*
تعريف المداهنة :
هي ترك ما يجب لله من الغيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والتعامل عن ذلك لغرض دنيوي وهوى نفساني لزعم هؤلاء أن المعيشة لا تحصل لهم إلا بذلك.

فالمداهنة هي المعاشرة والاستئناس مع وجود المنكر والقدرة على الكفارة .

وحكم المداهنة
:
هو التحريم , وهي نوع من أنواع الموالاة للكفار.

فالمداهن بالإضافة إلى تركه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكتسب إثماً جديداً, وهو إشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمع؛ لأن الطغاة والفجرة إذا آمنوامن مغبة الإنكار عليهم ازدادوا في فجورهم وطغيانهم . فلا يجوز ترك إنكار المنكر ممن يراه , فالذي يسكتعن إنكار المنكر خوفا أو هيبة من أحد من الناس يكون مداهناً في دين الله والله عز وجل حرم المداهنة بقوله تعالى: (وَدُّوالَوْتُدْهِنُفَيُدْهِنُ ونَ)
[القلم:9]
يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى :

"لو قدر أن رجلا يصوم النهار ويقوم الليل, ويزهد في الدنيا كلها , وهو مع ذلك لا يغضب ولا يتمعر وجهه ويحمر لله غضبا من رؤية المنكر وأهله, فهذا من أبغض الناس عند الله وأقلهم شأناً نظراً؛ لعدم تحمله الأذى في سبيل الدعوة إلى الله.

وعلى هذا فالحاكم المسلم يجب عليه موالاة أهل الإيمان ونصرتهم وقمع أهل الباطل والبغض والفساد وكسر شوكتهم ([1]).

تعريف المداراة :

هي درء الشر المفسد بالقول اللين , وترك الغلظة أو الإعراض عنه إذا خيف أشد منه, أو مقدار ما يساويه .

أما عن حكمها
:
فيجوز مداراة أهل الشر والفجور فيما لا ينتج عنه قدح في أصل من أصول الإسلام وواجباته, وهي ليست داخلة في فهم الموالاة المحرمة, وكان النبي
rيداري الفساق والفجار, فعن عروة بن الزبير عن عائشةرضي الله عنها , أنها أخبرته أنه استأذن على النبي rرجل فقال : إئذنوا له فبئس ابن العشيرة , فلما دخل ألان له الكلام , فقلت يا رسول الله : قلت ما قلت ثم ألنت له في القول , فقال : أي عائشة : إن أشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشة ([2]).
الفرق بين المداهنة والمداراة :

المداهنة من الدهان , وهو الذي يظهر على الشيء ويسفر باطنة, وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه.

أما المداراة فهي تعني الرفق بالجاهل في التعليم , وبالفاسق في النهي عن فعله , وترك الإغلاظ عليه , حتى لا يظهر ما هو فيه , والإنكار عليه بلطف القول والفعل , ولا سيما إذا أحتيج إلى تألفه على الخير ومنع ما يحصل منه من شر.

ومن ذلك نستنتج أن المداراة جائزة فيما لا يؤدي إلى ضرر الغير في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وفيما لا يخالف أصلا من أصول الإسلام وواجباته ([3]).





[1]
)" الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية " محماس الجلعود , الجزء الأول ص 221-226 .

[2]
) فتح الباري ج10 ص 528 .

[3]
) الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية " : محماس الجلعود ج 1 ص 226-229 .


http://majles.alukah.net/showthread.php?84139-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%87%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9