1/3/2012
بقلم: محمد على صالح المنصورى
|
مركز المسبار، متعسر الفهم والإدراك،
ضحل الفطنة والذكاء، أجر أقلام موظفيه لخدمة متعمدي إساءة الفهم، وتسويق فهمهم
لفكر الآخرين على أنه فتح عظيم في عالم الفكر الإنساني والإسلامي
على مدار تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، لم يمر يوما واحدا دون محاولات الاستئصال والتشويه والمحاصرة. ولكنها كانت تخرج في كل مرة منتصرة وقوية ومتغلبة على المكائد والمتآمرين. وأخذت حملات النيل المنظمة والممنهجة ضد الإخوان المسلمين ملامح عديدة وصور كثيرة، تحالف في بعضها أدعياء الثقافة مع العسكر ورجال الأمن. وفي جميع هذه المحاولات المستميتة والمستمرة، كان النتيجة الوحيدة: زيادة في نقاء الصف، وزيادة في الانتشار والذيوع والتمدد، وزيادة في خيبة المتحاملين وفشلهم.في واقع الأمر، نتفهم حجم الغيظ والإحباط الذي أصاب هؤلاء، ولا سيما بعد اكتساح الإسلاميين ولا سيما الإخوان المسلمين للانتخابات في أهم الدول العربية، وقربهم من إعلان بدء المرحلة الخالدة من حكم الإسلام السياسي، كما يسميه البعض. بالنسبة لنا هو: وعد الله لعباده المستضعفين في التمكين في الأرض، وإيتاء ملكه لمن يشاء، و يلبس عزته لمن يشاء، وآية من آياته الكبرى.
في هذا السياق، كتب أحد موظفي مركز المسبار للدراسات (مقره دبي)، الذي يقوم عليه ضيوف سعوديون، متجاوزا أصول الضيافة واللباقة، في صحيفة الاتحاد مقالا حول الإخوان المسلمين في الإمارات، وبطبيعة الحال كان يقصد دعوة الإصلاح.
هذا المقال المكرر منذ عقود، مشبوه التوقيت والدوافع والأهداف. إنه دعاية رخيصة لشخصه ولمركزه، وتسويق موغل بالفشل و مثير للشفقة. هذا المركز سبق أن تحدث عن الإسلاميين في الإمارات والخليجيين، وقد جاءت كتاباته ضحلة وسطحية، وقد رددنا عليها في وقتها. الشاهد هنا، أن هذا المركز لم يجد عملا سوى الإساءة الفكرية للأفكار السائدة ولا سيما الفكر الإسلامي الأصيل. ولست محتاجا للتأكيد على ترحيبنا بالنقد وتقديرنا للمناهج العلمية والباحثين الموضوعيين الناقدين، وإنما نرفض أن يكون هناك مركزا أمنيا أكثر منه بحثيا هدفه التجريح والخلط واستغلال المتشابهات من الأفكار والآراء، والنفاذ من خلال المواقف حمالة الأوجه والقابلة لأكثر من تأويل أو تفسير.
إن أي موقف أو فكرة ليست قطعية الفهم أو حمالة أوجه وقابلة للتأويل، ينتفي عنها ذلك في حال أن قدم صاحب هذا الموقف أو الفكرة ما يقصده بالضبط. وبعد توضيحه لفكره وموقفه. فإذا ما استمر البعض لتعمد إساءة الفهم، فهو ليس نقدا وليس عملا منهجيا وبحثيا محترما، وإنما هو حملة تشويه متعمدة من جانب من يقوم بذلكمركز المسبار، متعسر الفهم والإدراك، ضحل الفطنة والذكاء، أجر أقلام موظفيه لخدمة متعمدي إساءة الفهم، وتسويق فهمهم لفكر الآخرين على أنه فتح عظيم في عالم الفكر الإنساني والإسلامي. والسؤال البديهي هنا، لمن أجر قلمه بعض كتاب مركز المسبار هذه المرة، حتى يكتب عن الإخوان المسلمين في الإمارات؟ ومن المستفيد من كتابة هاكذ مقالات؟
هل انتهت القضايا والمشكلات البحثية والموضوعات الصحفية المتعلقة بالتنمية والديمقراطية والبيئة والصحة والاقتصاد والشأن الاجتماعي والثقافي حتى يكتب ذلك الكاتب مقالا يستثير فيه موضوعات لم تعد قائمة، وخاصة على صعيد دعوة الإصلاح في الإمارات؟! أم لم يجد من استأجر أقلام المركز والكاتب، مركزا وكاتبا إماراتيا ينهج هذا النهج المبتذل؟!
يجب أن يكون واضحا، أن الشعب الإماراتي تأبى عليه كرامته قبول واحترام من يتطاول على الشعب الإماراتي، وعلى الدولة الإماراتية، ويصطاد في الماء العكر، ويستغل أية مساحة من العلاقة بين الإماراتيين وقيادتهم لنفث سمومه، وزيادة أصفار حسابه في البنوك!
في النظر إلى ما افترى به الكاتب في صحيفة الاتحاد، في هذا التوقيت المشبوه، الذي استهدف تبرير سحب الجنسية من بعض الإصلاحيين، يمكن قول ما يلي:- لا يمكن بحال تبرير سحب الجنسية من أحد حتى ولو اتهموا بالولاء والبيعة لأحد خارج الدولة أو داخلها. إن هذا الافتراء وهذا الاتهام الباطل، أسقطناه في دعوة الإصلاح منذ زمن بعيد، ولم يعد قائما، وكل ما يقال بشأنه محض خيال!
ولا زلنا نتفيأ ظلال شرعية الأسر الحاكمة في الإمارات، ولم نغير ولم نبدل من ولائنا لشعبنا ودولتنا وقيادتنا شيئا!
- تكرار الحديث عن التنظيم العسكري السري للإخوان، هو أيضا إدعاء باطل لم يثبت في أي مرحلة من مراحل دعوة الإصلاح، ذات الخصوصية الوطنية التي تعلي دائما المصلحة الإماراتية، أن تورطت في مجرد التفكير بعمل كهذا. أما بقية التجارب الأخرى في دول أخرى، فقد كانت أقرب للدفاع عن النفس، كما يدافع الناس عن أنفسهم حاليا بالثورات العربية أمام بطش الحديد والنار لأنظمة فاسدة فاشية. ومع ذلك، لم تحظ أي تجربة بإجماع كامل لاستخدام هذا الخيار، حتى وفي أحلك الظروف! وكانت تلك التجارب وخاصة في مصر وسوريا مجرد نزوع عدد قليل ممن طفح بهم الكيل ممن عانوا عذابات السجون والمعتقلات ومحاكم التفتيش والإعدام، إلى التفكير بإيجاد آليات لحماية أنفسهم أمام جلاديهم! أوليس الأولى بالإدانة من بادر بفعل القتل والتعذيب، أم من فكر بحماية نفسه وأهله ودينه وفكره!
- إن العلاقة بين دعوة الإصلاح ودولة الإمارات، وإن كانت تشهد حاليا رِدة غير مبررة ومنطقية من جانب بعض مسؤولي الأمن، إلا أنها توصف بالجيدة بصفة عامة. ولقد قامت علاقة طيبة بين الدولة وشيوخها المؤسسين وبين دعوة الإصلاح قامت على الاحترام والدعم والمساندة، ولم تسجل على أي من دعاة الإصلاح وكوادرها أية ملاحظة أمنية أو جنائية.
- طغى على المقال، الذي يذكرنا بمسلسل الجماعة الذي انتجه جهاز الأمن المصري لتلميع صورة الأمن وتشويه صورة الإخوان، وبعد بضعة شهور من عرضه انطلقت الثورة المصرية المباركة، وأطيح بجهاز الأمن- طغى على المقال التبرير والرجاء! والأسوأ من ذلك، أن يحاول تقديم غطاء تاريخي في تبرير حملات التضييق المستمرة من جهاز أمن الدولة، عندما يربط ذلك بتوجهات المغفور له الشيخ زايد، وأنه كان يحذر من دعوة الإصلاح، وهذا غير صحيح على الإطلاق ومخالف للصورة الذهنية الحقيقية عن الشيخ زايد لدى الإماراتيين جميعا. واستغلال غير شريف لسيرة المغفور له بهدف ضرب مثاليتها الخالدة في عقول الإماراتيين.
غاية القول: إن مزيدا من كتاباتكم ومكائدكم لن توقف دعوة ودعاة ومسيرا ومصيرا... ولن تصرف الناس عن دعوة الإصلاح. وإذا كان هناك من يلتبس عليه الأمر، وغير قادر على تبين الحق، فإن مقالات ومكائد كهذه، وإجراءات أمنية كسحب الجنسية، كفيلة بتبديد الالتباس، واستيضاح الحق! وما حققه الإسلاميون هذه الأيام لهو خير دليل على فشل عشرات السنوات من القمع والحصار والاستبداد...
مركز الامارات للدراسات والاعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..