زياراتي لمدينة " دبي " معدودة بعدد أصابع اليد الواحدة ، " دبي " تلك المدينة الجميلة الصناعية أو المصنعة أو المصطنعة ( Artificial )
، فبقدر ما بها من حضارة وتقدم تُبهر قاصديها إلا أن ينقصها – من وجهة
نظري - التراث والأصالة والحضارة الإنسانية وهي معايير أساسية لتقييم أي
مدينة،
بقلم د.محمود محمد بترجي
في
رحلة سابقة مع العائلة وبعد أن صٌلنا وجُلنا شرقاً وغرباً وانتهينا من
زيارة الأماكن السياحية ( دبي مول ، إمارات مول ، سوق الصين ، والنافورة
الراقصة وعروض الدلافين ، شاطئ الجميرة ، ومدينة الثلج ، اكواريوم دبي ،
ورحلة سفاري ) ،
مررتُ وفي طريق العودة بمعرض دولي للطائرات كان قد أقيم لهذا الغرض ،
التقيت
بشخصية أمريكية لطيفة متحدثة علمت فيما بعد أنه موظف بشركة لوكيهيد،
تجولنا سوياً في أروقة المعرض ففاجأني بسؤال لم أكن أتوقعه !! لماذا دول
الخليج تنفق المليارات على التسلح والإنفاق العسكري ، وكان الرد الطبيعي أن
أي دولة من حقها بل من واجبها أن تُنفق لبناء جيشها الحامي - بعد الله
سبحانه وتعالى - لكل ذرة من تراب الوطن، وبفضل الله أن بند الدفاع في
المملكة أعلى رقم في الميزانية بل ما يصرف على هذا القطاع أكثر مما يصرف
على مثيلاته في الدول العربية مجتمعة ،
فقال : وممن تخافون وأنتم بين أخوانكم وأهليكم وعشيرتكم فجميعكم عرب
ومسلمين ؟ فقلت أحياناً الأخ يبغى على أخيه ويظلمه ، ولنا في التاريخ عبرة
وعظة وذكرت له ما قاله الإمام علي رضي الله عنه عندما طُلب منه توصيف من
يعادونه فقال " أخواننا بغوا علينا " ، فرد هاينز ( وهو إسم الأمريكي ) :
الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل هما من يخططا لأية حرب في العالم ولا
أحدٌ سواهما ، وكل ذلك بالطبع لخدمة أغراضها ولمصلحة إسرائيل وحماية آمنها
واستقرارها ، إن السلاح الذي يُقدم لدول العالم الثالث سلاح قد أُخرج من
الخدمة في جميع دول العالم الأول ، ومن البديهي كيف يمكن لدولة عظمى أن
تقدم لغيرها التقنية العسكرية والسلاح المتطور التي تحكم به العالم !!،
فالطائرات على سبيل المثال مخصصة للإعتراض فقط فهي غير قادرة على القصف أو
المناورة أو حتى الطيران الفعّال على ارتفاعات منخفضة ، ناهيك عن الأسلحة
والمدرعات فحدّث ولا حرج ، إن صفقات السلاح الخليجية عديمة الجدوى قليلة
الفائدة وما هي ببساطة شديدة إلاّ مساعدات إقتصادية للولايات المتحدة وإن
أثارت الصفقة إعتراضا أو إحتجاجاً إسرائيليا ، فذلك من ضمن شروط وقواعد
اللعبة لإيهامكم أنتم العرب بأن موافقة الإدارة الأمريكية هي بمثابة إنتصار
عربي على اللوبي الصهيوني،
وأن
على تلك الدول - بدلاً من كل ذلك - أن تدفع جزية أو أتاوه سنوية للولايات
المتحدة في شكل معاهدة دفاع ، وكفى الله المؤمنين شر القتال ،
ثم سألني عن رأيي فيما قال ، فأجبته بلغة إنجليزية " ركيكة " بأني لم أفهم ماذا قال ، وأستاذنت بالإنصراف لألحق بالرحلة .
بقلم د.محمود محمد بترجي
* كاتب سعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..