~ المقدمة :
إن الله يتفضل على من شاء من عباده بما شاء من مننه وهباته ، نظر إلى قلوب خلقه جميعاً ، فلم يجد بعد الأنبياء أنقى ولا أطهر من قلوب الصحابة ، فاختارهم وزراء لنبيه ، وجعلهم حواريين لصفيه .. رضي الله عنهم وأرضاهم ...

لفظ
"الصحابي"
الصحبة
في اللغة : " تطلق على الملازمة والمعاشرة " .

وفي الإصطلاح : "كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك" .



~ فضلهم :

لقد شهدت نصوص القرآن بعدالتهم وفضلهم ، وتواترت السنة بالثناء عليهم ، كما شهدت لكثير منهم على وجه التخصيص بالعدالة ، والفضل .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
"ومَن استقرأ أحوال العالم في جميع الفرق تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاقاً على الهدى ، وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير الخلق بشهادة الله بذلك ؛ إذ يقول تعالى : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
" .

قــــل إن خيـر الأنبيـــاء محمـــدٌ ... وأجل مــن يمشي على الكثبــــــانِ

وأجل صحب الرسل صحـب محمدٍ ... وكذاك أفضل صحبه العمــــرانِ




ومما ورد في فضلهم في كتاب الله :


قوله تعالى :

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

.........
وقوله تعالى :

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}


..........
أما في السنة المطهرة :

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)) متفق عليه .

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :

((خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) متفق عليه .


ومن ذلك أيضاً قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :

((
النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ
)) رواه مسلم .

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة ، الدالة على فضلهم وعلو قدرهم .



قال ابن مسعود -رضي الله عنه- :
"إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ؛ فاصطفاه لنفسه ؛ فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه "


ولقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك وردوا على كل من أراد انتقاصهم رضي الله عنهم ، قال ابن عمر -رضي الله عنهما- :
" لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره "
.

وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك -رحمه الله تعالى- لمن انتقص الصحابة :

" علمتَ أن اليهود لا يسبون
أصحاب موسى -عليه السلام- وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟؟!

وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ، ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟؟

أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ،،،

أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،،،

فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " ا.هـ



اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصحابة :
إن الاعتقاد الحق في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، يتلخص في :
" حبهم ، والترضي عنهم ، واعتقاد عدالتهم ، والاعتراف بسابقتهم ، والحرص على نشر فضائلهم ، والكف عما شجر بينهم ، والتبرؤ من طريقة الذين يبغضونهم ويسبونهم ، بل والدافع عنهم بكل وسيلة ممكنة " .


وَيْــــــلٌ لِـــعَبْــدٍ خــانَ
آلَ مُحَمَّـــــدٍ ... بِعَــــــدَاوةِ الأزواجِ والأخْتـــــــانِ
طُوبى لِمَنْ والى جماعةَ صَحْبِهِ ... ويكونُ مِن أحْبَابِهِ الحَسَنانِ

بينَ
الصحـابـــةِ والقرابـــةِ أُلْفَــةٌ ... لا تستحيــــلُ بِنَزْغَـــةِ الشيطـانِ
هُمْ كالأَصـابِع في اليدينِ تواصُلاً ... هـل
يَسْتَوي كَـفُّ بغير بَنَـانِ


قال تعالى :
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}



الطعن في الصحابة :

إن ظاهرة الطعن في الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم ليست بجديدة، بل قديمة متجددة،
فهي بضاعة كل من أراد أن يعبث بأحكام الشريعة أو يمحو آثار الدين الحنيف ويثبت عبادة الطاغوت بدلا عنه؛ وبيان ذلك:
أن الصحابة هم نقلة وحملة الدين الأمناء، الذين نقلوا لنا الشريعة بكل تجرد وأمانة، واتخذوا كل الحيطة لينتشر في الناس كما أنزل، فجمعوا القرآن، وحدثوا الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكتموا شيئا سمعوه أو رأوه منه، ولم يقدر أحد أن يشتري ذممهم ويعبث بدينهم، رضي الله عنهم ، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ ، وحفظوا العهد من بعده، حتى بلغوا وأدوا الأمانة إلى سائر الأمة ،،
فكل من اتبعهم وقلدهم وسار على دينهم فهو على الدين الصحيح لا ريب ،
وكل من خالفهم فهو مبطل ضال مبتدع لا ريب .




ولو نظرنا للطاعنين في الصحابة -رضي الله عنهم- وهم الروافض الخبثاء لوجدناهم أصحاب حقد دفين فكانوا ولا زالوا معول هدم، وخنجراً مسموماً في ظهر الأمة الإسلامية ..
فأصبحت الشيعة بذلك مأوى وملجأ لكل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، أو لكل من يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية أو مجوسية وهندوسية وغيرها.


وهكذا تطورت عقائدهم إلى حد إنكار الكثير من المسلمات والأسس التي قام عليها الإسلام،

ومن أبرز سمات الشيعة الروافض : أنهم من أسرع الناس سعيا إلى الفتن في تاريخ الأمة قديما وحديثا.

نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم ، ويقطع دابرهم ويجعلهم عبرة لغيرهم


قال الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته الشهيرة :


إِنَّ
الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الحَصَى ... مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ
لاَ تَرْكَنَــنَّ إِلَـــى
الرَّوَافِــضِ إِنَّــهُـمْ ... شَتَمُوا الصَّحَــابَـةَ دُونَمَــا بُرْهَــانِ
لُـعِنُوا كَمَـا بَغَضُـوا
صَحَابَةَ أَحْمَدٍ ... وَوِدَادُهُمْ حَـــقٌّ عَلَـــى الإِنْسَـــــانِ
حُــبُّ
الصَّحَـــابَــةِ وَالـقَـرَابَــةِ سُنَّــــةٌ ... أَلْقَـــى بِهَــــــا رَبِّـــي إِذَا أَحْيَانِـــي



كيف يعقل هذا !! :

كيف يرضى الله سبحانه أن يُوكِل أمر هذا الدِّين لهؤلاء النَّاس
(أي: الصحابة) ؛ حيث يعتقد فيهم الرَّافضة الأنجاس ما يعتقدون من كُفْرِهم ورِدِّتِهم وكذبهم وافترائهم، إلى غير ذلك من الأكاذيب والأباطيل، والعقائد الفاسدة التي يعتقدونها فيهم؟!
حتى وصل بهم الأمر إلى أن قالوا:
"إنَّ الصحابة كلَّهم كفَرُوا وارتدُّوا بعد موت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلاَّ ثلاثة فقط"، وفي رواية: "
إلا سبعة فقط" ،
هذا على أعلى تقدير عندهم!
-قبحهم الله وأخزاهم-



ثم إن كل إنسان عاقل مؤمن بالله عز وجل ومؤمن بالقرآن ومؤمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقطع أن الله عز وجل ما كان ليختار
لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في الحياة وبعد الممات من هم شر الناس !!

فهذا لا يقبله عقل ولا يقوله من يؤمن بالنقل , بل لا يقول هذا إلا من يطعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يرضى بهؤلاء الأصحاب ليكونوا وزراءه وحوارييه طول حياته ويقربهم منه ويستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة ،
وإنما يدل ذلك على
حبه لهم وتقريبه لهم وتزكيته لهم ولا شك في هذا عقلا ولا نقلا .

ولكن الزنادقة المنافقون من الرافضة أرادوا التوصّل لهدم الدين فأتضح سبب شتمهم ولعنهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .




حقيقة الطعن في الصحابة :

إخواني الأفاضل :
نعلم جيداً أن بين هؤلاء الطاعنين المفترين ،
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، "مئات السنين" !! ،،
فهي ليست لعداوة شخصية ،، بل
لهدف أعظم وأدهى وأمرّ ،، وهو : إبطال الاحتجاج بالكتاب والسنة ،، فإذا كان نقلتهما كفار مرتدين فلا يصح الاحتجاج بهما !!

قال الإمام أبو زرعة الرازي -رحمه الله- : "إذا رأيت الرجل يطعن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن القرآن عندنا حق والسنة عندنا حق، وإنما نقل لنا القرآن والسنن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ،،
وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" اهـ.




يقول الدكتور ناصر القفاري:
" وأي فائدة اليوم في اللعن والسب والتكفير الذي ملأوا به كتبهم وأسواقهم ومزاراتهم،
وقد انقضى العصر الأول بكل ما فيه؟!
لا هدف في الحقيقة إلا : الطعن في القرآن والسنة والدين بعامة، وإلا إثارة الفتنة وتفرقة الأمة.
وماذا يبقى من
أمجادنا وتاريخنا إذا كان أولئك السادة القادة الأتقياء الأصفياء الأوفياء الرواد الذين نشروا الإسلام وأقاموا دولته، وفتحوا البلاد وأرشدوا العباد، وبنوا حضارة لم تعرف لها الدنيا مثيلاً، إذا كان هؤلاء الرواد الأوائل لكل معالم الخير والعدل والفضائل يستحقون اللعن من أحفادهم، وتشويه تاريخهم، وهم الذين أثنى الله عليهم ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وسجل التاريخ الصادق مفاخرهم بمداد من نور.
فمن الذي يستحق الثناء والمديح؟! وأين أمجادنا وتاريخنا إذا كان أولئك كذلك؟؟"
اهـ.

كما إنَّ الطَّعن والنقيصة في صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو طعنٌ ونقيصة في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال الإمام مالكٌ - رحمه الله تعالى - وغيره:
"إنَّما أراد هؤلاء الاثنا عَشْرية الطَّعْنَ في رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليقول القائل: رَجُل سُوء، كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابُه صالحين"
لهِذَا قال أهلُ العلم:
" إنَّ الرَّافضة دَسِيسة الزَّندقة " .




الخلاصة في الصحابة رضي الله عنهم :

وخلاصة القول في ذلك أنَّنا
نُحبُّ صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ، ونترَضَّى عنهم دون إفراط ولا تفريط، فلا نُغالي فيهم ونرفعهم فوق مَنْزِلتهم كبَشَر ،، ولا نجافي ونُفْرِط في بُغضهم ؛ مِن تكفيرهم، والنَّيْل والطَّعْن فيهم، ولَعْنهم ليلَ نهار ، ولا نتبَرَّأ من أحد منهم .

ونُبْغِض مَن يُبْغِضهم وينتَقِصهم ،، فبُغض الرَّافضة الزَّنادقة والخوارجِ الفجَرِة دِينٌ يُدان لله به، وحُبُّ الصحابة -رضوان الله عليهم- دين وعلامة على صِدْق الإيمان وسلامة المعتقد، وبُغْضهم والتنقُّص منهم والنَّيل منهم كُفْرٌ ونفاق وضلال وطُغْيان، وعلامة واضحة على فساد المِلَّة، وخراب العقيدة، نسأل الله السلامة والعافية.


إخواني وأخواتي ،،، إنَّ محبَّة الصَّحابة الكرام دِين يُدان لله به، وقُربة يُتَقرَّب إلى الله بها، والدِّفاع عنهم واجبٌ متأكِّد الفرضيَّة على جميع المسلمين؛ كلٌّ على حسب قدرته وطاقته وإمكانياته.


.........

قال تعالى :
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}