الجمعة، 4 مايو 2012

رياضة البنات.. الحل السحري!

 في وقت يعاني التعليم العام من مشكلات جمّة تنخر في مقوماته الأساسية من بيئة، وإدارة، ومنهج، ومعلم، وحتى طالب، تخرج علينا وزارة التربية بمشروع رياضة البنات، هذا المشروع “الكمالي” الذي لا جدوى منه في هذا الوقت تحديداً سوى إثارة الجدل والصخب، بين المعارضين والمؤيدين.
ربما يكون المشروع جيداً، لكن توقيته غير جيد وغير مناسب البتة، لأنه قفز غير مبرر على الأولويات، وهو ما سيستفز المعارضين، ويقدم لهم الذرائع لمناهضته! وأجزم أنهم لن يكونوا بهذه الكثرة، لو أن الوزارة عالجت أهم مشكلاتها قبل تبني المشروع!

الوزارة لم تفلح في الحد من ظاهرة غياب المعلمين والمعلمات، ولا في فرض النظام والانضباط داخل كثير من المدارس، ولا في الارتقاء بمستوى المناهج، ما أنتج مخرجات رديئة! ومع هذا تريد من المجتمع مؤازرتها في “مشروعها الحلم”، وكأنه الحل السحري لكل مشكلاتها!
الرياضة المدرسية عموماً ليست ذات جدوى لمن لا يمارس الرياضة إلا في المدرسة، فما المردود الذي نتوقعه من حصة واحدة في الأسبوع، ينشط فيها الطالبـ/ـة لـ45 دقيقة، ويبقى خاملاً حتى نفس الموعد من الأسبوع التالي؟! يمكن توظيف الرياضة المدرسية كوسيلة تُضمّن قيماً تربوية من خلال المناشط التنافسية..نعم، سوى ذلك لا أرى لها أي أثر، خصوصاً بكمها ونوعها الحالي!

أخشى أن وزارة التربية، “افتعلت” هذا المشروع للقفز على مشكلاتها وهمومها؛ وإشغال “النكّائين” وإبعاد أنظارهم وألسنتهم وأيديهم عن الجراح المفتوحة!
 

ناصر المرشدي
الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2012/05/04/258148 -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..