الخميس، 21 يونيو 2012

20 ألف سعودي يتحدثون "المهرية" + ملحق حول الموضوع

لغة عمرها 4 آلاف قبل الميلاد.. وجامعة فرنسية توفد باحثين لفك رموزها

الرياض: فيصل الحيدري
2012-06-20 11:23 PM

على الرغم من اعتقاد غالبية السعوديين بأن اللغة العربية "المتداولة اليوم" هي الوحيدة السائدة في بلادهم، إلا أن هناك نحو 20 ألفا من بني جلدتهم يتحدثون لغة أخرى تعرف بـ"المهرية"، يتركز ناطقوها في الربع

الخالي والمناطق الجنوبية وبعض ربوع المنطقة الشرقية في المملكة. وتنسب هذه اللغة لإحدى اللغات العربية الجنوبية القديمة قبل 4000 سنة قبل الميلاد، بحسب رأي خبراء وباحثين لغويين.

يقول الخبراء إن "اللغة المهرية" تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية إلى جانب اللغات الثمودية، واللحيانية، والقتبانية، والسبئية، وإن الأغلبية من السعوديين يعتقدون أن العربية هي اللغة الوحيدة التي تتداول على ألسنة أبناء المملكة، لكن يوجد في أطراف الجنوب بمحاذاة صحراء الربع الخالي والمنطقة الشرقية للمملكة من يتحدثون بغير العربية المتداولة بين العرب اليوم، بل بلغة تعتبر أقدم منها تاريخا.

حاولت "الوطن" إلقاء الضوء على هذه اللغة والتعرف على تفاصيلها والتقت بعدد من متقنيها الناطقين بها، وأوضح أبو فهد، وهو أحد سكان المنطقة الشرقية وتحديدا "حي السوق" بالدمام الذي يقطن به عدد من المهريين أن اللغة المهرية ضائعة ولا تلقى اهتماما، إذ تعتبر لغة قديمة تصل إلى آلاف السنين قبل الميلاد، مبينا أنه توارث هذه اللغة من آبائه وأجداده، وتعتبر لغة عربية بمنظور وأسلوب آخر، لأنها تشتمل على جميع الحروف العربية الأبجدية، بالإضافة إلى ثلاثة حروف أخرى لا توجد في العربية، وأن هناك كثيرين من المهرة توقفوا عن إكمال الدراسة والتعليم ولجؤوا إلى التجارة. وأضاف أن هناك رجال أعمال معروفين بالسعودية وهم مهرة، وتابع "نحن المهرة نتحدث فيما بيننا بلغتنا سواء في العزائم أو الاحتفالات أو من خلال الأغاني والأشعار، وهناك تراث وثقافة مهرية كأي تراث له عادات وتقاليد"، مبينا أنهم سعوديون يتحدثون باللغة العربية المعتادة في حال خروجهم من منطقتهم، ولا يجدون أي عوائق في التعامل مع الآخرين أو الذين لا يعرفون اللغة المهرية. ودعا أبو فهد أصحاب الاختصاص للاهتمام بهذه اللغة وتعليمها، لأنها قد تفيد حال الاحتياج لها، متمنيا إقامة معاهد لتدريس هذه اللغة، حيث إنها لغة قديمة من تراث عريق وثقافة تفيد الأجيال فيما يأتي من الأيام.

من جانبه أوضح الباحث أحمد التميمي في أحد بحوثه أن اللغة المهرية لها حضور بارز في الشارع السعودي، وأن هنالك نحو "20" ألفا من أبناء المملكة العربية السعودية يتحدثون "اللغة المهرية"، ينحدر أغلبهم من قبيلة المهرة المنتشرة في المملكة، ولاسيما في جزئها الجنوبي من صحراء الربع الخالي، حيث يسكن أغلبهم في محافظتي شرورة والخرخير. وبين أن علاقة اللغة المهرية باللغة الحميرية "لغة مملكة حمير القديمة في اليمن" كعلاقة الأم بابنتها، وهذا ما تم اكتشافه خلال إجراء بحث سابق ورصد النقوش الحميرية في المناطق التي تتحدث المهرية. وتابع "المهرية تشترك مع اللغة العربية في انتمائها للغات السامية الجنوبية". وأوضح التميمي أن هذه اللغة حظيت باهتمام عالمي كبير، حيث أرسل لها الباحثون من عدة دول أوروبية لمعرفة الجديد حولها، ففي عام 1983م أوفدت جامعة "السربون" الفرنسية الباحث "أنطوان لونيه" والباحثة "ماري جان سيمون" لفك رموز هذه اللغة وإعداد قاموس كامل لها، إلا أن الباحثين اكتشفا أن الحروف والصوتيات الموجودة فيها غريبة ومختلفة عن الحروف العربية وهي نادرة في لغات شعوب العالم، وأن من أبرز النتائج التي توصلت إليها البعثة الفرنسية هي اختلاف لهجات اللغة المهرية، وتابع "البدوي يختلف في لهجته عن الحضري، ولهجة الساحلي تختلف عن لهجة الصحراوي وسكان الشريط الساحلي يتميزون بلهجة خاصة عن سكان مرتفعات الهضبة الوسطى، وهؤلاء يتميزون بلهجتهم عن سكان السهل الصحراوي الشمالي، وبذلك نجد بعضهم يجيد اللهجتين إلى جانب اللغة العربية".

من جانبه أشار الباحث الدكتور وليد الروساء إلى رحلته العلمية التي قام بها إلى محافظة الخرخير في صيف عام 2010، من أجل تتبع اللغة المهرية، وتسجيل ظواهرها النفسية والاجتماعية والجغرافية، آملا أن يكون هناك اهتمام أكبر وأكثر بالتعددية اللغوية التي تكتنزها المملكة بوصفها مكانا للكثير من الثقافات والحضارات على مر العصور.

وكانت إحدى الجامعات الأميركية أقامت مؤتمرا علميا عن ظاهرة الانقراض اللغوي في العالم، وعن أسباب خفوت بعض اللغات وبروز أخرى، وتم التركيز على عدة لغات وأبرزها كانت اللغة المهرية، لأنها لغة عربية قديمة مهددة بالانقراض.

وحول كيفية الحفاظ على هذه اللغة أوضح الدكتور الروساء أن الخطوة الأولى للحفاظ عليها هي اهتمام المهريين أنفسهم، وذلك من خلال تداولها فيما بينهم وبالذات في منازلهم في نطاق العائلة. والخطوة الثانية تدريسها في المدارس أو في الأكاديميات، وعمل أبحاث علمية وندوات للمختصين في هذا الجانب، وذلك من أجل الحفاظ على هذه اللغة التي تعتبر جزءاً من التراث والتاريخ اليمني العريق، وتابع "من الملاحظات الجميلة في الآونة الأخيرة أن هناك اهتماماً من أبناء محافظة المهرة والأكاديميين والباحثين في جامعة صنعاء وجامعة عدن باللغة المهرية، ولكن ليس بالمستوى المطلوب".


أحرف وكلمات من اللغة المهرية مع الترجمة
أحرف وكلمات من اللغة المهرية مع الترجمة

أحرف وكلمات من اللغة المهرية مع الترجمة
خطاب مكتوب بالمهرية (الوطن)
..............
الوطن


--------------------------------------

 هل هنالك علاقة بين اللغة المهرية العربية ، واللغة الأمهرية الأفريقية؟

في رد على سؤال لضيف أسمه أبو إبراهيم ، توسعت في الإجابة فأحببت توسيع دائرة الفائدة للشباب جميعاً ،


أخي الكريم أبو أبراهيم
حياك الله ، وبياك ونرحب بكل من يهتم باللغات العربية ، وكلنا في هذا المنتدى المبارك ضيوف على أخواننا المهره الآكارم .


أخي الكريم ،


أعلم بارك الله فيك ، أن اللغة الأمهرية ، واللغة المهرية لغتين ساميتين ، ولكن الفرق بينهما كالفرق بين اللغة العربية واللغة العبرية ،


ولا يغرنك تقارب الأسم ، فإن هنالك لغة أسمها يوروبا ، وقارة أسمها أوربا.


أخي ، اللغات السامية ، أخوات علات ، بينهن تقارب ( من ناحية التشجير اللغوي العائلي، و اللفظي ، والتراكيبي ، الومعنوي ، و الصوتي ، الخ ... ) .


فاللغة المهرية ، والأمهرية كلتيهما تنتميان إلى اللغات السامية ، ولكن لكل منهما صفاته اللائقة به.
ولا شك أن للغة العربية و أخواتها القديمة (كـ
  1. السبأية
  2. والمعينية
  3. والقتبانية
  4. والحميرية

، وغيرها ) ووريثاتها الحديثة كـ (بنات اللغات العربية السابقة كـ
  1. البطحرية ،
  2. والحرصوصية ،
  3. والجبالية ،
  4. والهبيوتية ،
  5. والمهرية ،
  6. والسقطرية
، الخ... ) أقول لا شك أن لها تأثير قوي جداً على اللغات المجاورة في القارة الأفريقية ، ولغاتها مثل :
  1. اللغة التقرى ،
  2. والتقرينية ،
  3. والجعزية ،
  4. والدهلكية ،
  5. والأمهرية ،
  6. والعرجوبية و
  7. الجفاة
  8. والحريرية
  9. ، والكوراجية
  10. ، والسودو
  11. ، و المسمسية ،
  12. والمسقانية أو المسكانية
  13. و السباطية
)... ذ
أخي ، العرب الجنوبيين قوم رحل ، وهو يعشقون غمار البحر ، لذى فتوسعهم ، وحضارتهم ، ولغتهم ، و أدبياتهم لا شك حاضرة في الشعوب الأفريقية . بل إن شواهد قبورهم في بلاد الأغريق التي نحتت بخط المسند أدل دليل على الإتساع المعرفي العربي الجنوبي ، وهذا الثراء الحضاري لا شك أن له أثره على الثراء اللغوي .

اسأل الله أن يكتب البركة فيما ذكر في عجالة من الأمر على حين شغل وانشغال


أخوك الباحث في اللغات السامية الجنوبية
وليد التميمي
الولايات المتحدة الأمريكية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..