تلقيت
دعوة كريمة من شباب
مدينة عرعر في أقصى شمال المملكة ، يمثلون المقهى الثقافي بنادي الحدود
الشمالية الأدبي، وترددت في البداية، لبعد المسافة من جهة، وارتباطي، ولكن
الشاب الخلوق
أحمد بن هادي الرباعي غمرني بأخلاقه الكريمة، وضغط على وتر خاص لم أستطع
الاعتذار منه بسببه،
وقال: نحن مجموعة شباب من عرعر، ولدينا أسئلة كثيرة تتعلق بالحراك الفكري،
وقرأنا
مقابلاتك ورأيك في البيانات، وحراك الشباب في وسائل الاعلام الجديد، وبودنا
الحوار
معك مباشرة، لأن ثمة أسئلة تلوب في أنفسنا ولا نجد لها اجابة..
والله ذهبت لهم من أجل الحوار
ونقل تجربتي في هذا الميدان..وسعدت كثيرا كثيرا بهذه الزيارة وسجلت ملاحظات ربما
كان من أولاها أن ثمة شبابا مميزا وناضجا في تلك الربوع من بلادنا ، للأسف لأنهم
في الأطراف لم يأخذوا حقهم من الشهرة، وواجب على وسائل الاعلام والصحف استكتابهم
والأخذ بيدهم..
من الأشياء ايضا، مفاجأتي بأن
المدينة متحضرة وجميلة، وأنا الذي أتيت وفي ذهني بيوت الصفيح، ومدينة تعود مبانيها
للتسعينيات الهجرية.. فلمت أهل عرعر من أكبر مسؤول لأصغر شاب التقيته هناك، بأن
الصورة الذهنية غاية في السلبية عن مدينتكم بسبب انتشار صور بيوت الصفيح هذه..
كانت رحلة مميزة ، واستمتعت
بها جدا.. وأترككم مع الصور والتعليقات.
كان في استقبالي الزميل
الخلوق ماجد المطلق رئيس نادي الحدود الشمالية، ومعه الشاب أحمد الرباعي وأقلاني من
المطار للفندق، وشدهت أثناء طريقي بجمال وترتيب المدينة وتخطيطها – لا غرو فأرامكو
من أنشأت هذه المدينة – وقلت لهم بما يعتمل في صدري .. فضحكا، وقالا: كنت تظن أننا
ننتظرك على دابة ، جمل او حمار .. أجبت ضاحكا:قريبا من هذا ، فورد موديل 75 م
هنا، في بهو الفندق اصدارات
النادي، وعلى طول زميلنا العزيز أبو حسام الكاتب الرائع صالح الشيحي وكتاب له..
مسجد الامير عبدالله بن مساعد بن جلوي في وسط المدينة، مسجد جميل
وأنيق، وأميرهم بالمناسبة في عمر ال84 عاما ما شاء الله عليه
الجميل أن الشيخ صالح المغامسي كانت له محاضرات وندوات في
يوم الخميس والجمعة، وأنا لقائي بالشباب مساء الأربعاء.. المحاضرات للمغامسي في
هذا المسجد الرائع
اثنان من شباب المقهى الثقافي بالنادي أكرموني بالمرور في الفندق ، كنت استمع لهما فقط، ما شاء الله يتوهجان فكرا وحماسة
هنا بدأنا الأمسية، وأود
تسجيل شكر خاص لرئيس النادي الادبي الزميل الخلوق ماجد المطلق وأعضاء مجلس الادراة
على اعطاء الشباب فرصتهم، وهي دعوة لزملائي في الأندية الأدبية بالاقتداء بهذا
النادي الشمالي الرائع، إذ خصصوا لهم المقهى الثقافي، وجلبوا شباب المدينة وأسلموهم
المقهى، فهم من يدير وهم من يخطط وهم من ينفذ دون أي تدخل منهم الا في الخطابات
الرسمية، والله أعجبت جدا بهذه الخطوة، وكان الشباب على مستوى المسؤولية والحس
الوطني.. بدأوا بأخيكم وما قصروا، فروني أسئلة ومساجلات..
ليت
بقية النوادي الأدبية تخطو
هذه الخطوة، السرّ ليس في افساح المجال لهم، بل السرّ في اعطائهم المسؤولية
كاملة لاختيار موضوعاتهم والشخصيات التي يودون استضافتها، هنا السرّ
والابداع..
يا سلام على ادارة الشباب..
جئت ومعي 17 ورقة سألقيها عليهم بكل ثقالتي ورزالتي وصوتي المتحشرج، حضّرتها
الساعة 3 صباحا، وأفاجأ بطريقة الشباب المبتكرة، في الأمسية بحيث لم احتج الى تلك الأوراق أبدا..
أولا: لا منصة ولا هم يحزنون،
زينا زيك، جلسة أقرب للمجلس منها للمحاضرة ، وثانيا: هناك 6 محاور، لك 5 دقائق
ترطن وترفع عقيرتك خلالها وتقول اللي عندك، وبس، الباقي للمدخلات والنقاش مع ما قلته، وبادارة فريدة من
الشاب المذهل أحمد الرباعي، كانت أمسية ساخنة ، وشارك الجميع فيها، وامتدت لساعتين
ونصف ولم نشعر بها، وطلبت أنا التوقف، خشية الاملال، رغم ممانعتهم..
شباب وشيّاب، الكل شارك
وبحرارة، ويبقى أن شكوى الأطراف من هيمنة المركز مشكلة، ولكن كنت أقول لهم: لا عذر
لكم، دونك مدينة أبها تمردت على واقعها الجبلي وطرفيتها وأثبتت حضورها الفاعل في
الحراك الوطني، والمشهد الاعلامي
بدأت ورقتي بلوم هؤلاء
الشباب، وقلت لهم بكل صراحة: أتيت ومدينتكم في خارطتي الذهنية ، مدينة قديمة
باهتة، وبيوت الصفيح عنوانها، لماذا لم تقوموا بحملة اعلامية لمسح هذه الصورة
الذهنية، أضرب لكم مثالا في حب أهل المنطقة لمنطقتهم بأهالي الجنوب، ما إن يهطل
المطر لديهم إلا ويتسابقون في النت لوضع الصور والتغني بجمال مدنهم، والافتخار
بها، وتأتيني على بريدي عشرات الرسائل التي تفنن الشباب فيها بوضع مشاعر الحب
والفخر .. أين أنتم يا شباب عرعر عن ذلك؟؟ كانت رسالة قوية ولكن دافعي حبي لهم
وللمدينة..
مشاركات ساخنة ، وشباب جريء
لا يهاب ، وأنا أبلع ريقي كل 3 دقائق، وضحكت طويلا وقلت: هيا اسمعوا مني يا شباب،
لأكن صريحا، في سنكم أو أقل، كنا عندما نتحدث في شأن سياسي ، نهمس بما نقول همسا،
خوفا أن تترصدنا آلات التسجيل ، مع ان الحديث وطني ولا غبار عليه ولا خوف منه، ولكن التنشئة
الاجتماعية، وأماكن (أبو زعبل) و (دار أبو سفيان) و (جيب المنطقة) وعسكري الشرطة وآلة تسجيل
المباحث، كلها حاضرة عندن بل أكثر من ذلك وبلا مبالغة ، عندما يحدث الانسان نفسه سياسيا، يتلفت يمينا ويسارا
خشية أن يكون أحد سمع ما يحدث به نفسه.. جيلكم غير فعلا ..ضحكوا منى طويلا..
صورة عامة مع الشباب الذي أحاطني
بحبه وبكرمه وبحيويته، وكم أنا ممتن لهم أن أتاحوا لي هذا الحوار الشفيف معهم،
والكل يسأل عن البيان التالي، ولا بيان الى الان، كنت سعيدا بأنهم من متابعي
البرنامج والحمد لله، وهو سبب استضافتهم لي للموضوعات التي كنت أطرح وتلبي
اهتماماتهم..
أؤكد على زملائنا في الأندية
الأدبية استفيدوا من هذه التجربة الفذة في اعطاء الشباب الفرصة كاملة لادارة
الأمسيات ووضع البرامج، والله ستذهلون وستكسبونهم وتحيوا النادي..
هنا في ردهة الفندق، وحوار استكملناه مع أولئك الشباب الذي أكرمني بالحضور والنقاش
المأدبة العامرة، وشرفت بمجموعة مشايخ ووجهاء أكرموني
بالحضور في الأمسية وتناولوا معي العشاء
من الأشياء الجميلة التي قام
بها نادي عرعر الأدبي ، هو قسم خاص للأطفال في مقر النادي، ولكن ليس السرّ هنا، بل
السرّ أنهم ينظمون زيارات لطلاب المرحلة الابتدائية بشكل أسبوعي لزيارة النادي
والافادة من جناح الأطفال، وهو ما أطالب به الأندية الأدبية، ليس على مستوى الصغار
فقط، بل على مستوى الثانويات، لا بد أن نستجلب الناشئة والفتية للنوادي الأدبية،
لماذا لا يتفق مع ادارات التعليم بالمناطق في زيارات صباحية للطلاب مع معلمي اللغة
العربية ، وتخصيص هدايا ، بما فعل نادي عرعر الأدبي ، حقيبة يدوية بها بعض
الاصدارات وأكواب وقبعات وأقلام عليها شعار النادي..
الصورة
ستكون ايجابية جدا في ذهنية الطفل أو الشاب عن النادي، ليس حبا في النادي
طبعا، بل لأننا فككناه من الرتم الممل لحصة اللغة العربية ، وجلبهم المعلم
لهذ الصرح ، فغيروا الجو.. طبعا هذه في البدايات ، ثم سنظفر بالجادين من
هؤلاء الشباب..
هذا هو التواصل مع الناشئة في
ظل العزوف الكبير للمجتمع عن غشيان الأندية الادبية
هنا مع وكيل أمارة الحدود الشمالية الأستاذ صالح
المحيميد والذي استقبلنا في الامارة، والأستاذ عبدالعزيز الزمام أمين مجلس
المنطقة، وحدثتهما عن صدمتي من الصورة الذهنية عندي لعرعر ومفاجأتي بأنها عروس جميلة
تتمخطر في شمال بلادي، وأن صورة عرعر ارتبطت عندنا ببيوت الصفيح، وأخبرني بشكل كامل
عن هذه البيوت ، ومساهمة الدولة في القضاء عليها..
للاسف لضيق الوقت لم أستطع تصوير ميادين المدينة..
آه، هل
تعرفون هذا الخط.. تأملوه جيدا، لأنه كان فارقة في تاريخ بلادنا.. إنه خط
التابلاين الذين كنا ندرسه في الجغرافيا أو التاريخ..
عرعر مدينة
بنيت من أجل هذا الخط، وسأترككم مع الباحث ماجد المطلق يحدثكم عن هذا الخط:
في منتصف الخمسينات الميلادية في القرن الماضي تم توقيع عقد بين الحكومة السعودية وتجمع شركات أمريكية لإنشاء شركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية بأمر من الملك عبد العزيز وفى يوم الجمعة 22-8-1366 الموافق 11-7-1947 ؛وقع الشيخ عبدالله السليمان (وزير المالية) اتفاقية امتياز شركة الأنابيب؛إذ بدأ إنشاء الانبوب عام 1948 م بطول 1600 كم .
وقد تم إنشائه بشراكة مابين شركة اسو Esso، شيفرون Chevron ،تكساكو Texaco ، وموبيل Mobil. وقد استعمل لإنشاء هذا الانبوب 350000 طن من الانابيب و 3000 قطة من الآليات ومعدات البناء وقد عمل على إنشاءه 16000 عامل بتكلفة قدرها 150 مليون دولار. تم الانتهاء من إنشاءه في عام 1950 م ،وبعد شهرين من ذلك بدء ضخ النفط إلى ميناء صيدا.
وقد تم اختيار اسم مختصر لتجمع الشركات هو التابلاين
Transarabianpipeline
تم اختصارها إلى
TAPLINE
من ضمن شروط العقد هو انشاء موارد للمياه وبناء المدارس والمستشفيات في عدة محطات مثل عرعر ورفحاء وطريف .
حيث كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله يسعى بكل جهده لتوطين البدو حتى ينال أبناؤهم قسطا من العلم وتوفير العلاج والرعاية الصحية الأولية لهم
وكان للتابلاين دور كبير في حضارة الحدود الشمالية
إذ كانت المنطقة مسرحا للقتال بين القبائل فتحولت بحمد الله ثم حكمة القائد المؤسس وطيبة أهلها التي تجاوبت مع دعوة القائد المؤسس الى واحات أمنة
وهكذا تحول أبناء المنطقة من بدوٍ رحّل إلى سكان مدينة يتعلم أبناؤهم في المدارس ويتلقون العلاج الصحي المميز في مستشفيات التابلاين
لقد بُنيت مدن الحدود الشمالية ومنها مدينة عرعر بعد إنشاء خط التابلاين ومحطة عرعر اسمها (بدنه)
التابلاين جلب حضارة للمنطقة غير موجودة في أغلب مدن المملكة الكبرى
كان فيها مستشفى مميز بكوادره ونظافتته ؛يتعامل مباشرة مع مستشفى الجامعة الامريكية ببيروت
وفي طفولتي قمت بزيارة للتابلاين وشاهدت هناك ماكان غريبا علينا نحن ابناء المنطقة
فقد كان في الداخل داراً للسينما وكافتريا تقدم الوجبات اللذيذة التي لم نكن نعرفها
وكان فيها( الكانتين ) وهو اشبه مايكون بسوق مركزي تجد فيه البضائع مرتبة بشكل متناسق غير معهود عندنا في الثمانينات والتسعينات الهجرية وتوجد فيها العديد من وسائل الترفيه البريء ، مثل ملاعب التنس والتنس الارضي والبلياردو والجولف وملاعب لكرة القدم ومسبح
هذا العامل قبل خمسين عاما يدير الضخ للبترول، ويأتي عبدالعزيز قاسم يدير ذات المفتاح ولكن يضخ الهواء بعده..
هنا محطة التفتيش وللاسف مهملة جدا، ومن المفترض على أرامكو أو مجلس الأثار والسياحة المحافظة عليها، لأنها تاريخ فعلا، وأترككم مع أخي ماجد في مقالته عن التابلاين:
كان عمّال التابلاين يتميزون بالانضباط واحترام الوقت وحسن الهندام سواء كان بملابس العمل أو خارج أوقات العمل .
ويحمل الأهالي الكثير من الذكريات الطيبة للتابلاين
ولذلك حزن الناس حزنا شديدا وكبيرا عندما أُزيلت كل آثار التابلاين ولم يتبق إلا الأنبوب الذي كان ينقل النفط من رأس تنورة بالمنطقة الشرقية إلى صيدا بلبنان
حزن الناس لأن كل شيء في المنطقة يذكرهم بها
ولادة ابنائهم ؛وعلاجهم ؛وتلقي دراستهم ،وكانت مصدر رزقهم إذ وفرت لهم الكثير من فرص العمل سواء كانت بشكل مباشر او غير مباشر
وكان الطريق الدولي للمسافرين عبر المملكة من الغرب الى اواسط الملكة والخليج يمر بجوار التابلاين إذ انها المعلم الابرز في المنطقة
طالب اهالي المنطقة دارة الملك عبدالعزيز عند زيارة ممثليها للمنطقة بالاحتفاظ بالتابلاين باعتبارها دليل حضارة المنطقة
الا انه وبكل أسف لم يتم التجاوب مع نداءات الأهالي
وقد أحسن مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الادبي صنعا عندما اختار التصميم الذي أبدعه الأستاذ محمد بن مرشد العطيفي حيث وضع رمز للتابلاين في شعار النادي
وكل مانتمناه أن يبقى أجزاء من ( البيب ) ذلك الأنبوب الناقل للنفط على الأقل حوالي المدن التي أُنشئت متزامنة مع خط التابلاين
أو على الأقل يكون في دورات (الميادين) مدن المنطقة وقراها؛ وتسمية بعض الميادين باسمه
إنها بقايا أمنية
فهل تتحقق؟
ماجد المطلق
رئيس مجلس نادي الحدود الشمالية الأدبي
بعد هذا العمر كله، كما هي، أقسم بالله شيء متقن تماما، وأقول لماذا لا نفيد من هذه الأنابيب لا يصال المياه مثلا لهذه المدن..
أقسم بالله شيء عظيم جدا، ونحن نتحدث عن منتصف الخمسينيات يعني قرابة الستين عاما.. شغل متقن جدا، وبقيت الأساسات كما هي وصمدت أمام عوامل المناخ والطبيعة القاسية في تلك المنطقة.. والله يا اخوان شيء خرافي، وشغل ثقيل فعلا.. كانوا مخلصين أولئك الأمريكان الأوائل..ما هم الغشاشين اللي الان ..
صورتان والفرق بينهما قرابة ستين عاما.. محطة عرعرـ للأسف أيضا هذا الكامب مهمل، وتحول لمستشفى، أين أرامكوا عن تاريخها وعن آثارها.. ليت الاخوة يوصلوا صوتي لهم بضرورة المحافظة على هذه الاثار، فهي من أيام التأسيس وأمة لا تحافظ على تراثها وماضيها لا مستقبل لها..
من الطرائف في هذا المكان بالضبط وعند هذا الكامب، أنه في العام 83 م ، كانت كتيبة
من المجاهدين تحرس هذه المنطقة، وفجأة على غير المعتاد هبطت ثلاثة مروحيات مدججة
بالمدافع، وهب المجاهدون البدو الى رشاشاتهم القديمة، وانفلتوا للمروحيات التي نزل
منها جنود صاعقة ببدلاتهم المخيفة ورشاشاتهم الحديثة، وعرف جماعتنا أنهم ليسوا
أمام جنود عاديين، فأخفوا أسلحتهم وغيروا لهجته الى لهجة ودية تماما، ورحبوا بهم، وقالوا: خير.. قال أصحاب المروحيات:
معنا أبو عدي، ونبغى المطار، طبعا كان صدام حسين ونزل بقامته الفارهة، والمهيب جاي لمؤتمر القمة الاسلامي، وما
قدر يطير بطائرته من بغداد بسبب الحرب مع ايران، فقال لهم المجاهدون:أمشوا مع طريق
الاسفلت ، وخلوكم معه وفي نهايته المطار..
وفعلا استقل صدام حسين الطائرة العراقية من مطار
عرعر لجدة..يتداول أهالي عرعر هذه الحكاية الطريفة
بيوت الصفيح، بداية لا بد من تسجيل شكر للأمير الوليد بن
طلال.. يا جماعة الخير، لا يجرمنك شنآن قوم على ألا تعدلوا، والله الرجل أرسل لهؤلاء
لجنة وتكفل ببناء مساكن ووحدات خاصة لهم، وفعلا قام بذلك، والدولة كذلك أرسلت لجنة
وسجلت حوالى ألفي عائلة..
الاشكال أن البعض باع تلك الوحدات وعاد ليسكن في هذه
الصفائح لأنه اعتاد على ذلك وقد ورث ذلك عن أبيه عن جده..
أجريت عليهم دراسة ومسح، فوجدوا قرابة النصف وأكثر
موظفون ولهم رواتب جيدة، غير أنهم مستمرؤون السكن هكذا.. والله أعلم
أنقل لكم ما رأيت وما سمعت ، وليت أحد المحايدين من شباب
عرعر يوضح لنا أين الحقيقة من هذا الكلام..
هنا أبو صابر يحيينا... اختلست الصورة سريعا، كي لا يهب
عليّ أحد ويخطف رشاشه وأروح فيها وأصير شهيد عرعر..
أبى
صديقي ثامر قمقوم العنزي إلا أن يضيفني على وجبة
افطار قبل ذهابي للمطار، ومرّ بي وأخذني لبيت كريمته هناك، حيث يلتقي أفراد
العائلة على افطار، واذا بخبز التنور من عمل البيت، والسمن البري الحقيقي ،
وأكلات
شعبية أخرى يجمعها الدهن، وقلت :يا شيخ اتق الله، تبغى تسدد مسامات وشرايين
القلب
الله يهديك، فقال بلهجته البدوية: سمّ بالله وكل وما يصير شيء ان شاء الله،
وأكلت، وأكلت وأكلت..ومضيت للمطار، وأقسم بالله ، تجيني المضيفة بالأكل
والعصير، ولا اقدر أتناول شيء، حاجة زي صبة الاسمنت في معدتي، وما وضعت
لقمة في
فمي من 10 الصباح حتى الساعة ال11 ليلا،شبعان تماما..
خذوا هذه الطرفة على ذكر قبيلة عنزة، وزميلتنا ميساء العنزي.. سألت مضيفي ماجدالمطلق عن سكان
عرعر، فقال:80% منهم من عنيزة، و الباقين شمر وغيرها، قلت ببراءة: يعني اذا ورطت ونسيت اسم
أحد، اقول العنزي، وتمشي عليهم.. ضحك وقال :صحيح..
وفي الأمسية، قام شاب لسن وتكلم وتكلم، ونسيت
أكتب اسمه لأني سأرد عليه، فعندما جاء دوري وأعطيت الميكرفون، ورطت لأني ما
سجلت اسمه، فلجأت لحيلتي متباهيا، وقلت: أما ما قاله الشاب العنزي
فهو.. ، فهب عليّ وقال: ماني عنزي، أنا شمري!! ورطت وأسقط في يدي، فاعتذرت
وقلت : ما في زي الصدق، ترى الحكاية كيت وكيت وهذا أستاذكم ماجد المطلق
واسألوه..فانفجروا يضحكون..
شكرا عرعر، شكرا نادي الحدود الشمالية الأدبي، شكرا شباب
المقهى الثقافي بالنادي.. والله قضيت أمسية ماتعة ورائعة، وكم أنا فخور بوجودي
بينكم..
عبدالعزيز قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..