الاثنين، 2 يناير 2012

من التخبط والتناقض إلى الانحناء للبابا شنودة



مريم إبراهيم علوش آل جديبا
ع ق 1095

لن أدخل في جدلية تلح عليها سمو الأميرة (..............) في مقالاتها عن وضع الوطن وأن البلد  عمه التطرف والإسفاف والجهل والتكفير. فذاك أمر قد أفاض فيه كتاب فضلاء ولكن أنا أوجه مقالي لمواطنة لها مالنا وعليها ما علينا، أنا كمواطنة  عادية أعلم علم اليقين من الصالح  ومن الفاسد ، وأنأى بولاة هذا البلد عن الفساد  
أما التكفير والتطرف فهي كلمات مطاطية يرددونها بعض المتمصلحين
فالتكفير والتطرف كلمة يحاول بعض الفاسدين والخونة وناهبي المال العام تكرارها في كل مناسبة
التكفير والتطرف موجود عند فئة لا تتعدى يا سمو الأميرة عشرات الأشخاص
لكن البعض يحاول التخويف والتحذير منها لأهداف شخصية وليست لمصلحة البلد وأمنه ولست بصدد هذا الموضوع فأهل العزائم والكرام من ولاة أمرنا قاموا بحل هذا الموضوع ولا يخفى عليك وأنتي من الأسرة المالكة الجهود التي يقوم بها والدي وولي العهد سمو الأمير نايف من إقامة لجان للمناصحة والنتائج الإيجابية والمخرجات الطيبة لهذه اللجان فمنذ خروجك للإعلام وأنت  تبنين هرم من التناقضات بداية من إفتتاحك لمطعم مقهى كريز للفنون والمطبخ التشكيلي ومطعم كعكتي اللبنانية وذلك في مارينا جراند بارك حياة جدة ومن ثم وقوفك عاجزة في مطعم أحتجزت فيه وأنت تشاهدين الجثث تترامى في سيول جدة ومن ثم تتبرعين ولمدة أسبوعين بريع المطعم والمقهي لصالح المتضررين ومن ثم زيارة بابا شنودة فمن إمراة أعمال تمتلك مطاعم فاخرة إلى متبرعة إلى  وزيارة البابا
هناك جوانب تجاوزت فيها عند زيارتك فقد وصفت باباك شنودة أكثر من مرة بالقداسة وهذا فيه نظر فالقداسة لله عز وجل وللرسول علية أفضل الصلاة وأتم التسليم وصفتيه بالمتسامح ولكي  أن تقولي ما تشائي , ولكن الحقيقة فإن شنودة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ليس متسامحاً!!بل كان محرضاً لكثير من أعمال العنف التي شهدتها مصر في السبعينات الميلادية بين المسلمين والنصارى ولهذا فإن الرئيس الراحل أنور السادات نفاه إلى دير النطرون
قلت وحديثك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ((لعلمه بأن المسيحية واليهودية هي من الأديان السماوية، والتي يجب على كل إنسان أن يفهم أن التفرقة ليست من تعاليمنا ولا تعاليم رسولنا بل هي نتيجة غسل عقول أمتنا من قبل بعض الفئات لتشويه صورة أمتنا وصورة رسولنا صلى الله عليه وسلم.)) فقولك هذا باطل بالنصوص من الكتاب والسنة وإجماع العلماء.
أما الكتاب فقوله جل وعلا: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ).
وقوله سبحانه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وقوله عز وجل في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وأما السنة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)) أخرجه مسلم في صحيحه.
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))، ويدل على هذا المعنى من القرآن الكريم قوله سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، وقوله عز وجل: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)، وقوله سبحانه: (هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) .
وقوله عز وجل في سورة الأعراف في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ثم قال سبحانه بعد ذلك:( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
وقد أجمع العلماء على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين، وأن من لم يؤمن به ويتبع ما جاء به فهو من أهل النار ومن الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوسيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.
فالواجب على جميع الثقلين من الجن والإنس أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، وأن يتبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى الموت. وبذلك تحصل لهم السعادة والنجاة والفوز في الدنيا والآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة والحديث الشريف، وكما قال الله عز وجل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)وقال سبحانه: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) وقال عز وجل في سورة النور: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وجميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك والكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وبعث به محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم.. وفيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم إتباعه، وذلك كاف في كفرهم واستحقاقهم غضب الله وعقابه وحرمانهم من دخول الجنة واستحقاقهم لدخول النار إلا من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى.
حبذا لو عدتي لبعض العلماء الربانيين لشرح قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة ال عمران
 فإن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه؛ إذ ما عداه من الدين باطل وضلال كما قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام )
كررت هذه اللفظة (مصر الشقيقة بلد شقيق أوصى فيهم الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) هذا الأمر لا يختلف عليه شخصان منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود والتاريخ يشهد علي الأخوة التي تجمع الشعب السعودي مع الشعب المصري فالشعبان أشقاء من قبل زيارتك للبابا !!!
لا أعلم ما الأسباب التى تجعل تنفيذك لمشاريعك الإنسانية صعبة علي أرض وطنك فتتجهين إلى مصر الشقيقة وتقومين بتدشين مشاريعك الخيرية العالمية وبحضور البابا حتى يباركها لكي ألست ممن يصرح انه مهتم بقضايا وشؤون المرأة والطفل إذن فالمرأة والطفل في السعودية أولى بهذا الإهتمام خاصة وأنت تنتمين لهذا البلد فهاجس البطالة التي بلغت 10% في وطننا أرق مضاجعنا فمسألة أنك تريدين المساعدة ولكنك مكتوفة الأيدي فأتجهت
خارج الوطن يريد لها دورات  بفن الإقناع    
أما عن ماصرحت به بقولك (لذا أحببت أن أثير هذا الموضوع لما له من دلالة كبيرة على استقرار هذا البلد من وجود أن تكون لدينا الثقافة الصحيحة المحمدية للتسامح بين أفراد الوطن وقبائله ومذاهبه بشتى الأطياف، وذلك حرصا على استقرار الوطن ونبذ كل أنواع التطرف والإسفاف والدعاء على الآخرين) فلا أظن أنك تجهلين سياسة هذه البلد وأنت من الأسرة المالكة فقد قام هذا الوطن علي الحكم بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهذان المصدران هما الملهمان لحكام السعودية ومواطنيها وإن ظهرت بعض النعرات القبلية ،وبعض المظاهرات المذهبية،التي لا تمثل أبناء الوطن فلكل قاعدة شواذ ولا نبرر ذهابك للبابا بأنه درس لنا كمواطنين في التسامح فالشعب الذي بايع قادته على الكتاب والسنة هو من يعلم الشعوب فن التسامح  

أخيرا سمو الأميرة ليست العربات والحافلات فقط هي المفخخة ، لكن الكلمات أيضايمكن أن تكون مفخخة ، وإذا كان عدد الضحايا في حالة السيارة المفخخة لا يتجاوز العشرات ، ففى حالة الكلمات المفخخة يتجاوز الآلاف بل الملايين , وإذا كان الدم الذي يسيل على الأرض هو خلفية المشهد المأساوى للسيارة المفخخة ؛ فإن الدين والوطن والتاريخ هو الذي يسيل على الأرض ويتبعثر في الهواء في مشهد الكلمات المفخخة.فإتق الله حيثما كنت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..