الأربعاء، 30 مايو 2012

مسرحية المنافقين بعد طرد السفير السوري ؟

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
بعد أن يتم طرد السفير السوري من الدول العربية , سيخرج رؤساء التحرير في تلك الدول بعد
صمت طويل , ويثنون على هذا الطرد وأنه قرار حكيم , ومن ثم سيستعينون بأحد مشائخهم الذي لم يستنكر ابداً على منكر طوال توليه المنصب إلا ما يرضي الدولة , بل تجده يمدح ويثني على الدولة حتى تظن أنك تعيش في القرون المفضلة , ثم بعد الثناء الذي تجده في صفحة كاملة يتكلم في سطور قليلة عن هذا الطرد ويثني عليه وأنه قرار حكيم , ثم تأتي القنوات الفضائية وتخصص برامج خاصة تكون غالباً في أوقات البرامج الدينية , لأن المسلسلات لا يمكن أن تتأخر عن وقتها المعتاد وكذلك حفلات الغناء في آخر الليل لا يمكن أن تؤجل ابداً , ومن ثم يؤتى بشخصيات مختارة بعناية لتتكلم وتنقلب الحلقة من برنامج مخصص عن الثورة إلى برنامج مدح وثناء , وإن حاولوا أن يأتوا بشخصية مشهورة يخافون أن ينحرف عن المسار ويستنكر فيكون البرنامج مسجلاً ولا يمكن أن يكون مباشراً على الهواء بل مسجل ليختاروا بعناية ما يريدون , ومن ثم ترى الأعمدة الصحفية تتكلم عن هذا الطرد وأنه طرد حكيم , ثم يذكر موقف الدولة من بعض القضايا القوية وكيف أنها كان لها موقف قوي , ثم يؤتى بالفنان المشهور الذي يثني على هذا الطرد ويوصي محبيه بألا يتهوروا وربما فاضت قريحته فوعدهم بأغنية تناصر شعب سوريا المحتل ويعد بأنه سيتكاتف مع أهل الفن الآخرين ويجتمعون في المسرح ويقومون بالغناء بتلك الأغنية مع حضور شخصيات مشهورة , وربما نزلت دمعة أو دمعتين أمام المشاهد , وبعد الحفلة يكون هناك احتفال مخلتط ربما يستمر إلى آخر الليل  , ولاحظ أن أهل الفن يظهرون في هذه القضايا التي تخص الأمة ليتم تغييب دور العلماء فتجد الفنانة التي يتم اختيارها بعناية تظهر وتستنكر وتتكلم في السياسية رغم أنها لا تعرف ما معنى سياسية !!.

ثم على مدار الساعة والشعب السوري يُقتل , وهولاء يثنون على هذا الطرد وأنه قرار حكيم , ويأتي شاطح بشطحة قوية من شحطات الصوفية بل هي أشد , ويتكلم عن أهل التشدد وأنهم قاموا بحملة غير رسمية في جمع التبرعات , فيقوم اعوانه وجلسائه ممن هم على فكره فيناصرونه بالمقالات والتصريحات , لأنهم قوم يركبون الموجة فإن كانت الدولة تحب ذلك ناصروا وتكلموا وترى مدحاً لم يمدح به الخلفاء الراشدين !! , بل لو سمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأمسكهم فعلاهم بالدرة , وإن كانت الدولة تكره هذا الشيء فإنهم يقومون بالإستنكار والتنديد والحملات الجماعية ضد من خالف هذا الأمر , ويخرج شيخهم في صفحة كاملة في صحيفة رسمية ويعيد مدحه وثنائه على الدولة في صفحة كاملة ثم يتكلم عن هذا الموقف بسطور يسيرة عن الحادثة فينتهي المقال .

هذه اجزاء من مسرحية يقوم بها أهل النفاق في هذه القضايا , فإن قامت أحد الدول العربية بطرد سفيرها السوري فحتماً سترى هذه المسرحية وأعتذر لأنني تكلمت عنها فأحرقت عليكم المشاهد .


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

سامي بن خالد المبرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..