الشؤون الإسلامية تدافع.. والمثقفون ينتقدون.. والخطباء: لغة التعميم مرفوضة
الدمام – نعيم تميم الحكيمكشف استقصاء رأي قامت به “الشرق” عبر موقعها الإلكتروني أن 54% من المشاركين يرون أن الأئمة والدعاة والخطباء لم يقوموا بدورهم المأمول في الفتن والأزمات التي تمر من حولنا، بينما أجاب 24% من المشاركين في التصويت بنعم، ووقف 22% من المصوتين موقفاً وسطاً عندما أشاروا إلى أن دورهم كان مقبولاً إلى حدٍّ ما.
وزارة الأوقاف: رصدنا حالات قليلة حصلت منها تجاوزات في الخطب وتعاملنا معها وفق النظام
العلماء : المأمول منهم أكبر للوقوف في وجوه المفسدين ممن يحرضون على الفتنة
الخطباء والدعاة: القصور موجود والمنتقدون جاهلون ودورنا التحذير من الخروج على الجماعة
المثقفون : خطابهم قاصر وبحاجة للتجديد ولايواكب المرحلة ولا تداعياتها وإشكالاتها
وتعطي لغة الأرقام مؤشراً عن مدى رضا المجتمع عن قضية ما، وفي استفتاء “الشرق” الإلكتروني الذي شارك فيه قرابة 500 قارئ كانت النتيجة تؤكد عدم رضا القراء عن جهود الدعاة والأئمة والخطباء في الفتن والأزمات التي تمر من حولنا. والمعلوم أنه مع كل أزمة وفتنة تحدث في أي من المجتمعات تتجه الأنظار دوماً إلى النخب، كونهم أكثر الجهات قدرة على التعامل مع هذه الأزمات وتوعية الناس بدورهم فيها، حفاظاً على وحدة البلاد والعباد، وتحقيقاً للمصلحة العامة التي تصون المجتمع من خطر الانشقاق والدخول في المستقبل المظلم.
ولئن كانت الأزمات تكشف وعي النخب وقدرتها على ممارسة دور حقيقي وفعال ومؤثر في المجتمع، فإنها توضح أيضاً مدى قناعة الناس بهذه النخب وهل تستحق فعلاً المكانة التي تتبوؤها. وكوننا شعباً مسلماً تحكمه قيادة تتخذ من الشريعة الإسلامية منهجاً ودستوراً وتطبقه في أحكامها وقوانينها فإن المؤسسة الدينية التي يشكل فيها العلماء والدعاة والأئمة والخطباء العامود الفقري لها، تعدّ أكثر الجهات قدرة على التعامل مع هذه الأزمات، خصوصاً أن الإسلام دين حياة، وقد أوضح الأسلوب الأمثل في التعامل مع الأزمات والفتن في القرآن والسنة ومنهج السلف، بيد أن البعض يرى أن دورهم دون المطلوب، إذ يتخذ الوعظ منهجاً مسقطاً جانب سد الثغرات وتفويت الفرص على أعداء البلاد باستغلالها.
دور الأئمة
توفيق السديري
وأقر السديري برصدهم لحالات قليلة حصلت منها تجاوزات خارجة عن السياق العام لخطبة الجمعة في ظل الأحداث التي تمر حولنا، مشيراً إلى أنه تم التعامل معها وفق النظام بحسب كل حالة وما تستحقه من معالجة وفق الضوابط المعمول بها في الوزارة لتقويم مثل هذه الحالات.
وشدد السديري على أن الخطباء والدعاة على حصافة ودراية بما يناسب، وجلهم يحرص على الثوابت الشرعية والوطنية، مؤكداً على أنه من يثبت عليه خلل في عمله يعالج بالطرق المناسبة لحالته.
ورفض السديري طريقة توجيه الخطباء بشكل مباشر، قائلاً “الوزارة لا تحبذ الدخول في توجيه الخطباء مباشرة سوى ما يستدعيه الواجب الشرعي والوطني فيوجه الخطباء بالتحدث عنه فيما يتحقق منه مصلحة المجتمع وجمع الكلمة”، مبيناً أن الوزارة تتابع في الجملة ما يطرحه الخطباء والدعاة وتوجههم لما فيه الصالح العام.
دور ضعيف
تركي الحمد
وأضاف الحمد “لابد أن يكون للعلماء دور فاعل، وذلك بحديث منطقي وواعٍ يشعر معه الشباب بالتغيير في نوعية هذا الخطاب”، ولفت الحمد إلى مسألة خطيرة وهي عدم ثقة كثير من الشباب في المستقبل، مما جعل تلك الجزئية مستغلة من قِبل المؤسسة الدينية الخارجة عن إطار الدولة لتجيش الشباب ضد الدولة، وهو أمر خطير ويجب الالتفات له”.
كلام متوازن
حمد الماجد
حبال الفتنة
سعد البريك
عبدالله البراك
اعتراف بالقصور
أحمد المورعي
وقال “إن حفظ مكانة العلماء، وتمكينهم من التواصل مع شرائح المجتمع، وعدم تحجير دورهم، أو أن نتخذ من هفواتهم (وليجة) في النيل منهم، أو إسقاطهم، مطالب مهمة”.
انتقاء الفتاوى
إحسان المعتاز
درء الفتن
وخلص المعتاز إلى أن مسؤولية العلماء والدعاة لدرء الفتن عن المجتمع: التمعن والنظر في عواقب الأمور، وأضاف “من مسؤولية العلماء والدعاة لتحصين المجتمع من الفتن: مناصحة ولاة الأمر ببيان مواطن الفتن التي تهدد المجتمع، قال صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة”، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.وشدد المعتاز على أن ما ميَّز أهل السنة والجماعة عن أهل البدعة والفرقة: أنهم ينصحون لمن ولَّاه الله أمرهم ويكثرون الدعاء له، حتى ولو رأوا ما يكرهون، فإنهم يكثرون الدعاء وينصحون نصح من لا يريد جزاء ولا شكوراً.
دور محدود
سعد القويعي
وأضاف “ما يحدث على أرض الواقع من ظروف دولية وأوضاع عالمية يمثل حقبة بالغة الحساسية والخطورة -سواء- من ناحية كثرة الفتن، ووفرة المحن، أو ما يتعرض له آحاد الناس من أنواع البلاء وأصناف الشدائد”.
مفاهيم حديثة
وأبان القويعي أنه عند النظر في إدارة الأزمات على الأساس العلمي في المفاهيم الحديثة، فإن الحديث عن دور هذه النخبة، سيمتد في هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها، إلى وقف الابتزاز السياسي، ومعالجة دعوات الوقيعة، والحرص على الوحدة الاجتماعية، مبيناً أن ذلك يوصف بضرورة العلم بمقتضيات الأدوات الشرعية، وفقه الموازنات، مؤكداً أن هذه مسؤولية تاريخية عظمى تستدعي تمكينهم من القيام بواجبهم، وفتح السبل لعلمهم.وخلص القويعي إلى أن النخبة العلمية هم صمام أمان على مدى التاريخ، وحصان رابح في المشهد العام، ولذا فإن الواجب في حقهم رعاية الأمة، وحفظ مصالحها، وبذل الوسع والطاقة في دلالة الأمة على الخير وتحذيرهم من الشر، لاسيما في أزمنة الفتن وأيام المحن.
هل قام الأئمة والخطباء والدعاة بدورهم في وقت الأزمات والفتن التي تمر حولنا؟
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٩) صفحة (١٧) بتاريخ (١١-٠٤-٢٠١٢)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..