الجمعة، 6 يناير 2012

رحلة مع ابي فراس الحمداني



اخوتي واحبتي الكرام ..
سآخذكم هذه الليلة .. برحلة قصيرة مع ابي فراس الحمداني ..
فهيا معي ..


ابو فراس الحمداني ..أو الحارث ابن سعيد بن حمدان الحمدوني العدوي التغلبي ،
ولد عام 320هـ ، وتوفي سنة 357 هـ ويلاحظ انه مات بعمر الشباب 37 سنة.
يعود بعمومته الى تغلب .. وبخؤولته الى تميم .. وذكر ذلك في ثنايا بعض اشعاره..
قصائده تتميز بصعوبة .. الا القليل منها .. ومن روائعه المشهورة:


قالها وهو في السجن( الأسر ) .
وكذا قصيدة :

اراك عصي الدمع ؛ شيمتـك الصبـرأمــا للهوى نـهــي عـلـيـك ولا أمـــر؟!
نعـم ، أنـا مشـتـاق .. وعـنـدي لـوعـةولـكــن مـثـلـي لا يـــذاع لـــه ســــر!
اذا الليـل اضوانـي بسطـت يـد الـهـوىواذلـلـت دمـعـا مــن خلائـقـه الكـبـر
تـكـاد تـضـيء الـنـار بـيـن جوانـحـياذا هـي أذكتـهـا الصبـابـة والفـكـر
معللـتـي بالـوصـل ، والـمـوت دونـــه ،اذا مــت ظمـآنـاً.. فـــلا نـــزل الـقـطـر
حـفـظـت ، وضـيـعـت الـمــودة بيـنـنـاوأحسن ، من بعض الوفاء ..لك العذر
ومــــا هــــذه الأيــــام الا صـحــائــفلأحرفـهـا مــن كــف كاتـبـهـا بـشــر

اما القصيدة التي توقفت عندها كثيرا ..
فهي هذه القصيدة :
ويلاحظ اسفل القصيدة تعليق على البيتين الأخيرين منها..



أمـــــا لـجـمـيــل عـنــدكــن ثـــــواب؟ولا لــمــســيء عــنــدكــن مـــتـــاب ؟
لـقـد ضــل مــن تـحـوي هــواه خـريـدةوقــد ذل مــن تقـضـي عـلـيـه كـعــاب
و لـكـنـنـي ، والـحـمــد لله ، حـــــازمأعـــــــز إذا ذلـــــــت لـــهــــن رقـــــــاب
و لا تمـلـك الحسـنـاء قـلـبـي كـلــه ،و إن شـمـلــتــهــا رقــــــــة وشــــبـــــاب
و أجري فلا أعطي الهوى فضل مقودي ،و أهــفــو و لا يـخـفــى عــلــي صــــواب
إذا الـخـل لـــم يـهـجـرك إلا مـلالــة ،فـلــيــس لـــــه إلا الـــفـــراق عـــتـــاب
إذا لــم أجــد مــن خـلـة مـــا أريـــده ،فـعـنـدي لأخــــرى عــزمــة و ركــــاب
و ليس فـراق مـا إستطعـت ، فـإن يكـنفــــراق عــلــى حــــال فـلـيــس إيـــــاب
صـبـور ولــو لــم تـبــق مـنــي بـقـيـة ،قــــؤول و لــــو أن الـســيــوف جـــــواب
وقـــور و أحــــداث الــزمــان تـنـوشـنـيو لـلـمــوت حــولــي جـيـئــة و ذهــــاب
و ألــحــظ أحــــوال الــزمــان بـمـقـلــةبها الصـدق صـدق و الكـذاب كـذاب
بـمــن يـشــق الإنـســان فـيـمـا يـنـوبــهو مــن أيــن للـحـر الـكـريـم صـحــاب؟
وقـــد صـــار هـــذا الـنــاس إلا أقـلـهـمذئــابـــا عــلـــى أجــســادهــن ثـــيـــاب
تغابيـت عـلـى قـومـي فظـنـوا غبـاوتـيبـمــفــرق أغـبــانــا حــصـــى وتـــــراب
ولـــو عـرفـونـي حـــق معـرفـتـي بــهــمإذا عـلـمــوا أنــــي شــهــدت، وغــابـــوا
و مـــا كـــل فــعــال يــجــازى بـفـعـلـهولا كـــــل قــــــوال لــــــدي يـــجـــاب
ورب كــــلام مـــــرّ فـــــوق مـسـامـعــيكـمـا طــن فــي لــوح الهـجـيـر ذبـــاب
ومـــا زلـــت ارضـــى بالـقـلـيـل مـحـبــةلـديـك، ومـــا دون الكـثـيـر حـجــاب
أمـن بعـد بــذل النـفـس فيـمـا تـريـدهأثـــاب بـمــر الـعـتـب حــيــن أثــــاب؟!
فـلـيـتـك تـحـلــو، و الـحـيــاة مــريــرةو لـيـتـك تـرضــى و الأنـــام غــضــاب
و لـيـت الــذي بيـنـي و بيـنـك عـامــروبـيـنــي وبــيـــن الـعـالـمـيـن خـــــراب


الملاحظة على البيتين الأخيرين ..انني سمعت اكثر من واعظ يرددها ..
كدلالة على علاقة المرء بربه..
وهذا مجاف للحقيقة..
فالشاعر لم يقصد ذلك أولا..

ثم تأملوا مفردات البيت..
فليتك تحلو..
وليتك ترضى

فالرضا من صفاته عز وجل ..ولا بأس ان تقول ليتك ترضى ..
مع ان المفروض ان تقول رب ارض عني ..
فالرضا مطلب وليس امنية..

اما تحلو .. فهذه للبشر وليست من صفات الذات الألهية..
لذا وجب التنبيه ..
وهذا هو الفرق بين ان اعمل لها نسخا ..( قص ولصق !) ..
او ان اعلق عليها لتعم الفائدة ..

أو ان اجد من يقول لي اخطأت في تصورك..
فأصحح مفهومي بعدما يقنعني



تحياتي لكم جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..