الأحد، 26 فبراير 2012

النفيسي يجدد التحذير من المخططات الأمريكية الإيرانية:


المفكر النفيسي: الـــوحــدة «غير الاندماجية» تناسب دول الخليج


الأحد 26 فبراير 2012 - 06:34

كشف عضو البرلمان الكويتي الأسبق، والمفكر الإسلامي د.عبد الله النفيسي، 
 تفاصيل الفكرة التي طرحها لتوحيد دول مجلس التعاون الخليجي لدرء المخاطر
 الآنية والمستقبلية، وأوضح أن الوحدة التي يدعو إليها ليست اندماجية وستتم 
 على مرحلتين، بحيث
يتم في الأولى توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع، 
 فيما تشهد الثانية الاتحاد الكامل لجميع الوزارات دون المساس بنظام كل دولة
 وسيادتها، وصولاً لإقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية التي تريد النيل
 من الخليج. وحذر المفكر من وجود خطة أمريكية إيرانية تحاك خلف الستار، 
تهدف لتمكين الأخيرة من دول الخليج، مشيراً إلى إجراء محادثات سرية وتشكيل
 لجنة عليا مشتركة بواشنطن منذ قرابة العامين، خصصت لتلك الأغراض.

وبين أن ظروف إيران المهترئة اقتضت أن تصنع عدواً في الخارج لتحاول به تعويض
 الاختلالات الداخلية، ودعا مصر والسعودية إلى إرجاع دوريهما الرائد في المنطقة، 
والعمل على خطف المبادرة من تركيا. وقال النفيسي في حوار مع “العربية. نت” إن
 الوحدة التي يدعو إليها ليست اندماجية، وليست تحت قيادة المملكة العربية 
السعودية، كما نقل عني بالخطأ سابقاً، مشترطاً أن يتم تنفيذ ذلك الفكر الوحدوي
 وفقاً لخطوات مدروسة، الأولى منها توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع بحيث 
يكون لدول مجلس التعاون الست وزيراً واحداً لكل وزارة من تلك الوزارات، تمهيداً
 لتنفيذ الخطوة الثانية وهى الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى،
 دون المساس بنظام كل دولة واستقرارها الداخلي.

وأضاف المفكر أن هدفه من ذلك التوحد إقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية 
التي تريد النيل من الخليج، وأماط اللثام عن وجود خطة أمريكية إيرانية، تحاك
 خيوطها خلف الستار، تهدف إلى تمكين الأخيرة من دول الخليج وتسهيل انقضاضها
 عليها في المستقبل القريب. وأوضح النفيسي أن الهجوم على فكرته يرجع إلى سببين
 أولهما نمطية التفكير التي باتت عند المواطن الخليجي، فالكويتي يفكر كويتياً 
والإماراتي يفكر إماراتياً، إلى آخر دول الخليج، لذا هم يرفضون التوحد وأي من يدعو إليه.
 أما السبب الثاني فعزاه إلى جهات رسمية تتحسس من فكرة الوحدة ما يجعلهم يحرضون
 ضده، كتاباً وصحافيين ونواباً وحتى رجال من عامة الشعوب، لإفساد الأفكار عليه 
ومحاولة تسميمها، وتشويشها،

مشيراً إلى أن هجومه على المرجع الكويتي السيد المهري الذي روجت له صحيفة معينة،
 هدفت إلى صرف أذهان الناس عن الفكرة من المحاضرة التي ألقاها وقتها 
“وهى توحد الخليج”. وأكد المفكر الإسلامي أن بقاء دول الكويت، والإمارات، وقطر، 
والبحرين على وضعها الحالي، يشكل لها تهديداً كبيراً في المستقبل القريب من قبل قوى
 خارجية، على رأسها جمهورية إيران، مشيراً إلى أن الأخيرة اقتضت ظروفها الداخلية 
المهترئة أن تصنع عدواً في الخارج لتحاول به تعويض الاختلالات الداخلية، معتبرة 
أنه متنفس خارجي، بعد أن ضاقت بها السبل في الداخل. وزاد النفيسي: “الوحدة التي أدعو
 إليها ليست اندماجية، بينما أدعو إلى أن تسبقها خطوات رمزية، بجعل لكل دول المجلس
 وزيراً واحداً لحقيبة النفط ومثله للدفاع ومثله للخارجية تحت لواء دول مجلس التعاون الخليجي
 جميعها، وليس تحت قيادة السعودية كما نقل عني بالخطأ سابقاً، لافتاً إلى ضرورة أن يتم
 تدوير تلك المناصب كل عامين بين الدول الست، مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي
 الخاص وإستراتيجيتها ووضعها دون أي مساس”.

وتابع: “عندما تنجح الخطوة الأولى من التوحيد على صعيد توحيد الوزارات الثلاث، 
وتتضح الدروب أمامنا، يتم الانتقال إلى خطوة أخرى، وهى توحيد الوزارات جميعها مثل الاتحاد
 الأوروبي الذي يحاول في الآونة الأخيرة توحيد سفاراته في كل الدول، بحيث تكون 
واحدة تمثل كل الاتحاد الأوروبي، مستغرباً من عدم تفكيرنا في هذا الأمر مثلهم في وقت
 نعلم فيه أن ذلك سيقلل من التهديدات التي تواجهنا، وسوف يؤكد على إيران وغيرها، 
أن الاعتداء على أي من الدول الأربعة ليس مجرد نزهة”. صفقة كبيرة قادمة تحاك 
خيوطها في الخفاء وعلى صعيد متصل، كشف النفيسي عن وجود صفقة كبيرة قادمة في 
الطريق، بطليها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن الوضع العام في الخليج،
 معرباً عن خشيته من تلك الصفقة التي تحاك خيوطها في الخفاء، تمخضت من محادثات
 عمرها ثلاث سنوات ونصف.

وقال إن إيران لديها قدرة هائلة في التعامل مع الأمريكان ولديهم لجنة عليا مشتركة، 
مقرها واشنطن منذ قرابة العامين، خصصت لتلك الأغراض، مشيراً إلى أن المحللين
 الأمريكيين يعلمون تماماً المحادثات السرية الدائرة منذ فترة ليست قريبة بين الطرفين.
 وتابع: “إن الدليل على ذلك أن غزو أمريكا للعراق كان عسكرياً، بيد أن الغزو السياسي
 تركته أمريكا للدور الإيراني لتقاسمها صناعة القرار، بعد أن أدركت أمريكا أنها لا تستطيع
 التخلي عن شراكة إيران لها بالعراق، والمثير أن المفاوضات بين الأمريكان والإيرانيين تمت
 في حضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. إيران تتمنى دوراً بالخليج وفيما 
يتعلق بالهدف الإيراني من وراء ذلك التحالف الخفي مع الولايات المتحدة، قال النائب 
الكويتي الأسبق: “إيران تطالب أمريكا من خلال وجودها الكثيف في العراق، بدور كبير
 يتناسب مع حجمها في الخليج والمنطقة العربية، معولة على ثقلها على الصعيدين النفطي
 والاستراتيجي، وإلا ما استطاعت أن تشاغل الأمريكان في العراق وتحتل معهم الدور السياسي،
 مشيراً إلى أن العراق حالياً لا يمكن أن يتحرك يمنة ولا يسرة إلا عندما يحصل على مشورة
 حكومة إيران”. وأرجع النفيسي تأخير تشكيل الحكومة العراقية إلى تمنع إيران أن تعطي
 رئيس الوزراء المنتهى ولايته المالكي الضوء الأخضر، منوهاً إلى أن التحالف الحادث بين
 المالكي والحكيم تم بإيعاز من إيران، ليصبحا أغلبية بالمجلس وبالتالي يصبح من حقهم
 تشكيل الحكومة العراقية. وحول تواجد إيران بدول الخليج كوجودها بالعراق، أكد 
 النفيسي أن إيران موجودة بكل دول الخليج، عن طريق التحكم في النواحي التجارية والثقافية 
والصحية والطبية والاستخباراتية، والأخيرة منها على وجه الخصوص. وأضاف أن الأمريكان 
عندما يطرحون فكرة ويحاولون التسويق لها، يقومون بعمل بالون اختبار ليتعرفوا على ردود
 الأفعال بشأنها. التحدي الأكبر حساسيات الحكومات وحول التحديات التي تواجه الدول
 الخليجية في طريقها لتحقيق ذلك التوحد قال النفيسي: “التحدي الأكبر والمعوق 
الأساس هو حساسيات الحكومات مشيراً إلى أن حكوماتنا لا زالت رهينة بحساسيات تاريخية
 ينبغي تجاوزها أو القفز عليها، لأن التهديدات التي تواجه الخليج في المستقبل تفوق حجم الخيال”.
 وأضاف أنه طرق العديد من الأبواب محذراً من هذه المخاطر التي تحدق بالمنطقة عموماً، 
 بيد أن الحساسية من هذا الرأي الجديد المتحرر من القيود الحكومية كانت لي بالمرصاد.

وطالب المفكر الدول المعنية بالتفكير العملي في فكرة التوحد، والبعد عن حالة التشرذم
 التي نعيشها حالياً، والتي تكاد تتسبب في القضاء علينا، وتسهل من افتراسنا دولة بعد أخرى، 
لافتاً إلى أن التوحد هو الضمان الوحيد نحو درء المخاطر الآنية والمستقبلية، وهو الذي سيوفر
 القسط الأكبر من استقرار الأوضاع بالخليج سواء السياسية أو الاقتصادية أو تلك المتعلقة 
بالأمن الفكري، مشيراً إلى أن لدى السعودية إدارة خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعنى 
بالأمن الفكري، نظراً لأهميته القصوى في حياة الشعوب. تاريخ أمريكا مع منطقتنا ليس جيداً 
 وأشار النفيسي إلى أن تاريخ الولايات المتحدة مع منطقتنا ليس جيداً، مذكراً بأحداث عام
 1934، وعندما اتفق الملك فيصل والشيخ زايد على منع ضخ النفط لها على خلفية دعمها
 للكيان الصهيوني في حرب أكتوبر73، ما جعلهم يبعثون بكسنجر إلى المنطقة ليوزع تهديداته،
 من ناحية، ومن ناحية أخرى ناقش الكونغرس خطة لتحريض إسرائيل على غزو الساحل النفطي
 من الكويت وحتى سلطنة عمان، لولا تدخل البيت الأبيض في اللحظات الأخيرة لحدث ما لا
 يحمد عقباه. وقال إن في مكتبة البيت الأبيض في الطابق الثاني يباع كتاب بأقل من دولارين
 اسمه “حقول النفط في الخليج كأهداف عسكرية” يشرح تلك القصة، التي تدل على أن الغرب
 ليس له أمان ويطمح دائماً بتحقيق أطماعه في بلادنا. الدور التركي وعن رأيه في الدور الذي
 تلعبه تركيا مؤخراً في المنطقة، لم يبد النفيسي ارتياحاً لذلك، مؤكداً ضرورة أن تعول 
المجتمعات العربية دائماً على الدول العربية، ومشيراً إلى أنه لا يفضل قراءة السياسة 
بالقلب، إنما يجب إعمال العقل. ودعا إلى أهمية لجم ذلك الاندفاع العاطفي المبالغ فيه
 نحو تركيا، لافتاً إلى ضرورة أن لا نعلق آمالاً كبيرة على أطراف خارجية، رغم ترحيبنا بالدور 
المهم الذي قامت به تركيا في مواجهة الاندفاع الإسرائيلي والقرصنة التي مارستها على
 قافلة الحرية قبالة سواحل غزة، مؤكداً أن ذلك الترحيب لا يعنى إطلاقاً استغنائنا بهم
 عن دور دولنا العربية الكبيرة المتمثلة في مصر والسعودية. وأضاف: “لابد أن نعلق الآمال
 على البديل العربي ونصبر عليه حتى ينشط مجدداً، وقال إن الإحباط الكبير ودرجة اليأس
 العالية التي وصل إليها المواطن العربي جعلاه يتعلق بأي قشة، فعندما لاحظ الاستعداد التركي
 لنصرة أهل غزة، ما كان منه إلا أن تفاعل معها وهتف لها ولأردوغان، الذي تكسب سياسياً
 من القضية”. ودعا النفيسي مصر والسعودية إلى إرجاع دوريهما الرائد في المنطقة، والعمل على
 خطف هذه المبادرة من تركيا، وإعادة تبنى قضية غزة، لكونها قضية قومية عربية، 
مرتئياً أنه لا بأس من الانفتاح على العالم الإسلامي.

وفيما يتعلق بنظرته إلى العقوبات الأخيرة من مجلس الأمن ضد إيران قال: “لن يكون تحت 
 الشمس جديد، لأن إيران لديها قدرة فائقة على امتصاص أي عقوبات، وستكون الدول الكبرى
 التي وقعت خوفاً من الولايات المتحدة هي أول من يخترق ذلك القرار سراً ثم جهراً، لأنهم
 يوافقون عن غير قناعة، بما فيهم الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا”، مؤكداً أن العقوبات الأخيرة
 ستلقى مصير التي قبلها، ولن تحد من قوة وعناد إيران، لأنهم أساتذة العالم في لعبة الشطرنج
 مثل روسيا، وعندما تجيد هذه اللعبة، فأنت تجيد السياسة وتمهر في استراتيجياتها،
 إذا فلا خوف عليك.

http://www.alwatannews.net/news.aspx?id=AE94wrRVP4BLOZXQuy1OGA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..