الشركة في الإسلام
يقول الله تعالى:
وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اشتركت أنا وعمار و سعد فيما نصيب يوم بدر، قال: "فجاء سعد بأسيرين، و لم أجيء أنا و عمار بشيء".
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال الله تعالى: "أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خان خرجت من بينهما".
المحور الأول: الشركة و الحكمة من تشريعها
1- التوثيق:
سورة ص مكية عدد آياتها 38 آية، و تهتم بأمور العقيدة.
2- الشرح:
- الخلطاء: الشركاء.
- ليبغي: يتعدى و يجور و يظلم.
- آمنوا و عملوا الصالحات: المومنون الصالحون.
3- المستفاد:
تتضمن الآية التأكيد على أن قوة الإيمان تجنب صاحبها الظلم في الشركة.
4- التحليل:
أ- تعريف الشركة و حكمها:
لغة: الخلطة، و اصطلاحا: خلط مالين أو أموال بين شخصين أو أشخاص بعقد صحيح لتحصيل الربح.
و حكم الشركة: الجواز، قال الله تعالى: "فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث"، و في الحديث القدسي يقول الله تعالى: "أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه".
ب- الحكمة من تشريعها:
- تحقيق التعاون بين المسلمين.
- تبادل المنافع بينهم.
- تسهيل المعاملات المالية و تداول المال.
المحور الثاني: أنواع الشركات
1- التوثيق:
عبد الله بن مسعود: هو أبو عبد الرحمن، صحابي جليل من السابقين للإسلام، هاجر إلى الحبشة و إلى المدينة و شهد له الرسول صلى الله عليه و سلم بالجنة، و توفي سنة 32 هـ.
2- الشرح:
نصيب يوم بدر: نحصل عليه من الغنيمة يوم غزوة بدر.
3- المستفاد:
بيان جواز شركة العمل.
4- التحليل:
يمكن تقسيم الشركات إلى نوعين رئيسيين هما:
أ- الشركة الممنوعة:
و هي التي لا يجوز انعقادها لأنها لا تنعقد على ما ينعقد عليه الشركات الجائزة، و هو المال أو العمل أو هما معا و مثالها شركة الوجوه أو الذمم: و هي التي يشتري فيها الشركاء السلع التي يتاجرون فيها بجاههم، و يكون الدين في ذمتهم، على أساس أن يقتسموا الربح و الخسارة و هي غير جائزة، و يحكم بفسخها لأنها قائمة على الغرر (الغش).
ب- الشركات الجائزة:
و هي التي يجوز انعقادها شرعا لأنها قائمة على المال أو العمل أو هما معا.
أركانها: أربعة و هي:
- العاقدان: الشركاء.
- المحل: و هو المال أو العمل.
- الصيغة: الإيجاب و القبول (قائمة على الرضى).
شروطها:
لصحة هذه الشركات لابد من توفر شروط و هي:
- أهلية التصرف في العاقدين.
- اشتراك جميع الشركاء في الربح بنسبة محددة و من أمثلتها:
*شركة الأعمال:
و هي التي يتعاقد فيها الشركاء على القيام بعمل محدد على أن يكون ما يحصلون عليه من ربح حسب الاتفاق بينهم، و حكمها الجواز بدليل اشتراك أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم فيما غنموه في بدر.
أما شروطها فهي:
- اتحاد العمل أو تقاربه.
- اتحاد مكان العمل أو تقاربه، و اقتسام الربح حسب مقدار العمل.
*شركة القراض (المضاربة):
و هي عقد على اشتراك الربح الناتج من مال يكون من أحد الشريكين و عمل يكون من آخر، و حكمها الجواز.
و شروطها هي:
- أن يكون رأس مالها نقودا متداولة.
- أن يكون رأس مالها حاضرا و محددا.
- أن يتم تحديد نسبة الربح.
- أن لا يحدد للعمل أجل محدود.
- ألا يشترط أحد العاقدين لنفسه شيئا ينفرد فيه بالربح.
- ألا يشترط صاحب المال على العامل ضمان رأسمال إلا إذا كان سببا في ضياعه.
المحور الثالث: شركتا الأموال
المستفاد:
يتضمن الحديث بيان مباركة الله عز و جل لعمل الشركاء المخلصين.
التحليل:
نقصد بشركتي الأموال شركة الضمان و شركة المفاوضة:
أ- شركة الضمان:
و هي التي يتفق فيها الشركاء على اقتسام الربح الناتج عن اشتراك في مال يستثمرونه و يكون ذلك حسب مساهمة كل شريك، سميت بذلك لأنه لا يمكن لأحد الشركاء أن يتصرف منفردا بل لابد من استشارة باقي الشركاء.
أما شروطها فهي:
- أن يكون رأسمالها معلوما و أن تكون مساهمة كل شريك محددة.
- و نسبته في الربح محددة.
ب- شركة المفاوضة
و هي التي تعقد بين الشركاء على أن يكون لكل شريك منـه حـرية التصـرف، و أركـانها و شروطها في نفس أركان أركان و شروط الشركات الجائزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..