أستاذ الخلق والسماحة، والرجل الذي تتجسد
فيه طيبة النفس وصفاء الروح وسعة القلب؛ أبو بدر الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس
الشورى السعودي ورئيس تحرير (المجلة العربية) السابق، أقام
لي ولبعض الزملاء
الحضور في ملتقى المثقفين الثاني أمسية نجدية بحقّ، فقد دعانا مساء الأربعاء
الماضي في القرية النجدية، بحضور نخبة كريمة من الزملاء، وبجو أخوي حميم، تبادلنا
كثيرا من قضايا الساعة ، وتألق كالعادة زميلنا أبو غسان بعدما طالبته بسرد معركته
مع الأمريكان حيال إدخال دولة فلسطين عضوا كاملا في اليونسكو..وتبادلنا رؤانا حيال
الربيع العربي ، ودور السعودية فيه، وبالطبع الزعماء العرب، ولا يزال أستاذنا حمد
القاضي يتألم مما يحصل لحسني مبارك، وقد رأى بأن على المصريين أن يتركوه في أخريات
حياته بدلا من هذه الجرجرة في كهولته ، والتي لا تليق بأخلاق مصر الكنانة..
لأبي بدر مكانة ومنزلة خاصة، وأنا من
تتلمذ على حرفه في المجلة العربية التي واصلت قراءتها مذ أزمنة الثانوية العامة ،
أكرمنا بهذه الأمسية الماتعة، ووعدني أن يردها لي في جدة ان شاء الله.. ومع الصور:
من اليمين د.محمد الهرفي فعلي
الشدي الكاتب في الاقتصادية، فمحمد الخضير مدير عام شركة الوطنية فمحمد بودي رئيس
نادي الشرقية الأدبي (السابق) فعبدالعزيز الشمري مدير مكتب صحيفة الوطن بالرياض،
فزياد الدريس سفيرنا باليونسكو
مضيفنا الكريم الأستاذ حمد القاضي بابتسامته
التي تتألق دوما على قسمات وجهه أنى التقيته، فعبدالعزيز قاسم محدثكم، وهنا الكاتب
الماجد حمد الماجد بوسامته وقد ابتهج الكثيرون له لمقارعته الأستاذ عبدالرحمن
الراشد ، وشكوت له عصام المعمر في مداخلته التي لم أنشرها على الراشد، وقلت : تعال
وأعط أصحابي في المجموعة دورة في الرد الراقي واللطيف ..
هنا أبو غسان، وطالبته بأن يفي لي ولأعضاء
المجموعة بوجبة الضفادع الشهيرة تلك، وحاججني بأن آتيه بفتوى تجيز أكل هذا
الحيوان، ويريدها تحديدا من المذهب الحنبلي –ابن الذين عارف أنهم يحرمونها- وبعد
ذلك سيلبي..
طبعا حلّق بنا الأستاذ زياد الدريس بكل تواضعه،
ونكران نفسه وبطولته في معركة اليونسكو، وأتصور أن نجاحه في هذه المعركة ، فضلا
على نجاحه في ضم آثار مدائن صالح والدرعية ضمن الآثار العالمية، ستصنع منه نجما
كبيرا، وأسأل الله العظيم أن يتوج جهوده بأن يكون وزير اعلامنا المقبل بإذن الله
تعالى..
بكل الأدب والرقة، ومن التقاه يعرف تماما
كم هي آسرة هذه الابتسامة التي لا تفارق أستاذنا الحبيب ، طبعا أعطانا أبو بدر
شيئا من ذكريات عنيزة وأهلها، وخص أحد زملائه يرحمه الله، وكان صاحب طرفة ومواقف،
وحكى عن الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله، كيف كان يتعهد ذلك الرجل بالملاطفة والحديث
الحسن، أغرقنا هو ودريس الدريس في جو ساخر
هنا حبيبنا حمد الماجد وادريس الدريس،
والتقطت نتفا من تهكمات بعضهم على بعض في حرمة والمجمعة، وقلت لهم يا جماعة الخير:
أقسم بالله أني لا أعرف أين تقعا هاتين المدينتين، والى الان لا أعرف حرمة هذا،
بالضم أم الفتح (وربي ورطة مع شيبان نجد لأن لهم تأويلا وتفسيرا مباشرا الله
يخارجنا منهم بس) ، وهل الأولى تابعة للثانية أم الثانية للأولى، فضحكوا عليّ
الدكتور محمد الهرفي على غير عادته، كان
صامتا ومنصتا ولم يشارك، وعهدي بأبي عبدالرحمن متألقا في مثل هذه المجالس ويضفي عليها
كثيرا من رؤاه، ولكن كان مستكنا، لربما كان العمر له دور، ألحق أباك يا عبدالرحمن
الهرفي ولا تدعه لوحده هذا الشايب
وكذلك الزميل محمد بودي لم يك في يومه ولا
مزاجه، لربما ارتاح من إدارة نادي الشرقية الأدبي، ووالله قلت له أنها لا تستأهل
كل هذا الهياط والهياص، وقد شافهت د.عبدالله عويقل السلمي برغبتي بالانسحاب من
نادي جدة الأدبي، بعد أن رأيت أخلاق البعض من المثقفين على الحقيقة، ورجاني رجاء
أخويا أن أبقى، المسألة لا تستأهل يا حبيبنا بودي ، لربما الطريقة التي أخرج بها
كانت صعبة، عموما : اقبل على مؤلفاتك وانجازاتك أفضل لك من معاركة فلان وفلانة.
على اليمين أحد أبرز كتاب الصحافة
السعوديين الأصلاء والموضوعيين حبيبنا الأستاذ محمد الأحيدب، صاحب المقالات
الوسطية الهادفة والناقدة بحق، ووعدنا الرجل بحلقة ساخنة عن وزراة الصحة في البيان
التالي ان شاء الله، وأنا قلت ساخنة لأنه من صنف المثقفين غير المدجنين ولا يصبو
لوظائف عليا، فسيكرمنا بحلقة موضوعية جريئة ان شاء الله، وعلى يساره الصحافي
الواعد والذي التقط صور الكراسي الفارغة لصحيفة الوطن الزميل الخلوق فواز عزيز
الابتسامة الصادقة والأخوّة
الحقيقية والروح المحبة ترتسم في هذه الصورة بيننا
الكاتب العكاظي الفذ محمد
الاحيدب
محمد بودي مبتسما أخيرا، ويا
رجل : طز في الرئاسة ولا تفعل مثل بعض المثقفين الذين سقطوا في وهدة الكرسي، ولأشهد أنك مثقف حقيقي وقارئ نهم ومؤلف متميز
الدكتور محمد الهرفي ومن عادتي
مهاذرته والتعريض بسنه ، وإلا ما شاء الله عليه لا يزال شابا ، والابتسامة العريضة
هذه علامة شباب
عاد لو أقمنا مسابقة لأجمل
ابتسامة ، فهذا الإعلامي الكبير دريس الدريس سيفوز بها حتما، والحقيقة أنها من وحي
تلك الأمسية التي أضفى علينا أبو بدر بسماحة نفسه وكرمه انعسكت على قلوبنا
هيا بالله شوفوا هذا الادمان، كنت بجانبه،
والمجلس مشتعل في موضوع الربيع العربي بين مؤيد ومتحفظ، وحبيبنا حمد الماجد يغرد
في تويتر ولا هو معنا، كدت أن أصرخ عليه: أيهذا المراهق التويتري، في المجلس نخبة
مميزة يتضاجون حول موضوع حيوي، وأنت في عالمك الخاص، أي إدمان هذا؟!! تراها بحق يا
زياد الدريس، لأنك أنت المتكلم وصديقك حمد في عالمه ، غير مصغ لك..
عقابا لحمد الماجد أقول لكل من يلقاه
خصوصا الأمراء والمسؤولين الكبار: أسألوه عن قصته في الهايد بارك وهو يحاور مجموعة
الشواذ ، كيف أفحموه، وحار جوابا؟ههههههها الله لا يوقع مسلم في يد زياد الدريس يا
جماعة الخير !! علق عليه حتى مغادرته للسيارة وقد استمزج ذاك الحوار
هنا دعاية للقرية النجدية،
الدلال القديمة التي كان يستخدمها أهالي نجد، والبرادريد، ولا يفوتكم الراديو ،
أظنه راديو روسي او شيئ من هذا..
حتى الاضاءات على الفوانيس القديمة، والسقف من الخشب، حقيقة كانت أجواء تراثية نجدية بحق، وما قصروا حتى في الأحاديث الاخوانية ، ما قصر دريس الدريس وزياد أيضا
كان أستاذي عبدالقادر طاش يشيد
بهذا الرجل وبكتابته، ويحبه جدا، ويعلم الله أنني أحببته من ثناء أستاذي الراحل
عليه، وعندما التقيته ازددت حبا له، رجل قمة في الخلق والأصالة ، وثبته الله ولم
ينتكس ، ورغم ذلك، لا تنسوا أن تسألوه يا جماعة الخير عن حكايته ومحاورته مع عالم
هارفارد الشاذ
مائدة نجدية بحق، أعجبتني أكلة
جديدة أسمها المصابيب، ما قصر أبو بدر وهو يمدني بها، وحتى الأواني والصحون
والملاعق من العهد القديم ، الذي ربما يستمزجه كبار السن وقد أدركوه
الأنظار مصوّبة ، ومواجهة الجيش ولا مواجهة العيش بما في شعبياتنا، والحقيقة أن الجو الأخوي الخلاق كان رافدا لأن نستزيد في الأكل الشهي ، بارك الله في الداعي وأحسن له
من إكرام هذا العنيزاوي لضيوفه
، أبى إلا أن يطيبّنا بطيبه جزاه الله خيرا
وهنا وهو يودعنا، وفي حديث
جانبي مع د.محمد الهرفي ، ولا أملك في الختام سوى شكري أبا بدر على هذه الأمسية
الأخوية التي لا تنسى، وأشهدكم عليه بأنه وعدني بالزيارة، ولعل ما أختم به هذه
الرسالة، هي مقالة كتبتها عن أستاذي حمد القاضي قبل عامين وأنا أقرأ كتابا له،
لتعرفوا الرجل عن قرب ..
شكرا كبيرة أبا بدر بحجم ما نحمله
لك في قلوبنا من حب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..