الأحد، 13 مايو 2012

الكعابة (من الألعاب القديمة)

( التسعابة ) ... لعبة عيد الأضحى .
لعبة ( الكعابة ) أو ( التسعابة ) هي اللعبة التنافسية الشعبية التي تستحوذ على مساحات اهتمامات شباب جيل الثمانيات الهجرية وما قبلها بعيد عيد الأضحى مباشرة ، ثم تختفي لتعود في نفس التوقيت من العام القادم .






والسر في ارتباطها بعيد الأضحى أنَّ مكوناتها تؤخذ من مفاصل الأضحية من الغنم أو الضأن ، وتحديدا من مفصل الركبة ، فبعد طبخ ( الكراعين ) يتسابق الشباب على نزع مفاصل الركب ، ويسمونها ( تسعابة ) ، ثم ينظفونها جيدا ، ويختار كلٌّ منهم أكبر ما تحصل عليه ، فيصبون في تجويفه الرصاص أو الأسفلت ؛ لزيادة ثقله ، وقد يستعملون مسامير ذهبية صغيرة تسمى ( القمورة ) تكون موجودة في ( المراكي ) أو الأرفف الخشبية ذات اللون الأحمر ، بحيث يثبتون هذه القمورة في ( الكعب ) ؛ ليكون ( صولا ) مهمته في اللعبة إخراج ( الكعابة ) .
وتبدأ اللعبة باتفاق المتنافسين على بدء اللعبة ، ويتراوح عددهم من 2 إلى 4 أو 5 تقريبا ، فيخطون خطة على الأرض الترابية ، وغالبا تكون مستطيلة الشكل ، وأبعادها 30 × 20 سم ، وفي وسطها خط مستقيم ، فيصف المشاركون ( كعابتهم ) ، وقد تكون الخطة دائرية ، ويشترط أن يكون المتنافسون متساوين في عدد الكعابة كأن يكون لكل لاعب اثنان من الكعابة ، ثم يقف اللاعبون على مسافة 3 أو 4 أمتار تقريبا ، ويبدأ اللعبة من نطق بكلمة ( أوووووووول ) قبل الآخرين ، ويليه من يقول ( ثاااااااااني ) أو ( عقبه ) أو نحوا من ذلك ، وفي بعض البلدات يحجز الدور من يصرخ قبل الآخرين قائلا ( بوووو ) والثاني يقول : ( عقبه ) أو ( عقيبه ) ، فيرمي الأول ( صوله ) باتجاه الخطة محاولا إخراج بعض الكعابة منها ، فإن أفلح فله ما أخرج ، أو على الأقل يكون ( الصول ) قريبا من الخطة تهيئة ً للجولات القادمة ، فيستمر اللاعب في اللعب حتى يخطئ ، ثم يأتي الذي بعده ... وهكذا ، فكلُّ ما يخرجه اللاعب من ( الكعابة ) تصبح ملكا له ...

من مصطلحات لعبة ( الكعابة ) :

الصَّوْل : وقد بيناه فيما سبق .
وَانْ : وهو أن يقف الصول على جانبه .
زُعـْبُطْ : وهو أن يقف الصول على أحد رأسيه ، ولهذه الحالة مزية خاصة ، بحيث يستطيع أن يحصل على أحد الكعابة ، ويواصل اللعب ، ويبدو أنه يصبح من حقه أن يضرب من قرب .
الـْكـَرْزْ : ويبدو أنه حق لمن وقف صوله على هيئة ( الوان ) أو ( الزعبط ) ، فيقال له : اكرز ... وهي إمساكه بالصول بثلاثة أصابع : الإبهام ، والسبابة ، والوسطى ... فيحركه بطريقة لولبية ليضرب الكعاب المختار عن قرب ، فإن أخرجه فهو له ...
الشـَّوْرْ : ومشتقاته : شورك ... مشاورك ... مشاورينك ، وهي ككلمة الأمان من كبار السن الأقوياء المتربصين ، فإذا ما رأى اللاعبون أحد هؤلاء يصرخ أحدهم أو جميعهم : شورك يا فلان ... شورك على الطاقية ... شورك بكل ما حملت ... ؛ وإن نسي أحدهم فيستولي القوي على كعابة الضعيف ، وإن لم يقل على الطاقية أو بالطاقية فيحق لهذا المتسلط أن يحمل الكعابة بطاقيته فيتملكها ... وبعدها لن تسمع سوى التوسلات والأمنيات ... ثم تتبعها الحسرات عندما يولي هذا الظالم حاملا غنيمته من الصغار ، ويأبى الصغار الاستسلام فيتربصون بهذا المعتدي ، فـ ( يصنه ) أحدهم بحجر فيشج رأسه أو جبهته ؛ لتكون رادعا له في المستقبل ، وهناك نوعيات لا تجرؤ حتى على أن تقول لها ( شورك ) ؛ لأنك واثق أن كعابك ستذهب لا محالة ؛ ولذا فالأفضل حملها والهروب من طريقه .
ومن الإضافات التي أعتقد أنها طرأت على هذه اللعبة إدخال العملات الحديدية في اللعبة ، فيضع كل لاعب قطعة حديدية من فئة ( القرشين ) أو ( الأربعة قروش ) ، ومن يتمكن من إخراجها فهي ملك له ، وغالبا لا يمكن إخراجها إلا عن طريق الكرز .
واختفت اللعبة - تقريبا – مطلع التسعينات الهجرية .

 

وكل عام وأنتم بخير

هناك تعليق واحد:

  1. هلا ابوأحمد والله وبين الكبر كيف حالك شكلك ماعرفتني

    ردحذف

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..