السبت، 25 فبراير 2012

ملحمة الشام شعر: الشيخ سفر الحوالي


ملحمة الشام
شعر: الشيخ سفر الحوالي

يا شام هل يحجز الأشواق قضبان؟      أم يحجب الطيف أسوار وجدران
قد استوينا فكـل رهـن محبسـه            للظلم من حولـه سوط وسجان
لنـا إذا هبت الأنسـام لاعجـة             من حرقة الوجد فالأكباد نيران
يغشى الأسى ناظرينا كلما ومضت     
       في الأفق بارقة تخبو وتزدان
إذا تـألق فـي عليـائهـا أمـلٌ               هوى إليه هوىً وانساب ألحان
لا عتب أن فـرقتنا للنوى سبـل                فالدهر ذو دولة والوصل ميان
وهـكـذا تنضب الأرواح نازفـة            بكل جرح مرارات وأشطان
لـم يبق إلا صبـابـات نجاذبهـا             لا ترتوي فالجوى باليأس حران
نباكر الغَمَّ في الإصبـاح متقـداً                وفي العشية آهات وأشجان
تطير أرواحنا شوقاً ولـو قـدرت         طارت إليكم مع الأرواح أبدان
أنتم ندامى الهوى ما للهوى بـدل          منكم إذا سامر المشتاق ندمان
لسنا من الحب في شيء لو انصرفت         عنكم صبابتنا أو ضل وجدان
نسلـو الحياة ولا نسلو تذكركـم           وهل تداوى بغير الذكر ولهان
وحسبكم أنكم في القلب مسكنكم          حيث الأسى راتع واليأس حيران
عـسى تراسـلُ أشـواقٍ يعللنـا             وربما خفتت بالشوق أحزان
أواصر الحب كـلُّ الحب تجمعنـا         رغم القيود أما قد قال حسان :
إما سألت فإنـا معشـر نـجب             الأزد نسبتنا والماء غسان
وكل ناعورة بـالشام نـادبـة              عهد الوصال فهل للهيض جبران
* * *
الله أكبـر! هـذا الظلـم فرقنـا          وللمقادير إيلاف وإظعان
كأنه لـم يكن بالـمرج مرتعنـا             ولم يكن في ربى جيرون جيران
ولم يكن في الثغور الغر مرصدنـا      وفي المضائق حراس وسكان
وفي السواحـل نيـران وأربطـة          وفي الجزيرة أحباب وإخوان
وفي المـدائـن أنسـاب مؤلفـة            وفي العشائر أصهار وأختان
وأعذب الحب ما كـانت موارده      ب ـالقدس ، أواه هل للقدس نسيان
* * *
يا شام يا معقل الإسلام ما ركضت        بلق الخيول ومد الظل أفنان
إذا تضاءل هـذا الحب عن بلـد            ففي مرابعكم فيء وأكنان
تالله ما الغوطة الغناء منيتنا               وفي مسارحها للحسن غزلان
ولا رسـوم لأجداد بسـاحتكـم              إذ كان يملكها أزد وزهران
ولا صبا بردى يسبي مشاعرنـا           لكنما حبكم دين وإيمان
* * *
من البراق أصول الحبّ قد بزغـت      وقد أضاءت لها بصرى وحوران
إذا سرى الطيف منكم وانثنى سحراً      يهيج بالقلب للإسراء عنوان
لله حـبٌ، رسـول الله أسسـه            وهل لنا غيره أس وأركان
وقـام من بعده الصديق يـورده      والشرق والغرب نيران وصلبان
بعـزمةٍ عـقد الـرايات مـرتقباً      بشرى الرسول وأمضى وهو عجلان
وقال: إن لم نبادرهم بـمعمعـة      تنسي الحلومَ فلا كنا ولا كانوا
والدهر ما عزم الصديق مرتجـف      والأرض مائدة والبحر طوفان
إذا تـحنن فالإعصـار مرحـمة      وإن توعد فالأنسام حسبان
يعطي وليس لـمخلوق عليـه يـد      إنفاقه حسبة، والعتق إحسان
دع ليلة الغار فالقـرآن خلـدهـا      تقاصرت همم عنها وأزمان
* * *
والروم قد أثخنت في الفرس عن حنق      فـالشام قلب وباقي الملك جثمان
حـلاوة النصـر لا زالت تـداعبهـا      ونشوة النصر في الطغيان طغيان
لكن قلب هرقل َ واهـن وجـل      تصارعت فيه أنوار وأوثان
لديه من سابق الأخبار عـن سـلفٍ      من النبوات آيات وبرهان
شمس الـرسالة هـذا حين مطلعهـا      فلتبتهج بسنا الرحمن أكوان
"ساعير " و"الطور " للإسـلام تقـدمـةٌ      والنور تعلنه في الأرض "فاران "
والله يختـار مـما شـاء مرسلـه      والخلق ليس لهم رأي ولا شان
والملك في فـرع إسـماعيل منتقـل      حتماً ولو كرهت روم ويونان
ملك الختان بدا في الأفـق شـاهده      فبان أن الملوك القلف قد بانوا
وأخمدت نار كسرى حين مشرقـه      واهتز بالشرفات الشم إيوان
تـلا كتـاب رسـول الله في أدب      وقال للروم والأرصاد حيطان:
هذا الرسول الـذي كنـا نؤملـه      فالعين نائمة والقلب يقظان
وهذه الشام للمبعوث عاصمـة      للسيف ظل وللزيتون أغصان
إن اتبعنـاه فـالدنيـا لنـا تبـع      وسائر الناس خدام وولدان
وإن أبيـنا فـأمـر الله غـالبنـا      وملكنا ضائع والسعي خسران
* * *
نعمْ! "هرقل ُ" لقـد أسـمعتَ ذا صمـم      لو كان للقوم آذان وإذعان
أبت بطارقة الرومـان مـوعظـة      وغلّ أحلامهم كبر وبهتان
والكبر ما كان في طياتـه حـسـد      فشر وادٍ تردى فيه إنسان
إلا "ضغاطر " إن الله أكـرمـه      وقال: يا قوم إن الحق فرقان
محمد نحن في الأسفـار نـعرفـه      فكيف يوبقنا في الكفر نكران
تواتـرت عندنـا أنبـاء بعثـتـه      فالخلق ينتظرون الإنس والجان
لولاه ما هاجر الأحبار واصطبـروا     على لظى يثرب والشام أجنان
وللـنبـوة أعـلام إذا نشـرت      أصغى وأبصرها بكم وعميان
وحي يصدق بعضاً بعضـه أبـداً      توراة موسى وإنجيل وقرآن
والحـق أولـه مـهـد لآخـره      جبريل ناموسه والرُّسْل إخوان
تقـدس الله أن يـدعى لـه ولـد      أو أن يكون لـه ندٌ وأعوان
وكلكم عارف ما قلت فـاتبعـوا      حكيمة النمل إذ وافى سليمان
فـأشعياء حكى أوصـاف طلعته      كما حكى صورة بالرسم فنان
ودانيال فقد جاءت نبوتـه      نصاً كما يبصر الإنسانَ إنسان
وفي المزامير يـأتي أحـمد فـإذا      كل الجزائر والأنهار خضعان
وسـوف تُخدِمـه أقيالَهـا سبـأ     وسـوف تتحفه بالورد لبنان
ويهرع الناس نـحو البيت عاريـة      أطرافهم ولهم عج وألحان
تهـدى إليـه قـرابـين مقلـدة      تسوقها حسبة مصر ومديان
وفي شـكيم لـه جـيش ذوو غـرر      يقتص مما أراقت قبل رومان
وأرض بابل يعنو سـحرهـا هـلعـاً      إذا ترنم بالتهليل عربان
هم أمة الحمـد والتكبير ديدنـهم      إذا علوا شرفاً أو لاح علوان
وفي النهـار ليوث لا يسـاورهـا      غمر وهم في ظلام الليل رهبان
هذا هو الملكوت الحق قد بـزغـت      أنواره فالدجى المبهور وسنان
كـأنني أبصـر الأمـلاك تحملـه      وهم صفوف لمبداه وفرقان
وذا المبارك باسـم الـرب مقدمـه      بنوره محفل الأملاك زهوان
تمت على الحجر المـرفوض نعمتـه      فصار تاج الذرى والدين بنيان
أيخفـض الله بنيـانـاً ونـرفعـه؟      ويصطفي الله مختاراً ونختان
ويبتـلي الله تقـوانـا فيلـبسهـا      من التعصب إغماط وشنآن
* * *
فمزقوه وقـد كـان الإمـام لهـم      لكن تملكهم بغي وأضغان
كانت دمشق تـرى هـذا وتسمعـه      كذاك أصغت لقول الحبر جولان
وكـل مؤتمـر في أي مـحتضـر      غير السقيفة أسمارٌ وبطلان
بكى هرقل ولكن كـان ذا جلـد      وقال قولـة نصح وهو لهفان
يا أيها الروم إن لم تسلمـوا فلنـا      في الصلح خير وبعض المر حلوان
وملك أحمد حـد الشمس مبلغـه      والترك من جنده والصين أقنان
وسوف تسجد روما وهي صـاغـرة      مهما تقادم أجيال وأزمان
قالـوا: أندفع للأعـراب جزيتنـا      أبناء هاجر هم للروم عبدان
فقال: يا ليتني عبدٌ لأعسفهم مُلكـاً      ولا ملك لي فيكم ولا شان
وكنت ألثم من خير الورى قدمـاً      يحيى بقبلتها روح ووجدان
وقـد تـمنى مسيح الله خـدمتـه      وحمل نعليه والإنجيل برهان
* * *
ثم انثنى من وراء الـدرب مكتئبـاً      إذ أقبلت لجنود الله فرسان
وكان ما كان مما الدهـر سجلـه      وشاهدت آيه حمص وبيسان
ملاحـم الحق واليرمـوك رايتهـا      فاضت بها من روابي الشام شطآن
وكلما أوقـد الرومـان ملحمـة      هوى لنا شهب وانقض عقبان
جئنا صقوراً على شقـر مضمـرة      وهم على الدهم يوم الروع غربان
قد انتضينا سيوف الحـق ليس لهـا      في النقع إلا جسوم الروم أجفان
وللبطـولات أصـداء مـزلزلـة      سارت بها في فجاج الأرض ركبان
فمـا تظـن بـجيش في ذؤابتـه      أصحاب بدر وسيف الله أركان
مـلائك الله بالإرعـاب تنصرهـم      لهم من الذكر أحراز وأحصان
تمضي القرون ونون الدهر عاجـزة      عن كتب أمجادهم والسطر عيان
* * *
ودِّعْ -هرقل ُ- وداعاً لا لقاء لـه      ضاع الهوى فقد الأحلام هيمان
ودِّعْ على حسـرة ما كنت تعشقه      مراتع العز حيث الملك جذلان
غال الحقيقة قـوم أُترعـوا بطـراً      كما قد اغتالها في الدير رهبان
فاقنع بمشطور ملك الروم مـا بقيت      من البطاقة أطلال وعنوان
ومن يعظم رسـول الله يجـز بـه      دنيا إذا فاته دين ورضوان
والحـمـد لله صـان الله ملتنـا      من مثل ماعاث "قسطنطين " أو جان
وأورث الله أرض الأنبـيـاء لنـا      والسيف للسيف أكفاء وأقران
والروم ما شئت من رأي ومن عدد      لكنما الأمر توفيق وخذلان
وإنما خذل الـرحمن مـجمعهـم      كيلا يمن على الإسلام منان
وكي يظلوا عـدواً دائمـاً أبـداً      لا يستكين لهم حقدٌ وأضغان
* * *
والشام بالشوق قد أخفت شماتتها      والحب يوقده للصب كتمان
يا شام قد لاحت البشرى على ظمأ      واستشرف الفجر أكمام وسيقان
حان اللقاء فتيهي وارقصي جـذلاً      فموكب الشوق للأعراس بستان
أبو عبيدة والتقـوى تجللـه      هشت لملقاه آكام ووديان
وعانقته دمشق وهي غـارقـة      في سكرة الحب والمشتاق نشوان
قالت: ألا أرتوي من مبسم سقطت      منه فدى لرسول الله أسنان
هذا العفاف وهذا الزهد أذكـرني      يحيى الرسول فقل لي كيف أزدان
ياحبـذا النـور نور الله يغمـرني      وحبذا الجند جند الله من كانوا
هذا الحواري لا مـا كنت أحسبـه      إذ للنواقيس في الأرجاء إعلان
هذا الأمين كنـوز الأرض تطلبـه      وكم سباها من الأحبار خوان
والزهد في الفاتحين الغـر منقبـة      ما نالها قط عربيد ودنان
سل الفتوح التي كانت شريعتهـا      ما سار "اسكندرٌ " أو سن "ساسان "
يا من وسادتـه تـرس ومسكنـه      خص ومزوده ملح وأشنان
ما الشام قبلك إلا مقبر خـربٌ      تناثرت فيه أشلاء وأكفان
نور من الـرحمة المهـداة مقتبس      أضاء والشام أدغال وغيران
إذا تزينت الـدنيـا بـكى فرقـاً      متاعها عنده زور وبهتان
* * *
رديفه سيـد الفتيـان قـاطبـة      من حشو بردته علم وإيمان
أغر أبيض يحكي البـرق مبسمـه      وكل منطقه در وعقيان
الذاكر الله إن قاموا وإن هجعـوا      الذكر روح لـه والصوم ريحان
قل يا معاذ فأبنائي تلامذة      إذا نطقت وزهر الربع آذان
* * *
وهامت الشام شوقاً أن تـرى عمر      هو الزعيم وهذا الصحب أعوان
يا شام قد أقبل الفاروق فابتهجـي      فالجو من عبق الفاروق ريان
والأرض تهتـز رعباً من جلالـته      ومن مهابته في السحب رعدان
سكينة الحق تعلـو وجهـه أبـداً      فلا يواجهه في الدرب شيطان
وأينما سـار في مغناك مـوكبـه      طابت بممشاه أعطاف وأردان
مـحدَّث ملهـمٌ جـمٌّ مناقبـه      العبقرية من سيماه تزدان
أستغفر الله هـل شعري يحيط بـه      وصفاًولو أن هذا البحر ديوان
وهو الذي طالما جادت فـراستـه      رأياً فوافقه بالوحي قرآن
يا حظ "جابية " بالركب قـد شـرفت      وسائر الشام إصغاء وإذعان
هنالك ارتجل الفاروق رائعـةً      فيها من الحق دستور وتبيان
جلَّى من الخطة البيضاء منهجهـا      هو اجتماع وإخلاص وإيقان
* * *
وفجأة ضج هذا العـرس وانقلبت      أفراحه مأتماً تغشاه أحزان
نادى بلال فأبكى الشام قـاطبـة      الصوت مختنق والحلق غصان
أثار ذكرى رسول الله فـانتحبت      وهل لذكرى رسول الله سلوان
لم يستطع لاسمه لفظاً وحـق لـه      إذ لوعة الحزن في الأحشاء نيران
فتلك أصداؤه في الشام مـا سكنت      السهل مستعبر والسفح حنان
من كـان في الملأ الأعلى أحبتـه      فلا يعلله في الأرض خلان
رمضاء مكة تتلو بعـده "أَحَدٌ"      و"الله أكبر" في الآفاق رنان
وصخرة القدس تدري أن فارسهـا      نظير يوشع لا روم وكلدان
لما تسلمها الفاروق طهرهـا      كما على الطهر أبقاها سليمان
* * *
يا فاتح القدس إن القدس قد سلبت      وغالها بعدكم "ليفي " و"دايان "
وباعها الزمـرة المستسلمون كمـا      باع الحطيم بزق الخمر "غبشان"
الله والنـاس والتاريـخ يلعنهـم      فهم على الذل أعيار وأنتان
لا دينَ لا غيرةً لا عقلَ لا رشـداً      العار مكسبهم والدرب غيان
على اليهود هم الأغمـار خـانعة      لكن على قومهم عبس وذبيان
الخزي والخسر والشحناء ديدنهـم      لا يستقيم لهم أمر ولا شان
محض العداوة للإسلام يـجمعهـم      وهم من الكفر أصناف وألوان
ولا تراهم على خير قـد اتفقـوا      وهم على الشر أنصار وأعوان
مما أراقوا وممـا أهـدروا وطغـوا      ضجت إلى الله أفواه وأوطان
كل القداسات داسوها بأرجلهـم      باسم السلام وكم ذلوا وكم هانوا
حادوا عن الرشد قصداً واستبد بهم      في لجة التيه إيغال وإمعان
* * *
أعفّ عن ذكرهم إذ نحن في سـمر      عن الأُلى ذكرهم روح وريحان
صحابة المصطفى خير الورى أثـراً      ما رام منـزلهم إنس ولا جان
لهم أحاديث في الإخلاص لو قرئت      على الجلاميد أمست وهي كثبان
لولا الرسول لمـا كانـوا أسـاتذة      والناس من حولهم للمجد صبيان
هـم زينة الدهـر والتاريخ يلبسهم      تاجاً يرصعه در ومرجان
لولا الرسول لمـا كانـوا عباقـرة      فالوحي للفطرة الصماء بركان
هـم الهداة الأُلى من نـور حكمتهم      عم الحضارة إنصاف وعرفان
* * *
إن الحضـارة روح ليس مـا نحتت      من التماثيل يونان ورومان
أين التسامح أين العدل إن صـدقوا      أين المواثيق هل للكفر ميزان
تلك الشعارات زيف يخدعون بـه      وهم على الظلم والعدوان أخدان
أيـن المآذن في أرجـاء أندلس      إذ ظل بـالشام أديار وصلبان
إنـا على العهـد لا نختان ذمتنـا      ولا نجور وإن جاروا وإن خانوا
منّـا تعلَّمتِ الدنيـا كـرامتهـا      إذ الفرنجة قطعان وغيلان
متى رعوا حرمة أو راقبـوا ذمـماً      روس وصرب وإيطال وأسبان؟!!
العدل في القول والأحكام شرعتنـا      إن الهوى للضمير الحي فتان
هم أمنع الناس من ظلم الملوك لهـم      إلا علينا فإن الظلم إحسان
وإن تـر الروم فيما بينهم عدلـوا      فهم على غيرهم بغي وعدوان
فانظر لأذنابهم في الشرق إن حكموا      روم ولكنهم سمر وسودان
وإنمـا اقتبسوا من ضـوء سيرتنـا      ما أيقنوا أنه للملك أركان
لـولا المساواة والشورى لما غلبـوا      ولا استقر لهم في الأرض عمران
ونحن لمـا انحرفنا صـار حاضرنـا      في الجاهلية حالاً كالذي كانوا
نقدس "الفـرد" أياً كـان منهجـه     "الفرد" نصب وكل الناس سُدّان
فـدينهم دينـه والشـرع شرعتـه      ولغوه سنّةٌ والأمر قرآن
* * *
يا شام معذرة زاغ الحديث بنـا      والهم في النفس أشتات وأشجان
أكْـرِمْ بقوم شـروا لله أنفسهـم      فالملك عارية والروح قربان
نالوا الشهادة إذ قـامت وسائلهـا     بكل جنب فطاعون وطعان
في المرج رهط وفي عَمْواس طائفـة      حُمَّ القضاء وما للقوم أكفان
ما مات قوم أبو الدرداء خَالِفُهـم      أنسى بحكمته ما قال لقمان
سل قلعة النصر والإصرار هل بقيت      من آل حاميم أصداء وبنيان
إذ جاء من طيبة الغراء مصحفها      لما اعتنى بكتاب الله عثمان
الله يجزيه خيراً مـا سـمى أحـد      وما تألق بالترتيل نعمان
لولاه كنا كأهل الديـر إن قـرأوا      "متى " يكذبه "يوحنا " و"سمعان "
هذا الحكيم أبـو الدرداء يقـرؤه      والناس للمشرع المورود زلفان
معلم الخيـر بالإحسـان يذكـره      في البر نمل وفي اللجات حيتان
بكت دمشق زماناً من مواعظـه      وفي القلوب ينابيع وصلدان
وإن ألمت به في الـرأي معضلـة      يمده خابر الأديان "سلمان "
القول إن قـال أمثـال مصرفـة      والفعل للمقتدي هدي وإحسان
يجلـو قلوبا يغشِّى الران رونقهـا      ويرتقي بالتي في نورها غان
* * *
والتابعون من الآفاق قـد وفـدوا      أزد وقيس وأنمار وخولان
فـللجـوامـع أحبـار محلقـة      وللرباط صناديد وفرسان
حياك يا أمـة التوحيد مـا طربت      ورق وما ثملت بالشدو أفنان
ولى هرقل وولاها معاوية      فعلَّم الروم أن اليأس سلوان
الحلـم شيمتـه والغـزو همتـه      أرسى السفين كأن البحر قيعان
ما بيـن شاتيـة تغـدو وصائفـة      ما فل عزم ولا وافاه خذلان
والصافنات أبو أيوب يـزجرهـا      وللمنايا أخاديدٌ وخلجان
يا أشرف الصحب داراً طاب مضطجعٌ      بساحة الروم نائي الدار ضحيان
جعلته معلمـاً يـذكي عزائمنـا      إذا تخبطها دنيا وشيطان
ثم انبرى الخثعمي الشهم يوردهـا      أصفى الموارد عزاً وهو نهلان
لله هذا الفتى مـا كـان أعظمـه      لانت صخور الرواسي وهو صوان
ستون عامـاً قضاهـا في مرابطـه      لم توقد النار إلا وهو يقظان
وفـي جنـادة للأعـداء مأسـدة      والغامدي الأبي القرم سفيان
وهل رأيت حبيبـاً حبـه لـهب      إذا أديرت رحاها فهو طحان
يا شام سـاء صبـاح الروم قد نزلت      بساحة الروم أهوال وشجعان
ما أصبحت بالكماة الشم مترعـة      وعسها الليل إلا وهي جبان
* * *
وظـل ديدننـا هـذا وديدنهـم      حتى اعترانا البلى والسعد ظعان
هنا استبدت بنور الحـق غاشيـة      وسنة الله أن الزيغ غشيان
ومن يزيد إلى الحجاج ما فتئت      تشكو من الظلم أنحاء وأعيان
والظلم شؤم وشر الظلم ما ولغت      فيه الملوك وأثرى منه سلطان
والناس إن بايعوا والسيف يخفقهـم      فلفظهم مادح والقلب لعان
والناس تخدع من بالزيف يخدعهـا      تطيعه صورة والسر عصيان
والكسرويـة في الإسـلام محدثـة      أكلما مات حرب قام مروان
وفـي أميـة للإسـلام مـأثـرة      كما لهم ثلمة والله ديان
إن كفَّر الله عنهم بعض مـاعقـدوا      واستأثروا فبما أمضى سليمان
لكن للعـدل كَرَّاتٌ وإن نـدرت      تذكر الناس بالشورى متى بانوا
* * *
وكان أول وعد صادق عمر      تبارك الله عين العدل إنسان
الراشـد الماجـد الميمون طائـره      عليه من سمة الفاروق تيجان
فاعجب له عمراً يقفو خطا عمر      كما همى صيِّبٌ يتلوه هتان
يا واعظاً وعظ الدنيـا بسيـرتـه      روح من الرشد لاحيف وإدهان
والظالمون لهـم يـوم سيفجؤهـم      إذا تسربلهم نار وقطران
* * *
تـاريخنـا هكـذا حيناً عمالقـة      غر وحيناً طواغيت وأوثان
هـذا يبيت ثقيـلاً من مـظالمهـا      وذاك للرد والإنصاف سهران
وكـم تـوثب فينـا ثعلـب خَتِلٌ      ودبر الملك قينات وخصيان
وكم تحكـم باسـم الدين طاغيـة      وكم تحكم باسم العلم كَهّان
وكم رأيت دعاة الحـق يقذفـهـم بلعام ُ واستخدم الأشرافَ دهقانُ
إذا تـألـه فـرعـونٌ عـلى ملأ      فهل يلام على الإفساد هامان ؟
وأغفلُ الناس مـن تغلـي رعيـتـه      غيظاً ويحسب أن الصمت إذعان
والناس ينسون إلا مـن يجـرعهـم      مرارة الظلم ما للظلم نسيان
يدسـه الجـد للأحفـاد مستعـراً      والأم ترضعه والثدي لقان
إذا الفراعين سنـوا الظلـم فلسفـة      تلطخت فيه أقلام وأذقان
باسم السياسة حل الظلم بل نسخت      من الشريعة أعلام وأمتان
الـرعب يستلب الأحـلام يقظتهـا      وبهرج الزيف للأنظار دخان
* * *
ومرَّ دهر ودنيا الشام خـاملـة      منذ استبدت برأس الأمر بغدان
حتى اقتضت سنة الرحمن أن طرقت      أبوابها من جيوش الكفر صلبان
ومـا الفرنجـة إلا معشـر همـج      أخنى عليه دهور وهو وسنان
والدين للنـاس مفتـاح يحركـه      باسم التعصب صديق وشيطان
وربما اعتذر الشيطـان -سيـدهم-      مما افترى "بطرس " وافتات "أُربان"
* * *
والترك لما تخلى العرب قـد ورثـوا      عبء الجهاد فما هانوا ولا لانوا
شجاعة الترك بالإسلام قـد زكيت      ليست كما ربها خان وخاقان
هـم المغاويـر لا ريث ولا وجـل      هم العماليق خيال وسفان
لا ترتوي من دماء الـروم أنفسهـم      بل نابهم لهث عنها وإدمان
فـإن شككت فسل عنهم عطارفـة      لما تعاورها روس وشيشان
هم وحدهم قد أذاقوا الروس ملحمة      والروس للغرب كل الغرب أقران
والشام أبطالها من حاط ساحتها      ولا تبالي متى جاءوا ومن كانوا
* * *
وهكـذا جاء نور الدين فـابتهجت      في السهل عرس وفي الأبراج أحضان
أتى إلى حلب الشهبـاء ينقذهـا      إذ كان لطخها بالرفض رضوان
وجـاء بالسنـة الغـراء يبعثهـا      هداً لكفر العبيديين إذ خانوا
خمسون حصناً بحد السيف حررها      وكلها بالعلوج الشقر ملآن
قـد عاهـد الله أيمانـاً مغلظـة      وهو الصدوق وإن لم تعط أيمان
ألا يُرى ساعة في الدهـر مبتسمـاً      ولا يقر لـه حال ولا شان
مادام في حـوزة الكفـار مسلمـة      يسومها الفحش دعار ومجان
ولا يظللـه سقـف ولا كـنف      ما قام للسيف إعمال وإثخان
ما نال من بيت مـال المسلمين يداً      وإنما رزقه بالوقف دكان
وزوجه تنسـج الأستـار صـائمةً      نهارَها وهي للإفطار أثمان
دار الحديث بناهـا فـهي سـامقة      والعلم أس وباقي الأمر بنيان
ألغى المكوس وأقصى من تـأولهـا     والسحت مهما طغى غبن وخسران
والعدل والنصر مصفودان في قـرن      ومنتهى الظلم إدبار وخذلان
شـر الملوك الذي يختـان أمتـه      في رزقها فهو مكاس ومنان
قـل للمرائي بلا جهد ولا نـصب      أقصر لُعنت فخير منك قزمان
* * *
وحسب محمود الأواب مفخـرة      أن الرسول أتاه وهو نعسان
وقال: شأنـك والعلجيـن إنهمـا      راما أذاي كما يندس ثعبان
فجاء طيبة يحدو العيس جاهـدة      وأحبط المكر فوراً وهو غيران
وحاط أطهر رمسٍ من قـواعـده      فالردم من آنك والقطر أركان
تباً لـروما فقد شابت ذرى أحدٍ      لمكرها واقشعرت منه لبنان
* * *
واعجب وإن شئت قل لي كله عجب      لمنبر صاغه تقوى وإيمان
عشرون عاماً ونور الدين يحملـه      وللمهندس تجديد وإتقان
من العراق إلى الأعماق يصحبه      وما رقاه -على الإطلاق- سحبان
والجيش يسأل هذا مـا يـراد به؟      إذ جاز في الشرع للإحسان إعلان
وإنمـا كان نـذراً لا يبـوح بـه للقدس ، أواه هل للقدس جيران
قد رام أمراً فكان الموت سـابـقه      ونية الخير بالإنجاز صنوان
وهذه الأمـة العصماء مـا شهدت      إلا بحق وفي الأخبار تبيان
باسم الشهيد لـنور الدين قد لهجت      وللكرامات في الأرواح وجدان
ومن أتى الله بالإخـلاص أورثـه      لسان صدق وعقبى الذكر رضوان
* * *
مرحى فهذا صلاح الدين ينجـزه      نعم الخليفة للإسلام معوان
أقام حطين في التاريخ ملحمـة      يشدو بها في فضاء الدهر أكوان
يا فارس القدس أرض الفتح تُقْطِعُها      وما لنفسك مثل الجند بستان؟
كم مات من هو أدنى منك مملكـة      وكنـزه العين أحمال وأطنان
وأنت ترحل لا كنـز ولا نـشب      ولا عقار ولا قصر ولا خان
المال كالعمر في درب الجهاد مضى      فيء ووقف وأنفال وسلبان
نفسي فداء يمين منك قـد فـلقت      بالسيف "أرناط " والمنذور عطشان
لو افتدى بكنوز الأرض مـا قُبلت      إن نال عرض رسول الله فتان
أسرت أقيـال أوروبا وتعتقهـم      فشأنك الدهر غلاب ومنان
أخلاقكم هـزمتهم قـبل رايتكـم      فهل تزكى بريطان و ألمان
لا يُبعد الله عكا إنها شهدت      أن الوفاء مع الأنذال خسران؟
* * *
إذا قدرنا فـإن الصفـح شيمتنـا      وهم إذا قدروا غدر وختلان
وحيثما لاح في أرجـائها ذهـب      أو أبصروا النفط فالقديس قرصان
"غورو " و"ريموند " و"اللنبي " وصاحبـه     كلٌّ على الغي سفاح وخوان
قوم تراهم وحوش الحرب ما غلبوا      وهم إذا عجزوا للسلم حملان
ألا تراهم وقـد قـامت قيامتهـم      لما تطلع للإسلام بلقان
خاطوا الأحابيل باسم السلم واجتمعت     رغم العداوات أحلاف وأديان
لا دين للغـرب إلا حـرب ملتنـا      وما عدا ذاك لا تسأل بما دانوا
يأبى السلاح ويعطي القوت تعميـة      فالقوم صنفان جزار وتبان
وهيئة الأمم النكـراء مسرحهـم      ومن وراء خيال الظل أرسان
ونحن نشكو إلى الجزار خـادمـه      كيلا يقال " أصوليون" "أفغان"!!
* * *
الشام أكثـر أرض الله معرفـة      بغدرهم إذ غزاها منه غزوان
ومثلهم ما تغشى الشام من محن      لما تجبر هولاكو وقازان
وأقبل الجحفل الجـرار مـن تـتر      كأنما أُشعلت في الأرض نيران
ولم تر الشام من يحمي محارمهـا      بل فر بالخزي نواب وسلطان
فقام بالأمر حبـر الدهـر أجمعـه دمشق مَدْرَجُهُ والأم حرَّان
قام ابن تيمية في نصر ملتنا      كصاحب الغار والردات ألوان
ما شاءت الشام من سيف ومن قلم      ما يشتهي المجد مغوار وميزان
الجهبذ البـارع الماضـي مـهنده      لمنهج الوحي حفاظ وصوان
الفلسفات تهـاوت عند صولتـه      كما تهاوى أمام الضيغم الضان
وحطـم المنطق المفتـون ناظـره      وكل ما أسست للشرك يونان
وللنصـارى صراخ عند جولتـه      وللروافض نوَّاح وأنَّان
وللتصوف أرصاد مسننة      مثل الشهاب إذا ما ند شيطان
إذا تأنـق في المنقـول مـجتهـد      وإن تعمق في المعقول ربان
كم جاء من بعده في العلم من علم     فلم يقاربه فيما رام إنسان
والكل من بحره الزخـار مغـترف      تفيض منه الروايا وهو ملآن
"درء التعارض " و"المنهاج " شاهدة      وفي "الجواب " أعاجيب وبرهان
وفي الفتاوى كنوز طاب معدنها      وفي "البيان" على التعطيل بركان
وفهمـه فـي كتاب الله معجـزة     تحيّر العقل تأويل وتبيان
والفقه بالحجـة البيضـاء حـرره     فقولـه الفصل والمعيار قبّان
مـاذا تُعدِّد مـن جُلَّـى مناقبـه      وهل يقوم لموج البحر حسبان
* * *
وهكذا الشام ما شاخت ولا عقمت      إذا تدفق بالإسلام شريان
عهدي بها وعرى التوحيد تجمعهـا      وشأنها اليوم أحزاب وأديان
فللـنصارى حكومات وألـويـة      وللـقرامطة الأنتان سلطان
وللـدروز بـروز في محافلهـا      وللـروافض نواب وأعيان
أما اليهود فقـل عنهم ولا حـرج      الدهر يعجب والتاريخ سكران
لولا حجارة أرض الطهر ما عرفوا      طعم العقاب ولا أصغوا ولا هانوا
ثـارت تزمـجر والتكبير يرفعهـا      وهز نخوتها قهر وعدوان
هَبْ الحكومات بالإرهاب تخنقهـا      أليس في صمتنا للرفض عنوان
ربائب الروم بـالقومية استتـروا      خانوا الشعوب وهم لله خوان
يشكون بالذل مما سامهم "نـتـن"      وهم من الأصل أعيار وأنتان
كم أضجر الناس عهد الشجب كم لعنوا      أبواق من نددوا باللفظ أو دانوا
وللبيانـات أسـجـاع مـكـررة      يقيء منها على الإعلام أذهان
ثم انتكسنا فلا شجب ولا أمـل فـي      الشجب فالأمر تهويد وإذعان
أستغفـر الله بـل شجب وولولـة      إذا تخبط "رابين " و"كاهان "
وأصبح الهيكل المـوهوم كـعبتهـم      وشيكل النحس للبترول أثمان
والبعث لا بعث بل خسف ومهلكـة      بئس الشعارات إلحاد وكفران
الكفـر محكمـة التفتيش تحرسـه      والناس صنفان ثوار وثيران
قامت على نحلـة التثليث دعوتهـم      فللأقانيم أشكال وألوان
سـودٌ خيانتهـم حمـرٌ جنايتهـم      وحسبهم أن إحداها "حزيران"
فروا وهم في ذرى الجولان -يا عجباً-      من اليهود وهم في السهل ما بانوا
وأعلنوا أنهـا في يومهـا سقطت      والساقطون هم الحكام إذ خانوا
لم يسكتوا وضباب الرعب يغمرهم      عند النـزال ولاهم للحمى صانوا
وللعمائـم تطبيـل وبـهـرجـة      يغار إبليس منها وهو فتان
وربما أخَّر الدجال مخرجه      إذ لا مكان لـه والقوم جيران
* * *
أهذه الشام أم عيناك زائغة      وربما زاغ طرف وهو يقظان
وشْيٌ بديـع كسونـاه حضارتنـا      كيف انطوى فهو أطمار وخلقان
فانفض يديك من الدنيـا وزينتهـا      فإنما هي أطياف وأطيان
واتل الرثـاء على الأطـلال مفتتحاً      (لكل شيء إذا ما تم نقصان
مهما غلا الدمع فالمأساة تـرخصـه      أو لم تجد فاستدن فالصب يدّان
أهـل الصبابـة دعواهـم مُزَوَّقـة      لولا المدامع ما بروا ولا مانوا
واعجب لنا كيف صار الضيم يجمعنا      فنحن في القيد أقران وإخوان
وانظر إلى مـوطن الأبدال مـرتهناً      يلهو بمغناه دجال وزفان
يقول يـارب هـذا الليل أثقلنـي      فهل لـه آخر بالفجر مزدان
وهـل إلى رمـق بالبشـر مـعتنق      يزفه مورد بالعز ريان
أو تنقضي هـذه الأحشـاء ذاويـة      وتنضب الروح والمشتاق ولهان
* * *
لا، ليس لليأس درب في مشاعرنـا      مهما تناوب للأرزاء حدثان
بقية السيف بالأبطـال مـمرعـة          والثأر جرح فإعصار فطوفان
وللبطـولـة عشـق لا يـبـدده             وصل ولا يعتريه الدهر سلوان
وللعـقيـدة آســـاد مشمـرة                لكن تكنفها قهر وطغيان
هم الأحبـة إن زاروا وإن هجـروا      هم الأخلاء إن حلوا وإن بانوا
أرض البطولات يا أسـمى معاقلنـا      إذا ألـمَّ بدين الله عدوان
ذات القرون إذا حانت مـلاحمهـا        ففي رحابك فسطاط وميدان
نجوز تيه الفيافـي كـي ننازلهـا          ونمتطي البحر نصواً وهو هيجان
ونركب الخيل عريا وهي حانقـة       وللمنايا كلاليب وأشطان
نقارع الموت والأهـوال محدقـة       ونعتلي الريح والأجواء نيران
أتعجبيـن لأن الكفـر أوثقنــا            حيناً وقد شهدت بالنصر أحيان
أم تجزعيـن لأن الظلـم فـرقنـا         أللمشاعر حراس وخزان؟!
هذي الحدود رماح في محاجـرنـا      فليزعموا أن هذا القلب أوطان
من وقعوا "سايكس بيكو"وإخوتها      متى اعترفنا بهم؟! هل نحن قطعان
الحمـد لله حبـل الله يـجمعنـا            فلا تفرقنا قيس وقحطان
أم تعتبين فبعض الصفـح موجـدة      للمستهام وبعض العتب غفران
والله لا نستقيل الحب مـا برحـت      منا على البعد أكباد وأجفان
فليكتب الأرز ولتملل ضمـائـرنـا      ما شئت من موثق وليشهد البان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..