كتبت الأخت المباركة الرَّزَان الحَصَان / سامية بنت عبد الله الشهري مقالا بعنوان: (قد تبين الرشد من الغي ) يا وائل القاسم، فكان مقالاً رصينًا رزينًا.
ولا أعدو الحقيقةَ إن قلتُ بأني زوَّرتُ في نفسي كلامًا للردِّ على الكاتب المأفون الليبرالي حتى الثُّمالة / وائل القاسم حول كيده ومكره.
فانبرت
أختنا المسلمة الموفَّقة المسدَّدة لتبيين الرُّشد من الغيِّ في الحالة
القاسمية
الليبرالية، فأتت على كلِّ ما خالج الصدر، وجال في الفكر، فجزاها
الله خيرًا.
إنَّ
هذا الليبرالي المسكين لا يعي أبجديَّات معاني "التوبة"، وحتى الآن - فيما
يبدو - لم يذقْ طعمها، فمن تاب صادقًا خالطتْ بشاشةُ إيمانِه شغافَ قلبه،
فذاق حلاوةً تحول دون تراجعه عن التوبة.
نعم،
كنَّا سنفرح بكلِّ توبةٍ نصوحٍ من كلِّ مذْنبٍ ولو تَزَنْدَق، ولكن لم
يخطر في فِطَر المسلمين السويَّة أنَّ نفسًا دنيَّة يبلغ بها الحال إلى أن
تتسلَّق على أكتاف الفضيلة لتحقيق مآربَ خبيثةٍ رذيلة. إنَّ هذا لشيءٌ
عُجاب!!.
أبالتوبة تستهزئ يا وائل!! أتتخذها هزوًا ومسرحيَّةً تَهكُّميَّةً: ﴿وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ
أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا
تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ
طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (التوبة:65، 66)
لقد حذَّر العلماء من "توبة الكذابين"
ووصفوا صاحبها بالمستهزئ بربِّه، وهو من يستغفر بلسانه أو بنانه (كتابته)،
ولكنه لم يقلع عن الذنب، أو قد بيَّت العزمَ على العود إلى الذنب.
إنَّ هذا الدهاء الليبرالي قد شَابَهَ المكر اليهودي: ﴿وَقَالَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ﴾ (آل عمران:72). ألا يكفى تعريةً لسخف المذهب الليبرالي ودناءته وبذاءته مشابهتُه لأخلاق اليهود الماكرين.
نعم، اطَّلع بعضُنا على تشكيكٍ في مصداقية "توبة القاسم" منذ إعلانها التويتري، فلم يستعجلوا في نشر توبةٍ قد تكون مسرحيةً هزليةً مفبركةً حتى يتحصحص الحق.
نعم، اطَّلع بعضُنا على تغريرات التائبة من الليبرالية الأخت المباركة/ وداد خالد
ثبتها الله على الخير. وكانتْ قد كشفتْ نوعًا من حيلةٍ ومكيدةٍ مدبَّرةٍ
مع الليبرالي/ رائف بدوي على لعب هذا الدور القذر، لإيصال رسالةٍ مفادها: "تشكَّكوا في صدق كلِّ معلنٍ توبته"
ولكنكم تكيدون كيدًا والله يكيد كيدًا، ومكركم يبور، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
لقد
قيل في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لا يُسلم حتى يُسلم
حمارُ الخطاب، فخيَّب الله ظنَّ القائل، فأسلم الفاروق، وأعزَّ الله به
الإسلام، وكان ثاني رجلٍ في الإسلام بعد أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنهم
أجمعين.
ونحن لن نتألَّى على الله أن يشرح صدرك يا وائل أنت من على شاكلتك للتوبة النصوح، كما انشرحتْ صدور قومٍ كانوا ليبراليين. ولن نصدِّق قولك في مقالك (لماذا لماذا يا وداد خالد؟) حيث قلت: ((
بل حتى لو خرج علينا الرمز الليبرالي الجليل العتيد المحبوب الدكتور تركي
الحمد بشحمه ولحمه، وأعلن براءته من كلِّ أفكاره -رغم استحالة ذلك- وتراجعه
عنها، ... فلن يجعلنا ذلك نتضعضع أو ننكسر أو نخنع أو نذلّ...)). قُتِل الإنسانُ ما أكفره!!
نعم، لن نصدقك؛ لسببٍ بسيطٍ، وهو: أن قلبك وقلب تركي الحمد وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ.
أسأل الله الكريم أن يثبتنا على الهداية وأن يمنَّ على كلِّ ليبراليٍّ بالتوبة الصادقة النصوح.
ناصر العلي
جامعة أم القرى
ربيع الآخر 1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..