الأحد، 20 مايو 2012

الجصة


الجصه هي واحدة من الأدوات القديمة التي تساعد على حفظ التمور لفترة زمنية طويلة ... ولقد كان الناس في الجزيرة العربية بشكل عام وفي نجد على وجه التحديد يعتمدون بشكل كامل على التمور كمصدر أول للغذاء ... ولم يكن في السابق من وسائل للتبريد أو أي شيء من شأنه حفظ تلك التمور ... فكان من الطبيعي أن يسعى الإنسان إلى صنع مواد وأدوات تؤدي الغرض حتى يتمكن من حفظ تموره لتساعده على الأكل طوال العام
.
الجصه كانت هي الحل الأمثل وكانت جديرة بالإعتناء بسبب ما تؤديه من دور رائع يقوم على حفظ التمور من كل الشوائب ولأطول فترة ممكنه .. ولهذا فيصعب أن نجد بيتاً واحداً في نجد يخلوا من هذا البناء الصغير المتكفل بحفظ التمور ... لقد كانت طريقتهم في بناء هذه الجصه رائعة وجميلة ومميزة إذ أنهم قاموا ببنائها بالطين المنقا من الشوائب حتى يتم إحكام إغلاقها من الفتحات ومن ثم قاموا بطليها من الداخل بالجص الأبيض حفاظاً على التمور من الإتساخ أو أن تعلق بالطين .. الجصه تأتي في الغالب بطول الإنسان وفتحتُ بابها تكون في متناول أيديهم ليسهل عليهم طريقة إنزال وإستخراج التمور .
......

أما طريقة إنزال التمور ... فهم لا يضعون في الجصه شيء حتى ينتهي وقت الصرام عندما يكون التمر قد نضج بالكامل وبدأ يميل إلى القسوة ... يأتون به ويقومون بإنزاله على شكل دفعات حتى تمتلأ الجصه ... وبعدها يُحضر إناء من الماء وحجمه يكون على حسب رغبة صاحبه ثم يبدأون برش التمر داخل الجصه وهناك فتحة صغيرة جداً أسفل الجصه يخرج منها ما يفيض من ذلك الماء ليعاد من جديد ويصب على التمر حتى يشربه بالكامل .

بعد ذلك تبدأ مرحلة الرص بوضع حصير فوق التمر داخل الجصه ويرص بعدد من الأحجار وعددها يكون على حسب رغبة صاحبها .
ثم يتم إحكام إغلاقها ومتى ما إحتاج صاحب المنزل أن يأكل منها أو أن يكرم ضيوفه يقوم بفتحها وأخذ شيء يسير منها ومن ثم إغلاقها من جديد .

هذه الجصة لا تزال تحتفظ بكامل شكلها حتى بابها لم يسلم من العبث أوالسرقه كما هو حاصل في كافة البلدات القديمة في نجد .
جصه أخرى تروا حجمها من الداخل وسمك جدارها وكيف كان شكلها

هذه الصورة توضح المكان الذي توضع في الجصه ...وفي الغالب يكون في أحد زوايا المنزل أو تحت الدرج

هذه تختلف عن سابقاتها اذ انها جاءت على شكل مدبب من الاعلى .
جصتين متجاورتين تدلان على الغنى الذي كان ينعم به صاحب المنزل
......

المدبسة : وهي فتحة بأسفل الجصه يسيل منها الدبس ويصب في حفرة مجصصه لجمع الدبس ويعاد ليصب على جدران الجصه من جديد في المرات الاولى






( أبو بسَّام)
عبدالله بن عبداللطيف البسَّام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..