الخميس، 9 فبراير 2012

الأعمال أو المعاملات المصرفية

(من محاضرة للشيخ د . يوسف الشبيلي)
ننتقل إلى الحديث عن الأعمال أو المعاملات المصرفية، فقبل أن نتكلم عن أنواع المعاملات المصرفية نعرف بالبنك أو المصرف، ما المراد بكلمة مصرف أو بنك: المصرف هي الكلمة العربية المترجمة للكلمة اللاتينية (البنك) كلمة بنك، وكلمة (بنك) أصلها كلمة إيطالية كلمة (بنكو) الإيطالية، كلمة (بنكو) الإيطالية هذه بمعنى الطاولة، أو ... التي يجري عليها التبادل
وسبب هذه التسمية أن المصارف كانت في نشأتها في القرون الوسطى لما ظهرت في أوربا تقريبًا في القرن السابع عشر كانت قد نشأت عن طريق الصيارفة الذين كانوا يجرون المعاملات المصرفية عن طريق طاولات، يضعون لهم طاولات يجرون فيها عمليات صرف النقود، يجرون فيها صرف النقود، فأطلق على هذه الأعمال (بنك) لتي هي بمعنى الطاولة، بدأ هؤلاء الصيارفة يتعاملون بالمعاملات المصرفية بشكل مبسط عن طريق تحرير الإيصالات يعني يتقبلون الودائع من الناس من الذهب والفضة وغيرها، ويضعونها عندهم ويعطونهم قسائم أو إيصالات موثقة من عندهم، فكان الناس يتعاملون بهذه الإيصالات، بدأت تظهر عملية الإيداع لدى هؤلاء الصيارفة، والناس يأخذون هذه الأوراق ويعتمدون عليها ثم تطورت الأعمال البنكية حتى أصبحت الحكومات تضبط عمليات الصرف هذه، أعمال الصيرفة هذه، فكانت بسيطة عن طريق الإيداع، ثم تطورت إلى عمليات التمويل، ومن هنا نعرف المصرف الآن كتعريف المصرف في واقعِهِ المعاصر أنه مؤسسة مالية متخصصة في اقتراض النقود وتمويلها للأفراد والشركات، المصرف مؤسسة مالية متخصصة في اقتراض النقود وتمويلها للأفراد والمجتمعات، فمن خلال هذا التعريف يتضح لنا أهم سمات المصرف أنه أول مؤسسة مالية؛ يعني تتعامل بالأموال بالنقود متخصصة فيها، وليست مؤسسة زراعية ولا تجارية ولا صناعية، وإنما هي تصنف كمؤسسة مالية.
الأمر الثاني: أن عملها ونشاطها قائم على أي شيء أساسًا؟ أنها تتلقى النقود، تقترض النقود من الناس عن طريق الأفراد، عن طريق الودائع، وسنشير إليه، فهي تتلقى النقود من الناس ثم تقوم بضخها في البلد، فهي تتلقى ثم تضخ عن طريق التمويل، سمناه تمويل، التمويل في الغالب يكون بالإقراض وما شابه الإقراض، فهي تتلقى النقود عن طريق الاقتراض ثم تضخها في البلد أو في الأوساط التجارية والمالية والشركات والأفراد عن طريق الأفراد، فهنا عمل البنك يقوم على الاقتراض والإقراض، فهو البنك وسيط بين طرفين:
بين المودعين الذين يقرضون البنك، وبين جهات التوظيف التي تستثمر الأموال التي لدى البنك وتقترضها، هذا تعريف البنك.
الأعمال المصرفية: يمكن أن تصنف الأعمال المصرفية إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: مجموعة الخدمات المصرفية.
والمجموعة الثانية: مجموعة الخدمات الائتمانية.
والمجموعة الثالثة: مجموعة الخدمات الاستثمارية.
إذًا: عندنا ثلاث مجموعات تتألف منها ماذا؟ الأعمال المصرفية.
طبعًا هذا التصنيف يعني ليس هناك قواصد حقيقية في واقع التنفيذ في البنك، ليس هناك إدارة أو مجموعة متخصصة في الخدمات المصرفية، ومجموعة متخصصة في الخدمات الائتمانية،لا، وإنما هو تنظيم لفهم أعمال البنك، قد يكون هناك شيء من التداخل فيما بين هذه الخدمات، لكن حتى تفهم الأعمال البنكية لابد أن تدرك هذا التصنيف الثلاثي، وإن كان هناك شيء من التمازج بينها.
في الخدمات المصرفية المجموعة الأولى: البنك يتلقى ماذا؟ النقود، فالخدمات المصرفية هي في الحقيقة نقطة البداية لعمل البنك، فيبدأ البنك في تلقي النقود عن طريق الخدمات المصرفية، ثم يضخ النقود في البلد عن طريق الخدمات الائتمانية، الخدمات الائتمانية سنشرحها فيما بعد بمعنى الاقراضية، التي تكون فيها إقراض، فهذا في الحقيقة الخدمات المصرفية والخدمات الائتمانية هي الخدمات التي تحتكرها البنوك، لا تستطيع أي مؤسسة أخرى أن تقدم هذين النوعين من الخدمات: الخدمات المصرفية، والخدمات الائتمانية، بينما الخدمات الاستثمارية مجموعة الخدمات الاستثمارية  خارجة عن عمل البنك، هي أمر خارج عن عمل البنك، ولذلك في البنوك لا تدخل الخدمات الاستثمارية في مركزها المالي، وإنما يقدمها البنك كنوع من الخدمة للعملاء، وإلا هي في الأصل ليست عملًا من عمل البنك، بل إنه في بعض الدول كالولايات المتحدة تمنع البنوك من أن تزاول النشاط الاستثماري (الخدمات الاستثمارية) لأنهم يعتبرون إن البنك بما أنه متكدسة عنده الأموال لا يحق له أن يزاحم التجار في الاستثمار حتى لا ... توزيع يعني الأدوات الاستثمارية في المجتمع، ولذلك يعتبر الخدمات الاستثمارية خارجة، يعني في البلد مثلًا في كثير من الدول العربية كانوا يمنعون إلى فترة قريبة كانوا يمنعون البنوك أن تقدم الخدمات الاستثمارية لكن سمح لهم أخيرًا في العقود الأخيرة أن تقدم هذه الخدمات لكن على نطاق محدود أن تقدم الخدمات عن طريق ما يعرف بـ تعرفون أسماء الخدمات الاستثمارية الآن أيش يسمونها؟
لا، غير الأسهم، يعني جزء منها الأسهم، البنك إذا أراد أن يقدم خدمة لاستثمار أموال العملاء، ماذا يسمي هذه الخدمة؟ في الغالب أنها الصناديق، فيعرف بالصناديق الاستثمارية، فالصناديق الاستثمارية أصلًا ليست من خصائص عمل البنك، ولا يحتكرها البنك، ولذلك من الممكن أن تقوم شركات أخرى غير بنكية بإنشاء محافظ وصناديق استثمارية وعندنا هنا في البلد، في المملكة يخطو نظام يعني يسهل عملية إدارة المحافظ الاستثمارية خارج نطاق البنوك حتى لا تحتكرها البنوك، لكن لا تستطيع أن تذهب إلى أي مؤسسة وتودع نقود غير البنوك، لماذا؟ لأن الخدمات المصرفية تحتكرها البنوك.
إذًا: عندنا ثلاثة أنواع من الخدمات:
خدمات مصرفية، خدمات ائتمانية، خدمات استثمارية.
بالخدمات المصرفية: البنك يتلقى النقود، وبالخدمات الائتمانية البنك يضخ النقود.
أما الخدمات الاستثمارية: فهي خارجة عن نطاق العمل البنكي وإن كانت البنوك تقدمها كخدمة كمالية من أعمال البنك، هذه الخدمات، لكن كل هذه الخدمات تسمى ماذا؟ أعمالًا مصرفية.
إذًا: عندنا أعمال مصرفية، وعندنا خدمات مصرفية حتى لا نخلط بينهما، هو اصطلاح فقط عند بعض الباحثين.
الخدمات للشيء الخاص، أو النوع الخاص من الخدمات التي يقدمها البنك كأعمال الصيرفة الاعتيادية المعروفة كالحوالات وتلقي النقود وفتح الحسابات الجارية كالشيكات ونحو ذلك.
بل الأعمال المصرفية: يراد بها كل أعمال البنك، هذا ما يتعلق بأنواع الأعمال المصرفية.
نبدأ بالنوع الأول وهو:
مجموعة الخدمات المصرفية: يراد بالخدمات المصرفية في أعمال البنوك: هي الخدمات التي تخدم العميل في حساباته لدى البنك، بحيث إن البنك يسهل للعميل فتح الحساب، وسهولة حصوله على أمواله المودعة لدى البنك، فيدخل في ذلك أعمال الصيرفة الاعتيادية كفتح الحسابات والحوالات والشيكات وإعطاؤه بطاقة الصراف الآلي التي يستطيع بها أن يسحب من رصيده، وإجراء عمليات المقاصة واستيفاء الشيكات ونحو ذلك، فهي أعمال صيرفة عادية ترتكز على الطريقة التي يسهل بها البنك للعميل في أن يودع أمواله لدى البنك، فيعطيه الوسائل التي تسهل له الإيداع، ومن خلال هذه الوسائل يستطيع العميل أن يتعامل مع ماذا؟ رصيده، أن يتعامل مع رصيده، هذه الخدمات تسمى الخدمات ماذا؟ المصرفية، الخدمات المصرفية.
تشتمل الخدمات المصرفية على أعمال متعددة هي ثمانية أعمال سأشير إليها بشكل مجمل الآن، ونتحدث عنها تفصيلًا غدًا إن شاء الله
الأمر الأول: هو الحسابات المصرفية.
والثاني: هو الحوالات.
والثالث: هو عمليات المقاصة.
والرابع: هو بطاقات الصرف الآلي.
والخامس: إصدار الشيكات المصدقة.
والسادس: صرف العملات.
والسابع: صناديق الأمانات.
والثامن: الاتصال المصرفي.
إذًا: ثمان أعمال سنتحدث عنها غدًا إن شاء الله تعالى،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..