السبت، 26 مايو 2012

يا رئيس الهيئة , إن شأن الله عظيم !!

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
بعد حادثة حصة آل الشيخ خرج لنا رئيس الهيئة يقول " إنه سيتم التأكد والتحري مما نُسب
إليها من عبارات قادحة في "العقيدة - ويقول ايضا :ً سنتخذ موقفاً شرعياً عاجلاً تجاه الكلام المنسوب لـ"حصة آل الشيخ"
لنفترض أن الكلام فعلاً , لم يكن صادراً من حصة آل الشيخ , مجرد افتراض فقط لا أكثر , لماذا تأخر هذا الموقف الذي وصفه رئيس الهيئة بالعاجل ؟ , نريد أن تطمئن قلوبنا وليقل لنا أنه بعد البحث وجدنا أن الكلام غير منسوب لحصة آل الشيخ , أما أن يصمت ويترك الأمر يمر مرور الكرام فهذا أمر لا ينبغي لا سيما أن الحادثة هنا متعلقة بالله عز وجل , وجناب الله عز وجل عظيم جداً فإن لم نتخذ موقفاً حازماً في هذه القضية فأخشى عقوبة الله عز وجل فبعد أن تم السكوت عن قضية تركي الحمد ولم تتم محاكمته رأينا نتائج صمتنا عنه فخرج من بيننا من يتكلمون بكل وقاحة عن الله عز وجل وعن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل وعن الدين ويجمعون هذه القذارة والوقاحة في سلة يسمونها حرية الرأي , وعندما نجادلهم في حرية الرأي , يتكلمون عن حرية الرأي في الإسلام , بعد أن تجاوزوا الخطوط الحمراء لحرية الرأي في الإسلام إلى من بعثه الله به إلى من أنزله من السماء سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً , ولو أنه تمت محاكمة تركي الحمد وتم تطبيق حكم الكتاب والسنة عليه لما رأيناهم يتطاولون على الله عز وجل ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم ودين الإسلام فكما يقول المثل ( عاقب الكبير يخضع لك الصغير ) .

يا أيها الناس إن شأن الله عظيم جداً , ومن شأنه أنه يجب أن يقف المسلم أمامه خمس مرات وقوفاً يليق بقدره وعظمته وقوفاً لا عبث فيه وقوفاً نزل من السماء بأركانه وشروطه وواجباته , ومن شأنه ألا يُسأل عما يفعل ونحن نُسأل , ومن شأنه أنه ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) ومن شأنه أن المسلم يهرب منه إليه  يهرب من عقابه إلى رحمته التي وسعت كل شيء , ومن شأنه وهو الأهم أن يُعبد وحده لا شريك له مع أنه غني عن جميع المخلوقات , وهم مفتقرون ومحتاجون إليه ومن شأنه أنه تكفل بأرزاق جميع العباد ولا يستطيع كائن أن يمنع رزق أي كائن آخر إلا أن يشاء هو , له الأمر كله , وإليه يرجع الأمر كله , عالم الغيب والشهادة فتعالى سبحانه عما يصفون علواً كبيراً .

شأن عظيم جداً لا يمكن أن يوصف باللسان ولا بالبنان ولو اجتمع الخلق كله , أولهم وآخرهم .

لنتأمل هذا الحديث وهو حديث واحد من أحاديث كثيرة جداً يقشعر لها البدن , وترتعد من أجله الفرائص , وينهمر الدمع خوفاً منه سبحانه وتعالى  (قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُوحِيَ بِالأَمْرِ، تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتِ مِنْهُ رَجْفَةٌ، أَوْ قَالَ: رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ، خَوْفًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا للهِ سُجَّدًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ، فَيُكَلِّمُهُ اللهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ، ثُمَّ يَمُرُّ جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ سَأَلَهُ مَلاَئِكَتُهَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟
فَيَقُولُ: قَالَ الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَجِبْرِيلُ،فَيَنْتَهِي جِبْرِيل ُبِالْوَحْيِ إِلَى حَيْثُ أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ)
هذا هو حال أهل السماء  , فأتامل حالي أنا , ثم أطلب منك أن تتأمل حالك , ثم تأمل حالنا فستعرف  كيف أننا قصرنا في حقه سبحانه وتعالى , ولهذا على الإنسان أن يكثر من الإستغفار بعد عمل الطاعة لأنه مهما فعل من الطاعات والحسنات والقربات فلن يستطيع أن يقابل بها نعم الله عز وجل عليه مهما فعل , ولا يظن أنه سيدخل بسببها الجنة , إنما يعمل هذه الأعمال لكي ينال رحمة الله عز وجل فيدخل الجنة برحمته , ولهذا عليه أن يختم أي عمل صالح له بإستغفار  كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر ثلاثاً بعد انتهاءه من الصلاة

ولهذا قال الله تعالى : ( فأعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك )

قال الشيخ خالد المصلح حفظه الله : أشرف العلوم العلم بأنه لا اله الا الله وأشرف الأعمال هو  لزوم الإستغفار .  ( ذكرها في تغريدة له على موقع تويتر )

فلو جمعت كلام الأولين ثم كتبت ثم أمضيت عمري كله لأكتب عن الله عز وجل فأتى بعدي من أكمل مهمتي إلى يوم القيامة ما أعطيناه حقه , فكيف يتجرأ من تجرأ عليه سبحانه وتعالى بتشبييه بأحد مخلوقاته الضعيفة التي لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً , لنقل أن حصة آل الشيخ لم تقل هذا الكلام , لكن لا نريد صمتاً مطبقاً وتجاهل للأمر فما أسرع تصريح رئيس الهيئة عن فتاة المناكير أما في شأن الله عز وجل فقد تأخر كثيرا جداً مع أن الأمر قد هز دستور البلاد الكتاب والسنة وهو بالنسبة للدستور قد وصل للمرحلة الحرجة جداً التي لا تقبل الصمت أو المماطلةً فأقول يا رئيس الهيئة نريد أن نعرف عن اجراءت القضية , وإلى إين وصلت , فإن قال قائل : لا شأن لكم بهذا قد وصلت إلى المحكمة وانتهى أمركم  , قلنا : هذا شأن الله عز وجل مالك الملوك وملك كل شيء وهو شأن يهم كل مسلم موحد , وما كانت مطالبتي بمحاكمة حصة آل الشيخ إلا لكي يتم محاكمتها لكي نعلم هل هي قالت هذا الكلام أم لا , فإن كانت قد قالته فإننا نطالب أن يطبق عليها حكم الكتاب والسنة كما تم تطبيقه على حمزة كشغري من قبل , والتقنية الحديثة تستطيع من خلالها أن تعرف هل هي من قالت هذا الكلام أم لا حتى لو كذبت وحذفت معرفها في تويتر فإن التقنية الحديثة تستطيع أن تثبت لنا هل هي صادقة أم كاذبة بالأساليب التي يتم اتباعها من خلال اجهزة الدولة التي تستطيع بإذن الله التأكيد على حقيقة قولها .

ختاماً أقول كلام حصة آل الشيخ أعظم بكثير من قضية حمزة كشغري , فلا ينبغي أن يمر هذا الأمر مرور الكرام  , لأننا نخشى غضب الله وعذابه .

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

سامي بن خالد المبرك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..