السلام عليكم ورحمة الله. الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:قال أحمد النقيب -هداه الله للسلفية الحق-: "بالنسبة فيه انتقادات وُجِّهَتْ لبعض كُتب للشيخ (سيد قطب) كـ (النقد الأدبي)، و(التصوير الفني في القرآن).. وقلتُ من قبل: أنّ الكُتب التي زَلَّ فيها الشيخ (سيد) -عليه رحمةُ الله- اعتذرَ عن هذه الأشياء، وهذه طبعاتٌ قديمة، وهذه الأشياء نبَّه بها الشيخُ (بكر أبوزيد) على الشيخِ (المدخلي)، ونصحه أن يرجع إلى الطبعات المُحْدَثَة. ولنا أخٌ من إخواننا في الهيئة العلمية للدراسات الإستراتيجية والدينية أعدَّ بحثًا قيِّمًا عن (سيد قطب) وبراءته مما نُسبَ إليه، فعندما يُطبع هذا الكتاب -إنْ شاء الله- يعني أرجو أنْ يلقَ قبولاً حَسَنًا". اهـ [ هناك انتقادات وُجهت لمؤلفات سيد قطب عليه رحمة الله هل هذه الانتقادات صحيحة؟ ]
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي.
رد فضيلة الشيخ هشام البيلي -حفظه الله- على هذا التمرير، والتبرير، والتعليل العليل بل الميِّت!!
قال فضيلة الشيخ هشام البيلي -حفظه الله وسدد على طريق الحق خُطاه-: "أحد الدعاة سُئل عن أخطاء (سيِّد قُطْب)؛ فقال: إنه قد اعتذر عنها، والكتب الموجودة طبعاتٌ قديمة، وقد نبّه الشيخُ (بكر) عليه في مسألة .. فما رأي فضيلتكم؟ الذي يقول هذه الكتب طبعات قديمة هو نفسه طبعة قديمة!!، هو نفسه طبعة قديمة، ما يعي شيئًا. لو طبعات قديمة علام لم تُهلك، ويُؤتى بالطبعات الجديدة؟!! عجيب!! يعني طبعات قديمة وموجود طبعات جديدة، والطبعات الجديدة غير موجودة والقديمة هي الموجودة؟!! هذه -كلُّه- تمرير، وتبرير، وتعليل عليل بل ميِّت، والذي يقول ذلك بأنها طبعات قديمة هذا هو اللي طبعة قديمة، وإلا فهذا يُرجع إليه.. فين الطبعات الجديدة؟! فين اعتذارات سيد قطب؟! هاتوا لنا اعتذارًا واحدًا أنه تراجع عن سب (معاوية)، وعن سب (أبي سفيان)، وعن سب (هند) .. هاتوا. إنما المعنى في بطن الضال! المعنى في بطن .. لأه، لا ينبغي أن يُعتذر بهذه الاعتذارات الباردة!! التي لا وزنَ لها. إحنا أفرح ما يكون .. يا سلام .. لو وجدنا يعني إنْ سيد قطب رجع ومات على السلفية، واللهِ سنكون أكثر الدعاة دعوة إليه .. هو بين الذين ينتقدون سيد قطب، وبين سيد قطب ثأر شخصي ولا إيه؟!! الثأر بين .. إنما مواجهتهم له على ما فعل من ضلالات وما كان من ضلالات: يسب الصحابة!، لابد أن يُنتقص وأن يُحذَّر الأمّة منه. لكنْ (كلمة غير مفهومة): لعله تاب، أو له تراجعات واعتذارات، فين موجودة هذه؟! أظن أفرح شيء بذلك: الإخوان، وغيرُ الإخوان، والذين يحبون سيد قطب .. لو ليه اعتذار هيقدِّمونه ولا يخفونه؟!! هيقدِّمونه .. لو فيه طبعات جديدة .. هيقدِّمونها. فين الطبعات هذه؟! فين الطبعات الجديدة؟! هل منعوا طبع (العدالة الاجتماعية)، و(التصوير الفني في القرآن)، أو (معالم في الطريق) أو كذا..؟!! إلى الآن تُطبع!! بل الذي يحوز هذه الكتب؛ فقد حاز الكتب الرفيعة المستوى!! التي تُنمي الفكر!! ما لم تقرأ كُتب سيد قطب، فأنتَ جاهلٌ بالواقع -على قولهم-!! فمَن ادّعى شيئًا فالبيّنة عليه.. إذا كان سيد قطب قد رجع -هذه دعوى من القديم تُقال- إذا كان سيد قطب قد رجع عن هذا؛ فلابد من دليلٍ على الرجوع، إنما رجع عند المشنقة! رجع ما أدري عند إيه؟! حتى لو رجع عند المشنقة، وقال: تبتُ مما كنتُ أنا عليه .. هاه؟ وثبت هذا، وسُجِّل هذا، وَوُجد -وهذا طبعًا غير موجود- لكنْ لو افترضنا .. فطالما أنّ كُتبًا تُطبع وتُداول لابد من بقاء الردِّ عليها؛ لأنك ترد على كُتب موجودة، ترد على فكر إيه .. موجود. فمسألة الاعتذار وكذا إلى آخره، هذا لا يُنتبه إليه، حتى ولو قال الشيخ (بكر) -رحمه الله تعالى-، حتى ولو قال ذلك، إما أن يأتي بدليلٍ، وإما أن يكون واهِمًا .. حتى الشيخ (بكر)، حتى الشيخ (ابن باز)، حتى الشيخ (العثيمين).. كلُّ مَن يأتي بشيء لابد من الدليل عليه، وإلا قد يَهِم الإنسان: الصحابي يَهِم، فضلاً عن العالِم، وليس هذا انتقاصًا للعالِم، إنما هو عدمُ المتابعة إلا بدليلٍ. (ابن عباس) قال النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج (ميمونة) وهو مُحْرِمٌ، وإنما تزوجها وهي حَلال .. وَهِمَ (ابن عباس). (ابن عمر) -كما عند البخاري- قال: بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمرَ أربع عُمْرات، كل هذه العُمْرات في رجب. قالت عائشة: رحمَ الله أبا عبدالرحمن -يقول: إحداهنّ في رجب- تقول عائشة: رحمَ الله أبا عبدالرحمن، فما اعتمرَ النبي عُمْرَةً إلا وكان معه، وما اعتمرَ النبي في رجبٍ قط! فممكن الإنسان يَهِم، حتى لو الشيخ فلان أو عِلّان .. المشايخ -كلُّهم- علّمونا إيه؟ علّمونا -كما علّمنا النبيُّ-: البيِّنة على المُدَّعِي، واليمين على مَن إيه؟ على مَن أنكرَ. على فكرة يا إخوان أفرح الناسُ -لو كان هذا موجودًا- أفرح الناس برجوع سيد قطب هم الذين ينتقدون سيد قطب، إنما أهلُ العصبية سوف يكونون أكثر الناس تبرءًا من سيد قطب! لو ظهرت توبة سيد قطب ورجوعُه سوف يتبرؤون!! ليه؟ لأنهم ما تبعوا سيد قطب إلا على هذا المنهج، فلو تبرأَ سيد قطب من هذا المنهج .. قالوا: لا، لا، لا، لا ... لأ، لم يتب .. لأ، لأ .. كَذِب .. كَذِب هذا .. كَذِب هذا .. كَذِب، لم يتب ولم يرجع، كَذِب.. ولهذا قل لهم كده: إنْ هو اعتذر.. يقولون لك: اعتذر عن إيه؟! سيد قطب اعتذر عن إيه؟! اعتذر عن حق؟!! دا هذا هو الحق بعينه!! ولهذا أحد الدعاة السلفيين الكبار: (عدنان عرعور) -الذين يدّعون السلفية- (عدنان عرعور) لما سُئل عن كُتب التوحيد التي تنصح بها.. أول كتاب نصح به: (معالم في الطريق)!! لسيد قطب. فمعروف إنْ هؤلاء لو تاب سيد قطب ورجع سوف يقولون: لا، لا، لا، لا .. لا يُمْكِن أن يتوبَ. فمسألة إن يجي الدعاة السلفيين يقولون لك: لعله، وهذه طبعات قديمة؛ فهذه الاعتذارات الباردة التي لا قيمةَ لها، ولا وزنَ لها، ولا بيّنة عليها، لا داعي لها .. لا داعي لها. أنتَ داعي سلفي لابد أن تغار على أعراض الصحابة، وتغار على أعراض السُّنة، لا تأتي إلى رجل لم يكتب في السُّنة ورقةً واحدةً وتلتمس له الاعتذارات حتى لو قال الشيخ (بكر)، حتى لو قال غيرُ الشيخ (بكر)، أو كذا. فإنّ الشيخَ (بكر) يُطالب بالبيّنة، يُطالب بالبيّنة، فإنْ قدَّمَ البيّنة فعلى العين وعلى الرأس، وسوف نكون أفرح الناس برجوع سيد قطب، وإلا فلا يُتابَع أي أحد على الإطلاق، وقد يَهِم الشيخ (بكر)، وقد يَهِم مَن هو أعلم من الشيخ (بكر)، وقد يَهِم الصحابي، كلُّ هذا علّمنا إياه الشيخ (بكر)، وغيرُ الشيخ (بكر) أنّ الحُجة في الدليل: يمين .. شمال، هي الحُجة في الدليل، الصحابي يُحاكَم للدليل، التابعيّ يُحاكَم للدليل، العالِم يُحاكم للدليل. دعونا بئه نخرج من ربقة التقليد والعصبية وهذه الأشياء، الإنسان إذا أحبّ شخصًا نافح ودافع حتى ولو كان على خلاف الـ إيه؟ على خلاف السُّنة!! لأ دا إحنا أتباع دليل، ومواقفنا مع الأشخاص مواقف دليل، ولهذا قد ترد على الشخص اليوم، طَب لو تاب غدًا، لو تاب غدًا هو حبيبُكَ أخوكَ، إنْ تابَ عن معصيته، وإنْ رجع عن بدعته، بالعكس أنتَ أفرح الناس برجوعه. أهل السُّنة والجماعة -يا إخواني- لا يحقدون، ولا يحسدون أحدًا، ولا يجعلون في صدروهم شيء لأحدٍ أبدًا. أهل السُّنة والجماعة تعامُلهم مع النصوص .. هو بينكَ وبين (ابن باز) رَحِم؟! ولّا بينكَ وبين (الألباني) رَحِم؟! ولّا بينكَ وبين (ابن تيمية) رَحِم؟! ولّا بينكَ وبين (أحمد) رَحِم؟! ولهذا أهل السُّنة والجماعة لا يتطاولون على أكابر الأمّة وعلمائها .. اللي يُقال: هؤلاء غُلاة تجريح!! .. تجريح في مين؟!! سمعتهم جرَّحُوا (ابن باز) مرَّة؟! سمعتهم جرَّحُوا (الألباني) مرَّة؟! أمّا جرَّحُوكم أنتم.. نعم. لما تجلس مع داعية، تقول له: أنتَ كتبتَ في الحاكمية على منهج (سيد قطب)، و(المودودي)، يقول: لأ، ما أنا حذفته من الطبعات الأخيرة، وإنْ كنتُ مقتنعًا أنّ ما قاله حق!! ألّا طب لما انته مقتنع إنْ ما قاله حق، لماذا حذفتَ الحق؟! لماذا حذفته؟! ليه؟! عشان إذا قعد مع (سلفيّ) يقول لك: أنا خلاص، (شِيلْت) كلام (سيد قطب)، وإذا قعد مع (إخوانيّ) -واخد بالك- يقول: لا، واللهِ (سِبْتُه) تركته بس للمصلحة يعني؛ فإنّ بعضَ الناس لا يفهم، وقد قال: حدِّثوا الناسَ بما يعرفون .. إن كلام سيد قطب .. لا يتحمل الحق الذي عند سيد قطب كل أحد، ولهذا يرفعون كلام سيد قطب.. ليه؟! أصل إحنا مش قادرين نفهمه!! إنما كلام (أحمد) موجود، كلام (ابن تيمية) موجود، كلام (أبو بكر) موجود، كلام (عمر) موجود.. إنما إحنا ما نتحملش الحق اللي عند سيد قطب!! حق أبلج! واضح! أبصارُنا لا تقوى على رؤيته!! لأنه هو حذف -مع إن ما قاله هو الحق-. أنتَ أحد أمرين دلوقتي: يا إنكَ متلاعب بالدين!! تجعل دينكَ .. تُرضي الناسَ. يا إنكَ الآن على طريقتي وعلى منهجي وكذا؛ فاكتبْ الصِّدقَ. فلمّا يُحذَّر من أمثال هؤلاء، يُقال: غُلاة تجريح!! لأ، بل هم أئمة تجريح، أئمة تجريح: إذا كانوا يُجرِّحون المجروح ومَن يستحق أن يُجرَّح، هؤلاء نَصَحَةُ الأمّة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدينُ النصيحة)، وأنصح ما يتحقق ويجب على العالِم أنْ ينصحَ هذه الأمّة يا إخواني، مش يقول لهم: تعالوا كلوا، واشربوا، والبسوا، وحاسبْ .. اوعه فلان هيقتلك!! أنصحُ ما يكون، وأوجبُ ما يكون النصح ما تعلّق بالدفاع عن دين النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتحذير ممن يُلبِّس على الناس دينَ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وممن يُحرِّف، وممن يريد أن يجعل البدعة والسُّنة سواء: الذي يريد أن يجعل البدعة والسُّنة سواء .. والمبتدعة والسُّنِّيِّين سواء تحت مظلة دعوة إيه؟ الرفق، واللين، ونجيبهم، ومعاهم، وكذا وكذا .. لأ، لا، لا، لا، لا، هذه ليست دعوة السلف الصالح.. دعوةُ السلف الصالح: البدعةُ ما وراء النهر، والسُّنة ما كان بين يديكَ .. -واخد بالك-. البدعة هناك، وأنتَ هنا .. مالكَ وللبدعة يا رجل؟! مالكَ وللبدعة، فمَن آوى مُحْدِثًا: دافع عنه، وآواه، ونشر كُتبه، ومرّر عباراته، ومرّر ضلالاته .. و(سيد قطب) الحقيقة هتلاقيه منين ولا منين؟!! تُرَقِّعُ له إيه ولا إيه؟!! تُرَقِّعُ إيه؟! هذا مُهَلْهَلٌ!! هذا مُهَلْهَلٌ!! ما في يا رجل شيء يُمدَح من أجله أصلاً!! ما يُمدَح من أجله .. سبحانَ الله!! طيِّب نكتفي بهذا القَدْر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين." اهـ [هل سيد قطب اعتذر عن أخطائه؟]
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.