من
يراقب مرئيات وأفكار من يدَّعون الليبرالية في السعودية .. يجد إنهم لا
يخرجون عن محاربة الحدود الدينية الربانية .. وليست أي حدود .. بل الحدود
التي تعيق حركاتهم
العاطفية والجسدية مع المرأة .
كنت
أتوقع ممن يدعون انهم يدافعون عن حقوقي كامرأة انهم سيدافعون عن حق
الخصوصية الإنساني والشرعي لي .. فالخصوصية اليوم تعتبر من أهم حقوق
الإنسان لأنها القيمة الاساسية التي ترتكز عليها الكرامة والحرية ، فمن حقي
أن أختار بنفسي نوعية وكيفية مشاركتي مع الآخرين .. من حقي أن أتميز عن
غيري وأن أحتفظ بكل ممتلكاتي ومعلوماتي لي .. فعندما طلبت النساء من رسولنا
صلى الله عليه وسلم أن يخصص لهن يوم ومكان فقال (موعدكن بيت فلان) .. لم يكن السبب انهن يردن التعلم فقط .. فقد قلن ( ما نقدر عليك من الرجال )
أي لا نريد مزاحمة الرجال ، فعند وجود الرغبة في الخصوصية وعدم مزاحمة
الرجال الأجانب ،عندها تصبح الخصوصية حق شرعي قبل أن تكون حق إنساني . ففي
الخصوصية كرامة وحرية لي ، انزع حجابي واتزين وأتعطر واتكلم كما يحلو لي
بعيداً عن الرجال ونظراتهم وطمعهم ... ولا أجد مدَّعي الليبرالية إلا
محاربين لهذا الحق لي !!
فضلاً
عن كسر القيود المخالفة لشريعتنا الكاملة ، كنت اعتقد أن الليبرالية ستسعى
لكسر القيود في بعض المؤسسات .. كقيد منع الكتابة في الصحف لنقد بعض
الجهات الحكومية .. فنتخلص من بعض القيود الحكومية الغير متناسبة مع فكرنا
وثقافتنا.. ولكنهم فهموا الليبرالية بأن نتخلص من الحدود الدينية الغير متناسبة مع فكر الغرب وثقافته !! فأصبحت ليبراليتهم ممقوتة .. بل اصبح شكل الليبرالية
عورة .. اتقزز من النظر لملامحه.. خصوصاً بعد توالي الأحداث التي كشفتهم (
بهو الماريوت –كاشغري – وداد خالد – وائل الكذاب –تواصلهم مع الشيعة
والمؤتمرات الغربية ....) .
الليبرالية في أرض منشأها ( الغرب ) من أصولها أن تتمرد على الدين والعلماء .. ويحق لهم هناك في الغرب ان يتمردوا على أديان وضعية
أو مُحرَّفة وعلماء ورجال دين متسلطون يحكمون بأهوائهم ويمنعون العلم
والتفكر، لكن ان يأتي ابناء جلدتنا بكل ببغائية يرددون افكار متمردي الغرب
عند دين صحيح صافي إسلامي عدل كامل ..فهذه قمة الجهل والهوى ..وربما يصل عند بعضهم قمة الإلحاد..
شعارهم ( الإنسان اولاً (اي الانسان وحريته قبل الدين ..او بمعنى اصح .. الإنسان وهواه قبل الدين ..فمتى ما هوت نفسه ترك الصلاة .. او الصوم برمضان .. فهو اولا وقبل الدين..!! .هؤلاء هم الليبراليون .. يحاربون الدين والعلماء باسم الحرية وليس باسمها الحقيقي(الببغائية) ..وهذه من أصول الليبرالية الغربية .. حيث انها لن تناسب إلا البيئة التي نشأت فيها .
والببغائية في المعجم الغني كلمة تقال لمن يردد ويكرر ما يسمعه دون أن يفهم معناه.. فمع
ببغائيتهم لأفكار الغرب إلا أنهم أيضاً يستنسخون آراء بعضهم البعض ، فعند
أي قضية اجتماعية لا أجد لأحدهم رأيا مستقلا ، بل الأفكار والرؤى في مقال
هذا الكاتب هي نفسها في مقال تلك الكاتبة لأجد كل الصحيفة وربما الصحف
مُملة .. تحمل نفس الرؤى والأفكار لكن بأصوات مختلفة !! وهذه ببغائية من
نوع أخر.
الغريب
ان نجدهم يرددون نفس كلمات المجتمع المحافظ تجاه قضية ما! .. ففي قضية
الشيخ يوسف الأحمد وعند صدور الحكم عليه ردد مُدعَّي الليبرالية ما يردده
المجتمع مع ان تاريخهم مع الشيخ كان سيئاً!! ..
تألمنا وتمنينا أن يخرج بعفو ملكي ..وكثير من المجتمع تشنج عاطفيا لدرجة
الدعاء على القاضي وعدم التصديق بأن الشيخ بشر يخطئ ويصيب ..ولم أستطع تفسير تشنج المجتمع غير الطبيعي مع حكم ليس بنهائي ويقبل الإعتراض .. تشنج لدرجة التشكيك في الحُكام وفي القضاء !! ..
ولكني هنا عرفت سبب ببغائية الليبراليين في هذه القضية.. فهم يرحبون
بالتشكيك في القضاء والحُكَّام الحاكمين بشرع الله .. بمعنى (ليست لحرية
الشيخ الذي هاجموه بكل السبل وكان عدوهم الأول قبل فترة ) بل للتشكيك في
القضاء والحُكام .. !!
حصة الأسمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..