الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
المذيعة
ريما عبدالله لو طُلبت قبل سنوات إلى الإلومبياد لحمل الشعلة لثار
الشعب
عليها فيتم رفض مشاركتها في الإلومبياد ومشاركة غيرها من النساء لكن لماذا
الإستنكار الآن ضعيف ؟ كما قلت لكم سابقاً في مقال لي أن فلسطين عندما تم
احتلالها قام المسلمون كلهم وكادوا أن يفتكوا باليهود لكن الإعلام قام بنزع
الإسلام في قلوبهم ووضع العروبة فكون جيشاً من سائر الأصناف والأديان
فُهزم هزيمة نكراء فعاد ويحمل خلفه أذيال الهزيمة ومن ثم قام الإعلام بخبث
يهودي ببث مشاهد الدم والقتل بشكل يومي حتى ماتت قلوب المسلمين فلو سمعنا
الآن عن قتل فلسطيني لم تتحرك مشاعرنا لماذا لأننا ضحية مشروع ضخم نزع
الإسلام في قلوبنا وقال لنا كل إنسان يهتم بوطنه وبحضارته فإن كان في
السعودية فليهتم بالجنادرية وإن كان في العراق فليهتم ببابل وإن كان بمصر
فليهتم بالفراعنة وهكذا فكل شيء أتى بالتدريج والمشروع التغربيي الآن قد
حقق بعض أهدافه بالتدريج نعم بالتدريج فنحن العوام نرى الحبة فلا نقيم لها
وزناً لكن نجد العالم الرباني يتكلم ويخطب ويحذر منها فربما نتعجب من
تهويله للإمور ولم نعلم أن ذلك العالم له نظرة بعيدة المدى ولقد صدقوا
علمائنا في التحذير من المشروع التغريبي وعلى رأسهم الشيخ سفر الحوالي شفاه
الله ولندع الشيخ يتحدث عن افساد المرأة في السعودية بالتدريج حيث يقول
حفظه الله في محاضرة له بعنوان سيرة إفساد المرأة في المملكة العربية السعودية : (جاء التلفاز بعد ذلك وفي أول الأمر وأذكر -كنت حينها في المرحلة الابتدائية في الرياض
- أن أحد العلماء خطب، وقال: "لقد وعدنا وعوداً قاطعة جازمة، ألاَّ يكون
هناك امرأة تظهر فيه، ونعوذ بالله، وهل يعقل أن نظهر النساء في دولة
الإسلام" كلمات قوية لا زلت أحفظ بعضها إلى الآن، فكانت هناك وعود من
المسئولين ألاَّ تظهر المرأة في التلفاز، وأنه لن يكون فيه موسيقى، وأنه لن
يكون إلا وسيلة للخير، وهو سلاح ذو حدين، قلنا: مادام ذو حدين الحمد لله،
لو كان حداً واحداً لغضبنا، وسكت الناس وخدعوا.
وبعد فترة قالوا: لا بد للمرأة أن يكون لها دور، قالوا: الطبخ كيف تتعلمه؟
فكانت تظهر حلقات وبرامج صغيرة عن الطبخ، تظهر فيها الكفان فقط وهي تقطع البصل.
بعد
مدة ظهر الذراع، ثم ظهر الوجه، ولكن كانت متسترة وكبيرة في السن، قلنا:
هذه من القواعد، فلا مشكلة، نعم دائماً يضحكون علينا لأننا نحن الذين نقبل
هذا، ولا أحد يستنكر.
واحد
يسكت، وواحد يقول: أنا أصلاً ما أدخلت التلفاز بيتي، فليذهب الناس إلى
الجحيم أو الجنة، فالطريق واضح؛ وكل ذلك في ذمة الذي أتو به -المهم أن لكل
إنسان أعذار- وبدأت المرأة.
وبدأ
بعد ذلك -وكما رأيتم- الانفتاح قالوا: نأتي بمسلسلات ونراقبها، بدأت
المسلسلات ثلاثة أنواع أو أربعة؛ مسلسلات أجنبية أمريكية وغربية وغيرها،
مسلسلات مصرية ومصر
كانت قد قطعت شوطاً في التغريب- والأخرى المسلسلات البدوية، وكل نوع من
الشعب يُفسد بوسيلته التي يعجب بها، أهل البادية يحبون المسلسلات البدوية،
تجعلها بعد المغرب أو في وقت مبكر قبل أن يناموا، أما الأفلام الأمريكية
آخر الليل... وهكذا، والمصرية بعد العشاء -مثلاً- المهم كل واحد على
منزلته، فلا تظل فئة من فئات المجتمع إلا ودخلها الفساد.
اعمل
إحصائية لهذه المسلسلات وقسها وانظر، فإن لم نقل (100%)، فـ(90%) منها عشق
وغدر، وزنا، وفساد، وخلاعة، وفي النهاية إن كان الزواج آخر شيء، حفل
الزواج آخر مقطع في المسلسل بعد ثلاثين أو أربعين حلقة، أما ما قبل ذلك من
الصحبة والذهاب والرجوع والمرأة تقود السيارة، وتذهب وتواعد حبيبها وتركب
معه السيارة، كل هذا قبل الزواج بمراحل، في أول الفيلم وأول المسلسل هكذا
كانت الخطة.
وسكت
الناس وما كان يدور في عقولهم أن ما نراه في الشاشة، سيأتي من يطالب به في
الواقع، وهذا من استحكام الغفلة على قلوبنا-نسأل الله العفو والعافية-.)
قلت
: ولقد تطور الأمر فأصبحت تظهر في التلفاز كمذيعة وتذهب للأسواق فتتكلم
وتقابل الرجال وكأن الأمر عادي فإن أنكرت عليها قالت : المسألة فيها خلاف
!! ذلك الرد الأعوج الذي لا صحة له فالصحيح هو إن كانت هناك أقوال في
المسألة فنأخذ الأقرب منها للكتاب والسنة ولا نتخير قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )
كما أقر بذلك العلامة عبدالرحمن المحمود حفظه الله, وأصبحت تذهب إلى
النوادي الثقافية فتظهر مع وزير الإعلام وهي تصافحه بكل سعادة وفوق ذلك
متبرجة بإسم الدين وأصبحت في أماكن لا ينبغي أن تكون للمرأة كما حصل في بهو
فندق ماريوت من الفساد ما الله به عليم وما خفي كل أعظم وهذا كله أتى
بالتدريج ولو وقفنا في البداية أمام هذا المشروع وفقة جادة لما حصل ما حصل
لكن إن توقفنا عن الإنكار فسيأتي اليوم الذي نرى المرأة عبارة عن نسخة
مقلدة من المرأة الغربية ولا ينكر عليها أحد وإن أنكر عليها أحد تم سجنه
لأن الإنكار من اختصاص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وربما تُلغى
هذه الهيئة لو تركنا الإنكار !!
ويقول الشيخ سفر الحوالي عن الرياضة في محاضرته القيمة (ثم
نشأت بعد ذلك دعوة غريبة جداً، تطالب بنوادي نسائية للرياضة، فيصبح هناك
منتخب الرياض للفتيات، ومنتخب جدة، وبعد ذلك تعقد مباراة، وتنقل في
التلفزيون، فيحضرها الرجال، وقالوا: لا بد من نوادي، وحكومتنا الرشيدة قد
هيأت كل شيء، وتدفع آلاف المليارات على الرياضة، لا يمكن أن تحرم الفتاة
التي تخدم الوطن والتي كذا وكذا، وطالبوا معها بمكتبات، والمكتبات أمرها
أخف!
لكن
المقصود أنهم يريدوا أن يجعلوها صراعاً وخروجاً عن الدين، ولو كان الغرض
مكتبة ليقرأن، لطالبنا نحن بذلك، لكن لهم أهداف خبيثة من وراء ذلك، وظهرت
هذه الدعوات المحمومة -وربما لا تزال- وظهرت معها الدعوة إلى المهن
المختلطة، وحتى فتحت معاهد التمريض في أكثر المدن -مع الأسف الشديد- ثم
أخذت المقابلات تُجرى عن أول فتاة في دولة كذا تقود الطائرة، وأول عسكرية
في دولة كذا، وأول شرطية في دولة كذا، من أجل أن يقولوا: أين المرأة
السعودية وما دورها؟
هنا -أيضاً- نشيد بالأخت سهيلة زين العابدين فإنها ممن قاوم هذا الفكر المنحرف، ولها ردود في هذا المجال وغيرها من الأخوات التي -مع الأسف- اختفت ولا أدري لماذا اختفت. )
قلت
: المشروع يمشي بالتدريج والدين يضع الحواجز والحصون ضد المنكر فيقول الله
تعالى ( ولا تقربوا الزنى ) ولم يقل لا تفعلوه بل حرم علينا كل طريق يؤدي
إلى الزنا حتى لا نقع فيه وهذا من حكمة الله عز وجل في التشريع فهو خالقنا
وهو يعلم ضعفنا وحالنا فأنزل علينا كتاباً هو خير الكتب وأرسل إلينا نبياً
من خير الأنبياء فكان تشريعاً عادلاً مناسباً لكل البشرية
ولك
أن تقرأ القرآن والسنة ثم ترى حال من خالفهما في العالم كله لا أقول
العالم الإسلامي بل العالم كله وسترى الظلم والإضظهاد والخوف والجوع وعدم
الأمان فتتوقف ثم تخر ساجداً شاكراً لله على ما أنت فيه من نعمة عظيمة
أعطاك الله إياها وحرمها عن غيرك ولله الحكمة البالغة وكما قال تعالى ( لا
يُسأل عما يفعل وهم يسئلون ) فأطلب من أخواني وأخواتي التصدي لمشروع
التغريب لاسيما فيما يتعلق بالإلومبياد القادم ومشاركة المرأة السعودية تحت
مسمى الضوابط الشرعية وأن مشاركتها ليست من الدين كما قال الشيخ الطريفي
حفظه الله في تغريدة له ( فعل المعصية خير من نسبتها إلى الشريعة ) ولك أن
تتخيل كيف لإمرأة أن تشارك في مسابقة السباحة بضوابط شرعية !! فهذا لا يمكن
أن يكون من الدين !!
وكيف
تشارك في سباق الجري بضوابط شرعية !! والله هذا من العجائب بل أشد من
العجائب بأن يوضع كل شيء تحت مسمى الضوابط الشرعية وإن خُدعنا بهذا المصطلح
سنرى خمراً إسلامياً ورقصاً إسلامياً وكل شيء يأتي يكون إسلامياً
والمسميات لا تغير الحقائق أبدا فالخمر هو خمر حتى لو أصبح اسمه مشروبات روحية أو بأسمائه المعروفة الآن
ولهذا أطلب من علماءنا الأفاضل ما طلبه الله منهم من بيان الحق وعدم كتمانه (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) فمن عرف الحق ولم يبينه للناس كان من المغضوب عليهم ومن عرفه وعمل بغيره كان من الضالين .
رابط محاضرة الشيخ سفر الحوالي حفظه الله
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
سامي بن خالد المبرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..