الاثنين، 2 أبريل 2012

مسلمون في الغربة يتخندقون ضد السعودية



الردود المحمومة وبعضها مسموم تتواصل على دعوة المفتي العام إلى تدمير ‏الكنائس، وآل الشيخ يحذر: المملكة مستهدفة.‏
 
ميدل ايست أونلاين

باريس - من حبيب طرابلسي

‏'السعودية مستهدفة'‏
انضمّ مسلمون في المهجر إلى الأساقفة في ألمانيا والنمسا وروسيا وغيرها من البلدان الأوروبية للتنديد بدعوة
مفتي عام المملكة العربية السعودية إلى تدمير الكنائس في الجزيرة العربية. وجاء أحدث تنديد من مسلمين نمساويين.
"نريد بناء كنيسة في السعودية"
فقد ذكرت وكالة الأنباء العالمية الكاثوليكية السويسرية الجمعة أن "مبادرة المسلمين الليبراليين في النمسا"‏ تسعى إلى "بناء كنيسة في السعودية" وأنها ‏ستقدم طلبا رسميا بذلك إلى السلطات السعودية وأنه "لا يمكن القبول بأن تقوم السعودية بتمويل بناء ‏المساجد في أوروبا وتمنع في الوقت نفسه بناء الكنائس في أرضها".‏
وأشارت الجمعية إلى أنها تعتقد أن "الإسلام لا يمنع بناء الكنائس" وأنها تنتقد وبكل حدة مطالبة مفتي ‏السعودية بهدم جميع الكنائس في شبه الجزيرة العربية.‏
و‏أشار تقريرالوكالة السويسرية إلى أن هذه الفتوى تعرضت للكثير من الانتقادات من التجمعات الإسلامية مثل "الاتحاد ‏التركي الإسلامي في النمسا" الذي أشار إلى أن "هذه الفتوى لا تتوافق مع القيم الأساسية في الإسلام ‏وأنها تهدم السلام بين الأديان والثقافات".
وطالبت "المبادرة" في بيان لها بتاريخ 24 آذار/ مارس بإغلاق "مركز الملك عبد الله لحوار الأديان والثقافات" والذي افتتح في فيينا قبل عدة أشهر بدعم وتمويل سعودي، منوهة بـ"العلاقة القوية التي تربط بين ذلك المركز والحركات الأصولية والوهابية في السعودية وفي العالم الاسلامي وأوروبا"، كما أوردت الوكالة السويسرية.
كما حذرت "المبادرة" من تزايد ملاحقة واضطهاد الأقليات الدينية في بعض الدول الاسلامية مطالبة بتقديم كل الدعم والحماية لهم.
يذكر أن مجلس اساقفة النمسا ندد بشدة بتصريحات مفتي السعودية مؤكدا أن ذلك "أمر مرفوض".
وحسب إحصائية نمساوية رسمية لتعداد السكان حسب الانتماءات الدينية، فإن عدد المسلمين قد ازداد في الفترة من 1991 إلى 2001 أكثر من الضعف، حيث وصل عددهم إلى حوالي 340 ألف مسلم بنسبة تقدر بـ 4.22% من تعداد الشعب النمساوي، في حين نقص عدد المسيحيين الكاثوليك الذين يمثلون الأغلبية هناك بحوالي 166 ألف شخص. أما عدد اليهود فلا يزيد عن 8140 شخصاً بنسبة قدرها 0.1% من العدد الإجمالي للسكان.
"لا يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ"
وكان الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، قد صرّح بأن "الجزيرة العربية يجب أن تهدم كل ما فيها من ‏الكنائس، لأن هذه الكنائس اقرارها اقرار لدين غير الإسلام".
واستشهد آل الشيخ بقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم "لا يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ" في ردّه على سؤال لوفد من "جمعية إحياء التراث الإسلامي" الكويتية خلال لقائه به في 9 آذار/ مارس بالرياض.
ولاقت تصريحات المفتي التأييد والاستحسان من العديد من السعوديين في المملكة التي ‎ تحظر جميع المباني الدينية غير الإسلامية.
واستشهد الكثير منهم على مواقع الانترنت بقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَدَعَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا) وبقوله (أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ).
ويذكر أن "حوار الأديان" كان قد انطلق من المملكة العربية السعودية، بمبادرة شخصية من العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي سعى في عدة محافل دولية إلى إشاعة التسامح بين أتباع الديانات السماوية.
ردود محمومة
لذلك أثارت دعوة المفتي ردودا محمومة من مسيحيين في الشرق الأوسط وفي أنحاء أخرى من العالم.
فقد شن عدد من الأساقفة الألمان هجوماً شديد اللهجة على المفتي العام للمملكة واعتبروها نكراناً غير مقبول لحقوق ملايين العمال الأجانب فى منطقة الخليج، حيث يعيش أكثر من 3.5 مليون مسيحي اغلبهم من الهند والفلبين ويعتنقون الكاثوليكية علاوة على مغتربين غربيين من مختلف الطوائف.
وفي الولايات المتحدة، صدرت أعنف الإنتقادات من نسيم رحمة الله، نائب رئيس الطائفة الأحمدية الإسلامية، وهي أقدم منظمة إسلامية في ‏أمريكا، ومن هاريس ظفار، هو المتحدث باسم نفس الطائفة.
فكتبا في صحيفة "الواشنطن بوست" مقالاً جاء فيه "نحن المسلمون نشعر بالإحباط العميق والإساءة من جراء تجاهل المفتي السعودي الصارخ لمباديء الإسلام التي يدافع عنها القرآن والنبي"، "يؤكد القرآن على مبدأ أن اصل كل الديانات هو الوحي الإلهي وان مؤسسي هذه الديانات هم رسل اصطفاهم الله ويتعين احترامهم على قدم المساواة وهو يوصي المسلمين بالدفاع عن كل أماكن العبادة".
وتساءلا "كيف يمكن لأعلى رجل دين في السعودية أن يتخلى تماما ‏عن مثل تلك الوصايا الواضحة والمباشرة في القرآن؟ ‏إنه أمر مخيب للآمال تماما أن نرى رجلا في موقع قيادي في العالم الإسلامي يقر وحتى يدعو إلى التدمير العنيف او هدم أي دار عبادة، يذكر فيها اسم الله."‏
وأخرى مسمومة
وحول "فتوى حرق الكنائس في شبه الجزيرة العربية"، نشر موقع "إسرائيل إنفو" الناطق بالفرنسية، وهو واحد من العديد من المواقع الإسرائيلية التي تطرقت للموضوع، مقالا للكاتب ميشا أوزان جاء فيه بالخصوص "كيف يمكن لمفتي السعودية إصدار فتوى بتلك الأهمية دون علم ملكه؟ ‏‏نرى في ذلك تناقضا بين الرغبة المعلنة في الحوار وموقف المفتي."‏
ويقول الموقع إن رسالة وصلت بالبريد الالكتروني لصحيفة "جوريزلام بوست" الإسرائيلية من الصحفي الإيطالي خوليو مايوتي، والخبير في شؤون مسيحيي الشرق الأوسط، جاء فيها "هذه الفتوى هي مثل فتوى أحمدي ‏نجاد التي تدعو لتدمير إسرائيل".
ويضيف مايوتي، الكاتب في صحيفة اليمين الايطالي "إل فوغليو"، قائلاً، حسب الموقع الإسرائيلي، "اليهود والمسيحيون اليوم هدف لحملة تطهير عرقي جديدة. إن هذه الفتوى ستكون لها عواقب على المسيحيين في المنطقة، وينبغي على الغرب الرد من ‏خلال حملة لمكافحة الإبادة الجماعية على أساس اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة ‏الجماعية، التي صودق عليها بتاريخ 12 يناير 1951".‏
"المملكة مستهدفة"
خلال افتتاح البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الاثنين الماضي بالرياض، قال المفتي العام "بلادنا مستهدفة من خلال المواقع الإلكترونية لمحاولة زعزعة الأمن وفك اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب".
وأضاف آل الشيخ "نواجه في الإنترنت وتويتر وغيره نقداً للإسلام وسباً فيه ولا سيما أنهم رأوا ولاة أمرنا عادلين قائمين بما أوجب الله عليهم ولحقدهم الدفين على الارتباط الوثيق بين القيادة والشعب ومحاولتهم فك اللحمة الوطنية ولذلك بدأوا بشن الحملات على ولاتنا وعلمائنا وعلى سياستنا واقتصادنا وعلى أمننا وكل خير في هذه البلاد بقصد تشويه سمعتنا عالميا (...) هذه المحن تحيط بنا من كل جانب إلا أن بلادنا سليمة بتوفيق من الله تعالى".
وكثيرا ما يصرح مسؤولون سعوديون بأن بلادهم مستهدفة. وكان ولي العهد وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبدالعزيز، قد قالها "بكل وضوح وصراحة" في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا".
وأضاف الأمير نايف "أقولها بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد: دافعوا عن دينكم فوق كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، وعن الأجيال القادمة".
وقالها كذلك في نفس اليوم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..