الأحد، 15 يناير 2012

الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد ( رحمه الله )

 
الجمعة 23 أبريل 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الصمد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته وأزواجه والتابعين. وبعد،،،
هو فضيلة الشيخ العلامة الأصولي: أبو يوسف عبد الرحمن بن يوسف بن محمود بن حسين بن علي بن عبد الصمد الفقيهي السعدي الشامي. يرجع نسبه الكريم لعائلة الفقهاء: وهي قبيلة عربية أصيلة كانت تسكن مكة المكرمة ثم نزح منها فخذ سمي أيضاً بالفقهاء شمالاً، فسكنوا بلاد الشام، ولا يزالون فيها ويعرفون بهذا الإسم، وهم من بني سعد بن بكر بن هوازن.مولده ونشأته:ولد رحمه الله رحمة واسعة سنة 1927 م في بلدة تدعى: عنبتا شرق طولكرم التابعة لحافظة نابلس في فلسطين المحتلة، طهرها الله من رجس اليهود. وقد توفي والده الشيخ يوسف بن محمود الفقيهي وعمره لم يتجاوز السابعة، ثم لحقت به والدته فتوفيت وهو دون التاسعة من عمره، فنشأ نشأة حسنة يتيمةً عند عمه الأكبر، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادىء اللغة العربية وهو صغير.
تعليمه: وقد تلقى تعليمه المدرسي في إحدى مدارس بلدته عنبتا، وتخرج منها ثم هاجر من فلسطين قبل الاحتلال اليهودي لسورية مروراً بلبنان، فاستقر بمدينة حلب السورية، وذلك سنة 1944 م.
تزوج رحمه الله من امرأة حلبية سلفية فاضلة كانت له خير معين له على الدعوة وتحمل ضيق الحال والعيش والظروف القاسية التي عاشها رحمه الله خاصة بعد أن تمسك بالعقيدة السلفية وهاجم أهل البدع والضلال في مدينة حلب، فابتلي أشد البلاء حتى هاجر للمملكة العربية السعودية، وقد رزق منها بثلاث بنين: يوسف وبه يكنى، وعبد الله وعبد العزيز، وأربعة بنات، حفظهم الله تعالى.

حياته في سورية:
لما هاجر رحمه الله من فلسطين بعد عام 1944 م لسورية أقام بمدينة حلب وتعرف بها على التصوف، فتصوف على الطريقة الرفاعية، عفا الله عنه وغفر له، وبقي لخمس سنين رفاعياً وتبحر بأصول الطريقة وبدعها حتى لقب بالسيد عبد الرحمن الرفاعي، غفر الله له في عصره ذاك. ثم منَّ الله عز وجل عليه بالهداية فهجر الطريقة الصوفية الرفاعية وأهلها ومكانته فيها وبين أهلها لمنهج أهل السنة والجماعة وذلك لما بدأ يظهر له معنى التصوف الرفاعي وأخبار الصوفية وعقيدتهم وأكاذيبهم وضلالاتهم وشركياتهم من خارج محيط مشايخه وأصحابه. فحصل له من جراء ذلك مكائد وأذىً كثيراً، ودست له الدسائس الخبيثة من المتعصبين حتى أقيمت عليه الدعاوى الباطلة المزورة أمام المحاكم السورية، فبرأه الله تعالى منها ورد كيدهم ومكرهم في نحورهم. ولما التزم رحمه الله مع السلفيين في مدينة حلب بدأ ينهل العقيدة السلفية الصحيحة من عالم حلب الشيخ محمد الياقطي السلفي ولازمه ملازمة شديدة لقرابة ثمان سنوات متتالية، وكان من شدة ملازمته له أنه يسير المسافات الطويلة سيراً على الأقدام من أجل حضور درس من دروسه أو خطبه وشروحه، وجالس الشيخ محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي السلفي، والإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني، ثم منَّ الله عليه أن يكون ضمن البعثة السورية المبتعثة للدراسة في المملكة العربية السعودية.

حياته في المملكة العربية السعودية:
حضر رحمه الله تعالى ضمن البعثة السورية للدراسة في المعهد العلمي بمدينة الرياض، وتعرف على عدد من المشايخ أبرزهم سماحة العلامة الإمام المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ وتلميذه النجيب سماحة الوالد الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمهما الله رحمة واسعة. وبقي بمدينة الرياض تسع سنوات ثم لما افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التحق بها طالباً ومدرساً بتزكية من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله حتى حصل على الشهادة الثانوية الشرعية ودرس في السنة الأولى في كلية الشريعة. ثم عاد لسورية بعد قطع بعثته لأسباب أمنية.

حياته في سورية مرة أخرى:
لما عاد لسورية عمل إماماً وخطيباً في مناطق مختلفة لمحافظات عدة نذكر منها:
إمام وخطيب مسجد بلدة مغلة كبيرة في محافظة الرقة في الشمال الغربي من القطر السوري من سنة 1965 حتى أوائل سنة 1968 م.
إمام وخطيب مسجد الدانة في محافظة إدلب في الشمال الغربي من القطر السوري، مدة ثلاثة أشهر.
إمام وخطيب مسجد بلدة رامحدان التابعة لمحافظة حماة مدة تسعة أشهر.
إمام وخطيب مسجد بلدة كرناز التابعة لمحافظة حماة حتى سنة 1974 م.
وقد واجه صعوبات كبيرة ومعوقات في نشر العقيدة السلفية بسبب الجهل المستشري بالعقيدة والتوحيد بين العوام وشد الرحال للأضرحة وتقديسها بالصلاة والطواف حولها، وذلك بسبب سيطرة الصوفية على عوام المسلمين، ومحاربتهم للدعوة السلفية وأصولها، أعاذنا الله وإياكم من البدع وأهلها.
وكان للجهل الشديد بالأحكام والعبادات الشرعية، واختلاط السنة بالبدع والمحدثات والخرافات، أثراً عظيماً في دعوته وصبره وتصديه للبدع، فأوذي بعرضه وبدنه ورزقه رحمه الله. وكانت له ردود علمية قيمة صودرت منه ومنعت، منها ما كان في الرد على الفرق الباطنية والعلمانية وأهل الفسوق والفجور والقائلين بوحدة الوجود والحلول والرافضة والمعتزلة، وغيرهم من أهل البدع والضلال. ثم لما لم يروق لهؤلاء هذا الهجوم من الشيخ رحمه الله سلطوا عليهم صبيانهم فأذوه واتهموه بأنه وهابي ويعمل لصالح المخابرات السعودية فأوقف عن الإمامة والخطابة رحمه الله بمكيدة من أهل البدع والضلال لما رأوه من قوة وصبر في الدفاع عن التوحيد والسنة.

حياته في دولة الكويت:
قدم رحمه الله تعالى دولة الكويت يوم 21/1/1975 م، وتقدم مباشرة للامتحان في وزارة الأوقاف الكويتية فقبل بوظيفة إمام وخطيب، واستلم عمله يوم 29/3/1975 م إمام بمسجد شبرة بمنطقة العمرية وانتشر صيته بين الشباب السلفي حتى نقل بعد ذلك لمسجد العوائل بمنطقة الوفرة البعيدة بمكيدة من الصوفية الرفاعية والأشاعرة لما رأوا اجتماع السلفيين حوله. وبقي بمنطقة الوفرة حتى وفاته رحمه الله صابراً محتسباً مداوماً على نصرة السنة وأهلها في مجالسه الخاصة والعامة، ولا يكاد بيته يخلو من الطلبة والزائرين.
وقد أوقف عن الخطابة مراراً في دولة الكويت لمهاجمته الرافضة والأشاعره وكاد أن يصل به الأمر للإبعاد من دولة الكويت ولكن الله رد كيدهم في نحرهم وسلمه ونصره. وقد كانت دروسه بعد التضييق عليه تقام في المجالس والديوانيات الخاصة فكان له درس في منطقة النقرة للنساء، ودرس بعد العصر بمنطقة النزهة، ودرس بعد المغرب بمنطقة الأندلس، ودرس بعد صلاة العشاء بمنطقة الفردوس، وله دروس أسبوعية مسجله بديوانيات ومجالس الأخوة السلفيين بمناطق الصليبية وجليب الشيوخ والصباحية والأحمدي والرقة والجهراء والفحيحيل وأم الهيمان والرابية. فكانت دروسه رحمه الله على امتداد دولة الكويت طولاً عرضاً، ولم يكن يعرف الراحة فوقته كله عمل وجهاد ودعوة وصبر، فرحمه الله.

وفاته:
توفي رحمه الله تعالى بمدينة ملبورن - أستراليا عندما ذهب بدعوة من الجمعية الإسلامية الأسترالية من أجل الدعوة وإقامة دورات شرعية للمسلمين في المهجر، وكانت موته بحادث سير فتوفي مساء الخميس الساعة التاسعة والنصف بتاريخ 17 شوال 1408 هـ الموافق 2/6/1988 م، ودفن هناك. وجاء نعيه من الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله في جريدة القبس الكويتية رقم 5914 المؤرخ في 18 ربيع الأول 1409 هـ الموافق 29/10/1988 م. وبكاه طلبته ومحبوه، وعم الحزن دولة الكويت كلها، فسبحان الذي جعل له هذا القبول، والله تعالى أسأل أن يجعل موته شهادة في سبيله وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه. فرحمه الله كان غريباً، ونشأ غريباً، وكان غريباً بسلفيته وزهده وفراسته وورعه وأسلوبه وتواضعه حتى مات غريباً ودفن غريباً. والحمد لله رب العالمين
 


هذه ثلاثة أشرطة للشيخ عبد الرحمن بن عبد الصمد رحمه الله يحكي فيها شيئا من سيرته وكيف نشأ صوفيا طُرقيا ثم عاد سلفيا أثريا

الشريط الأول

http://ia340910.us.archive.org/2/items/sufeya/01.rm

الشريط الثاني

http://ia340910.us.archive.org/2/items/sufeya/02.rm

الشريط الثالث

http://ia340910.us.archive.org/2/items/sufeya/03.rm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..