أما
الوجه الآخر من تلك الحوادث فإنه يكشف جانباً آخر من التهاون والتراخي في الأجهزة
الخدمية والرقابية مثل: البلديات والصحة وهيئات المدن والدفاع المدني والشرطة..
الأماكن المهجورة هي مشاريع متعثرة منذ سنوات قد تكون: مستشفيات ومدارس ومشاريع
فنادق وعمائر سكنية ومشاريع إسكان ومباني وزارات قديمة وكليات تم إخلاؤها تعثرت
وتوقف عمرانها، إما لإفلاس وعجز المقاول أو لخلاف ما بين المؤسسة وصاحب المشروع أو
خلاف ورثة أو خسائر طارئة توقف عملها وأصبحت ملاجئ للمتسلّلين والمقيمين غير
النظاميين ومروّجي المخدرات والمفسدين واللصوص أي صارت أوكاراً للجريمة دون أن
تتدخل البلدية والشرطة وأجهزة مكافحة الجريمة والفساد الإداري بغرض الإزالة أو
الحراسة أو التصفية وبقيت هذه المشاريع مشاهدة في الأحياء السكنية ليس في مدينة
واحدة، بل في معظم مدن المملكة دون أي حل.
هذه
صورة من صور المشاريع المتعثرة المسكوت عنها رغم علم الجهات المسؤولة عن وضعها
بقيت لسنوات مهجورة ثم تحولت إلى أوكار للفساد والإجرام.
هؤلاء
الشباب الذين جمعتهم تطبيقات الأجهزة الذكية لفتوا أنظارنا بغير قصد للمشاريع
المتعثرة والبيوت المهجورة؛ فقد تكون روح المغامرة، والمبادرات الشبابية وربما
بدوافع شخصية لاكتشاف مثل هذه البيوت ومشروعات الأشباح من أجل كسر الحاجز وطرد
الأرواح الشريرة والجن والحكايات التي نسجت عن تلك المباني والتي كانوا يسمعون
عنها في طفولتهم من أهاليهم حين كانوا أطفالاً وأرادوا بروح المغامرة كسر الحاجز
والكشف عنها؛ وهذا ليس تبريراً لفعلتهم ولكنهم سئموا وضجروا من تلك المباني التي
يسكنها الخوف والرعب والأساطير والتي قيل عنها إنها بيوت للجن والشياطين.
غياب
دور البلدية والأجهزة الرقابية والشرط عن معالجة المشاريع المهجور دفع بالشباب إلى
هذه المغامرة المشينة وغير النظامية لاقتحام الإمكان وأخذ زمام المبادرة في
التفتيش والتحقق الشخصي. وهذا الذي لا نريده؛ لأنها مسؤولية البلديات والشرط
والدفاع المدني.
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..