عنوان الكتاب
|
تكوين الذهنية العلمية - دراسة نقدية لمسالك التلقي في العلوم الشرعية
|
اسم المؤلف
|
محمد بن حسين الأنصاري
|
النـاشــــــــر
|
دار الميمان - الرياض
|
سـنة الطبع
|
ط 1 – 1433هـ
|
عدد الصفحات
|
358
|
التعريف بموضوع الكتاب
يعتبر
طلب العلم وتحصيله من أهم ما يصوغ الشخصية الإسلامية ويبنيها, ويؤسس
أفكارها, ويشكل قناعاتها, وعلى وفقه يبني الشخص المسلم آراءه, ويحدد موقفه
تجاه الأشياء من حوله, محاولاً تحليلها ونقدها, والحكم
عليها, ولمَّا كان موضوع العلم الشرعي وطرق تلقيه التقليدية المتبعة من المواضيع المهمة التي كثر الحديث عنها ونقدها, أراد الباحث محمد بن حسين الأنصاري أن يميط اللثام عن هذه القضية ويسلط الضوء عليها.
فالكتاب
يناقش موضوع الذهنية العلمية في الأوساط الشرعية, والتي يعتقد المؤلف أنها
قد تعرضت لغلوٍ في صناعة القوالب والأشكال التي يقدم فيها العلم كالمتون
والمنظومات, والمبالغة في طريقة الأداء والعرض بأسلوب التلقين والإلقاء
التقليدي المباشر, مما أدى إلى ردود سلبية, حالت دون تنمية مسائل العلم,
ومحاولة تطويرها بالنقد والتحليل, فهو يسلط الضوء على نتائج هذه الطريقة
السلبية, باحثاً أسبابها التاريخية والاجتماعية, محاولاً إيجاد مقترحات
لتكوين الذهنية العلمية الفاعلة.
بدأ
المؤلف كتابه بمقدمة أظهر فيها الخطوط العريضة للبحث, موضحاً أهمية
الموضوع المطروق, والغاية من دراسته, ومن المخاطب به, ومن ثمَّ انتقل إلى
تمهيد تناول فيه المنهجيات أو المسالك التأصيلية في العلوم الشرعية كمدخل
للموضوع, حيث تحدث عن مفهوم المنهجيات وأقسامها, مستعرضاً بعض التنبيهات في
فقه المنهجيات, ذاكراً بعض المرتكزات الأساسية للبناء العلمي, كما تناول
أسباب شيوع المنهجيات في عصرنا وأهميتها, ومراحل نشأة هذه المنهجيات
وأصولها.
ثم شرع المؤلف في فصول الكتاب الرئيسة، والتي كان عددها ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
خصصه
المؤلف للحديث عن ظاهرة المتون والمختصرات في العلوم الشرعية, وقد اشتمل
على مبحثين, سبقهما توطئة أوضح فيها مفهوم المتون والمختصرات, وعرفهما
لغويًّا واصطلاحيًّا, كما عدَّد بعض أوصافهما فذكر منها: الإيجاز في
المحتوى والمضمون, والغلو في الصياغة وانتقاء العبارات, والتبويب والترتيب
المنطقي, إلى ما هنالك من الأوصاف التي ذكرها.
أما المبحث الأول من
هذا الفصل فعنون له المؤلف بـ (المتون والمختصرات التاريخ وعوامل التكوين)
وتناول من خلال هذا المبحث دراسة النشأة التاريخية للمتون والمختصرات, مع
محاولة تحديد ظهور المتن النثري, وبدايات النظم التعليمي, بالإضافة إلى ذكر
العوامل التي أدت إلى ظهور المتون والمختصرات ومقاصدها, فذكر من أسباب
الظهور على سبيل المثال لا الحصر: تسهيل المادة العلمية, وترتيب عرضها,
والاستجابة للمطالب من بعض الأشخاص, ومنها أيضاً ما يكون نصرة للمذهب,
ومنها ما يكون سببه ظهور المدارس في التاريخ قديماً وحديثاً, وغيرها من
الأسباب.
وفي المبحث الثاني تناول
المؤلف موضوعاً غاية في الأهمية وهو تجاذب المتون بين القبول والردِّ, وقد
أوضح المؤلف في توطئة لهذا المبحث أن إلغاء التراث بالكلية يعتبر انهزامية
أمام تيار الحداثة الداعي إلى إلغاء كل قديم, كما أن التشبث به في كل ما
يمر بنا يعتبر عجزًا محققًا, وإراحة للذهن عن محاولة تكييف الواقع الذي
نعايشه, والتفاعل معه.
ثم
شرع المؤلف في هذا صلب المبحث متناولاً مظاهر قبول المتون والمختصرات،
وذكر منها الرضا عنها، وخدمتها بالشروح والحواشي, وحضورها في المسلك العلمي
التقليدي, ويتضح ذلك بالتلقي منها في ابتداء الطلب وحفظها،والوصية بها في
الجملة ووصفها بالإتقان، إلى غير ذلك، كما تناول بالذكر جهود العلماء في
نقد التعامل الخاطئ مع المتون, والمآخذ على المتون، ونتائجها السلبية على
العلم والتعليم, فذكر منها تضييقها دور الاجتهاد وإغلاقه, ومساهمتها في
ترسيخ التقلييد, ومن سلبياتها كذلك حصرها العلم في نمط واحد, والإغراق في
الجزئيات, وتحولها عن غايتها وهدفها, إلى ما هنالك من سلبيات.
الفصل الثاني:
تناول
المؤلف فيه مسلك الحفظ والتلقين في التعلم, وبدأه بتوطئة تحدثت عن شيوع
التلقين واتجاهات الشرعيين في مسلك التلقيين والحفظ, ليشرع بعد ذلك في المبحث الأول من هذا الفصل والذي بين فيه أهمية الحفظ ودور المتون في تنميته وإشاعته, وكان المبحث الثاني للحديث
عن الأثر المترتب على المبالغة في التلقين والإكثار منه, فذكر من ذلك
اختلال التوازن البنائي في التعلم, وضعف الملكة العلمية والمهارة البحثية,
ونقص التكامل في مسالك العلم وطرقه, والتجاوز لمبدأ التخصص وغيرها من
الآثار.
الفصل الثالث:
وفيه
يطرح المؤلف رؤية متكاملة في بناء الذهنية العلمية في الفنون الشرعية,
وتقديم الآليات والمعايير التي تقرب من اختيار المتون المناسبة للتعليم،
وكان ذلك في مبحثين اثنين: المبحث الأول عنون
له بـ (المثال التطبيقي وبناء آليات المتون ومعايير جودتها) وخصصه لعرض
أهم المتون والمختصرات في فن أصول الفقه, مع تسجيل عدد الملحوظات
والاستنتاجات المهمة.
وأما المبحث الثاني فأفرده
للمقترحات النظرية والتطبيقية المكونة للذهنية العلمية, حيث عرض فيه الأسس
والبدائل المقترحة لمجاوزة المغالاة في هذه الظاهرة, وقد قسم المؤلف
مقترحاته إلى قسمين: الأول مقترحات نظرية فكرية, وذكر منها الحذر من الإلف
العلمي, وتنمية الملكية العلمية, ونمو العلم بالبحث والتنقيب, والدعوة إلى
النقد وهجر التقليد, وغيرها.
أما
القسم الثاني فهو مقترحات علمية تطبيقية، يمكن تطبيقها أو الدعوة إلى
تبنيها لإصلاح الخلل الناتج من المغالاة في هذه الظاهرة, وذكر منها
المبادرة لتيسير منهج التعلم, وهجر المتون المقفلة, والدور الذي تلعبه
المحافل العلمية تجاه هذه الظاهرة سلباً وإيجاباً, والانتقاء من مختصرات
المتقدمين ... وغيرها من هذه المقترحات.
وأخيراً:
فالكتاب
يدرس قضية ملحة في ميادين التحصيل والأداء للعلم الشرعي, ويشخص المشكلة
ويوضح العلاج الناجع النافع، والذي من شأنه أن يضفي المزيد من روح الفاعلية
والإبداع في ميادين العلم, ويحرك الجمود الفكري، ويخلق جوًّا من الحركة
العلمية الإبداعية التفاعلية في تلك الميادين.
نسأل الله أن يثيب المؤلف على هذه المجهود، وينفعه بما كتب في الدارين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..