يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاسْمُهُ نَافِعٌ فِي المُجَلَّدِ رَقْمِ 6 أَنَا
أُرِيدُ الآنَ أَنْ نَصِلَ إِلَى «التُّحْفَةِ».
طَرِيقَةٌ مُخْتَصَرَةٌ: أَوَّلُ شَيْءٍ تَبْحَثُ عَنْ مَنْ
يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً تَحْتَ اسْمِ ابْنِ عُمَرَ، اسْمُهُ نَافِعٌ، إِذًا
وَصَلْتَ لَابْنِ عُمَرَ، يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً سَتَجِدُ مُبَاشَرَةً
أَكْثَرَ مِنْ يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ، الَّذِي خَلْفَهُ مُبَاشَرَةً وَالرَّقْمُ
الَّذِي عَلَى يَسَارِهِ عَدَدٌ كَبِيرٌ، إِذًا ابْحَثْ فِي الَّذِي يَحْمِلُ
نَجْمَتَيْنِ وَاسْمُهُ: عُبَيْدُ اللّهِ، ابْنُ عُمَرَ الرَّاوِي عَنْ نَافِعٍ
فَإِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى عُبَيْدِ اللّهِ الَّذِي يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ سَتَجِدُ
أيضاً عَلَى يَسَارِهِ رَقْمٌ كَبِيرٌ وَالَّذِي تَحْتَهُ يَحْمِلُ ثَلَاثَةَ
نُجُومٍ، انْزِلْ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الَّذِي يَحْمِلُ ثَلَاثَةَ نُجُومٍ، اسْمُهُ
مَاذَا؟
حَمَّادُ بْنُ أَسَامَةَ.
إِذًا هَذِهِ الطَّرِيقَةُ إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَيْهَا
سَتَجِدُونَ الإِحَالاتِ الثَّانِيَةِ فِي «التُّحْفَةِ» قَالَ لِي فِي
«التُّحْفَةِ» (خ) فِي الصَّلاةِ 193 يَعْني رَوَاه
ُ
البُخَارِي
ُّ
فِي كِتَاب
ِ
الصّ
َ
لاةِ البَابُ رَقْمُ 193 انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ البَابَ 193 غَيْرَ مَوْجُودٍ حَتَّى فِي نُسْخَةُِِ دَارِ
السَّلَامِ، نَذْهَبُ لِلْبَابِ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ فِي «صَحِيحِ البُخَارِي» انْتَهَى عِنْدَ البَابِ رَقْمِ كَمْ؟
ُ
البُخَارِي
ُّ
فِي كِتَاب
ِ
الصّ
َ
لاةِ البَابُ رَقْمُ 193 انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ البَابَ 193 غَيْرَ مَوْجُودٍ حَتَّى فِي نُسْخَة
109، مَوْجُودٌ؟
تَحْتَاجُ إِلَى أَنْ تَصِلَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى البَابِ 193
تَطْرَحُ 193 مِنْ 109 كَمِ النَّاتِجُ؟
84 الكِتَابُ الَّذِي بَعْدَ كِتَابِ الصَّلاةِ فِي «صَحِيحِ
البُخَارِي» كَمْ بَابٌ؟
إِطْرَحْ 84 مِنْ 41،النَّاتِجُ 43 الكِتَابُ
الثَّالِثُ الآنَ البَابُ رَقْمُ 41 مِنَ الكِتَابِ الَّذِي بَعْدَهُ مَوْجُودٌ،
إِذًا مَا وَجَدْتَهُ تَقَدَّمَ 3 أَبْوَابٍ وَتَأَخَّرَ 3 أَبْوَابٍ.
لَكِنْ
هَذِهِ الطَّرِيقَةُ طَرِيقَةُ لَا يُخْطِأُ الوَاحِدُ فِي الحِسَابِ.
وَالأَسْهَلُ أَنْ يُرَجَعَ إِلَى كِتَابِ «الكَشَّافِ» يَقُولُ لَكُمُ اسْمَ
الكِتَابِ فِي لَحَظَاتٍ 193 هَوَ البَابُ: بَابُ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ
وَأُقِيمَتِ الصَّلاة
ُ
،
يَتْبَع
ُ
أَي
َّ
كِتَابٍ؟
ُ
،
يَتْبَع
ُ
أَي
َّ
كِتَابٍ؟
س
َ
ت
َ
ج
ِ
د
ُ
ونَهُ فِي كِتَابِ الأذَانِ بَيْنَ فِي بَابِ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ. كَيْفَ تَعْرِفُ إِذَا أَرَدْتَ مَعْرِفَةَ رَقْمِ البَابِ؟
َ
ت
َ
ج
ِ
د
ُ
ونَهُ فِي كِتَابِ الأذَانِ بَيْنَ فِي بَابِ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ. كَيْفَ تَعْرِفُ إِذَا أَرَدْتَ مَعْرِفَةَ رَقْمِ البَابِ؟
تَطْرَح
ُ193 مِنْ أَوَّلِ بَابٍ مَوْجُودٍ عِنْدَكَ فِي كِتَابِ الأَذَانِ152 يَكُونُ
عِنْدَكَ النَّاتِجُ رَقْمُ البَابِ، أَوِ إِبْحَثِ فِي الفِهْرِسِ الَّذِي فِي
دَاخِلِ الكِتَابِ وَأَرِحْ نَفْسَكَ فَسَتَجِدُهُ فِي كِتَابِ الأَذَانِ بَابٌ
إِذَا حَضَرَ الطَّعَامَ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، يَعْنِي هَذَا الفِهْرِسُ سَهْلٌ
الوُصُولَ لَهُ جِدًا، يَعْنِي وَلَوْ عَلَى نُسْخَةٍ خَطِّيَّةٍ تَسْتَطِيعُ
الاسْتِفَادَةَ مِنَ الكِتَابِ.
مَا
هُوَ أَوَّلُ بَابٍ مِنْ كِتَابِ الأَذَانِ؟
فِي
التَّرْقِيمِ هَذَا يَخْرُجُ لَكَ الرَّقْمَ وَإِلَّا تَتَّبِعُهُ بِاسْمِهِ فِي
الفِهْرِسِ وَهُوَ سَهْلٌ الآنَ، مُسْلِمٌ سَهْلٌ جِدًا، الَّذِي عِنْدَهُ
نُسْخَةُ دَارِ السَّلَامِ أَوِ الَّذِي عِنْدَهُ أَيُّ نُسْخَةٍ أُخْرَى،
انْظُرُوا مُسْلِمٌ لَمَّا أَخْرَجَهُ قَالَ: فِي الصَّلاةِ هَوَ هَكَذَا
مَوْجُودٌ فِي النُّسْخَةِ 69 الحَدِيثُ رَقْمُ 4 وَجَدْتُمُوهُ؟
سَهْلٌ،
السُّهُولَةُ هَذِهِ فِي 85% مِنَ الكِتَابِ مَوْجُودَةٌ، بَلْ رُبَّمَا فِي 90%
مِنَ الكِتَابِ، يَعْنِي لَا تَخَافُوا، السُّهُولَةُ مَوْجُودَةٌ إِلَى هَذَا
القَدْرِ لَكِنِ المَشَاكِلُ هَذِهِ يَحُلُّهَا لَكُمْ هَذَا الكِتَابُ
«الكَشَّافُ» وَالَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ النُّسْخَةَ يَشْتَرِي نُسْخَةَ
بَشَّارٍ والكُتُبَ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا بَشَارٌ.
أُعْطِيكُمْ مِثَالا آخَرَ.
مُسْلِمٌ كِتَابَ الصَّلاةِ وَابْحَثْ فِي البَابِ رَقْمِ 69
فِي كِتَابِ الصَّلاةِ حَتَّى لَوْ أَيَّ نُسْخَةٍ، فِي حَالَةِ أَنَّكَ لَمْ
تَجِدْهُ مَاذَا تَفْعَلُ؟ تَتَقَدَّمُ 3 أَبْوَابٍ أَوْ تَتَأَخَّرُ 3 أَبْوَابٍ.
مِثَال ٌآخَرٌ.
«مُفْتَاحُ كُنُوزِ السُّنَّةِ» الإِحَالَةُ الَّتِي قَبْلَ
قَلِيلٍ لاحِظُوا كَمْ؟
كِتَابَيْنِ فَقَطْ، الإِحَالَةُ الَّتِي تَخْدُمُ «كُنُوزِ
السُّنَّةِ» انْظُرُوا كَمْ كِتَابٌ؟
هَذَا رَاجِعٌ لِسَبَبَيْنِ:
السَّبَبُ الأُوَلُ: أَنَّ «مُفْتَاحَ كُنُوزِ السُّنَّةِ»
اعْتَمَدَ عَلَى كُتُبٍ غَيْرِ مَوْجُودَةٍ فِي «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» خَدَمَهَا
يَعْنِي كـ«الدَّارِمِيِّ»، «مُوَطَأ مَالِكِ»، «أَحْمَدِ» هَذِهِ الكُتُبُ
كَذَلِكَ عِنْدِي ثَلَاثُ كُتُبٍ هَذِهِ الغُوهَا مِنْهَا: «ابْنُ مَاجَهُ»،
«النَّسَائِيُّ»، «التِّرِمِذَيُّ»، «أَبُو دَاودَ»، هَذِهِ مَا كَانَتْ
مَوْجُودَةٌ قَبْلَ قَلِيلٍ عِنْدِي فِي التَّخْرِيجِ.
هَلْ يُعْقَلُ أَنَّ المِزِّيَّ فَاتَتْهُ؟
لَا لَو رَجَعْنَا لِهَذِهِ الكُتُبِ إِمَّا أَنْ نَجِدَهَا
لَيْسَتَ أحَادِيثَنَا، يَعْنِي فِيهَا مَعْنًى الحَدِيثِ فَقَطْ، أَوْ أَنَّ
الرَّاوِي الأَعْلَى يَخْتَلِفُ.
وَمِنْ هُنَا أُحِبُّ أَنْ أُنَبِّهُكُمْ إِلَى قَضِيَّةٍ
هَامَّةٍ جدًّا جدًّا جدًّا، وَهِي أَنَّ المُخَرِّجِينَ يَخْتَلِفُونَ
بِاخْتِلافِ رَغْبَتِهِمْ لِلتَّخْرِيجِ فَإِذَا كَانَ وَاحِدٌ يَعْمَلُ عَلَى
مَخْطُوطَةٍ يُخَرِّجُ حَدِيثَ ابْنَ عُمَرٍ خَاصَّةً هَذَا فَلَا يَصِحُّ لَهُ
أَثْنَاءَ التَّخْرِيجِ يَحْمِلُ صَحِيحَ ابْنِ عُمَرٍ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ
بِغَيْرِهِ، مَمْنُوعٌ هَذَا، وَهَذَا غَلَطٌ حَتَّى عِنْدَ المُتَقَدِّمِينَ مِنَ
السَّلَفِ.
يَعْنِي شَخْصٌ يَعْمَلُ عَلَى مَخْطُوطَةٍ أَوْ شَخْصٌ طَلَبَ
مِنْهُ أُسْتَاذُهُ أَوْ طَلَبَ مِنْ أَحَدٍ أَنْ يُخَرِّجَ حَدِيثَ صَحَابِيٍّ
بِعَيْنِهِ لَا يَجُوزُ لَهُ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ إِذَا جَاءَ يُخَرِّجُ
يَأْتِي لَهُ بِعِشْرِينَ مَصْدَرًا لَكِنْ نَجِدُ ثَلَاثَةً مِنْهَا مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ، وَخَمْسَةً مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَسِتَّةَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ
لَا!
بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يُخَرِّجَ عَلَى نَفَسِ الصَّحَابِيِّ
هَذَا هَوَ الأَصْلُ عِنْدَ السَّلَفِ وَعِنْدَنَا لَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يُخَرِّجَ عَلَى حَسَبِ المَوْضُوعِ فَليُخَرِّجْ أَحَادِيثَ الصَّحَابَةِ
كُلِّهِمْ لَكِنْ يُمَيِّزُ فِي التَّخْرِيجِ، يَقُولُ رُوِيَ فِي هَذَا البَابِ
سِتَّةُ أَحَادِيثٍ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَفُلَانٍ، أَمَّا حَدِيثُ فُلَانٍ
فَأَخْرَجَهُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، وَحَدِيثُ فُلَانٍ أَخْرَجَهُ فُلَانٌ،
يُمَيَّزُ، وَلَا إِشْكَالَ فِي ذَلِكَ فَتَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ مَقَاصِدِ
المُخَرِّجِينَ.
فَهُنَا هَؤُلَاءِ المُسْتَشْرِقِينَ اهْتَمُّوا بِالمَعْنَى.
أَيْنَ نَجِدُ هَذَا الحَدِيثَ؟
فِي الصَّلاةِ، أَيْنَ؟
ما بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، أَيْنَ سَنَجِدُهُ؟
فِي صَلَاةِ الجَمَاعَةِ.
يَعْنِي فِقْهٌ صَحِيحٌ، لَكِنْ عَلَى أَيِّ حَالٍ لَا يَخْطُرُ
عَلَى بَالِ البَاحِثِ فِي طَبِيعِ الفَائِدَةِ فِي «مُفْتَاحِ كُنُوزِ
السُّنَّةِ» مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَسْنُودٌ بِنَفْسِ إِسْنَادِ هَذَا لَيْسَ
بِالحَدِيثِ الَّذِي بَيْنَ أيْدِيكُمُ الآنَ لَيْسَ بِنَفْسِ هَذَا أبدًا
مَوْجُودٌ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ، نَعَمْ، مَوْجُودٌ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ
طَرِيقٍ أَخَرٍ.
مِثَالٌ أَخَرٌ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ
هُرْمُزْ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَاحِدَةً، عَبْدُ اللّهِ بْنُ ذَكْوَانَ
نَجْمَتَيْنِ، لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ يَحْمِلُ ثَلَاثَةَ نُجُومٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ هُرْمُزٍ يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 350 حَدِيثًا أَمْ لَا؟
300 مِنْ أَسْفَلٍ مُقَسَّمِينَ إِلَى أَنْ نَصِلِ إِلَى مَنْ؟
إِلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَبْدُ اللّهِ بْنُ
ذَكْوَانَ يَرْوِي كَمْ حَدِيثًا؟
هَذَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ ذَكْوَانَ مَوْجُودٌ فِي
التِّرْمِذِيِّ.
عَلَى كُلِّ الأَحْوَالِ العَمَلُ فِي «التُّحْفَةِ» شَيِّقٌ
وَمُمْتِعٌ وَمُفِيدٌ وَمُثْمِرٌ وَمَعَ الوَقْتِ تَكُونُ «التُّحْفَةَ» عِنْدَكَ
فِي خِلَالِ 3 دَقَائِقٍ تَصِلُ لِلْحَدِيثِ مِنْ خِلالِهَا، يَعْنِي لَوْ
تُعْطِيَنِي الآنَ أَيَّ حَدِيثٍ أَنَا وَمُمْكِنِ الفَقْرَةُ الَّتِي خَرَّجْتُ
مِنْها خِلَالَ نِصْفِ دَقِيقَةٍ وَأَرْجِعُ فِي دَقِيقَةٍ إِلَى الكُتُبِ
أُخْرِجُ لَكَ أَقَلَّ شَيْءٍ مِنْ كِتَابٍ أَوْ كِتَابَيْنِ لِمَاذَا؟
الَّذِي عِنْدِي بِالضَّرُورَةِ يَصِلُ إِلَيْكُمْ
بِالتَّعَوُّدِ، لَكِنْ مَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِالكُمْبُيُوتَرِ لَا يَطْبَعُ
إِلَا صَفْحَةً وَاحِدَةً فِي الأُسْبُوعِ وعِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ يَطْبَعُ كُلَّ
يَوْمٍ خَمْسَ صَفَحَاتٍ، مَا يَمُرُّ عَلَيْهِ إِلَا بَعْدَ شَهْرٍ إِلَا وَهُوَ
بَارِعٌ فِي الطِّبَاعَةِ مَاهِرٌ إِلَا بِإِذْنِ اللّهِ تَعَالَى وَهَكَذَا.
أنَا خَرَجَتُ مِنَ «التُّحْفَةِ» هَذِهِ الإِحَالاتُ أَحَالَ
إِلَى هَذَيْنِ الكِتَابَيْنِ قَالَ (م) مُسْلِمٌ و(ت) التِّرْمِذِيُّ جَمِيعًا،
أَيْ كِلَاهُمَا فِي البُيُوعِ مُسْلِمٌ فِي بَابِ رَقْمِ 29 الحَدِيثِ رَقْمِ 3
فِي لَحَظَاتٍ سَتَجِدُونَهُ لأَنَّ التَّرْقِيمَ لَيْسَ فِيهِ مُشْكِلَةٌ فِي
«المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ».
إِنْ فَتَحْتُمْ «كُنُوزِ السُّنَّةِ» يُعْطِيكَ رَقْمَ
الحَدِيثِ فِي مُسْلِمٍ بَيْنَمَا فِي «التُّحْفَةِ» يُعْطِيكَ رَقْمَ البَابِ
وَالحَدِيثِ. كِتَابُ البُيُوعِ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِم عِنْدَكُمْ، انْظُرِ
الكِتَابَ الَّذِي بَعْدَهُ 8 أَبْوَابٍ.
سَتُواجِهُونَ بَعْدَ
قَلِيلٍ إِنَّ الرَّقْمَ لِلتِّرْمِذِيِّ رَقْمَ 44 مَثَلاً سَتَجِدُونَ
حَدِيثَهُمْ غَيْرَ مَوْجُودٍ، يَعْنِي تَتَقَدَّمُوا 3 أَبْوَابٍ أَوْ
تَتَأَخَّرُوا 3 أَبْوَابٍ تَقَعُ عَلَيْهِ مُبَاشَرَةً وَهَكَذَا كُلُّ النُّسَخِ
لَهَا مَيْزَةٌ، يُوجَدُ فِي كِتَابٍ مُعَيَّنٍ فِي بَابٍ مُعَيَّنِ لَكِنْ مَا
يَسْلَمُ الجَمِيعُ مِنَ المَشَاكِلِ.
عِنْدَكُمْ رَقْمٌ تَسَلْسُلِيٌّ لِأَحَادِيثِ الكِتَابِ
«سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» كَامِلَةً «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» كَامِلَةً وَفِيهِ تَرْقِيمٌ
بِأَحَادِيثِ كِتَابِ البُيُوعِ خَاصٌ وَفِيهِ تَرْقِيمٌ لِأَحَادِيثِ البَابِ
هَذَا يَعْني ثَلَاثُ تَرْقِيمَاتٍ تُسَبِّبُ مُشْكِلَةً، لِذَلِكَ إِنْ كَرَّرْتَ
أَنِ أَتْرُكُكَ مِنَ الأَرْقَامِ هَذِهِ.
التِّرْمِذِي لَيْسَ فِيه إِشْكَالٌ هَذِهِ الإِحَالاتُ مِنَ
«المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ» زَادَتْ عِنْدِي الزِّيَادَةُ كَبِيرَةٌ جِداً لَمْ
يُخَرِّجْ بِهَا مِنْ مُسْلِمٍ والتِّرْمِذِيِّ زَادَ عِنْدِي البُخَارِيَّ زَادَ
عِنْدِي أبي دَاودَ زَاد عِنْدِي النَّسَائِيَّ زَادَ عِنْدِي ابْنَ مَاجَةَ
وأيضاً أَحَمَدَ، هَذَا الكِتَابُ اعْتَنَى بَهِ صَاحِبَ «المُعْجَمِ».
مِنْ فَوَائِدِ الكِتَابِ لَوْ رَجَعْنَا لَهَذِهِ الأَحَادِيثِ
الزَّائدَةِ لَوَجَدْنَاهَا إِمَّا
أَنَّهَا مِنْ أَحَادِيثٍ غَيْرِ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، أَوْ أَنَّهَا مِنْ
حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَكِنَّهَا مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الإِسْنَادِ الَّذِي
عِنْدِي، فَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مِنْ طَرِيقٍ ثَانٍ، أَوْ يَكُونَ وَجَدَ فِيهِ
كَلِمَةً مَثْلَ كَلِمَةَ الحَدِيثِ هَذِهِ، حَضَرَ الإِنَاءَ لَكِنَّهُ لَيْسَ
هَوَ حَدِيثَنَا المُرَادُ كَمَا مَثَّلْنَا لَكُمْ بِحَدِيثِ «مَنْ كَذَبَ
عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([156]) قُلْنَا
فَلْيَتَبَوَّأْ وَرَجَعْنَا إِلَيْهَا وَجِدْنَا خَطَئًا مِنْ أَطْرَافِ
الحَدِيثِ «فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» فِي حَدِيثِ «مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ»، وَحَدِيثِ «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ
وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([157]) وَحَدِيثِ «مَنْ
تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ»([158]) جَمَعَهُمْ
كُلَّهُمْ وَأَعْطَانِي لَهُمْ حَالَةً كَامِلَةً وَاحِدَةً بَيْنَمَا هِيَ
أَحَادِيثٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ صَحَابَةٍ مُخْتَلِفِينَ، فَهُنَا يُحْتَمَلُ نَفَسُ
المُشْكِلَةِ، لَكِنْ أَنَا لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَحْكُمَ بِالطَّعْنِ.
نَخْتِمُ بِمِثَالٍ أَخْيَرٍ هَذِهِ الإِحَالاتُ «مُفْتَاحُ
كُنُوزِ السُّنَّةِ» لَوْ قَارَنَّا الإِحَالاتِ هَذِهِ الآنَ، حَفِظْتُمُ
الإِحَالاتِ؟
كَانَ الشَّافِعَيُّ رحمه اللّه يَضَعُ يَدَهُ اليُسْرَى عَلَى
الصَّفْحَةِ اليُسْرَى خَشْيَةَ أَنْ يَحْفَظَهَا قَبْلَ اليُمْنَى، يَقُولُونَ
صَحِيحٌ.
وَحَفِظَ ابْنُ عَبَّاسٍ
قَصِيدَةً مِنْ مِائَتَيْ بَيْتٍ.
وَلَوْلَا ضِيقُ الوَقْتِ لَحَدَّثْتُكُمْ بِقِصَّةٍ عَجيبَةٍ
وَقَعَتْ لِبَعْضِ المَشَايِخِ أُحْدِّثُكُمْ عَنْهَا لَو كَانَ هُنَاكَ وَقْتٌ.
يَقُولُ قَائِلٌ القَصَصُ تَرْفَعُ الهِمَمَ، أَقُولُ مَا
رَأَيْتُ مَا شَاءَ اللّهُ مَثْلَ المِزِّيُّ، هَذَا الكِتَابُ كَأَنَّهُ حَاسِبٌ
أَلِيٌّ وَضَعَهُ، كَمْ قَرَنٌ؟ قُرَابَةَ سِتَّةَ قُرُونٍ أَكْثَرُ فِي القَرْنِ
الثَّامِنِ قَبْلَ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ، اكْتَشَفَ الكُمْبُيُوتَرُ قُدْرَةً
انْتِقَالِيَّةً، لَكِنِ الطَّرِيقَةُ اكْتَشَفَهَا هَوَ رحمه اللّه تعالى، لَكِنْ
عَلَى مَا ذَكَرْنَا، بَعْضُ القَصَصِ مُفِيدَةٌ وَبَعْضُهَا ذُكِرَ فِي
القُرْآنِ، بَعْضُ القَصَصِ، أَمَّا الإِكْثَارُ فَلَيْسَ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ
العِلْمِ.
أَنَا حَضَرَتُ سِنِينَ طَوِيلَةً عِنْدَ الشَّيْخِ ابْنِ بَازٍ
رحمة اللّه عليه مَا أَذْكُرُ أَنَّهُ ذَكَرَ قِصَّةً وَاحِدَةً مِنْ عَامِ 1408
إِلَى أَنْ تُوُفِّىَ الشَّيْخُ.
الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ العُثَيْمِينِ رحمه اللّه مَا
أَذْكُرُ أَنَّهُ ذَكَرَ قِصَّةً إِلَا نَادِرًا جِداً وَلَيْسَ فِي أَيِّ وَقْتٍ.
أَمَّا الشَّيْخُ الالبَانِيُّ فَقَرِيبٌ مِنَ الشَّيْخِ ابْنِ
بَازٍ تَمَاماً.
كُلُّنَا لَا نَأْتِي بِقَصَصٍ إِلَّا نَادِرًا، وَقَصَصٌ كَمَا
لَخَّصْتُ لَكُمْ مُفِيدَةٌ لَكِنْ إِنْ شَاءَ اللّهُ سَوْفَ أَقُولُهَا لَكُمْ
فِي آخِرِ الدَّرْسِ.
الإِحَالاتُ مِنْ كِتَابِ «كُنُوزِ السُّنَّةِ» تَخْتَلِفُ عَنِ
الإِحَالاتِ الَّتِي فِي «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ» فِيهِ اخْتِلافَاتٌ، ابْنُ
مَاجَةَ 19 ابْنُ مَاجَةَ هُوَ نَفْسُ الكِتَابِ، مُسْلِمٌ كِتَابُ 22 مُسْلِمٌ
كِتَابُ 37 اخْتَلَفَ مَعَ أَنَّهُمْ نَفْسُ المُشْتَغِلِينَ فِي الكِتَابِ،
اخْتَلَفَ لِمَاذَا؟
لِأَنَّ الَّذِي اشْتَغَلَ فِي «المُعْجَمِ» لَيْسَ بِدَقِيقٍ،
أَوِ الَّذِي اشْتَغَلَ فِي «المِفْتَاحِ» لَيْسَ بِدَقِيقٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمْ
لِأَنَّ المُفْتَرَضُ أَنْ يَكُونَ فِي الإِثْنَيْنِ، كَيْفَ نَفَسُ النُّسَخِ
هُمَا رَاجَعُوهَا وَهُمْ نَفْسُ فَرِيقِ المُسْتَشْرِقِينَ، هَذَا المُشْرِفُ
هَذَا هُوَ المُشْرِفُ عَلَى المَشْرُوعِ لَكِنِ العَامِلِينَ فِي فَرِيقِ
العَمَلِ مَعَهُ اخْتَلَفَتْ قُدُرَاتُهُمْ.
البُخَارِيُّ قَالَ فِي الشُّرْبِ 2 والحِيَلِ بَابُ رَقْمُ 5
هُنَا البُخَارِيُّ قَالَ 42 و10 و52 يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هُوَ، لَكِنِ
انْظُرُوا أَكْثَرُ مِنْ إِحَالَةٍ هُنَا مُحْتَمَلٌ نَفَسُ الحَدِيثِ مُحْتَمَلٌ أَحَادِيثَ أُخْرَى، وَهَلُمَّ
جَرَّا.
أُعْطِيكُمْ مِثَالاً مَوْجُودًا فِي هَذَه الكُتُبْ: عَنْ
سُهَيلِ بْنِ أبِي صَالَحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللّه عليه وَسَلَّم قَالَ: «إِذَا تَبِعْتُمُ الجَنَازَةَ فَلَا
تَجْلِسُوا حَتَّى تُوضَعَ»([159]).
سُهَيْلُ بْنُ أبِي صَالَحٍ، أَبُو صَالَحٍ اسْمُهُ ذَكْوَانُ
السَّمَّانُ الحَدِيثُ سُهَيْلٌ. أَبُو صَالَحٍ اسْمُهُ ذَكْوَانُ.
مَرَّةً سَأَلَنِي طَالبٌ فِي الكُلِّيَةِ، قُلْتُ لَهُ عَنْ
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللّه عليه وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لِي مَنْ أبُو
سَالِمٍ؟ قُلْتُ: يَا أَخِي أَقَرَأْ جيدًا: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهم عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنْ هُوَ أَبُوهُ؟ فَقُلْتُ لَهُ:
مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانٍ مَا اسْمُ أَبِيهَا؟ قَالَ مَا أَدْرِي، قُلْتُ لَهُ:
مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانٍ مَا اسْمُ أَبِيهَا؟
قُلْتُ: لَا يَعْرِفُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ
مَا اسْمِ أَبِيهِ.
مِثَالٌ أَخَرٌ: حَدِيثٌ:
«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ
الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا»([160])
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ، والرَّاوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَافِعٌ وَعَنْ نَافِعٍ
عُبَيْدُ اللّهِ وَعَنْ عُبَيْدُ اللّهِ ابْنُ أبِي زَائِدَةَ، كَيْفَ الَّذِي
رَوَى عَنْ نَافِعٍ عُبَيْدُ اللّهِ، يَعْنِي ابْنُ أبِي زَائِدَةَ عَنْ عُبَيْدِ
اللّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه
عليه وَسَلَّم «نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ» الرَّاوِي عَنْ نَافِعٍ
عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ وَالرَّاوِي عَنْ نَافِعٍ عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ
عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ أبِي زَائِدَةَ، نَافِعٌ مَوْلى ابْنُ عُمَرَ،
زَائِدَةُ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أبِي زَائِدَةَ، إِحَالَةُ
يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أبِي زَائِدَةَ فِي الحَدِيثِ 171 نَعَمْ قَدْ عِزَا
هَذَا الحَدِيثَ إِلَى مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاودَ مُسْلِمٍ فِي البُيُوعِ 14،
الحَدِيثُ رَقْمُ 18 وَأَبَو دَاودَ 19
لَفْظُ الحَدِيثِ «نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ»
عِنْدَكُمْ فِي «التُّحْفَةِ» مَكْتُوبٌ النَّخْلُ، هَذَا يَدُلُّكُمْ أَنَّ
المِزِّيَّ يَتَصَرَّفُ بِالمَتْنِ بِاخْتِصَارٍ.
يَسْألُ سَائِلٌ: إِذَا كَانَ الصَّحَابَةُ مُرَتَّبِينَ
حُرُوفًا أَبْجَدِيَّةً فَأَيْنَ الكُنَى؟
قُلْنَا لَهُ: لَوْ كَانَ الصَّحَابِيُّ أبُو مَوسَى أَوْ أبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ كَيْفَ أَعْرِفُ اسْمَهُ؟
أَقُولُ لَكَ: المِزِّيُّ رحمه اللّه إِذَا جَاءَهُ مِنْ
مَوْضِعِهِ فِي الكُنَى ذَكَرَهُمْ ثُمَّ وَضَعَ كَلِمَةَ يُسَاوِي وَرَجَعَكَ
عَلَى الأَسْمَاءِ. وَسَأُبَيِّنُ لَكُمْ: يَقُولُ مَثَلاً:
أَبُو الدَّرْدَاءِ يُسَاوِي عُوَيْمِرٌ.
أَبُو جُحَيْفَةَ يُسَاوِي
وَهَبٌ.
يَعْني تَرْجِعُ إِلَى حَرْفِ الوَاوِ، تَرْجِعُ بِالطَّرِيقَةِ
هَذِهِ، والقَاعِدَةُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا لَكَ، الصَّحَابِيُّ المَشْهُورُ
والتَّابِعِيُّ المَشْهُورُ بِكُنْيَتِهِ وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي اسْمِهِ مَثْلَ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ قَيْسٍ أَوْ أبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَوْ
غَيْرُهُمْ، يَذْكُرْهُمْ فِي الأَسْمَاءِ.
لاحِظْ أبُو ذَرٍ اسْمُهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَلَا يُعْرَفُ
فَذَكَرَهُ بِالكُنَى أَبُو ذَرٍ مَا حَقَّقَ الِاسْمَ، حَقَّقَ الكُنْيَةَ جَاءَ
بِهِ لِأَنَّهُ غَيْرُ مَعْروفٍ اسْمُهُ تَحْدِيداً وَجَعَلَه بِالكُنْيَةِ هَؤُلَاءِ
أَبُو خَمِيرٍ أَبُو الحَمْرَاءِ كُلُّ هَذِهِ كُنَاهُمْ مَضْبُوطَةٌ مَشْهُورِينَ
وَلَا تُعْرَفُ أَسْمَاءُهُمْ، لَكِنْ أَبُو الدَّرْدَاءِ اسْمُهُ عُوَيْمِرٌ
فَوَضَعَهُ فِي حَرْفِ العَيْنِ وَهَكَذَا، الحَدِيثُ لَيْسَ بِالضَّرُورَةِ
أَنَّهُ يَكُونُ نَفَسَ اللَّفْظِ لِمَاذَا؟
إِذَا كَانَ السِّنْدُ صَوَابًا تُقَدِّمُ بَابَيْنِ
أَوْتُأَخِّرُ بَابَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ لَا تَنْشَغِلَ بِالمَتْنِ،
عَلَيْكَ بِالسَّنْدِ الآنَ قُلْتُ حَتَّى تَعْرِفَ الإِجَابَةَ أَوِ الوُصُولَ
الصَّحِيحَ لَا بُدَّ أَنْ تَصِلَ إِلَى نَفْسِ السَّنَدِ الَّذِي أَعْطَاكَ
إِيَّاهُ كَيْفَ إِذَا لَمْ تَعْرِفَ الرَّاوِي عَنِ الصَّحَابِي، إِنْ كَانَ
الصَّحَابِيُّ غَيْرَ مُكْثِرٍ وَهُمْ أَكْثَرِيَّةٌ مِنَ الصَّحَابَة تَسْتَطِيعُ
أَنْ تَسْتَعْمِلَ «التُّحْفَةَ» بِفَوَائِدَ كَبِيرَةٍ جِداً أَمَّا إِنْ كَانَ
الصَّحَابِيُّ مُكْثِرًا فَلَا بُدَّ أَنْ تَعْرِفَ الرَّاوِي عَنِ الصَّحَابِيِّ
وَفِي أَحْيَانٍ لَا بُدَّ أَنْ تَعْرِفَ مَنِ الرَّاوِي عَنِ الرَّاوِي عَنِ
الصَّحَابِيِّ وَفِي أَحْيَانٍ قَلِيلَةٍ كَمَا هُنَا تَحْتَاجُ أَنْ تَعْرِفَ مَنِ
الرَّاوِي عَنِ الرَّاوِي عَنِ الرَّاوِي عَنِ الصَّحَابِي، كَيْفَ تَعْرِفُونَ
هَذَا الإِسْنَادَ؟
هَذَا السُّؤَالُ سَأَلَهُ كَثِيرٌ مِنَ الإِخْوَانِ: مَا
اخْتَلَفْنَا هَذَا مَوْضُوعٌ مُهِمٌّ لَكِنْ كَيْفَ أَعْرِفُ الإِسْنَادَ؟ كَيْفَ
أَعْرِفُ أَن الرَّاوِي فُلَانٌ بْنُ فُلَانٍ؟
أَقُولُ: فِي هَذِهِ الحَالَةِ لَا بُدَّ أَنْ تَسْتَعْمِلَ
طَرِيقَةً مِنْ طُرُقِ التَّخْرِيجِ الأَرْبَعَةِ السَّابِقَةِ، وَتُخَرِّجُ
الحَدِيثَ مِنْ خِلالِهَا، فَإِذَا وَصَلْتَ مَثَلاً إِلَى فَهَارِسِ قَواعِدِ
أَحَادِيثِ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» وَجَدْتَ حَدِيثَ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ»،
تَبْحَثُ بِالإِسْنَادِ هَذَا عَلَى «التُّحْفَةِ» يُحِيل
ُ
كَ إِلَى كُتُبٍ أُخْرَى فِي بَرْنَامَجٍ فِي الحَاسِبِ الآلِّي وَقَدْ طَبَعَتْهُ مُؤَسَّسَةُ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَن ِالفِرْيَانِ رحمه اللّه الخَيْرِيَّةُ، يَعْنِي تَبَرَّعَ بِهِ أَبْنَاءُهُ يُوَزِّعُونَهُ مَجَّاناً، بَرْنَامَجٌ حَاسُوبِيٌّ لَكِنِ الإِشْكَالِيَّةُ فِي أَنَّهُ يَخْدُمَ «التُّحْفَةَ» فَقَطْ، تَكْتُبُ اسْمَ الإِسْنَادِ أَوْ تَكْتُبُ المَتْنَ وَتَضْغَطُ عَلَى زِرٍّ يَخْرُجُ لَكَ الَّذِي فِي «التُّحْفَةِ» وَيُعْطِيكَ الإِحَالاتِ دَقِيقَةً، وَلَيْسَ فِيهَا إِشْكَالٌ لَكِنْ أَقُولُ: وَإِنْ كَانَ البَرْنَامَجُ طِيِّبٌ وَجَزَى اللّهُ خَيْرًا مَنْ سَاهَمَ فِي نَشْرِهِ، لَكِنِ البَرَامِجُ الحَاسِبِيَّةُ الأُخْرَى تُغْنِي عَنْ هَذَا البَرْنَامَجِ فِي وِجْهَةِ نَظَرِي مَا هَذَا بِذِي أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ لَكِنْ مَنْ يُرِيدُ هَذِهِ النُّسْخَةَ فَلْيَحْتَفِظْ بِهَا، فَإِنَّهَا مُفِيدَةٌ تَسْتَفِيدُ مِنْهَا فِي الثَّلَاثِ مَشَاكِلٍ.
ُ
كَ إِلَى كُتُبٍ أُخْرَى فِي بَرْنَامَجٍ فِي الحَاسِبِ الآلِّي وَقَدْ طَبَعَتْهُ مُؤَسَّسَةُ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَن ِالفِرْيَانِ رحمه اللّه الخَيْرِيَّةُ، يَعْنِي تَبَرَّعَ بِهِ أَبْنَاءُهُ يُوَزِّعُونَهُ مَجَّاناً، بَرْنَامَجٌ حَاسُوبِيٌّ لَكِنِ الإِشْكَالِيَّةُ فِي أَنَّهُ يَخْدُمَ «التُّحْفَةَ» فَقَطْ، تَكْتُبُ اسْمَ الإِسْنَادِ أَوْ تَكْتُبُ المَتْنَ وَتَضْغَطُ عَلَى زِرٍّ يَخْرُجُ لَكَ الَّذِي فِي «التُّحْفَةِ» وَيُعْطِيكَ الإِحَالاتِ دَقِيقَةً، وَلَيْسَ فِيهَا إِشْكَالٌ لَكِنْ أَقُولُ: وَإِنْ كَانَ البَرْنَامَجُ طِيِّبٌ وَجَزَى اللّهُ خَيْرًا مَنْ سَاهَمَ فِي نَشْرِهِ، لَكِنِ البَرَامِجُ الحَاسِبِيَّةُ الأُخْرَى تُغْنِي عَنْ هَذَا البَرْنَامَجِ فِي وِجْهَةِ نَظَرِي مَا هَذَا بِذِي أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ لَكِنْ مَنْ يُرِيدُ هَذِهِ النُّسْخَةَ فَلْيَحْتَفِظْ بِهَا، فَإِنَّهَا مُفِيدَةٌ تَسْتَفِيدُ مِنْهَا فِي الثَّلَاثِ مَشَاكِلٍ.
«التُّحْفَةُ» عَلَى
كُلِّ حَالٍ فِيهَا بَعْضُ الإِشْكَالاتِ وَالإِشْكَالُ الأَكْبَرُ فِي الوصُولِ
لِلْكُتُبِ وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أُدْخِلَكُمْ فِي بَعْضِ القَضَايَا
الصَّعْبَةِ قَلِيلًا هِي تُشَكِّلُ 4% مِنَ الكِتَابِ، لَكِنْ مَعَ الوَقْتِ
أَنَتَ تَسْتَفِيدُ مِنْهَا، كَيْفَ تَسْتَفِيدُهَا؟
تُحَاوِلُ أَنْ تُخَرِّجَ خَمْسَ أَمْثِلَةٍ، عَشَرَةَ
أَمْثِلَةٍ، عِشْرِينَ مِثَالاً، سَتَجِدُ وَاحِدًا مِنْ هَذِهِ الأَمْثِلَةِ
فِيهِ إِشْكَالٌ، إِتَّصِلْ عَلَيَّ، أَوْ عَلَى أَيِّ شَخَصٍ مُخْتَصِّ،
يُوَضِّحُ لَكَ مَا هَوَ الإِشْكَالُ، وَكَيْفَ تَحُلُّهُ.
مِثْلُ الخَطَأِ الَّذِي نَبَّهْنَا عَلَيْهِ أَنَّ نَافِعًا
لَمْ يَكُنْ يَحْمِلُ نَجْمَةً وَكَانَ يَحْمِلُ نَجْمَتَيْنِ، فَالخَطَأُ هَذَا
لَا يُمْكِنُ أَنْ تَقَعَ فِيهِ مَرَّةً ثَانِيَةً وَبِالطَّرِيقَةِ هَذِهِ
تَتَفَادَى شَيْئاً كَثِيرًا بِإِذْنِ اللّهِ.
بِهَذَا نَكُونُ انْتَهَيْنَا مِنَ الأَمْثِلَةِ.
أُحِبُّ أَنْ أُنَبِّهَ الإِخْوَانَ أَن أَحَدَكُمْ تَكَلَّمَ
عَنْ مَسْأَلَةِ التَّصْوِيرِ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنَا قُلْتُ لَكُمْ: وَاللَّهِ
أَنَا كَارِهٌ، وَأَوَّلُ مَرَّةٍ فِي حَيَاتِي أُصَوِّرُ، وَحَتَّى أَبْنَائِي
يَعْرِفُونَ أَنَّنِي لَا أُصَوِّرُ وَلَا بِالجَوَّالِ، لَكِنِ الأِخْوَةُ لَهُمْ
وِجْهَةُ نَظَرٍ.
وَبِالمُنَاسَبَةِ أَهْدَانِي أَحَدُ الأِخْوَةِ طَلَبَةُ
العِلْمِ بِالأَمْسِ كِتَابًا، وَكُنْتُ أَقَرَأُهُ وَأَنَا أُرَاجِعُ فِي
السَّيَّارَةِ، أَقَرَأُ الفَوَائِدَ مِنْ كَلَامِ شَيْخِنَا ابْنِ بَازٍ فَكَانَ
مِنْ ضِمْنِ الفَوَائِدِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّصْوِيرِ؟
فَقَالَ لَا بَأْسَ بِالتَّصْوِيرِ؛ لِأَنَّ الصُّورَةَ فِيهِ
مَا هِيَ بِثَابِتَةٍ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ فِيهَا مَصْلَحَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ،
لَا حَرَجَ فِي ذَلِكَ. كَلَامُ الشَّيْخِ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ بَازٍ،
وَالكِتَابُ مَوْجُودٌ، فَتَاوَي الشَّيْخِ رحمه اللّه، وَهُوَ مَشْهُورٌ عَنِ
الشَّيْخِ فِي آخِرِ سِنِينِ عُمُرِهِ، كَانَ يَقُولُ المَصْلَحَةُ تَقْتَضِي
ذَلِكَ لَا حَرَجَ، خَاصَّةً أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ صُوَرٌ تُرَى، لَيْسَ فِيهِ
صُوَرٌ يَرَاهَا الرَّائِي، هَذَا رَأْيُ شَيْخِنَا رَحْمَةُ اللّهِ عَلَيْهِ.
السُّؤَالُ: كَيْفَ تَقُولُ يَا
شَيْخُ إِنَّ صَاحِبَ «فَتْحِ البَارِي» إِذَا أَتَى بِحَدِيثٍ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ
عَنْهُ إِنَّهُ يَكُونُ حَدِيثًا أَقَلَّ أَحْوَالِهِ أَنَّهُ حَسَنٌ، إِنَّهُ
يَحْتَجُّ بِهِ؟
الجَوَابُ: أَنَا مَا
أَقُولُ أَنِّي أُحَسِّنُهُ وَلَا يُحَسِّنُهُ العُلَمَاءُ الآخَرِينَ، أَقُولُ
إِنَّ ابْنَ حَجَرٍ التَزَمَ أَنْ لَا يَأْتِي بِحَدِيثٍ إِلَا وَهُوَ مُحْتَجٌّ
بِهِ، فَإِذَا وَجَدْتَ حَدِيثًا سَكَتَ عَنْهُ ابْنُ حَجَرٍ فَعَلَى شَرْطِهِ
الَّذِي شَرَطَهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ، واللَّازِمُ أَنْ تَقُولَ أَنَّ ابْنَ
حَجَرٍ احْتَجَّ بِهِ، أَمْ لَا يَلْزَمُ ابْنَ حَجَرٍ سَكَتَ عَنْ أَحَادِيثٍ هِي
وَاهِيَةٍ فِيهَا ضَعِيفَةٌ لَكِنْ أَنَا ذَكَرْتُ هَذَا الكَلَامَ فِي مَعْرِضِ
كَلَامِي عَنْ فَوَائِدِ التَّخْرِيجِ وَأَنَّكَ مِنْ خِلَالِهِ تَسْتَطِيعُ أَنْ
تَسْتَفِيدَ، تَعَرِفُ التَّصْحِيحَاتِ للْأَئِمَّةِ عَلَى الأَحَادِيثِ.
السُّؤَالُ: هَلْ يُمْكِنُ
الاسْتِدْلالُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ؟
الجَوَابُ: القَوْلُ الحَقُّ عِنْدَ
أَئِمَّةِ السُّنَّةِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الاسْتِدْلالُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ.
السُّؤَالُ: هَلْ يُشْتَرَطُ
لِوُجُودِ كُلِّ الأَطْرَافِ أَنْ نَأْتِي كُلَّ الكُتُبِ المَوْجُودَةِ
بِالأَطْرَافِ؟
الجَوَابُ: نَعَمْ لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ نَفَسِ الكُتُبِ.
السُّؤَالُ: لَوْ أَرَادَ أَحَدٌ
أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى كِتَابٍ وَاحِدٍ فِي التخريجِ، يَأْخُذُ «المُعْجَمَ» مثلاً
أَوِ «التُّحْفَةَ» مَثَلاً أَو ما إِلَى ذَلِكَ، فَهَلْ هَذَا يَكْفِي؟
الجَوَابُ: نَعَمْ يَكْفِي إِلَى حَدٍّ ما، لَكِنْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَجْمَعَ
الفَوَائِدَ كُلَّهَا وَيَقِفُ عَلَى أَحَادِيثٍ فِي كُتُبٍ كَثِيرَةٍ أَوْ
شُرُوحٍ كَثِيرَةٍ فَعَلَيْهِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى هَذِهِ الكُتُبِ كُلِّهَا.
السُّؤَالُ: نَحْنُ طُلَّابُ
العِلْمِ فِي حَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى البَرَامِجِ الإِلِكْتُرُونِيَّةِ
وَالمَوْسُوعَاتِ الحَدِيثِيَّةِ الآنَ، لَا سِيَّمَا كَثِيرٌ مِنْ طُلَّابِ
العِلْمِ وَالبَاحِثِينَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهَا فَلَا بُدَّ مِنَ الإِشَارَةِ
لَهَذِهِ البَرَامِجِ حَتَّى نَعْلَمَ مَا هُوَ الجَيِّدُ والرَّدِيءُ، وَاللَّهُ
يَحْفَظُكُمْ وَيَرْعَاكُمْ.
الجَوَابُ: البَرَامِجُ
الحَاسُوبِيَّةُ كَثِيرَةٌ فِي السَّوقِ، أَشْهَرُهَا بَرَامِجُ مَوْسُوعَةُ
الالفِيَّةِ مَكْتَبَةُ التُّرَاثِ، هَذِهِ مِنْ أَشْهَرِهَا وأَيْضًا مَوْسُوعَةُ
حَرْفٍ الكُتُبُ السِّتَّةُ الَّتِي كَانَتْ صَخْرٌ سَابِقاً، وأيْضاً مَوْسُوعَةُ
العَرِيسِ، وَمَوْسُوعَةُ هِبَةُ الجَزِيرَةِ، وَمَوْسُوعَةُ الآفَاقِ
لِلْبَرْمَجِيَّاتِ الَّتِي ظَهَرَتْ فِي مِصْرَ أَخِيراً، وَمَْوسُوعَةُ
المَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ، وَهُنَاكَ أَيْضًا مَوْسُوعَاتٌ أُخْرَى مَوْجُودَةٌ
لَكِنْ لَيْسَتْ بِالحَجْمِ الكَبِيرِ، كُلُّ مَوْسُوعَةٍ لَهَا مَيْزَةٌ وَلَهَا
سَلْبِيَّةٌ، لَنْ أَسْتَطِيعَ أَنْ أُلَخِّصَ لَكُمْ هَذَا فِي لَحَظَاتٍ.
سَأُعْطِيكَ أَمْثِلَةٌ قَدْ وَقَفْتُ عَلَيْهَا، إِنِّي
أَطْلُبُ تَخْرِيجَ وَيُوجَدُ فِي مَوْسُوعَةٍ وَتُوجَدُ بِنَفَسِ الكَلَامِ فِي غَيْرِهَا
لِمَا فِيهِ مِنْ تَفَاوَتٍ فِي العَمَلِ، كَمَا تَفَاوَتَ «المُعْجَمِ
المُفَهْرَسِ» و«مُفْتَاحِ كُنُوزِ السُّنَّةِ» فِي الدِّقَّةِ. الأَخْطَاءُ
المَطْبَعِيَّةُ كَثِيرَةٌ فِيهَا أَيْضًا.
أَنَا عِنْدَمَا أَوْصِي لِطُلَّابِ العِلْمِ بِمَوْسُوعَةِ المَكْتَبَةِ
الشَّامِلَةِ، فِيهَا عَيْبٌ كَبِيرٌ، أَنَا أُرِيدُ لِلْبَاحثِ أَنْ يَرَى
المَعْلُومَاتِ أَيْنَ مَوْجُودَةٌ مَوْسُوعَةُ المَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ
مَيْزَتُهَا أَنَّهَا وَقْفِيَّةٌ مَجَّانِيَّةٌ وَفِيهَا كُتُبٌ كَثِيرَةٌ جِداً
وَتَخْدُمُ أَهَمَّ الكُتُبِ الحَدِيثِيَّةِ، وَهِي مَوْجُودَةٌ عَلَى عَدَدٍ مِنَ
المَوَاقِعِ، مِثْلَ: مُلْتَقَى أَهْلِ الحَدِيثِ وَغَيْرِهِ، وَتُوَزَّعُ
أَقْرَاصٌ مَجَّانِيَّةٌ أَيْضًا، أَنَا أَنْصَحُكُمْ بَادِرُوا بِالإِسْتِفَادَةِ
مِنْهَا، لَكِنْ فِيهَا عَيْبٌ كَبِيرٌ وَهُوَ أَنَّ البَاحِثَ الَّذِي يُرِيدُ
إِحَالَةً إِلَى الصَّفَحَاتِ والأَجْزَاءِ لَا يَسْتَطِيعُ الوصُولَ إِلَى
الأَجْزَاءِ وَالصَّفَحَاتِ؛ لِأَنَّهُمْ أَحَالُوا إِلَى الكُتُبِ
الإِلِكْتُرُونِيَّةِ مَبْذُولَةً فِي السَّاحَةِ العَالَمِيَّةِ لِلإنْتَرْنِتْ،
بَيْنَمَا مَوْسُوعَةِ التُّرَاثِ مَثَلاً لِلالفِيَّةِ اعْتَمَدُوا عَلَى
المَطْبُوعَاتِ، فَأَنْتَ مِنْ خِلَالِ رُجُوعِكَ إِلَى الالفِيَّةِ، تَسْتَطِيعُ
الرُّجُوعَ إِلَى المَطْبُوعَاتِ بِنَفَسِ الرَّقْم الَّذِي عِنْدَكَ، وَإِنْ
كَانَتِ الأَخْطَاءُ عِنْدَهُمْ كَبِيرَة
ً
جداً جداً جداً جداً الأ
َ
خ
ْ
ط
َ
اءُ المَطْبَعِيَّةُ عِنْدَهُم لَا تَكَادُ تَذْكُرُ
فِي الصَّفْحَةِ الوَاحِدَةِ كَيْفَ أَجِدُهَا بِالإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ
التَّرْقِيمَ أَحْيَانًا فِيهِ أَخْطَاءٌ، تَرْقِيمُ الأَجْزَاءِ والصَّفَحَاتِ،
خَسَارَةٌ، مِثْلَ مَوْسُوعَةُ الحَدِيثِ لِبَسْيُونِي زَغْلُول الَّتِي قُلْتُ
لَكُمْ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهَا مُهِمَّةٌ فِي الأَطْرَافِ النَّبَوِيَّةِ إِلَا
أَنَّهَا كَثِيرَةُ الأَخْطَاءِ فِي الِانْتِفَاعِ بِهَا؛ وَلِأَنَّ الَّذِينَ
عَمِلُوا فِيهَا كَثِيرِينَ وَكَانُوا يُنْزِلُونَ الكُتُبَ بِالمَاسِحِ
الضَّوْئِيِّ كَمَا نَزَّلُوا الصُّورَ هَذِهِ وَتُعَالَجُ بِالحَذْفِ، هَذَا
أَخَذُوا كُتُبًا مُحَقَّقَهً وَكُتُبًا غَيْرَ مُحَقَّقَةِ المُتَاحَةِ لَهُمْ
هُمْ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ حَتَّى الآنَ لِلأسَفِ الجِهَاتُ العِلْمِيَّةُ لَمْ
تَقُمْ بِخِدْمَةِ السُّنَّةِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ خِدْمَة عِلْمِيَّةً
مُتَأَنِّيَةً، أَفْضَلُ هَذِهِ المَوْسُوعَاتِ بِدِقَّةِ الإِحَالَةِ وَقِلَّةِ
الأَخْطَاءِ هِيَ مَوْسُوعَةُ حَرْفٍ لِلْكُتُبِ التِّسْعَةِ الَّتِي كَانَتْ تُسَمَّى
صَخْرًا،
وَأَنْصَحُكُمُ الآنَ بِاقْتِنَاءِ هَذِهِ النُّسْخَةِ، بَعْدَ الشَّامِلَةِ
نُسْخَةُ حَرْفٍ لِلْكُتُبِ التِّسْعَةِ الَّتِي كَانَتْ تُبَاعُ سَابِقاً بِاسْمِ
صَخْرٍ، اشْتَرَوْهَا مِنْهُمْ لِأَنَّهُ عَمَلَ عَلَيْهَا
مَجْمُوعَةٌ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ وَدُقِّقَتْ وَحُرِّرَتْ إِلَى حَدِّ 95%
مِنْهَا دَقِيقَةٌ جِداً، وَهِي مُطَابِقَةٌ لِلْكُتُبِ التِّسْعَةِ فِي الَّتِي
خِدْمَةٌ فِي المَكْتَبِ مِنَ «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ»، بِالإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ فِيهَا مَيْزَةً أَنَّهَا صَوَّرَتْ
شَجَرَةَ الإِسْنَادِ كَأَنَّ طَرِيقَةَ الإِسْنَادِ تَرْبُطُكَ بِالأَسَانِيدِ، تُعْطِيكَ
تَرَاجِمَ
لِلرُّواةِ،أَحْكَامٌ
عَلَى الأَحَادِيث، فِيهَا فَوَائِدٌ كَثِيرَةٌ جِداً، فَأَنَا أَنْصَحُكُمُ الآنَ
بَادِئَ ذِي بِدْءٍ بِاقْتِنَاءِ مَوْسُوعَةِ حَرْفٍ لِلْكُتُبِ التِّسْعَةِ
بِالإِضَافَةِ إِلَى المَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ لِتَكْمِيلِ الفَائِدَةِ فَقَط.
ً
جداً جداً جداً جداً الأ
َ
خ
ْ
ط
َ
اءُ المَطْبَعِيَّةُ عِنْدَهُم لَا تَكَادُ ت
وَإِنْ شَاءَ اللّهُ إِنْ فَتَحَ اللّه لَنَا وَلَكُمْ فِي
الأَجَلِ وَأَعَانَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا عَقَدْنَا دَوْرَةً لِمُدَّةِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ عَرَضْنَا لَكُمْ نَمَاذِجَ
بِالحَاسِبِ بِالشَّاشَةِ كَيْفَ تَسْتَفِيدَ مِنْ كُلِّ الأَشْيَاءِ، فِيهَا
طُرُقٌ بَحْثِيَّةٌ رَاقِيَةٌ أَنَتَ تَقْدِرُ أَنْ تَبْحَثَ بِجَذْرِ الكَلِمَةِ
بِأَوَّلِهَا، بِنُصُوصِ الصَّحَابِيِّ، بِطَرَفِ الإِسْنَادِ، تَبْحَثُ
بِالعُنْوَانِ، تَبْحَثُ بِالمَوْضُوعِ، كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟ كَيْفَ
تَقُصُّ وَتَنَسَخُ عَلَى الوورْدِ؟ كَيْفَ تَرْجِعُ؟ كَيْفَ تُورِدُ مَلَفَّاتٍ
فِيهَا خَدَمَاتٍ وَضَعْنَاهَا أَمَامَكَ لِأَنَّهَا مُفِيدَةٌ جِدًّا،
تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْهَا، لَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أشْرَحَهَا
لَكُمْ فِي خَمْسِ دَقَائِقٍ وَلَا عَشَرَةٍ.
السُّؤَالُ: نَوَدُّ مِنْكُمْ ذِكْرَ
بَعْضِ الم
ُ
ؤ
َ
ل
َّ
ف
َ
اتِ فِي فَهْرَسَةِ أَلفَاظِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
ُ
ؤ
َ
ل
َّ
ف
َ
اتِ فِي فَهْرَسَةِ أَلفَاظِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
الجَوَابُ: لَيْسَ لِي عَلَاقَةٌ
بِهَا.
السُّؤَالُ: هَلْ سُنَنُ
النَّسَائِيِّ الكُبْرَى مَطْبُوعٌ أَمْ لا؟
الجَوَابُ: مَطْبُوعَةٌ.
السُّؤَالُ: هَلْ هُنَاكَ مَوَاضِعٌ
لُوحِظَ عَلَى صَاحَبِ كِتَابِ «المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ» مُخَالِفٌ فِيهَا
قَوَاعِدَ الإِسْلَامِ؟
الجَوَابُ: اللّهُ أَعْلَمُ، وَإِنْ
كَانُوا نَصَارَى وَهَمْ أَعْدَاءٌ لَنَا كَفَانَا اللّهُ شَرَّهُمْ، إِلَا أَنَّ
اللّهَ أَمَرَنَا بِالعَدْلِ حَتَّى مَعَ أَعْدَائِنَا، وَالقُرْآنُ لَمَّا ذَكَرَ
اليَهُودَ شِرَارَ الخَلْقِ قَالَ ﴿وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ﴾ وَيَقْصِدُ
اليَهُودَ، وَإِنْ كَانُوا هُمُ الَّذِينَ فِي الزَّمَنِ النَّبَوِيِّ ﴿وَمِنْ
أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ﴾([161])
الشَّيْءُ الكَثِيرُ يَعْنِي يُؤَدِّيهِ إِلَيْكَ ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ
تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ﴾([162])
إِلَيْكَ، قَسَمَهُمْ قِسْمَيْنِ ثُمَّ جَعَلَ القِسْمَ الثَّانِي قَسَمَهُ
أَيْضًا قِسْمَيْنِ قَالَ ﴿إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا﴾ بَعْضُهُمْ
إِذَا الحَحْتَ عَلَيْهِ طَلَبَ الدَّيْنَ الَّذِيِ عَلَيْهِ يَدْفَعُ،
وَبَعْضُهُمْ لايَدْفَعُ، انْظُرِ الدِّقَّةَ فِي العَدْلِ ﴿وَلَا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾([163]).
السُّؤَالُ: هَلْ أَكْثَرُ الحَدِيثِ
الغَرِيبِ ضَعِيفٌ أَوْ مَظَنَّةُ الضَّعْفِ؟
الجَوَابُ: نَعَمْ الأَحَادِيثُ
الغَرَائِبُ كَانُوا يَكْرَهُونَهَا، غَرَابَةَ اللَّفْظِ أَوْ غَرَابَةَ
الإِسْنَادِ كُلَّهَا مَظَنَّةَ الضَّعْفِ.
بِالنِّسْبَةِ لِطَبَعَاتِ الكُتُبِ السِّتَّةِ كَثِيرٌ
مِنْكُمْ يَسْأَلُ عَنْهَا، أَحَسَنُ طَبْعَةٍ لـ«صَحِيحِ البُخَارِي» هِيَ
الطَّبْعَةُ السُّلْطَانِيَّةُ، لَكِنِ المُشْكِلَةُ أَنَّهَا غَيْرُ مَوْجُودَةٍ
وَلَكِنَّهَا صُورَةٌ وَرَقْمُهَا رَجَلٌ اسْمُهُ: زُهَيْرُ النَّاصِرُ
بِالمَدِينَةِ رَقْمُهُ صُورَةٌ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، إِذَا اسْتَطَعْتُمُ
الحُصُولَ عَلَيْهَا فَهَذِهِ أَفْضَلُ طَبْعَةٍ، أَرْبَعُ م
ُ
ج
َ
ل
َّ
د
َ
اتٍ كِبَارٍ فَإِذَا لَمْ تَجُدُوا هَذِهِ فَخُذُوا النُّسْخَةَ الَّتِي رَقَّمَهَا مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي فِي طَبَعَاتٍ أَفْضَلَ مِنْهَا طَبْعَةُ الغُلافِ القَدِيمَةِ هَذِهِ نَادِرَةٌ لَيْسَتْ مَوْجُودَةٌ أبدًا حَتَّى نَحْنُ لَمْ نَحْصُلْ عَلَيْهَا، «صَحِيحُ مُسْلِمٍ» أَوَّلُ نُسْخَةٍ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا وَرَقَّمَهَا مُحَمَّد فُؤَاد عبْدِ البَاقِي مَطْبُوعَةٌ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ وَفِي آخِرِهَا فِهْرِسٌ مُجَلَّدٌ خَامِسٌ. ////«سنن الترمذي» مُصْطَفى البَابِي الحَلَبِيّ الَّتِي حَقَّقَ الجُزْءَ الأُوَلَ مِنْهَا وَالثَّانِي أَحَمَد شَاكِر وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي والخَامِسُ إِبْرَاهِيم عَطْوَة، فَهِيَ خَمْسَةُ مُجَلَّدَاتٍ مُصْطَفى البَابِي الحَلَبِيّ طَبْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» هُنَاكَ نُسْخَةٌ تَحْقِيقُ عِزَّت عَبِيد وعَادِل السَّيِّد تَحْقِيقُهُمْ دَارُ المَأْمُونِ، عِبَارَةٌ عَنْ خَمْسِ مُجَلَّّدَاتٍ هِي جَيِّدَةٌ، ظَهَرَتْ نُسْخَةٌ لِمُحَمَّد عَوَّامَة أَيْضًا نُسْخَةٌ مُرَقَّمَةٌ وَجَيِّدَةٌ وَمَحَقَّقَةٌ «سُنَنُ النَّسَائِيِّ» نُسْخَةُ مَكْتَبَةِ إِحْيَاءِ التُّراثِ فِيهِ تَرْقِيمَاتٍ رَقَّمَهَا أبو غدَّة عَلَيْهَا التَّرْقِيمَاتُ تُفِيدُكُمْ فِي الكُتُبِ هَذِهِ وَقُلْنَا بِالنِّسْبَةِ لـ«سنن ابن ماجه» فَإِمَّا تَأْخُذُونَ نُسْخَةَ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي، تَرْقِيمُهُ مُجَلِّدَيْنِ لَكِنْ فِيهِ أَخْطَاءٌ حَقِيقَةٌ لَكِنْ مَيْزَتُهَا مُطَابِقَةٌ لِلأرْقَامِ المَوْجُودَةِ فِي الكُتُبِ، أَوِ الأَفْضَلُ تَأْخُذُونَ نُسْخَةَ بَشَّار عَوَّاد فِي «سنن ابن ماجه» أَظُنُّهَا مُجَلَّدَيْنِ.
ُ
ج
َ
ل
َّ
د
َ
اتٍ كِبَارٍ فَإِذَا لَمْ تَجُدُوا هَذِهِ فَخُذُوا النُّسْخَةَ الَّتِي رَقَّمَهَا مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي فِي طَبَعَاتٍ أَفْضَلَ مِنْهَا طَبْعَةُ الغُلافِ القَدِيمَةِ هَذِهِ نَادِرَةٌ لَيْسَتْ مَوْجُودَةٌ أبدًا حَتَّى نَحْنُ لَمْ نَحْصُلْ عَلَيْهَا، «صَحِيحُ مُسْلِمٍ» أَوَّلُ نُسْخَةٍ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا وَرَقَّمَهَا مُحَمَّد فُؤَاد عبْدِ البَاقِي مَطْبُوعَةٌ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ وَفِي آخِرِهَا فِهْرِسٌ مُجَلَّدٌ خَامِسٌ. ////«سنن الترمذي» مُصْطَفى البَابِي الحَلَبِيّ الَّتِي حَقَّقَ الجُزْءَ الأُوَلَ مِنْهَا وَالثَّانِي أَحَمَد شَاكِر وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي والخَامِسُ إِبْرَاهِيم عَطْوَة، فَهِيَ خَمْسَةُ مُجَلَّدَاتٍ مُصْطَفى البَابِي الحَلَبِيّ طَبْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» هُنَاكَ نُسْخَةٌ تَحْقِيقُ عِزَّت عَبِيد وعَادِل السَّيِّد تَحْقِيقُهُمْ دَارُ المَأْمُونِ، عِبَارَةٌ عَنْ خَمْسِ مُجَلَّّدَاتٍ هِي جَيِّدَةٌ، ظَهَرَتْ نُسْخَةٌ لِمُحَمَّد عَوَّامَة أَيْضًا نُسْخَةٌ مُرَقَّمَةٌ وَجَيِّدَةٌ وَمَحَقَّقَةٌ «سُنَنُ النَّسَائِيِّ» نُسْخَةُ مَكْتَبَةِ إِحْيَاءِ التُّراثِ فِيهِ تَرْقِيمَاتٍ رَقَّمَهَا أبو غدَّة عَلَيْهَا التَّرْقِيمَاتُ تُفِيدُكُمْ فِي الكُتُبِ هَذِهِ وَقُلْنَا بِالنِّسْبَةِ لـ«سنن ابن ماجه» فَإِمَّا تَأْخُذُونَ نُسْخَةَ مُحَمَّد فُؤَاد عَبْدِ البَاقِي، تَرْقِيمُهُ مُجَلِّدَيْنِ لَكِنْ فِيهِ أَخْطَاءٌ حَقِيقَةٌ لَكِنْ مَيْزَتُهَا مُطَابِقَةٌ لِلأرْقَامِ المَوْجُودَةِ فِي الكُتُبِ، أَوِ الأَفْضَلُ تَأْخُذُونَ نُسْخَةَ بَشَّار عَوَّاد فِي «سنن ابن ماجه» أَظُنُّهَا مُجَلَّدَيْنِ.
السُّؤَالُ: نَرْجُوا أَنْ تَقُولَ
لَنَا مَا هِيَ الجَمْعِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ؟
الجَوَابُ: الجَمْعِيَّةُ
السُّعُودِيَّةُ هِيَ جَمْعِيَّةٌ تُع
ْ
ن
َ
ى ب
ِ
ن
َ
شْرِ السُّنَّةِ وَخِدْمَةِ سُنَّةِ النَّبِي صلى اللّه عليه وسلم، قَائِمٌ عَلَيْهَا بَعْضُ الإِخْوَانِ الطَّيِّبِينَ يَلْتَمِسُونَ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ مِنَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَعِينُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالنَّصِيحَةِ الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَى الجَمِيعِ وَبِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِالتَّثْبِيتِ والإِعَانَةِ.
ْ
ن
َ
ى ب
ِ
ن
َ
شْرِ السُّنَّةِ وَخِدْمَةِ سُنَّةِ النَّبِي صلى اللّه عليه وسلم، قَائِمٌ عَلَيْهَا بَعْضُ الإِخْوَانِ الطَّيِّبِينَ يَلْتَمِسُونَ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ مِنَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَعِينُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالنَّصِيحَةِ الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَى الجَمِيعِ وَبِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِالتَّثْبِيتِ والإِعَانَةِ.
السُّؤَالُ: كَيْف
َ
نَعْرِف
ُ
نَفْسَ الصَّحَابِيِّ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ مِثْلَ أَبِي ذَرٍ؟
َ
نَعْرِف
ُ
نَفْسَ الصَّحَابِيِّ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ مِثْلَ أَبِي ذَرٍ؟
الجَوَابُ: طَبْعًا هَذَا
يَعْتَمِدُ عَلَى مَعْرِفَتِكَ بِأَسْمَاءِ الرُّوَاةِ، أَنَتَ إِذَا وَجَدَتَ
أَيَّ مُشْكِلَةٍ تَرْجِعُ إِلَى كِتَابِ «تقريب التهذيب» لَابْنِ حَجَرٍ فِي
مُجَلَّدٍ أَوْ إِلَى «الكاشف» لِلذَّهَبِي فِي مُجَلَّدَيْنِ وَفِي آخِرِ
الكِتَابِ تَصِلُ لِفَصْلِ الكُنَى يَذْكُرُ لَكَ أَسْمَاءَ الكُنَى المَوْجُودَةُ
فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ كُلِّهَا، وَضَعَ لَكَ اسْمَهَا بِدُونِ أَيِّ إِشْكَالٍ،
فِي أَيِّ كِتَابٍ مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ وَجَدْتَ كُنْيَةً سَتَجِدُهَا فِي
آخِرِ «التقريب» أَوْ آخِرِ «الكاشف» أَيُّ اسْمٍ فِي أَيِّ إِسْنَادٍ هَوَ
تَابِعِيٌّ أَوْ تَابِعُ تَابِعِيٍّ أَوْ صَحَابِيٌّ تَجِدْهُ فِي هَذَا.
أَسْأَلُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى
وَصِفَاتِهِ العُلْيَا أَنْ يَكْتُبَ لَنَا الأَجْرَ جَمِيعًا، وَأَنْ يَغْفِرَ
لَنَا هَزْلَنَا وَخَطَئَنَا، وَيَهْدِينَا وَيَهْدِي بِنَا، إِنَّهُ جَوَادٌ
كَرِيمٌ، وَصَلَّى اللّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ.
([2]) عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين،
زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة قبل الهجرة بسنتين، وهي بنت سبع، وابتني بها بالمدينة وهي ابنة تسع، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير فقال: «إن
يكن هذا من عند الله يمضه» فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين، ولم ينكح صلى الله
عليه وسلم بكرًا غيرها، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة وكان
مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم
جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. توفيت
سنة ثمان وخمسين، ودفنت بالبقيع. انظر: الاستيعاب (2/108–110) أسد الغابة
(3/383-385) الإصابة (8/16-20).
([4]) محمد بن إدريس
بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الرازي، الإمام، الحافظ، الناقد، شيخ
المحدثين. كان من بحور العلم، طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف،
وجرح وعدل، وصحح وعلل. مولده سنة خمس وتسعين ومائة. وهو من نظراء البخاري ومن
طبقته. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء (13/248-263).
([5])عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد،
العلامة، ثقة حافظ. ولد سنة أربعين
ومائتين، أو إحدى وأربعين. كان - رحمه الله - قد كساه الله نورًا وبهاءً يسر من
نظر إليه. وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، وصنف في الفقه، وفي اختلاف الصحابة
والتابعين وعلماء الأمصار، وكان زاهدًا، يعد من الأبدال. توفي سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة، وله بضع وثمانون سنةً انظر: سير أعلام النبلاء (13/264-269).
([8]) أخرجه البخاري في كتاب النكاح- باب الشغار (5112)،
ومسلم في كتاب النكاح- باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه (1415)، وأبو داود في كتاب
النكاح- باب في الشغار (2074)، والترمذي في كتاب النكاح- باب ما جاء في النهي عن
نكاح الشغار (1124)، والنسائي في كتاب النكاح- باب الشغار (3334)، ومالك في
«الموطأ» كتاب النكاح- باب ما لا يجوز من النكاح (1134)، وأحمد في «مسنده» (2/7).
([9]) عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، أبو عبد
الرحمن، القرشي العدوي. أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم، لم يشهد بدرًا،
واختلف في شهوده أحدًا، والصحيح أن أول مشاهده الخندق، وشهد غزوة مؤتة مع جعفر بن
أبي طالب، وشهد اليرموك وفتح مصر وإفريقية. كان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم،
وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التحري والاحتياط
والتوقي في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه، وكان لورعه قد أشكلت عليه حروب علي وقعد
عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة، وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم كان بعد موته مولعًا بالحج إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين، بعد
قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر. انظر: الاستيعاب (1/289–291) أسد الغابة (2/153-155)
الإصابة (4/181-187).
([11]) محمد بن عبد الله بن محمد، أبو
بكر، ابن العربي. حافظ متبحر، وفقيه من أئمة المالكية، بلغ رتبة الاجتهاد. رحل إلى
المشرق، وأخذ عن الطرطوشي والإمام أبي حامد الغزالي، ثم عاد إلى مراكش وأخذ عنه
القاضي عياض وغيره. أكثر من التأليف. وكتبه تدل على غزارة علم وبصر بالسنة. انظر:
شجرة النور الزكية (ص136) الديباج (ص281).
([12]) أحمد بن علي بن محمد، شهاب
الدين، أبو الفضل، الكناني العسقلاني، المصري المولد والمنشأ والوفاة، الشهير بابن
حجر. من كبار الشافعية. كان محدثًا فقيهًا مؤرخًا، انتهى إليه معرفة الرجال
واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك. تصدى لنشر الحديث وقصر
نفسه عليه مطالعة وإقراء وتصنيفًا وإفتاء، وتفرد بذلك حتى صار إطلاق لفظ الحافظ
عليه كلمة إجماع. انظر: الضوء اللامع (2/36) البدر الطالع (1/87) شذرات الذهب
(7/270).
([13]) محمود بن أحمد بن موسى، أبو
الثناء وأبو محمد، قاضي القضاة، بدر الدين العيني. أصله من حلب، ومولده في عينتاب،
وإليها نسبته. فقيه حنفي، ومؤرخ من كبار المحدثين. كان فصيحًا باللغتين العربية
والتركية. برع في الفقه والتفسير والحديث واللغة والتاريخ وغيرها من العلوم. انظر:
الجواهر المضية (2/165) الفوائد البهية (ص207) شذرات الذهب (7 /286).
([14]) أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد
الملك بن أحمد، أبو العباس، القسطلاني القيتي المصري. محدث، مؤرخ، فقيه، ومقرئ،
ولد بمصر ونشأ بها. من تصانيفه: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، والمواهب اللدنية
في المنح المحمدية، ولطائف الإشارات في علم القراءات. انظر: شذرات الذهب (8/121) معجم المؤلفين (2/85)
الأعلام (1/221).
([18]) أحمد بن الحسين بن علي بن عبد
الله، أبو بكر، البيهقي. فقيه شافعي، حافظ كبير، أصولي نحرير، مكثر من التصنيف،
غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه، وهو أول من جمع نصوص الإمام الشافعي،
وكان من أكثر الناس نصرًا لمذهب الشافعي، قال إمام الحرمين في حقه: ما من شافعي
المذهب إلا وللشافعي عليه منة، إلا أحمد البيهقي فإن له على الشافعي منة. انظر:
طبقات الشافعية (3/3) وفيات الأعيان (1/75) شذرات الذهب (3/304).
([19]) إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء
بن كثير، أبو الفداء، الدمشقي الشافعي. مفسر، محدث، فقيه، حافظ، كان قدوة العلماء
والحفاظ، عمدة أهل المعاني والألفاظ. وسمع وجمع وصنف ودرَّس وألَّف، وكان له اطلاع
عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة
العلم في التاريخ والحديث والتفسير. انظر: شذرات الذهب (6/231) النجوم الزاهرة
(11/123).
([21]) عبد الله بن يوسف بن محمد بن
أيوب بن موسى، جمال الدين، الزيلعي. الإمام الإمام الحافظ الحبر الفقيه، تفقه وبرع
وأدام النظر والاشتغال وطلب الحديث واعتنى به فانتقى وخرج وألف وجمع. توفي سنة
اثنتين وستين وسبعمائة. انظر: ديوان الإسلام (1/47) حسن المحاضرة (1/359) الدرر الكامنة
(1/292) لحظ الألحاظ (1/88).
([23]) محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل،
الأنصاري، الإفريقي. الإمام اللغوي الحجة. خدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة، ثم ولي
القضاء في طرابلس، وعاد إلى مصر فتوفي بها. قال الصفدي : لا أعرف في كتب الأدب
شيئًا إلا وقد اختصره. من تصانيفه: لسان العرب ومختار الأغاني ومختصر تاريخ دمشق
لابن عساكر، ولطائف الذخيرة، ومختصر تاريخ بغداد. انظر: شذرات الذهب (6/26) فوات
الوفيات (4/496) الأعلام (7/329).
([28]) يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن
عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر، الإمام العلامة الحافظ الكبير، شيخ
المحدثين، عمدة الحفاظ، أعجوبة الزمان، جمال الدين أبو الحجاج بن الزكي أبي محمد
القضاعي الكلبي الحلبي ثم الدمشقي المزي. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة. قرأ شيئًا
من الفقه على مذهب الشافعي، وحصل طرفًا من العربية، وبرع في التصريف واللغة، ثم
شرع في طلب الحديث بنفسه، وله عشرون سنة، وسمع الكثير ورحل، وبرع في فنون الحديث،
وأقر له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقديم، وحدث بالكثير نحو خمسين سنة فسمع منه
الكبار والحفاظ. توفي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة. انظر: طبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة (3/74-76).
([29]) أحمد بن أبي بكر عبد الرحمن بن
إسماعيل بن سَليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي، أبو العباس. من
حفاظ الحديث. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة بأبو صير من الغربية ونشأ بها فحفظ
القرآن وجوده، كان كثير السكون والتلاوة والعبادة والانجماع عن الناس والإقبال على
النسخ والاشتغال. انظر: طبقات الحفاظ (1/116-117) الضوء اللامع (1/161).
([34]) أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن
سنان الإمام، المجاهد، مفتي المدينة، سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن
الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج. واسم الأبجر: خدرة. وقيل: بل خدرة هي أم
الأبجر. وأخو أبي سعيد لأمه هو: قتادة بن النعمان الظفري، أحد البدريين. استشهد
أبوه مالك يوم أحد، وشهد أبو سعيد الخندق، وبيعة الرضوان. وحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم - فأكثر، وأطاب، وعن: أبي
بكر، وعمر، وطائفة. وكان أحد الفقهاء المجتهدين. مات سنة أربع وسبعين. . انظر: سير
أعلام النبلاء (5/163-166).
([37]) عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أبو
هريرة. مشهور بكنيته، وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه. قال أبو عمر بن عبد
البر: اختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافًا كثيرًا لا يحاط به ولا يضبط في
الجاهلية والإسلام. وقال النووي: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من
ثلاثين قولًا. وسمي بأبي هريرة لما روى الترمذي من حديث عبد الله بن رافع أنه قال
له: لم سميت بأبي هريرة؟ قال: ألا تهابني! قال: والله إني لأهابك، قال: كنت أرعى
غنمًا لأهلي، ومعي هرة، فكنت إذا جئت إليهم عشاءً وضعتها في شجرة، فإذا أصبحت
أخذتها. فسميت بأبي هريرة. وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
«يا أبا هر» وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثًا، وقال البخاري: روى
عنه نحو ثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره. أخرج البخاري من
طريق سعيد المقبري عنه قلت: يا رسول الله، إني لأسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه!
فقال: «ابسط رداءك» فبسطته، فغرف بيده ثم قال: «ضمه إلى صدرك» فضممته، فما أنسيت
حديثًا بعد. كان مقدمه عام خيبر سنة سبع. ومات سنة تسع وخمسين. انظر: الاستيعاب
(2/69–71) أسد الغابة (3/257–259) الإصابة (7/425–444).
([38]) سَعِيد بن منصور بن شعبة الخراساني، أبو عثمان، المروزي. أحد
أئمة الحديث، له مصنفات كثيرة، متفق على إخراجه في الصحيحين. قال الإمام أحمد بن
حنبل: من أهل الفضل والصدق. وقال محمد بن عَبد الله بن نمير ومحمد بن سعد وعبد
الرحمن بن يوسف بن خراش: ثقة. وقال وأبو حاتم الرازي: من المتقنين الأثبات، ممن
جمع وصنف. مات سنة سبع وعشرين ومائتين. انظر: تهذيب الكمال (11/77-82).
([39]) محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، التركمانى الأصل
الفارقى ثم الدمشقى، أبو عبد الله، شمس الدين الذهبى. الحافظ الكبير، المؤرخ، صاحب
التصانيف السائرة في الأقطار. ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة. مهر في فن الحديث وجمع
فيه المجاميع المفيدة الكثير حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفًا، وكان علامة زمانه في
الرجال وأحوالهم، جيد الفهم، ثاقب الذهن، وشهرته تغنى عن الإطناب فيه. مات سنة
ثمان وأربعين وسبعمائة. انظر: الدرر الكامنة (1/458) والبدر الطالع
(2/104-106).
([41]) محمد بن جرير بن يزيد بن كثير،
أبو جعفر. من أكابر العلماء، كان حافظًا لكتاب الله، فقيهًا في الأحكام، عالمًا
بالسُّنن وطرقها، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم. له اختيار من أقاويل الفقهاء، وقد
تفرد بمسائل حفظت عنه (من تصانيفه: اختلاف الفقهاء، وكتاب البسيط في الفقه، وجامع
البيان في تفسير القرآن، والتبصير في الأصول. انظر: تذكرة الحفاظ (2/251) البداية
والنهاية (11/145).
([42]) عبد السلام بن عبد الله بن الخضر
بن محمد بن علي ابن تيمية، أبو البركات، مجد الدين الحراني الحنبلي. فقيه محدث
مفسر أصولي نحوي مقرئ. كان فرد زمانه في معرفة المذهب الحنبلي، وهو جد الإمام ابن
تيمية. ومن تصانيفه: تفسير القرآن العظيم، والمنتقى في أحاديث الأحكام، والمحرر،
ومنتهى الغاية في شرح الهداية. انظر: شذرات الذهب (5/257) البداية والنهاية
(13/185).
([49]) عبد الله بن قيس بن سَليم بن
حُضَّار بن حرب بن عامر، أبو موسى، الأشعري. قدم مكة فأسلم. استعمله النبي صلى
الله عليه وسلم على بعض اليمن، كزبيد وعدن وأعمالهما، واستعمله عمر على البصرة بعد
المغيرة، فافتتح الأهواز ثم أصبهان، ثم استعمله عثمان على الكوفة، ثم كان أحد
الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين. مات سنة أربع وأربعين. انظر: الاستيعاب (1/300)
أسد الغابة (2/163) الإصابة (4/211– 213).
([52]) أبو صالح الحنفي ماهان. وقال
بعضهم: اسمه عبد الرحمن بن قيس، أخو طليق بن قيس. قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو
صالح ماهان كوفى ثقة. وقال العجلي: عبد الرحمن بن قيس ويقال ماهان أبو صالح الحنفي
كوفى تابعي ثقة من خيار التابعين من أصحاب على. وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب
الثقات. انظر: تهذيب الكمال (17/361) (27/171).
([55]) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن
عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، الثقفي، أبو عبد الله. أسلم عام الخندق، وشهد
الحديبية. وكان موصوفًا بالدهاء. شهد اليمامة وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك،
وشهد القادسية وفتح نهاوند وفتح همدان وغيرها. واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان. توفي
سنة خمسين من الهجرة بالكوفة. انظر: الاستيعاب (1/453–454) أسد الغابة
(3/40) الإصابة (6/197-199).
([57]) محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين
بن علي بن زين العابدين، زين الدين، المناوي، القاهري، الشافعي. عالم مشارك في
أنواع من العلوم. ومن تصانيفه: التيسير في شرح الجامع الصغير، وفيض القدير، وتيسير
الوقوف على غوامض أحكام الوقوف، وشرح التحرير في فروع الفقه الشافعي، والإتحافات
السنية بالأحاديث القدسية. انظر: خلاصة الأثر (2/412) البدر الطالع (1/357)
الأعلام (7/75) معجم المؤلفين (5/220).
([58]) إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي
بن عبد الغنين أبو الفداء، الشافعي. كان عالمًا بارعًا صالحًا مفيدًا محدثًا مبجلا
قدوة مسندًا خاشعًا مكثرًا من التأليف، له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية.
من تصانيفه: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس،
والأجوبة المحققة على الأسئلة المفرقة. انظر: سلك الدرر (1/259) الأعلام للزركلي
(1/325) معجم المؤلفين (2/292).
([75]) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم، أبو عبد
الرحمن المروزي أحد الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام. قال الحاكم: إمام عصره في
الآفاق، وأولاهم بذلك علمًا، وزهدًا، وشجاعة، وسخاء. قال عبد الرحمن بن مهدي:
الأئمة أربعة: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك .وقال علي بن صدقة، عن شعيب بن حرب: ما لقي ابن المبارك رجلًا
إلا وابن المبارك أفضل منه. وقال موسى بن إسماعيل، عن سلام بن أبي مطيع: ما خلف بالمشرق مثله.
وقال يحيى بن معين: كان عبد الله بن المبارك كيسًا مستثبتًا ثقة، وكان عالمًا صحيح
الحديث، وكانت كتبه التى حدث بها عشرين ألفًا أو واحدًا وعشرين ألفًا. وقال حبان
بن موسى: عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان، ولا يفعل في أهل بلده،
فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، و حاجة
الناس إليهم شديدة، وقد احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أغنيناهم نشروا العلم
لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم .وقال محمد بن سعد: مات بهيت منصرفًا من الغزو سنة إحدى و ثمانين
ومائة، وله ثلاث وستون سنة. انظر: تهذيب الكمال (16/5) التاريخ الكبير (5/212)
تذكرة الحفاظ (1/274).
([76]) الحسن بن أبي الحسن يسار
الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري، وأمه خيرة مولاة أم سلمة، نشأ بالمدينة وحفظ
كتاب الله في خلافة عثمان، وسمعه يخطب مرات. وكان يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ثم
كبر ولازم الجهاد ولازم العلم والعمل. وكان أحد الشجعان الموصوفين، يذكر مع قطري
بن الفجاءة، وصار كاتبًا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد. مات سنة عشر
ومائة وله ثمان وثمانون سنة رحمه الله تعالى. انظر: تهذيب التهذيب (2/266)، تذكرة الحفاظ (1/71).
([77]) محمد بن سيرين الإمام
الرباني، أبو بكر مولى أنس بن مالك، وأصل سيرين من جرجرايا قال أنس بن سيرين: ولد
أخي لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت بعده بسنة. سمع: أبا هريرة وعمران بن حصين
وابن عباس وابن عمر وطائفة. وعنه: أيوب وابن عون وقرة بن خالد وخلق كثير. وكان
فقيهًا إمامًا غزير العلم ثقة ثبتًا علامة في التعبير، رأسًا في الورع. وأمه صفية
مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال مورق العجلي: ما رأيت أحدًا أفقه في ورعه
ولا أورع في فقهه من ابن سيرين. وقال ابن عون: لم تر عيناي مثل ابن سيرين والقاسم
ورجاء بن حيوة وقال أبو عوانة: رأيت ابن سيرين فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى.
وذكر الثوري عن زهير الأقطع قال: ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه. قال
يونس: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح توفى محمد بعد الحسن بمائة يوم في شوال سنة
عشر ومائة وهو أثبت من الحسن رحمة الله عليهما. انظر: تهذيب الكمال (25/344)
التاريخ الكبير (1/90) تذكرة الحفاظ (1/77).
([82]) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
غنم بن عدي بن النجار. الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة
الانصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر أصحابه
موتًا، روى عنه علمًا جمًّا، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة. دعا له النبي
بالبركة، فرأى من ولَده وولَدِ ولَدِه نحوًا من مائة نفْس. مات سنة إحدى وتسعين.
انظر: الاستيعاب (1/53) الإصابة (1/126).
([85]) عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن
سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ابن أخي طلحة بن عبيد الله، ووالد عثمان بن عبد
الرحمن التيمي، ومعاذ بن عبد الرحمن التيمي، له صحبة، اسلم يوم الحديبية، وقيل يوم
الفتح، وكان يقال له شارب الذهب، روى عن النبي صلى الله عليه و سلم، وروى له مسلم
وأبو داود والنسائي، قتل مع عبد الله بن الزبير ودفن بالحزورة، فلما زيد في المسجد
دخل قبره في المسجد الحرام، وكان ذلك في سنة ثلاث وسبعين. انظر: تهذيب الكمال
(17/275).
([88]) أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وقيل: جندب بن سكن. وقيل: برير بن
جنادة. وقيل: برير بن عبد الله. وقيل: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن
غفار - أخي ثعلبة - ابني مليل بن ضمرة أخي ليث والديل، أولاد بكر، أخي مرة، والد
مدلج بن مرة، ابني عبد مناة بن كنانة. أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد
-صلى الله عليه وسلم-. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام. ثم إنه رد إلى بلاد قومه،
فأقام بها بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- له بذلك، فلما أن هاجر النبي -صلى الله
عليه وسلم- هاجر إليه أبو ذر -رضي الله عنه- ولازمه، وجاهد معه. وكان يفتي في
خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان. فاتته بدر، قاله: أبو داود. وقيل: كان آدم، ضخمًا،
جسيمًا، كث اللحية. وكان رأسًا في الزهد، والصدق، والعلم، والعمل، قوالًا بالحق،
لا تأخذه في الله لومة لائم، على حدة فيه. وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر، مات
بالربذة سنة اثنتين وثلاثين. انظر: سير أعلام النبلاء (3/34–64).
([89]) محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله البغدادي الحافظ، العلامة،
الحجة، أبو عبد الله البغدادي، كاتب الواقدي، ومصنف: (الطبقات الكبير) في بضعة عشر
مجلدًا، و(الطبقات الصغير)، وغير ذلك.ولد: بعد الستين ومائة. وقيل: مولده في سنة
ثمان وستين. وطلب العلم في صباه، ولحق الكبار. ولد في البصرة، وسكن بغداد، فتوفي
فيها. وصحب الواقدي المؤرخ، زمانا، فكتب له وروى عنه، وعرف بكاتب الواقدي مات سنة
230 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (20/179-181) بغية الوعاة (44) الوفيات (1/ 503)
طبقات النحويين واللغويين (122) الوافي (3/86).
([90]) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي ابن هاشم بن سعيد بن
سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب. الإمام، الحبر، العابد، صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، أبو محمد.وقيل: أبو عبد الرحمن. وقيل:
أبو نصير القرشي، السهمي. وأمه: هي رائطة بنت الحجاج بن منبه السهمية، وليس أبوه
أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنةً، أو نحوها. وقد أسلم قبل أبيه -فيما بلغنا-. ويقال:
كان اسمه العاص، فلما أسلم غيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله. وله: مناقب،
وفضائل، ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا جمًا.
يبلغ ما أسند: سبع مائة حديث، اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية،
ومسلم بعشرين. وكتب الكثير بإذن النبي صلى الله عليه وسلم وترخيصه له في الكتابة
بعد كراهيته للصحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن، وسوغ ذلك صلى الله عليه وسلم . ثم
انعقد الإجماع بعد اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم - على الجواز والاستحباب لتقييد
العلم بالكتابة. بمصر، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين. انظر: سير أعلام النبلاء
(5/75-89).
([91]) هو ابن الاثير: المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم
الشيباني الجزري، أبو السعادات، مجد الدين: المحدث اللغوي الاصولي. ولد ونشأ في
جزيرة ابن عمر. وانتقل إلى الموصل، فاتصل بصاحبها، فكان من أخصائه. وأصيب بالنقرس
فبطلت حركة يديه ورجليه. ولازمه هذا المرض إلى أن توفى في إحدى قرى الموصل سنة 606
هـ. انظر: وفيات الأعيان (1/444) البغية (385) مرآة الزمان (8/573) النجوم الزاهرة
(6/214).
([92]) علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، أبو
الحسن عز الدين ابن الاثير: المؤرخ الامام، من العلماء بالنسب والادب. ولد ونشأ في
جزيرة ابن عمر، وسكن الموصل. وتجول في البلدان، وعاد إلى الموصل، فكان منزله مجمع
الفضلاء والادباء، وتوفي بها. من تصانيفه " الكامل - ط "، مرتب على
السنين، بلغ فيه عام 629 هـ، أكثر من جاء بعده من المؤرخين عيال على كتابه هذا، و
" أسد الغابة في معرفة الصحابة - ط "، مرتب على الحروف، و " اللباب
- ط " اختصر به أنساب السمعاني وزاد فيه، و" تاريخ الدولة الاتابكية - ط
" و " الجامع الكبير - ط " في البلاغة. وكانت وفاته عام 629 هـ .
انظر: شذرات الذهب (5/128) الاعلام للزركلي (4/331).
([93]) نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني، الجزري، أبو
الفتح، ضياء الدين، المعروف بابن الاثير الكاتب: وزير، من العلماء الكتاب
المترسلين. ولد في جزيرة ابن عمر، وتعلم بالموصل حيث نشأ أخواه المؤرخ (علي)
والمحدث (المبارك). واتصل بخدمة السلطان صلاح الدين، وولى الوزارة للملك الافضل
ابن صلاح الدين في دمشق. ولم تحمد سياسته، فخرج منها مستخفيا في صندوق مقفل. ثم
انتقل إلى خدمة الملك الظاهر غازي (صاحب حلب) (سنة 607 هـ) ولم تطل إقامته فيها.
وتحول إلى الموصل، فكتب الانشاء لصاحبها محمود بن عز الدين مسعود، فبعثه رسولا في
أواخر أيامه إلى الخليفة، فمات ببغداد. كان قوي الحافظة، من محفوظاته شعر أبي تمام
والمتنبي والبحتري. ومن تآليفه " المثل السائر في أداب الكاتب والشاعر - ط
" و " كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب - خ " في 98 ورقة.
مات سنة 637 هـ. انظر: شذرات الذهب (5/341) الاعلام للزركلي (8/31).
([96]) المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد أبو كريمة. وقيل: أبو يزيد.
وقيل: أبو صالح. ويقال: أبو بشر. ويقال: أبو يحيى، نزيل حمص، صاحب رسول الله صلى
الله عليه وسلم . روى: عدة أحاديث. وعن أبي يحيى الكلاعي، قال:أتيت المقدام في
المسجد، فقلت: يا أبا يزيد! إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول الله صلى الله عليه
وسلم .فقال: سبحان الله! والله لقد رأيته وأنا أمشي مع عمي، فأخذ بأذني هذه، وقال
لعمي: (أترى هذا؟).يذكر أباه وأمه. قال جماعة: توفي سنة سبع وثمانين. زاد أبو حفص
الفلاس: وهو ابن إحدى وتسعين سنةً.وقيل: قبره بحمص.وقال علي بن عبد الله التميمي:
توفي سنة ثمان وثمانين رضي الله عنه. انظر: سير أعلام النبلاء (5/422).
([97]) أخرجه أحمد في ((مسنده)) (4/130،132)، وأبو داود في كتاب السنة-
باب في لزوم السنة (4604)، والترمذي في كتاب العلم- باب ما نهي عنه أن يقال عند
حديث النبي صلى الله عليه وسلم (2664)، وقال: «هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا
الوجه»، وابن ماجه في كتاب المقدمة- باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
والتغليظ على من عارضه (12). وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي».
([98]) عبد الله بن قيس بن سَليم بن حُضَّار بن حرب بن عامر، أبو موسى،
الأشعري. قدم مكة فأسلم. استعمله النبي على بعض اليمن، كزبيد وعدن وأعمالهما،
واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة، فافتتح الأهواز ثم أصبهان، ثم استعمله عثمان
على الكوفة، ثم كان أحد الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين. مات سنة أربع وأربعين.
انظر: الاستيعاب (1/300) أسد الغابة (2/163) الإصابة (4/211–213).
([100]) أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الإمام، المجاهد، مفتي
المدينة، سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن
الخزرج. واسم الأبجر: خدرة. وقيل: بل خدرة هي أم الأبجر. وأخو أبي سعيد لأمه هو:
قتادة بن النعمان الظفري، أحد البدريين. استشهد أبوه مالك يوم أحد، وشهد أبو سعيد
الخندق، وبيعة الرضوان. وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر، وأطاب، وعن: أبي
بكر، وعمر، وطائفة. وكان أحد الفقهاء المجتهدين. مات سنة أربع وسبعين. انظر: سير
أعلام النبلاء (5/163-166).
([102]) ابن الديبع: عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي
الشافعي، وجيه الدين، المعروف بابن الديبع: مؤرخ محدث من أهل زبيد (في اليمن)
مولده ووفاته فيها. مات أبوه في الهند، ولم يره. ورباه جده لامه. له (بغية
المستفيد في أخبار مدينة زبيد - ط) قسم منه، و (الفضل المزيد في تاريخ زبيد - خ)
ذيل للاول، و (قرة العيون في أخبار اليمن - ط) اختصره من العسجد المسبوك، للخزرجي،
وبلغ فيه حوادث سنة 923 هـ، و (تيسير الوصول، إلى جامع الاصول، من حديث الرسول -
ط) ثلاثة أجزاء، و (أحسن السلوك في من ولي زبيد من الملوك - خ) أرجوزة، ومعنى
الديبع بلغة السودان الابيض، وهو لقب لجده الاعلى علي بن يوسف، مات سنة 944 هـ.
انظر: الاعلام للزركلي (3/318).
([105]) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن
غنم بن كعب بن سلمة، أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن الأنصاري، الخزرجي، السلمي،
المدني، الفقيه الإمام الكبير، المجتهد، الحافظ، صاحب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم. وكان مفتي المدينة في زمانه. شهد ليلة العقبة مع والده، وأطاع أباه يوم أحد،
وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق وبيعة الشجرة، وقد ورد أنه شهد بدرا. شاخ، وذهب
بصره، وقارب التسعين. توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة سبع وتسعين. انظر:
الاستيعاب (1/114) أسد الغابة (1/492).
([106]) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن
عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، الثقفي، أبو عبد الله. أسلم عام الخندق، وشهد
الحديبية. وكان موصوفًا بالدهاء. شهد اليمامة وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك،
وشهد القادسية وفتح نهاوند وفتح همدان وغيرها. واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان. توفي
سنة خمسين من الهجرة بالكوفة. انظر: الاستيعاب (1/453–454)
أسد الغابة (3/40) الإصابة (6/197-199).
([111]) عبد الله بن عباس البحر أبو العباس الهاشمي حبر الأمة، وفقيه
العصر، وإمام التفسير، أبو العباس عبد الله، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي، الهاشمي، المكي، الأمير -رضي الله عنه
-.مولده: بشعب بني هاشم، قبل عام الهجرة بثلاث سنين. صحب النبي صلى الله عليه وسلم
نحوًا من ثلاثين شهرًا، وحدث عنه بجملة صالحة. توفي سنة ثمان وستين، وله إحدى
وسبعين سنةً.(سير أعلام النبلاء 5/330- 353).
([112]) سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة، نزل البصرة.
له: أحاديث صالحة. وكان زياد بن أبيه يستخلفه على البصرة إذا سار إلى الكوفة،
ويستخلفه على الكوفة إذا سار إلى البصرة. وكان شديدًا على الخوارج، قتل منهم
جماعةً. وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه -رضي الله عنه - قال ابن سيرين،: كان
سمرة عظيم الأمانة، صدوقًا. مات سنة ثمان وخمسين. انظر: سير أعلام النبلاء
(5/180-182).
([117]) عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن علي ابن تيمية، أبو
البركات، مجد الدين الحراني الحنبلي. فقيه محدث مفسر أصولي نحوي مقرئ. كان فرد
زمانه فِي معرفة المذهب الحنبلي، وهو جد الإمام ابن تيمية. ومن تصانيفه: تفسير
القرآن العظيم، والمنتقى فِي أحاديث الأحكام، والمحرر، ومنتهى الغاية فِي شرح
الهداية. انظر: شذرات الذهب (5/257)، البداية والنهاية (13/185).
([124]) الحسن بن أبي الحسن يسار الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري،
وأمه خيرة مولاة أم سلمة، نشأ بالمدينة وحفظ كتاب الله فِي خلافة عثمان، وسمعه
يخطب مرات. وكان يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ثم كبر ولازم الجهاد ولازم العلم
والعمل. وكان أحد الشجعان الموصوفين، يذكر مع قطري بن الفجاءة، وصار كاتبًا فِي
دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد. مات سنة عشر ومائة وله ثمان وثمانون سنة
رحمه الله تعالى. انظر: تهذيب التهذيب (2/266)،
تذكرة الحفاظ (1/71).
([129]) أبيض بن حمال المأربي السَّبَئِي، له صحبة، وفد على النبي صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة. وقيل: بل لقيه بمكة في حجة الوداع، ووفد إلى أبي بكر
الصديق. قال عبد المنعم بن إدريس اليماني: هو من الأزد ممن كان أقام بمأرب من ولد
عمرو بن عامر. حديثه عند ولده فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال ( د ق
) عن عمه ثابت بن سعيد بن أبيض عن أبيه سعيد عن أبيه أبيض .
وعند محمد بن يحيى
بن قيس المأربى ( د ت ) عن أبيه عن ثمامة بن شراحيل عن سمى ابن قيس عن شمير بن عبد
المدان عن أبيض بن حمال . اهـ .
([130]) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام، الواسطي.
قَالَ سفيان الثوري: شعبة أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال ابن سعد: كان ثقة
مأمونًا ثبتًا حجة، صاحب حديث. وقال الإمام أحمد: لم يكن فِي زمن شعبة مثله فِي
الحديث. وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين. توفي سنة ستين ومائة. انظر: تهذيب
الكمال (12/479).
([131]) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام، الواسطي.
قَالَ سفيان الثوري: شعبة أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال ابن سعد: كان ثقة
مأمونًا ثبتًا حجة، صاحب حديث. وقال الإمام أحمد: لم يكن فِي زمن شعبة مثله فِي
الحديث. وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين. توفي سنة ستين ومائة انظر: تهذيب
الكمال (12/479).
([133]) طليق بن قيس الحنفي، الكوفي، أخو أبى صالح الحنفي عبد الرحمن بن
قيس قال أبو زرعة، والنسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» روى له البخاري
في كتاب «الأدب»، والنسائي في «اليوم والليلة»، والباقون سوى مسلم، حديثًا واحدًا
عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «رب أعني ولا تعن عليَّ،
وانصرني، ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى لي وانصرني
على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك رهابًا، لك مطواعًا، إليك
مخبتًا أواهًا منيبًا، تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وثبت حجتي، وأجب دعوتي، واهد
قلبي، و سدد لساني، و اسلل سخيمة قلبي».
([135]) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عمر ويقال: أبو عبد الله
العدوي العمري المدني، الفقيه الحجة أحد من جمع بين العلم والعمل والزهد والشرف.
سمع: أباه وعائشة وأبا هريرة ورافع بن خديج وسفينة وسعيد بن المسيب. وعنه: عمرو بن
دينار والزهري وعبيد الله بن عمر وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة وحنظلة بن أبي
سفيان وخلق كثير. وكان شديد الأدمة علج الخلق خشن العيش يلبس الصوف تواضعًا ويهنأ
بعيره، ومحاسنه كثيرة. وكان أبوه معجبًا به وكان يقول. .. يلوموننى في سالم
والومهم. .. وجلدة بين العين والأنف سالم . قال مالك: لم يكن أحد في زمانه أشبه
منه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل. وقال أحمد وإسحاق: أصح الطرق الزهري عن
سالم عن أبيه. وقيل: كان سالم يشتري الثوب بدرهمين. وقال له سليمان بن عبد الملك:
أي شيء تأكل قال: الخبز والزيت فإذا وجدت اللحم أكلته. وعن ميمون بن مهران قال:
كان سالم على سمت أبيه وعدم رفاهيته. وقيل: كان يشتري في السوق ويتجر وقيل: إنه
دخل في ثياب رثة غليظة على سليمان فأجلسه معه على سرير الخلافة. مات سنة ست ومائة
وقد شاخ رحمه الله تعالى. انظر: تهذيب الكمال (10/145) تهذيب التهذيب (3/378) تذكرة
الحفاظ (1/88).
([136]) صالح بن كيسان الحافظ أحد علماء المدينة، وكان مؤدب أولاد عمر بن
عبد العزيز، رأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منه، وحدث عن: عروة بن الزبير ونافع
وسالم ونافع مولى أبي قتادة وعبيد الله بن
عبد الله والزهري وجماعة وكان رفيق الزهري في طلب العلم، وإنما طلب في الكهولة.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن كيسان: اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم،
فاجتمعنا على أن نكتب السنن، فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
قال: نكتب ما جاء عن أصحابه، فقلت: ليس بسنة، فقال: بل هو سنة. فكتب ولم أكتب،
فأنجح وضيعت. حدث عنه: ابن جريج ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد فأكثر
وسفيان بن عيينة. سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ، وقال يحيى بن معين: ثقة
ويقال: إنه جاوز المائة. قال الواقدي: مات بعد أربعين ومائة رحمه الله تعالى.
انظر: تهذيب الكمال (13/79) تهذيب التهذيب
(12/392) تذكرة الحفاظ (1/149).
([139]) ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، مولى جويرية بنت الأحمس
الغطفاني، كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة، وهو والد سهيل بن أبي صالح، وصالح بن
أبي صالح، وعبد الله بن أبي صالح. سأل سعد بن أبى وقاص مسألة في الزكاة، و شهد
الدار زمن عثمان قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة، من أجل الناس وأوثقهم، وقد شهد الدار
زمن عثمان. وقال حفص بن غياث، عن الأعمش: كان أبو صالح مؤذنًا فأبطأ الإمام فأمنا،
فكان لا يكاد يجيزها من الرقة والبكاء. وقال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث،
وكان يقدم الكوفة بجلب ، فينزل فى بني أسد ، فيؤم بني كاهل. وقال أبو بكر بن عياش،
عن عاصم: كان أبو صالح عظيم اللحية، وكان يخللها، وقيل: إن أبا هريرة كان إذا رآه
قال: ما على هذا أن لا يكون من بني عبد مناف. وقال سفيان بن عيينة، عن محمد بن
إسحاق قال أبو صالح: ما أحد يحدث عن أبى هريرة إلا وأنا أعلم صادق هو أو كاذب. قال
أبو داود: سألت ابن معين، من كان الثبت في أبى هريرة؟ فقال: ابن المسيب، وأبو
صالح، وابن سيرين، والمقبري، والأعرج، وأبو رافع. قال الواقدي، ويحيى بن بكير وغير
واحد: مات سنة إحدى ومائة. انظر: تهذيب الكمال (8/513) التاريخ الكبير (3/260)
تذكرة الحفاظ (1/89).
([140]) الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي، الإمام، شيخ الإسلام، شيخ
المقرئين والمحدثين، أبو محمد الأسدي، الكاهلي مولاهم، الكوفي، الحافظ. أصله: من
نواحي الري. قيل: ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان، في سنة إحدى وستين، وقدموا به
إلى الكوفة طفلًا. وقيل: حملًا. قد رأى أنس بن مالك، وحكى عنه.وكان مع إمامته
مدلسًا. قرأ عليه: حمزة الزيات، وزائدة بن قدامة. وقرأ الكسائي على زائدة بحروف
الأعمش. قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث،
وأعلمهم بالفرائض. وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام. قال وكيع بن الجراح: كان
الأعمش قريبًا من سبعين سنةً لم تفته التكبيرة الأولى. وقال عبد الله الخريبي: ما
خلف الأعمش أعبد منه. مات سنة ثمان وأربعين ومائة، بالكوفة. انظر: تهذيب الكمال
(12/76) التاريخ الكبير (4/37) تذكرة الحفاظ (1/154).
([141]) جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي، القاضي
ولد بأية ، قرية من قرى أصبهان، ونشأ بالكوفة، ونزل قرية على باب الري، وقال محمد بن سعد: كان ثقة كثير العلم، يرحل
إليه. قال إبراهيم: فقلت: تراه لا يغلط مرة، فكان ربما نعس فنام، ثم
ينتبه، فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه.
وقال حنبل بن إسحاق: سئل أبو عبد الله: من أحب إليك. جرير أو شريك؟ فقال:
جرير أقل سقطًا من شريك، شريك كان يخطئ. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن
معين: جرير أحب إليك فى منصور، أو شريك؟
فقال: جرير أعلم به. وقال محمد بن عبد الله الحضرمي:
مات سنة ثمان وثمانين ومائة. قال: وبلغني أنه مات في شهر ربيع الأخر. وقال يوسف بن
موسى: مات عشية الأربعاء، ليوم خلا من جمادى الأولى من سنة ثمان وثمانين ومائة،
وتوفى وهو ابن ثمان وسبعين سنة، إلى التسع و السبعين، وصلى عليه ابنه عبد الله. انظر:
تهذيب الكمال (4/540) التاريخ الكبير (2/214) تذكرة الحفاظ (1/271).
([143]) صالح بن نبهان، مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي. أبو محمد
معدود في المدنيين. روى عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعائشة وغيرهم. وعنه:
السفيانان ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وموسى بن عقبة وغيرهم. قال يحيى بن
معين: ثقة خرف قبل أن يموت فمن سمع منه قبل فهو ثبت قال ابن الصلاح قال أبو حاتم
بن حبان: تغير في سنة خمس وعشرين ومائة واختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم
يتميز فاستحق الترك. توفي سنة خمس وعشرين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (13/99) تهذيب
التهذيب (4/355) الكواكب النيرات (ص49).
([145]) محمد بن سيرين الإمام الربانى: أبو بكر مولى أنس بن مالك، وأصل
سيرين من جرجرايا. قال أنس بن سيرين: ولد أخي لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت
بعده بسنة. سمع: أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وطائفة. وعنه: أيوب
وابن عون وقرة بن خالد وأبو هلال محمد بن سليم وخلق كثير وكان فقيهًا إمامًا غزير
العلم ثقة ثبتًا، علامة في التعبير رأسًا في الورع، قال مورق العجلي: ما رأيت
أحدًا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من ابن سيرين. وقال ابن عون: لم تر عيناي مثل
ابن سيرين والقاسم ورجاء بن حيوة. وقال أبو عوانة: رأيت ابن سيرين فما رآه أحد إلا
ذكر الله تعالى. توفى محمد بعد الحسن بمائة يوم في شوال سنة عشر ومائة. انظر:
تهذيب الكمال (25/344) التاريخ الكبير (1/90) تذكرة الحفاظ (1/77).
([148]) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الفقيه العلم أبو عبد
الله الهذلي المدني الضرير، أحد الفقهاء السبعة أخذ عن: عائشة وأبي هريرة وابن
عباس وأبي سعيد الخدري وعدة. وعنه: عراك بن مالك رفيقه والزهري وصالح بن كيسان
وأبو الزناد، وكان مع إمامته في الفقه والحديث شاعرًا محسنًا وهو مؤدب عمر بن عبد
العزيز رضي الله عنه. وقال ابن عبد البر: كان أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين
يدور عليهم الفتوى، وكان عالمًا فاضلًا مقدمًا في الفقه تقيًا، شاعرًا محسنًا، لم
يكن بعد الصحابة إلى يومنا ـ فيما علمتـ فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه. وقال
عمر بن عبد العزيز: لو كان عبيد الله حيا ما صدرت إلا عن رأيه. مات عبيد الله سنة
ثمان وتسعين على الصحيح رحمه الله تعالى. انظر: تهذيب التهذيب (7/22) التاريخ
الكبير (5/385) تذكرة الحفاظ (1/78).
([151]) طاوس بن كيسان الخولاني
الهمداني، أبو عبد الرحمن. أصله من الفرس. من كبار التابعين في الفقه ورواية
الحديث، وكان ذا جرأة على وعظ الخلفاء والملوك. وكان من عباد أهل اليمن ومن سادات
التابعين ، وكان قد حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة. قال ابن عباس: إني لاظن
طاووسًا من أهل الجنة. وقال يحيى بن مَعِين وأبو زُرْعَة: ثقة. تُوفي حاجًّا سنة
إحدى ومائة. انظر: تهذيب الكمال (13/357) التاريخ الكبير (5/212) تذكرة الحفاظ
(1/90).
([154]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة- باب في قيام شهر رمضان (1375)،
والترمذي في كتاب الصوم- باب ما جاء في قيام شهر رمضان (806)، والنسائي في كتاب
السهو- باب ثواب من صلى مع الإمام ثم انصرف (1364)، وابن ماجه في كتاب إقامة
الصلاة والسنة فيها- باب ما جاء في قيام شهر رمضان (1327)، وصححه الألباني «صحيح
الترمذي» .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..