الاثنين، 9 يناير 2012

اختبار في عطلة نهاية الأسبوع في البحرين


ع ق 1127

سايمون هندرسون
معهد واشنطن -- تنبيه سياسي --, 6 كانون الثاني/يناير 2012




في حين ركز القلق الدولي على مضيق هرمز الأستراتيجي والتهديدات الإيرانية ضد سفن البحرية الأمريكية، يتزايد التوتر في شوارع البحرين. وقد نقلت السفارة الأمريكية في العاصمة المنامة بعض أفرادها إلى مناطق أكثر أمناً، محذرة من أنها تتوقع قيام مظاهرات واسعة تستمر طوال نهاية هذا الأسبوع. وعلى الرغم من أن البحرين ليست عادة دولة مناهضة للولايات المتحدة، إلا أن السفارة الأمريكية كانت قد انتبهت حدوث زيادة في مثل هذه المشاعر، تمت ملاحظتها على المواقع ووسائل الإعلام الاجتماعية البحرينية. وعلاوة على ذلك، دعى بعض أعضاء الشيعة المعارضين للأسرة الحاكمة السنية إلى حرق أعلام الولايات المتحدة يوم السبت. وعلى الرغم من "عدم" العثور على "مؤشرات بأنه يجري تهديد أو استهداف مواطني الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذا الوقت"، إلا أن السفارة الأمريكية حذرت أيضاً بأنه يجري التخطيط للقيام بـ "تظاهرة غير مرخصة" بالقرب من مجمعها بعد ظهر السبت، وينبغي توقع حركة مرور كثيفة واندلاع اشتباكات محتملة.
وتقترب البحرين من الذكرى السنوية الأولى للإضطرابات التي اندلعت في شباط/فبراير 2011. وعلى الرغم من أنه قد نُظر إلى الاحتجاجات في البداية بأنها بمثابة تقليد للثورات التونسية والمصرية، إلا أنها سرعان ما تطورت وبدأت تسير على خطوط طائفية. وخوفاً من قيام أعمال فتنة وتخريب من قبل إيران الشيعية، ردت الحكومة البحرينية بحملة مطاردة أمنية تدعمها الدبابات ووحدات مكافحة الشغب من المملكة العربية السعودية المجاورة وقوات الشرطة من دولة الإمارات العربية المتحدة. ومنذ ذلك الحين، تم استعادة الهدوء الهش كما اقترحت لجنة تحقيق مستقلة القيام بإصلاحات. بيد، تستمر المناوشات اليومية بين قوات الأمن وشبان من الطائفة الشيعية.
على الرغم من [تراكم المشاكل] التي تأتي في قمتها التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران، مع اتجاهها الخفي المتمثل بالتوتر التاريخي بين السنة والشيعة، فإن التحديات في البحرين لها أبعاد خفية بصورة أكثر لحكام الجزيرة، والطائفة الشيعية التي تشكل الأغلبية، وإيران التي تسعى وسائل إعلامها اليومية إلى تأجيج الوضع. وما يزال يتوجب على الأسرة الحاكمة أن تعيد إقامة حوار مع القيادة الشيعية الرئيسية وهم أفراد مجتمع "الوفاق" السياسي الذين استقالوا من البرلمان في العام الماضي احتجاجاً على حملة المطاردة. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الناشطين الشيعة الشبان بعيدين عن سيطرة فئة كبار السن في مجتمعهم. كما يبدو أن طهران تلعب لعبة أطول، بتجنبها التدخل المباشر في الوقت الراهن، حيث تترك بني ملتها يتعرضون للضرب من قبل قوات الأمن البحرينية.
وكما لو أنها تهمز إلى طهران، استشهدت إحدى المجموعات الشيعية – "حركة الحرية" التي بدأت في 14 شباط/فبراير -- بأقوال مؤسس الثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني، في دعوتها إلى حرق ملصقات تصور ملك البحرين حمد مع علم الولايات . وجاء بيان من قبل الحركة، تم توزيعه على شبكة التغريد «تويتر» يقول "كلما تحدث أعمال قتل على نطاق واسع، تكون الولايات المتحدة ضالعة فيها." كما اتهم البيان حكومة الخليفة بالسماح لـ "الإسطول الخامس الأمريكي" باتخاذ مقره في الجزيرة من دون موافقة "شعب البحرين الشجاع".
ومن المرجح أن يستمر موقف إيران الحذر بشأن الاضطرابات الحالية في البحرين. ولكن التوتر في الشوارع سيستمر كذلك، حيث هناك احتمال بأن تؤدي المواجهات إلى وقوع عدد أكبر من الضحايا بين المتظاهرين أو قوات الأمن، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل جذري.
سايمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..