الأحد، 27 مايو 2012

درّةُ عمر ( رضي الله عنه )

مازال الكلم في أمتي يزداد !!
 وقبل أن تندمل تلك الجراح تصاب بجراح ،جراحٌ تصيب المقاتل، فتهلك نفوساً.. وتفقد أخرى أعراضاً ..وتظلم آخرين.. وتفسد في الأرض ؛بل وتتعالى في إفسادها
فيتجرأ عباد على رب العباد, وليس ذلك ينقص من ملك الله شيء .
إلحاد وفسوق وفجور وسب للصحابة رضي الله عنهم أجمعين وإيذاء متعبد للصالحين ...تكالبت الأعداء على أمتي
،وتزايدت فيها الجراح ...
 وجراحها لكي تندمل لابد لها من درّةٍ كدرّة عمر رضي الله عنه ،ولكن!
 من مثلك في قومي يا عمر ؟!
بني قومي منهم من أصابته الترهات ، وتملّكته الشبهات ، فتقول ما لا يليق برب البريات!
إن علم أن هناك من سيوقظه منها بدرة تعيد إليه صوابه,  فسيستيقظ قائلا: "أصبحنا وأصبح الملك لله" ..
لا أن تجد من يقول: "لا توجب حداً .. فادرؤوا الحدود" أو "مختلف فيه" .. أو "ننظر في الأمر"
 ثم لا نظر ولا حسم.. ويتفاقم الأمر؛ أفلا تعزيٌر أو حتى ضربةُ بدرّة !
نعم.. حين يدرك أولئك الذين ألحدوا من قومي أن في قومي من يحمل درّة عمر, وسلطةٌ تخولّه أن يقف وقفة عمر فهل سيقول أولئك ما قالوا على الله ؟!
 فهم قالوها صريحة : إنهم لا يخافون الله بل ويطالبونه بإنزال العقوبة ..لكن من  لا يخاف الله هو أخوف العباد من العباد, لو أدركوا في قومي من يحمل درّة عمر،
 لكنهم أيقنوا أن لا حد ولا تعزير ولا درّة عمر...!
بني قومي ..
حين يتجرأ الرافضة  على الصحابة - رضي الله عنهم - ويتعبدون بإيذاء الصالحين منا ، بل ويتفنّون فما ذاك إلا  لأنهم  أدركوا أن لا درّة عمر...!
بني قومي..
 حين تتجاوز بعض النساء كل حدود الأدب مع الخالق والدين وكرامة هذه البلاد، فتذهب إلى الخارج لتصورها بأبشع الصور وتتحدث عنها أسوأ الحديث فهي
تعلم أنها لن تجد أمامها درة عمر.
بني قومي..
 حين تنزع بعض النساء الحجاب والاحتشام, وإن بقي شيء من الحجاب هو لا يصوّر إلا استهتارا في الحقيقة بهذه العبادة وليس امتثالا..!
 بل هي خطوات سريعة نحو نزعه ، وتتجمل بكل صور الزينة وتظهرها بكل حركة ولفتة ونظرة وبسمة وضحكة ..ثم تقول بكل سوء لأهل الحسبة ليس لكم
شأن لأنها لم تر درّة عمر... !  
بني قومي..
 حين لا يخوّل للفقهاء والقضاة وأهل الحسبة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إطلاق كلمة الحق ،فليس لهم كلمة فما بالكم  بدرّة...!
 فمن أين ستكون لهم هيبة في حين تطاول عليهم النساء وأشباه الرجال ؟ !
وكيف سيرتدع الفسقة والفجرة ..الذين باتت لهم الكلمة؟!
بني قومي..
 إن لم نُفقْ ونستيقظْ ونرفع أصواتنا بالحق بحكمةٍ وبصيرة ، ونُعين الأخيار منا ونكون كالجسد الواحد ؛لا أن نخرس الحق ونعين الأشرار ونغض الطرف عن صوت الباطل ، وكأننا لم نسمع ، بل ونبدي لهم الأعذار الواهية ،
 أقل الأحوال في ردعها إن لم يكن تعزير فدرّة...!
وأخيرا بني قومي..
 تطاول الأعداء ورفعوا أصواتهم بالباطل ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون بنا أو بغيرنا.

وإن كنا نريد أن نكون من يرفع راية الحق فنحن بحاجة إلى حكمة ووقفة ودرّة كدرّة عمر..!

 ولكن من مثلك يا عمر!؟ (رضي الله عنك )   


 د.ابتسام الجابري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..