قول من قال
موازنًا بين مغنين:
"سبحان
من أبدع صوت [فلان] بين البقية؛ ما تدري لما تباشر به أذنك:
هل
أنت تسمع الله
أم
الله يطربك
أم
أنه الله يحير عجزك بنغم أوتار أو وتر نغم"؟!!
إن حُمِل على
ظاهره كان
كفرًا وضلالاً.
ولكن
يظهر بالتأمل: أن المقصود إضافة الصوت المذكور إلى الله إضافة اصطفاء؛ وهذا لا
يجوز حتى على رأي من يجيز هذا الغناء؛ لأن هذه الإضافة تقتضي أن يكون الصوت
المذكور مما يحبه الله ويرضاه، ولا دليل على ذلك في شرع الله، ولا يقول بمثل ذلك
إلا ضلال الصوفية الذين يستحسنون ويشرعون في دين الله، ويعدلون بما شرعه من الدين دينًا
آخر؛ بالذوق والوجدان.
قال شيخ
الإسلام ابن تيمية في كتاب الاستقامة (1/344): (من...عدل بكتابه [يعني كتاب الله]وتلاوته
واستماعه كلامًا آخر أو قراءته أو سماعه، أو عدل بما شرعه من الدين دينًا آخر؛ شرعه
له شركاؤه؛ فهذا كله من فعل المشركين، وإن دخل في بعضه من المؤمنين قوم متأولون؛
فالناس كما قال الله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) [سورة يوسف:
106].
فالشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، وهذا مقام
ينبغي للمؤمنين التدبر فيه، فإنه ما بدل دين الله في الأمم المتقدمة، وفي هذه الأمة
إلا بمثل هذا القياس، ولهذا قيل: ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.
وأصل الشرك أن تعدل بالله تعالى مخلوقاته في بعض
ما يستحقه وحده، فإنه لم يعدل أحد بالله شيئًا من المخلوقات في جميع الأمور، فمن عبد
غيره، أو توكل عليه؛ فهو مشرك به؛ كمن عمد إلى كلام الله الذي أنزله، وأمر باستماعه؛
فعدل به سماع بعض الاشعار [وأكثرها إنما وضعت لمحبة لا يحبها الله ورسوله]).
ودرء
الحدود بالشبهات، والتثبت، والاستفسار عن المعاني التي تختلف الأحكام باختلافها، والاحتياط
في الحكم، وقبول الإنكار والرجوع، وتلقين المتكلم بالمعاني التي يحتمل أنه قصدها،
ولم يحسن التعبير عنها؛ مشروع، ولا ينافي الغضب لانتهاك حرمة الله تعالى.
والله أعلم.
فؤاد
أبو الغيث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..