الخميس، 12 أبريل 2012

ميثاق الخالق قبل ميثاق المخلوق!

استبعدت الجهات السعودية مشاركة المرأة في الأولمبياد في دورة لندن 2012، ووفق ما نشرت الجزيرة في عدد أول أمس الاثنين، من تصريح للأمير نواف بن فيصل قوله: «إن اللجنة الأولمبية السعودية «لا تؤيد مشاركة
أي امرأة من السعودية في الوقت الحالي».. لذا فإن السيدة سو تيبولز المدير التنفيذي لمؤسسة المرأة للرياضة واللياقة البدنية، قد استاءت من هذا الموقف، وأعلنت عدم قبوله، وزادت في الإيغال بعدم قبوله أن اقترحت استبعاد المملكة من المشاركة في ألعاب الأولمبياد في لندن لدورة 9-4-2012 هو أسلوب ضغط عالمي، يدخل من عدة أبواب، أولها: أن السعودية واحدة من الدول العالمية في تشجيع الرياضة والبذل عليها وتخصيصها بعناية فائقة، وتسعى للتصدر في منافسة الحصول على مواقع متقدمة في نشاطاتها، ومراتبها بين فرق العالم..

ثانيها: أن الجمهور السعودي من أوائل الجماهير المتقدمة في الحضور والاهتمام بالرياضة، لذا فهو عامل تحفيز ودعم لإمكاناته..
ثالثها: وهو الأهم أن المرأة السعودية محور التوجه العالمي لوضعها في مواجهة تحدٍ مع أهداف تعنى أولا بكسر حواجز ذات علاقة وطيدة ليس بمجتمعها وتقاليده وأعرافه، بل بدينه وتشريعاته.. ولأن التوجه حاد في تنفيذ هذه الأهداف من قبل قاطبة العالم، فإن المساومة الآن هي على أمرين كليهما مر..

إما مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد لهذه الدورة، أو حرمان السعودية تماما من المشاركة بما معناه إقصاء دولة كاملة من الحضور, وفي هذا انتهاك لقوانين العلاقات والمشاركة والعضوية في الاتحاد العالمي للرياضة حسب ما تقره تفاصيل القضية، منذ إعلان مشاركة المرأة السعودية بحمل شعلة الألمبياد, وحتى قرار السعودية عدم المشاركة للمرأة فيها، مما أتوقع أن تتخذ رئاسة الألمبياد السعودي موقفا صارما من هذا.. فلا مساومة على أسس، أو عقيدة وتشريعاتها، أو دولة ومكانتها، من أجل ميثاق بشر، لا ميثاق رب.. مع أن تصريح المسؤول السعودي بعدم مشاركة «أي امراة» سعودية، وردت فيه عبارة تهدئة عالية النبرة وهي: «في الوقت الحالي»..!

فإن السيدة تيبولز بقولها «نتوقع من اللجة الدولية استبعاد السعودية» ..لن تضغط على دولة مسلمة، خالصة العقيدة، واضحة المنهج بتغيير منهجها من أجل مشاركة في ألعاب تنتهي إلى أنها رفاه دنيوي عام..

مهما جاء من مواقف ضاغطة كما في قولها: «رفض السعودية إيفاد رياضيات للألعاب الأولمبية يضعهم في مواجهة واحد من المبادئ الرئيسية في الميثاق الأولمبيي».. فميثاق الله أقوى، وأوجب بالتنفيذ، وأحق بالعناية، من ميثاق بشر وضع في غياب تام لتشريع الله فيمن خلق، ورضا الله هو ميثاق طاعته، لا ميثاق الأولمبياد..

أما وقد استندت السيدة تيبولز على الفقرة التالية للميثاق الأولمبي حيث قالت: «ينص الميثاق الأولمبي على أن «أي تمييز تقوم به دولة أو شخص على أساس العرق أو الدين أو الجنس لا تتماشى مع الحركة الأولمبية».. فإن تشريع الله لا يميز بل يوقر للنوع خصائصه، ويلهم الحياة بطبيعة مخلوقاتها جمالها وسلامها، ويعطي المرأة كامل ما فقدته نساء الأرض من طهر وإشراق..

إن موقف الألمبياد السعودي فيه من الثبات ما نسأل الله أن يتمه، فميثاق الله أحق أن يتبع في كل ما حملته شريعة الله من تنظيم العلاقات البشرية بعضها ببعض.

اللهم ثبت هذه البلاد على ميثاق شريعتك..

آمين.

د. خيرية ابراهيم السقاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..