الثلاثاء، 3 يناير 2012

"تغريدة"الشيحي .. و"بطحة"على رؤوس التنويريين!!

        لعل من أبرع من وَصّف ردة فعل البعض على (تغريدة الشيحي) هما الأستاذة ليلى الشهراني حين كتبت (يحسبون كل صيحة عليهم) رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم،الرسالة رقم"1093"}. وكذلك وصف الأستاذ عصام المعمر  : (عنقودية الشيحي .. ومتاريس الزجاج){ رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم،الرسالة رقم" 1096"}.

نعم .. هي قنبلة عنقودية تطايرت شظاياها .. أما عنوان مقالة الأستاذة (ليلى) فقد ذكرني بنفسي حين وصلتني هذه الرسالة،ضمن سيل الرسائل الداعائية التي تغزو جوالاتنا : (الخبرة هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة عندما تكون قد فقدت شعرك. للحصول على حصيلة تجارب أهل العلم والحكمة وأقوالهم التي تركت صدى في تاريخ البشرية أرسل 1 إلى ؟؟؟).

بأمانة حين قرأت هذه العبارة أحسست أنني أنا المعني بها!!!

على كل حال نعود إلى موضوعنا .. مرة أخرى أقول لعل من أعجب من قرأت في مطلع هذه العام تهديد(البوكري) الأستاذ عبده خال للأستاذ (الشيحي) بالاعتذار  .. قبل أن تُرفع عليه دعوى (قذف)!!!!

عدت إلى التغريدة / القنبلة لأقرأها بتمعن .. لعلي أجد فيها اسما محددا يمكن أن يرفع صاحبه دعوى السب والقذف على الأستاذ (صالح) .. وهذه هي التغريدة / القنبلة بنصها :

 ( ما كان يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة , آمنت أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة) .

حقيقة لم أعثر على شخص يستطيع أن يرفع دعوى غير الأستاذ (بهو ما ريوت) والدكتور( عار بن خزي)!!!

طبعا يستطيع محامي(فهلوي) أن يثبت أن (خاء) هنا و(عين) هناك .. رمز بها صاحب التغريدة إلى شخص بعينه!!!!!!! آآآه يا بطحة على رأسي تحسستها يوم قرأت رسالة المشط وهجر الشّعر!!!!!!

إذا أين  المشكلة ؟! تكمن المشكلة – من وجهة نظري -  في أن الأستاذ صالح الشيحي .. لم يكتشف أن المشروع التنويري يدور حول المرأة إلا متأخرا جدا!!!!!! تكمن -  أيضا -  في أن الأستاذ الكريم .. لا يمكن أن تلصق به تهمة من تلك التهم الجاهزة (إسلاموي) أو (متطرف ) .. إلخ. .. وهذا أمر يحرق الدم حقيقة !!!

أعود لأكرر تعجبي من أن الأستاذ(الشيحي)  اكتشف الأمر متأخرا .. لأن الأقلام بحت وهي تكرر نفس الفكرة وتحذر من نتائجها .. ولا يتعلق الأمر فقط بالكتاب الإسلاميين أو بالدعاة .. بل الأمر تخطى ذلك كثيرا.. ففي لقاء صحفي طُُلب من الدكتورة ثريا العريض، أن توجه بعض البرقيات :

(.. البرقية الثالثة توجهها إلى إحدى الكاتبات ... تصفها د. ثريا العريض بأنها كاتبة حققت حضورا متميزا على الساحة المحلية والعربية ... ورغم ذلك شكت أكثر من مرة من الخفايا  الصحفية فيما يتعلق بحضور المرأة، موضحة أن (الطبطبة)، ربما تكون حدثا فعليا وليس معنويا فقط. وتضيف د. ثريا بأن هناك بعض الأقلام النسائية ترسخ المرأة في دور الأنثى الهامشية المرغوبة في همسها ... المرفوضة حين تصرخ بأوجاع الواقع ... وتستطرد مؤكدة : أن إشراع باب البروز الإعلامي لأي صوت ليس له تبرير مقبول أدبيا ... وربما يثير الكثير من التساؤلات ... والتي تدور حول دوافع الدعم){ جريدة عكاظ العدد 9973 في 9 / 6 / 1414هـ = 22 / 11 / 1993م ( ملحق المرأة الأسبوعي).}. ..   كما كتب الأستاذ إبراهيم التركي مقالة عن تعرض المثقفات للتحرش .. فجاءته هذه الرسالة :

 ( يا سيدي : هذه  بقايا كاتبة، اشتعلت فاحترقت ومن كلماتك في ( المجلة العربية)، أردت أن أسألك :

هل هناك جريدة صادقة كل الصدق في بناء الكتاب الشباب؟ أرشدني إلى محررين لا يتحولون إلى ذئاب بمجرد أن يشعروا بحاجة الكاتبة المرأة لهم.  . مؤلم جدا أن نصل إلى هذا المنحنى الخطر .. شللية واستغلال (..). لا إضافة (..)  فقد جهرت بما أسررنا به، وصرحت بما ألمحنا إليه، ولو تجرأت كاتباتنا ( كبيرهن وصغيرهن)، على أن قدمن تجاربهن في عالم النشر الصحفي لقرأنا مزيدا من الجراح من سقوط مهني مريع يمارس باسم( الثقافة)، وتحت مظلة العلائق الفكرية){ جريدة الجزيرة العدد 8588 في 15 / 11 / 1416هـ.}.


بما أن الموضوع يدور في فلك المؤتمرات .. فقد كتبت  الأستاذة ليلى العثمان، في زاويتها ( دعوني أتكلم)، عن أحد المؤتمرات :( .. انظري إلى تلك المرأة التي تجلس قرب الكاتب ( س ) تبدو مرتبكة ... هل تراه يعابث قدمها من التحت الطاولة ؟){ مجلة كل الأسرة العدد 148 في 29 / 3 / 1417هـ.}.

 يشي هذا التساؤل بأن مثل تلك التصرفات ليست غريبة عن تلك المؤتمرات!!! أما الأستاذة خزيمة العطاس، فهي تشك في دوافع كثير من الرجال حين يشجعون المرأة :

( .. فهناك من أنصف المرأة احتراما وتقديرا – وهم قلة – والبعض الآخر صورها أفعى برأسين، بل بعدة رؤوس .. ولكلى الجانبين نيته وغايته والله أعلم ... قد يكون لتلك النيات والغايات أهداف مبطنة أختصرها في جملة واحدة هي ((الوصول إلى قلب أو جسد المرأة .!!){ مجلة السراج "العمانية" العدد الخامس / ذو القعدة 1412هـ. }.

وفي وضوح ما بعده وضوح .. يكتب الأستاذ عبد العزيز مشري – رحمه الله – تعليقا على اتصالات السعوديين بالفضائيات والتغزل بالمذيعات – وصل الأمر حد التلفظ بألفاظ "نابية"ولكنها محليا جدا – ومقدمات البرامج .. فكتب يقول :

(إنهم محرومون عاطفيا وجنسيا،يشكون من الفراغ،ليس فراغ الوقت فقط،وإنما قبلا،فراغ يحتاج إلى تعبئة ضرورية لا يمكن للإنسان السوي أن يحيا بدونها،ولا أن يحقق قيمته الإنسانية نفسا وجسدا وبالتالي فكرا .. ذلك هو حاجته إلى العاطفة المقابلة،عاطفة الأنثى،بعده عنها وتلصصه  خلفها لمجرد أن تخطت بعينه عباءة ..){جريدة البلاد العدد 14985 في 3/3/1418هـ}.

لعل حسن الظن يجعلنا نقول ربما كان الكاتب يدعو إلى الزواج المبكر!!!! ألم يكتب يوسف إدريس قصته القصيرة "وجهة نظر" فأتى ناقد"بنيوي"فرأى في القصة – تلك التي تُصنع فيها ناظرة لحمار – دعوة إلى الحجاب؟!!!!!!

رغم أن لباس المرأة (الفضفاض) لا يتخطى أن يكون دينا تتعبد به .. أو (حرية شخصية) .. ومع ذلك نجد الأستاذ عبد الله أبو السمح (يبصبص ) في السائحات الخليجيات ..ويسخر من ملابس النساء الفضفاضة(المستعارة)، ويرصد التغير الذي طرأ عليهن ..

(ليهناك الزمان أبا عمرو،فهاهو قد استدار وعدت إلى مكانك الأثير في ذات المقهى على الناصية اليمنى لشاعر الشانزلزيه  وبديات الخريف تهب نسماتها على باريس (..) وإخوانك الخليجيون (..) يملأون الرصيف العريض جيئة وذهابا (..) لكن الوجوه قد تغيرت صفاتها،ولم تعد نساؤنا يلطخن وجوههن بالأصباغ بل ارتقين سنة بعد أخرى فأجدن الزينة،ولم تعد الثياب الفضفاضة كأنها مستعارة،بل متكاملة متلائمة (..) تظهر على وجوه "ربعنا"رقة الحضارة،وتسامح المدنية وتختفي جهامة العادة،وعبوس الدروب الضيقة،هنا تظهر على سجيتها فلا تتنفس ولا تتحرك إلا وفق إنسانيتها،وسوف يتوحد ظاهرها بباطنها ما تركت لفطرتها واختيارها الراشد،ويتلاشى الازدواج البغيض فتجد لذاتها طريقا وسطا يحض عليه ديننا الحنيف.){ جريدة عكاظ العدد 11378 في 10/6/1418هـ }.

وعندما تمت الدعة إلى تظليل المحلات التي تبيع فيها النساء الملابس الخاصة بالنساء .. لم يعجب ذلك الأستاذ(أبو السمح) .. وقد علق على ذلك الأستاذ جرمان الشهري بالقول  :

( وهذه الضوابط وغيرها تصب في مصلحة المرأة والمحافظة عليها،ولكن يبدو أن تلك الضوابط لم تعجب الأستاذ عبد الله أبوالسمح ولم تحقق رغباته، فطلب باشتراط لبس معين للعاملات كملبوسات ماليزيا وإندونيسيا ووصف الضوابط التي أعلنها الدكتور الحميد{ د. عبد الواحد الحميد، وكيل وزارة العمل.}  بأنها غريبة وغير ملائمة مع العصر ومتطلبات العمل الحديث،ووصف أيضا الاختلاط في العمل بين المرأة و الرجل بأنه من الثوابت التي أقرتها الشريعة الإسلامية، وطلب من الدكتور غازي القصيبي{ وزير العمل.} أن يعدل عن ( تحجيب) وتظليل المحلات لأن ذلك حسب قوله من الإقصاء والتفرقة المقيتة والنظرة المريبة المشككة في جميع تصرفات المرأة، ونادي بعدم الالتفاف حول القرارات وتفريغها من هدفها، والأدهى والأمر أنه قال : " خير لنا ألف مرة أن نقفل تلك المحلات عن أي عمل متخلف" ...){ جريدة المدينة  المنورة العدد 15716 في 6 / 4 / 1427هـ.}.

رأينا من قبل كيف لخصت الأستاذة (خزيمة)، أهداف بعض الرجال من دعم المرأة في الوصول إلى قلبها أو جسدها،وذلك ينقلنا إلى (الغرب) حيث لوحظت (أهداف) الرجال تلك،ولكن بشكل أكثر وضوحا .. بمعنى أن الشرق والغرب (التقيا) في هذه المسألة :

( والجدير بالملاحظة أن كثيرين من الرجال كانوا يظهرون حماسا شديدا لفكرة الحرية الجنسية للمرأة تفوق ما أبدته الغالبية العظمى من النساء المتحمسات لتحرير المرأة. ولم تدرك النساء في ذلك الوقت فداحة ما سوف يتحملنه نتيجة لوضع هذه الفكرة موضع التنفيذ إلا عندما شرح أحد أشد أنصار حركة تحرير المرأة حماسا ممارساته التي قال أنها حصيلة فهمه لمعنى التحرر. فقد اعترف بأنه عشق زوجة صديق له، ولكن نظرته إلى هذه التجربة كانت مختلفة عن نظرة عشيقته، وهو ما أرجعه الرجل إلى الاختلاف في الفرص المتاحة لكل من الرجل والمرأة، ونظرة كل منهما إلى الصداقة، التي قال عنها : (( إن الصداقة بين الرجال والنساء ليست صداقة فقط، ولكنها أيضا علاقة جنسية، وهي ضرورية للصداقة، بخلاف الصداقة بين الرجل والرجل. وعندما توجد صداقة حقيقية بين رجل وامرأة فالنتيجة الطبيعية تكون علاقة جنسية يمارسانها معا وإلى حد التخمة ... لذلك فإنني أتقرب إلى زوجات أصدقائي بدون إحساس بوخز الضمير، وذلك على خلاف ما تشعر به زوجة الصديق، فإنها بعد أن تذعن للرغبة الغريزية التي أحركها لديها، تفكر في بقاء العلاقة بصورة مستمرة، وذلك لأن الفرص المتاحة للمرأة تكون محدودة هذا بالمقارنة مع الرجل، وهو ما يجعلها تستاء عندما أشرع في هجرها، على الرغم أنني لا أسبب لها حرجا){ ص 204 ( اغتصاب الإناث في المجتمعات القديمة والمعاصرة/ د. أحمد علي المجذوب / الدار المصرية اللبنانية/ 1413هـ/ 1993م.}.

نختم بالعودة إلى مقالة  أختنا الأستاذة ليلى الشهراني (يحسبون كل صيحة عليهم)،وقد أوردت الكاتبة عناوين كثير من الأعمال الروائية التي قد تدخل ضمن (القذف) على طريقة الأستاذ عبده خال .. فنقول .. لو أن الأستاذ صالح الشيحي،اختبأ خلف(الفن) و كتب مشاهداته تلك في (قصة / رواية) .. حينها ربما حصل   على جائزة(بوكر) .. أو حتى على (ربع بوكر)!!!!!


تلويحة الوداع :

رُويّ أن سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ذكر أنه رأى رجلا مع امرأة .. فقال له سيدنا علي بن أبي طلب -  رضي الله عنه - .. أنه لو ذكر (اسما) : شهودك أو نجلد ظهرك يا أمير المؤمنين .. نعم (أمير المؤمنين) لزوم الاحترام .. وشرع الله يطبق على الجميع : فيا أستاذ ويا أستاذة .. ويا دكتور ويا دكتورة .. إذا ذكرك أحد بالاسم .. فمن حقك أن ترفع دعوى(قذف) ..  أما عند الحديث بشكل عام ..
فــ(رحم الله من دفع الريبة عن نفسه)!!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 8/2/1433هـ

ع ق 1098

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..