|
اذا استيقظت الشعوب ووعت المخاطر التي تحيط بها، فستختار الرجال الاشداء،
الاوفياء، لا العملاء وأزلام طهران. |
ميدل ايست أونلاين
|
|
بقلم: عبد العزيز الخميس
|
|
هدأ
غبار المعركة الانتخابية الكويتية الرابعة عشر لاختيار خمسين عضوا في مجلس
الأمة
الكويتي. نتائج هذه المعركة تستحق القراءة والتأمل بعد مراقبة كيف ان اطراف المعركة الانتخابية كانوا ينتظرون النجاح وايصال مواليهم ورجالهم للمجلس. وتبين بعد ان اتضحت الرؤية ان هناك اطرافا رابحة وأخرى خاسرة.
اولى
الخاسرين هي ايران وبامتياز. راهنت ايران ووكلائها في الكويت على وصول
اكثر من خمسة عشر نائبا
من الشيعة والسنة، يمثلون مصالحها. لكنها فشلت وبخسارة مدوية.
والخاسر
الثاني هم اطراف داخل العائلة الحاكمة، يمثلهم ناصر المحمد. بذلت هذه
الاطراف الجهد الجهيد
لكي ينجح عشرة نواب، حضرا وبدوا، شيعة وسنة ممنْ يوالونهم، لكن لم يوصلوا سوى اثنين، وبعد حفلة طبل بلدي وتكسير عظام وحرق مخيمات وهجوم على تلفزيونات.
العبر
والعظات التي يمكننا فهمها مما حصل، ان الشعب الكويتي وضع ثقته فيمن يراهم
خير ممثلين
له، اسلاميون وقبليون، وجد فيهم الشعب الكويتي التمثيل الحقيقي لمصالحه.
ليس
الامر فوز اخوان مسلمين او سلف او قبليين، فهذه مسميات تتقازم امام المطلب
الحقيقي للشعب
الكويتي، وهو اكتمال تجربته البرلمانية، وحصوله على إمارة دستورية يمثل فيها خير تمثيل.
يريد
الفائزون الكبار بناء نظام متعدد الأحزاب، وضرورة أن تكون الحكومة منتخبة
مع رفع عدد
أعضاء مجلس الأمة، والحد من نفوذ أسرة آل الصباح.
بالطبع
الشعب الكويتي يريد ان يسبق اخوته في المنطقة، ويعمل كما اعتاد على مسابقة
الزمن
وجيرانه فهو يستحق كل خير. ما يعطل ذلك عدة عوامل اهمها خوف الاسرة الحاكمة من التنازلات الدستورية التي ستحجّم من قوتها. فقد تعًود آل صباح على ان يشرفوا على الوزارات السيادية مباشرة وعلى الوزارات الاخرى في المناصب المساندة للوزراء.
ال
صباح في الوقت الراهن أمام خيارات احلاها مر، منها مشاركة الشعب في السلطة
وبعون صادق
من العائلة الحاكمة وحمايتها للكويت ونظامها السياسي فلا يعقل ان يظل الدستور الكويتي كما هو منذ اصداره عام 1962.
يتهم
بعض الكويتيين السعودية انها من وراء التصعيد في الكويت، والسؤال البسيط
الذي يرد على
الاتهامات: النظام السعودي لن يكون مسرورا باقامة امارة دستورية في الكويت، لأن الضغوط ستزيد عليه. فالكويت والسعودية يغذيهم مصير واحد، لذا النظام السعودي لن يدعم معارضة تريد ما لا يريد هو ان يقدمه لشعبه وهي الملكية الدستورية.
من
جانبها ايران تنتفض غضبا لتفريط مسؤوليها في رص صفوف العملاء في الكويت.
ومن المؤكد
ان العملاء سيستدعون الى السفارة الايرانية في الكويت لتأنيبهم كما حدث في انتخابات سابقة.
والان،
وبعد ان وضحت الصورة للجميع، المرجو ان يتكاتف الكويتيون مع بعضهم البعض
شيعة وسنة،
ويدعون ورائهم الخلافات الطائفية التي تغذيها اجهزة الحقد، ويعيدوا للكويت رونقها وفرادتها في انها ميناء السلام في الخليج والجامع المانح للحريات.
يؤسفنا
ان تتطور الامور لتنحو منحى قبليا وطائفيا، لكن انظروا الى من يروج
الكراهية ويستفيد منها،
انظروا الى من يرشح ويدعم ويوصل مرشحا وبأعلى الاصوات في منطقة قد تشبه الجيتو الطائفي، ليس لحنكته وبراعته السياسية فقط بل لأنه سني تشيع. وانظروا الى الصرف والبذل لإيصال مرشح أخر كل خبراته تنحصر في شتم قبيلة تعارض النظام لأنها ضد الفساد ولأن احد ابنائها قتل في مخفر بطريقة بشعة. وتمعنوا في الدعم الذي تلقاه مرشح يتمتع فقط بأنه يجيد شتم المعارضين لناصر المحمد ويتعنصر ضد البدون وهو من عائلة نزحت للكويت من جبال الكرد الباردة.
لا
بد من ان يكون اول مشاريع مجلس الأمة الجديد اقرار قانون يمنع الحض على
الكراهية والطائفية
والعنف. من دون مثل هذا القانون ستشتعل الكويت، وخاصة ان اثنين من الذين وصلوا للبرلمان معروفان بتصريحاتهم العنصرية والعنيفة. سيستعمل الخاسرون بعض النواب على رغم قلة عددهم لاشعال المعارك واستثارة رجال الكرامة لتنهال العقل على ظهور اصحاب الفتن. بالطبع هذه التصرفات خاطئة وردة الفعل ايضا مجافية للصواب. لذا نرجو من الذين يلعبون بالخيوط من وراء الستار السماح للكويت بالعمل في امان ودون بغضاء او كره، وقد يكون رجائنا مستحيل التطبيق في ظل حالة الانتقام التي يعيشها الفاشلون.
يجب
ان يتعلم الخليجيون من التجربة الكويتية وان يساعدوا اخوتهم في الكويت
للوصول الى بر الأمان،
فما يحدث في الكويت يؤثر على الخليج بل والعالم العربي. نجاح التجربة الديموقراطية الكويتية هو نبراس لنا جميعا ويجب ان نسهم فيه بالنصح والمشورة بل والعمل، المهم هو ان تصبح الكويت قوية آمنة تسودها لغة الحوار الراقية ولا تكتنفها تصرفات الجهلة والمحرضين.
ارسل
الناخب الكويتي رسالة قوية لايران ملخصها ان الاعوام السابقة من التحريض
الطائفي
ستنتهي بوجود اغلبية وطنية تريد بناء الكويت، الخطوة الثانية هي ان ينغمس النواب الشيعة مع المعارضة في صياغة عقد سياسي يبني ولا يهدم وان يفهم الجميع أن مجلس الأمة هو ديوانية كويتية يتبادل فيها اهل الكويت ما يهمهم بروح عصرية ونية صادقة للبناء لا الهدم.
واخيرا في الكويت لا يصح الا الصحيح، وبأغلبية ساحقة.
اذا استيقظت الشعوب ووعت المخاطر التي تحيط بها، فستختار الرجال الاشداء، الاوفياء،
لا العملاء وأزلام طهران.
عبدالعزيز الخميس
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..