تويتر .. هايد بارك في جيبك

05-23-1433 10:58

استنساخ الهايد بارك عربياً جنة ناس, وجحيم آخرين ، ففيها تعبر عن رأيك, لا رئيس تحرير ولا رقيب عن الإعلام ولا جهات سرية تطلع حفية للحذف والتبديل ، لا شك أنها صدمة في عصر شعاره الصدمات في وطننا العربي .

هايد بارك سياسي الذي قيل فيه ما لم يسمعه من قبل من نقد جارح ومؤذ غير صحيح حيناً ,وصحيح في أحيان كثيرة ، كان السياسي يرُد الباطل لأنه باطل ويرد الحق لأن ما كل ما يعلم يقال ..! و"تويتر" قلب المثل " كل ما يعلم يجب أن يقال " .

وسياسيا اكتشفنا أن ما كانا نخشاه منذ سنوات من صريح النقد ووضوح العبارة وقساوة الاعتراض .. أثره أقل بكثير من تكاليف التخوف ,وأن الدول الغربية كانت أكثر ذكاء عندما جعلت الصحافة حرة في النقد تحت مسؤولية القضاء .

صحافتنا في الهايد بارك تحطمت حين شعرت أنها أصغر مما خدعت به نفسها طويلاً, وأن طبعاتها بعشرات الآلاف يتفوق عليها آلاف الأفراد يتابعهم مئات الآلاف ، وأن صلافة الإقصاء والتفرد لسنوات طويلة لا أثر له وأن مائة وأربعين حرفاً تفوقت على عشرات الصفحات بصورها وألوانها.مثقفونا المستعرضون خدعونا سنوات ,حيث كان (الدسك الصحفي من الإخوة السودانيين) يجملون كتاباتهم المتهالكة وأساليبهم الساذجة كشفها اعتلاهم منبر (الهايد بارك ) بلا دسك ولا مصحح ولا فزعة رئيس تحرير.اكتشفنا أننا أمام مثقف مزور عاش طويلاً في الصحافة ,لأنه مستعد أن يقول ما لا يجرؤ صاحب الريموت على الإفصاح به .

دعاة ومشايخ يعلموننا حسن الظن وحسن الخلق والدعوة بالتي هي أحسن .. ويفسرون لنا "وقولوا للناس حسناً " وإذا تغريداتهم في الهايد بارك لا تعرف الحسن وأنهم أقشر الخلق بالخلق .

وفي الهايد بارك جبال راسخة بعضهم مشهور مغرد وبعضهم مغرد اشتهر, وشباب يفاجئك عمقه وثقافته وشجاعته .. وحكمته أيضا.

حينما يصعد المغرد على ( شجرة ) الهايد بارك .. يتجمع حوله من يحبه ومن يبغضه .. من يسمع له معجباً ومن يراقبه متصيداً .. فيجد ( الرتويت ) التي تنادي البقية والردود الغليظة المحذرة .

عند تجولك في الهايد بارك المغرد.. تسقط أقنعة المتخندقيين بالصداقة الإعلامية ٍوالأذنات الدعوية.. الشاتمين طويلاً لأن قرارا جاء بهم ,وقرارا منع خصومهم من الرد.

ساحة تويتر ساحة عادلة شعارها "كل بيمناك أو مت جوع".

 عادل أحمد الماجد