سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ..
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته ..
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته ..
هذه
هي المرة الأولى التي أكتب فيها إلى أحد من (علية القوم) – حسب تعبير أحد
إخواننا – فلم أكتب من قبل
إلا لـ(قارئ افتراضي) أمسك بتلابيبه حينا ..
ويمسك بتلابيبي أحيانا .. ثم يسير كل واحد منا في طريقه ..
سمو الشيخة ..
قد
لا أكون في حاجة إلى تبيان سبب اختياري لك .. لتوجيه هذه الرسالة .. فما
(تفعله) دولة (قطر) يغني عن تقديم الأسباب .. بما أنني لست في حاجة لمقدمة
طويلة .. فسوف أدخل إلى الموضوع عبر القول بأنني نسجت .. كما نسج
"الفيتوري" ثوبا خرافيا من ورق الزهر .. نسجت ثوبا من متابعة (قضية المرأة)
عبر عقود ثلاثة ... تبين لي من خلالها أن للقضية – في مجملها – ثلاثة أوجه
.. معاناة المرأة – بشكل عام – في معظم المجتمعات .. بتحقيرها وتهميشها ..
هذا هو الوجه الأول.
أما
الوجه الثاني .. فهو الصورة المصغرة للحياة اليومية المعاشة ،والتي تكون
فيها المرأة (مظلومة) وقد تكون (ظالمة) .. وبين هذا وذاك تعيش حياتها بين
سعادة وشقاء .. نسبيين.
أما
الوجه الثالث .. فهو وجه من يقفون وراء قضية المرأة أو من حولوها إلى
(أيديولوجيا) .. وأكبر سيئات ألئك أنهم سعوا إلى القفز فوق
الإيجابيات،وتضخيم السلبيات .. رغم وجود الكثير من الإيجابيات على مدى
التأريخ .. ويكفي أن نعلم أن بعض قبائل الهنود الحمر كانوا ينتخبون
(الـ"سخيم"قريبة من "الزعيم"،حيث كانت مجالسهم مشكلة من الرجال والنساء،أو
من مجالس للرجال وأخرى للنساء،وبعضهم يزعم الهيمنة غير العادلة للنساء على
هذه السلطة،حيث لم يكن يحكمن،ولكن كان بأيدهن توجيه ثلاثة تحذيرات شديدة
اللهجة للسخيم،ثم يعزل بعدها.){ص 26 – 27 (الديمقراطية : الجذور وإشكالية التطبيق ) محمد الأحمري / الشبكة العربية للأبحاث والنشر / بيروت / الطبعة الأولى / 2012}.
صاحبة السمو :
في اذني ترن صرخة سيدة أمريكية تقول – في كتابها "ما لم تقله لنا أمهاتنا" -
(جيلهن
قدمهن كفئران مختبرات للتجارب الاجتماعية في الخمس والعشرين سنة
الماضية،لأنهم عاشوا مع أم عاملة في الحضانات،ودون أن ينظر للطلاق بوصفه
خطأ،وكتب مدارسهم تُزين بطفلة تقود طائرة وطفل صغير ينظف الأرض،وأُخذت
الطالبة لدراسة كيفية صنع الأدوات المعدنية والتسوق والتجارة بدلا من
الاقتصاد المنزلي) .. وتصرخ أيضا بعلو صوتها ..
(النساء
اللاتي يغادرن عائلاتهن كل صباح على متن الطائرات،والنساء اللاتي استبدلن
لباس البيت ببذلة العمل،ومكنسة البيت بالحاسوب،وغرف استقبال الضيوف المؤثثة
بالفرش والستائر،لأجل المكتب المؤثث أيضا،وقد قذفن بأطفالهن في موجة غضب
من مطالبهم،من أجل تنفيذ طلبات زملاء العمل في موجة غضب أيضا،هن كمن بدل
الحزن بحزن آخر.بعد كل ذلك يهاجمنا شعور غريب بأن الحرية التي نتمتع بها
الآن أمر محير،والسعادة التي من المفترض أن تتواصل أصبحت محيرة،وحتى الآن
لم تحقق الغاية المعقولة من قائمة الضروريات.).
سمو الشيخة :
وتطلب
الأرقام أخذ دورها في الكلام.. (80% من الأمريكيات يعتقدن أن"الحرية"التي
حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاما هي سب الانحلال والعنف في الوقت
الراهن.
87% يرين أنه لو عادت عجلة الحياة للوراء لاعتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة وقاومن اللواتي يرفعن شعارها.).
وتهمس
الأمريكية أليس روسي،في كتابها الصادر سنة (1965،وفيه تقول إن المقصود
بالمساواة بين الجنسين هو تخنيث أدورا النساء و الرجال بحيث تتشابه أدوار
النساء والرجال في مجالات النشاط العقلي والفني والسياسي والمهني،ويتكاملان
فقط في المجالات التي تفرضها الفروق التشريحية بين الجنسين) .. وفي فرنسا (
تطلع علينا الأنباء لتقول إن السيدة / كريستيان كولنج الكاتبة الفرنسية
المعروفة قد ألفت كتابا بعنوان: "أريد العودة إلى المنزل".)
وإلى
الأرقام،مرة أخرى، حيث تقول إحصائية – في حدود سنة 1995م - أن 60% من
الأمريكيات يتمنين العود إلى البيت .. لو استطعن إلى ذلك سبيلا .. وتتأبط
أختنا الباحثة الأستاذة منيرة آل سليمان، وتذهب في الاتجاه المعاكس ..
لتجري بحثا ميدانيا في أمريكا .. فتجد معاناة المرأة الأمريكية .. حتى أن
بعضهن تضطر للعمل في أكثر من عمل – في وقت واحد – لتتمكن من الصرف على
نفسها وعلى طفلها أو أطفالها ..
حتى
المرأة السعودية .. حديثة الخروج نسبيا إلى العمل .. تتحدث بعض الدراسات
عن نسبة تصل 45% من السيدات العاملات يشعرن بالإرهاق من العمل في وظيفتين
.. واحدة داخل المنزل،وأخرى خارجه .. ونسبة أخرى تشعر بـ(الذنب) لإهمال
تربية الأطفال وتركهم للخادمات .. والأطفال في مسيرة المرأة
العاملة – خصوصا المرأة المسلمة،التي تتذكر أنها "راعية"وأن الأطفال ضمن
مسؤوليتها – قضية متشعبة .. فهم إما قيد يعوق المرأة عن تحقيق طموحاتها ..
أو (هم) يزيد هموم المرأة العاملة ..
صاحبة السمو :
..
في سنة 1977م اقترح أحد نواب مجلس الشعب المصري .. (هو الفريق سعد الدين
الشريف). لقد اقترح النائب تشجيع الموظفات بالبقاء في بيوتهن مع تعويضهن
بصرف نصف مرتبهن.
ومن الغريب أن كل المؤيدين لاقتراح النائب من السيدات أنفسهن .. وأن أغلب المعارضين للاقتراح من الرجال.
والأغرب .. أن أمينة المرأة بالاتحاد الاشتراكي ناشدت المرأة العاملة في
كل مكان أن تؤازرها في مقاومة فكرة النائب .. قبل أن تتحول إلى مشروع
بقانون ..).
سمو الشيخة :
كأن سؤالا يلوح في الأفق .. أو يلقي بنفسه – على عجل – في وجه هذا النسج الذي لا يريد أن يتوقف!! يصرخ السؤال :
ثم ماذا .. فتنتصب علامة استفهام كبيرة .. وتلتصق حفنة من علامات التعجب بعلامة الاستفهام هذه.
ثم ماذا؟!!!!!!!!
لا يتخطى الأمر (فكرة) تعشش في راسي ... تولدت من تلاقح تلك العقود الثلاثة التي قضيتها .. قراءة .. وبحثا .. وكتابة .. في دهاليز قضية المرأة .. أو جزء منها هو (عمل المرأة بأجر خارج منزلها) ..
تقوم
الفكرة على أن المجتمع في حاجة إلى المرأة .. وليس العكس – إلا عند من لا
يؤمن بأن الإسلام أوجب على الرجل "المهر"و"النفقة"،أو يؤمن بذلك ولا يعتبر
أن له دلالة ما – ومن هنا فعلى المجتمع أن "يدلل" .. نعم "يدلل" المرأة ..
في التالي :
وقت عمل أقل
دخل مجزي.
قرب من مقر العمل يغني عن شقاء المواصلات .. العامة والخاصة.
عطفا
على اقتراح عضو مجلس الشعب المصري،المذكور سبقا .. تجب العودة إلى صاحبات
الشأن قبل كل شيء .. ثم تحتاج الفكرة إلى (دولة) رائدة تتبناها ... وتهيئ
لها المحيط الذي يجعلها قابلة للتطبيق ..
ومن
تقف خلف هذا العمل العظيم .. والمتفرد .. سوف يخلدها التأريخ .. لا برفع
عبء ينوء به كاهل المرأة .. وهي التي تتجاذبها عدة جهات .. وعدة مسؤوليات
.. بل لأن قامت بهذا العمل قد أتت بما تستطيعه الأوائل.
والسلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 9/7/1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..