الجمعة، 23 مارس 2012

ياحاتم العوني.. لا تكن إمام ضلالة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..  ما أنت آسٍ كمثل أساك على شيخ من عترة حبيبنا ونبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- كمثل الشيخ حاتم العوني الذي كثرت سقطاته أخيرا.

ومن مثله يفدح الخطأ ويستعظم..

     كثير من المعممين عربا أو عجما يدعون النسب الكريم، ويستغلون هذا الادعاء لنشر بدع وضلالات،أو تحصيل شهوات، أو تحقيق مكتسبات، لا تأسى على هؤلاء، ونحن نعلم أنهم في ادعائهم كما قال أبو الطيب:

            وفارقت شر الأرض أهلا وتربة--- بها علوي جده غير هاشم

      أما الشيخ حاتم فلا شك ولا ريب أنه من الدوحة الشريفة والعترة الطاهرة، وما أقول هذا إطراء، ولكن تذكيرا له بحق هذه القرابة الطاهرة، أما القرابة مجردة فلن تغني عنه شيئا وليس أقرب نسبا من عم المصطفى  وبنته  قال لهما ما أغني عنكم من الله شيئا" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى إن الله غفور شكور" " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"

      ياحاتم .. أراك أخيرا قد جازفت في أقوال خطيرة ليس لك فيها من علمائنا إمام ولا من الكتاب والسنة برهان ؛ فمن التعريض بالإمام محمد بن عبدالوهاب ودعوته، إلى التكلف في تشريع لقب الشريف لآل البيت تمييزا لهم على عموم المسلمين بغير برهان، إلى تقسيم الولاء والبراء تقسيما خالفت فيه جمهور علماء الأمة وشيوخ الدعوة، إلى الزلة العظيمة بإجازة أو تحبيذ تهنئة الكفار بأعيادهم ( الكرسمس ورأس السنة) وأخيرا بتجويزك لحضور النساء إلى الملاعب واصطفافهن على المدرجات مشجعات في المباريات بضوابط شرعية.

    ياحاتم تخادع من؟! تخادع نفسك أو المسلمين !! أية ضوابط؟ لم يبق إلا أن تقول بجواز نزولها إلى الملعب لاعبة بضوابط، وهل أُتينا إلا من هذه الضوابط.
    إن الذي يفعل المنكر وهو يستغفر أهون ممن يضفي عليه الشرعية ويعتقد جوازه باسم الشريعة.

    ياحاتم أنت تعلم أن الباب إذا فتح فلن ينظر إلى ضوابط مزعومة بل ستسحق تحت أقدام الجماهير المتدافعة، وتتلاشى في خضم هدير المدرجات، وإن تم هذا لا قدر الله ما سترى المشجعة إلى جوار المشجع يتبادلان الحركات والإشارات وربما القبلات كلما حقق الفريق هدفا ، بل ربما لاعبت الفتاة الفتى وصاولته وجاولته وزاحمته بالأوراك والمناكب داخل ساحات الملاعب كما هو حاصل في دول وكما هو الاختلاط المشين في مستشفيات،وجامعات، ودوائر عمل، ولا ننسى أن هذا كله بالضوابط الشرعية

                      فواحر قلبي للزهور التي غدت----- يطيف بها دون الخنا والجنادب
                      وآه لمخضوب البنان وقد أتى------ يزاحمها أستاذها بالمناكب
                     وهل أبصرت عيناك كل كريمة----- يضاحكها ملط اللحى والشوارب
                     يقولون ماللمرء يجترّ حسرة------ ويرقب طول الليل سير الكواكب
                     لحى الله من لم يأكل الهم قلبه----- ويفعل فيه البث فعل العقارب

لم يبق إلا الملاعب بلباس الرياضة، فما هو ياترى حجم الكارثة؟! وماذا سيبقى من حدود الشريعة المطهرة؟!
   ياحاتم.. كأنك لا تدري جنون شباب الأمة الرياضي وهوسهم الكروي حتى تركوا الصلاة وسافروا لدول الكفر ووالوا في الكرة وعادوا وشهروا السلاح وقتلوا وضربوا وأفسدوا في الأرض فسادا عريضا وعلى مدرجات الملاعب تركت الصلوات وحصلت المشاجرات ووقعت الفتن بين الغلمان والشباب وغيبت عقول شباب الأمة حتى صار واقعها:

                                     دورة إثر دورة---- موسم بعدُ بالأثر
                                في زمان شعاره---- أشغلوا الناس بالكور
                                    ودعوا الجيل شيعا--- همُّه فاز وانتصر
                                  في اتحاد ووحدة---- وهلال وفي نصر

     هؤلاء كاملوالعقول والأديان فما ظنك ياحاتم بناقصة العقل والدين ما ظنك بالمراهقة عليها شعار النادي تواعد بنات صفها وزميلاتها على المدرج وربما صديقها... آه ياطلبة العلم مالكم كأنكم لا تعلمون..

    ياحاتم الفتاة ماسلمت في جوف بيتها ومدرستها وبين أهلهامن الذئاب العادية مع توفر أجهزة الاتصال في يدها فكيف بها في الملاعب خارج المدن أو داخلها أية ضوابط تعنون.

    ثم ما معنى السؤال والفتوى في هذا الوقت حيث القلوب وجعة بالأخبار التي تتردد بمشاركة وفد نسائي سعودي في أولمبياد لندن هذا العام بل ومن آخر المخزيات المبكيات اختيار الفيفا الدولي لامرأة سعودية  لتحمل شعلة الدورة وتنطلق أمام مئات الآلاف وعلى مرأى المليارات من البشر تحت الكميرات.. فكيف تضفي الشرعية على هذه الأفعال، أهذه ضوابط الشريعة؟ هذا قبل السماح فكيف بعده!!

  حق والله أن نبكي دما على حالنا وواقعنا وكان الأجدر بك أن تصهر قلبك الغيرة فتجيب إجابة مسددة مشحونة ألفاظها بالغيرة ممتزجة عباراتها بالأسى مع هذه الأخبار.
عجبا لك يا حاتم كأنك تتحدث وأنت تتناول هذه القضية  في زمن النبوة أو الخلافة الراشدة تتحدث بلغة فقهية بحتة غاضا نظرك عن ظروف العصر ومخطط الصهيونية العالمية التي تعتبر الإمبراطورية الرياضية واحدة من أدواتها.

    وأعجب العجب ياحاتم قياسك شهودها للمباراة في الملعب، على مشاهدتها للمباراة في بيتها، وكأن الأمر مفروغ منه عندك،حتى صيرته أصلا يقاس عليه، من سلّم لك بجواز الأصل حتى تقيس عليه ؟! أتجيز للفتاة المراهقة مشاهدة اللاعب مكشوف الفخذ مصقول العوارض، يسبي عقلها بحركاته،وولياقته وتتعلق بصورته حتى تهيم في حبه وعشقه،؟! ولئن سلمنا بالجواز وأنى؟! فما أبعد الفرع عن الأصل وما أعظم الفارق.

     فاتق الله ياحاتم وتب إلى الله، وتراجع عن هذه الفتاوى،وأصلح ما أفسدت ، وإياك والإعجاب برأيك فإني لك ناصح، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى وجميع المسلمين

وعلى جدك رسول الله خير صلاة وأزكى سلام وآله آجمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..